"إن ما يشهده عالمنا اليوم من أزمة في إمدادات الطاقة العالمية يؤكد أهمية القرار الاستراتيجي الذي اتخذته الدولة المصرية بإحياء البرنامج النووي السلمي المصري لإنتاج الطاقة الكهربائية كونه يساهم في توفير إمدادات طاقة آمنة ورخيصة وطويلة الأجل وبما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويجنب تقلبات أسعاره".. بهذه الكلمات افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مراسم صب خرسانة المفاعل الرابع في محطة الضبعة النووية، الحدث الذي اعتبره الرئيس السيسي "تاريخي".

 

محطة الضبعة النووية

وأكد الرئيس السيسي أن إنتاج الطاقة النووية للاستخدام السلمي في مصر يأتي ضمن مستهدفات الدولة لتنويع مصادر الطاقة، حيث قال: "إضافة الطاقة النووية إلى مزيج الطاقة الذي تعتمد عليه مصر لإنتاج الكهرباء يكتسب أهمية حيوية للوفاء بالاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية اللازمة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويساهم في زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة بما يحقق الاستدامة البيئية والتصدي لتغير المناخ".

إعادة إحياء المشروع النووي.. محطة الضبعة النووية 

والبرنامج النووي المصري من أقدم البرامج النووية السلمية في الشرق الأوسط، حيث بدأت أولى محاولات بناء محطة للطاقة النووية، في عام 1981، عندما وقعت الدولة المصري مع فرنسا اتفاقية للتعاون في المجال النووي، تتضمن إنشاء محطة للطاقة النووية، إلا أن المشروع لم يكتب له النور على الرغم من أن 

شركة فرام آتوم الفرنسية حينها (أريفا حاليا) كانت قد أجرت مسوحات تم خلالها اختيار موقع للمحطة المستقبلية في مدينة الضبعة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط في محافظة مطروح.

وفي عام 2007، عادت فكرة بناء محطة الضبعة النووية، وعلى الرغم من إبداء العديد من الدول رغبتها في إنشاء المحطة النووية إلا أن المشروع لم يكتمل للمرة الثانية بسبب عدة صعوبات فنية، ثم بسبب ثورة 25 يناير 2011 وما تلاها من أحداث في البلاد.

محطة الضبعة النووية.. السيسي يعيد الحلم النووي إلى مصر

ومع تولي الرئيس السيسي لمقاليد الحكم أبدى اهتمامًا كبيرًا بتنفيذ المشروع النووي المصري، وسرعان ما توصلت مصر لاتفاق مع الحكومة الروسية لبناء المحطة النووية، في فبراير 2015، عندما زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القاهرة، وخلال الزيارة وقع الطرفان مذكرة تفاهم في مجال الطاقة النووية، تنص على إمكانية التعاون في بناء تلك المحطة.

وبعد أقل من عام وقعت مصر وروسيا في 19 نوفمبر 2015، نصت على بناء أربع وحدات طاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها "مفاعلات "في في يه ار" من الجيل الثالث".

دخلت الاتفاقية المصرية الروسية حيز التنفيذ في 13 يناير 2016، ونصت على تزويد محطة الطاقة النووية المستقبلية بالوقود النووي، والتشغيل والصيانة وإصلاح وحدات الطاقة لمدة 10 سنوات، وتدريب الطلاب من مصر في الجامعة الوطنية للبحوث النووية في موسكو، فضلا عن تعهد الجانب الروسي ببناء منشأة تخزين خاصة وإرسال حاويات مخصصة للوقود النووي المستهلك.

وتبلغ تكلفة المحطة النووية نحو 30 مليار دولار، منها 25 مليار دولار قرض روسي، سيبدأ سداده بعد تشغيل المحطة، ومن المقرر تسديد قيمة القرض خلال 35 عامًا.

وفي 5 سبتمبر 2017، وافق مجلس الدولة على عقود بناء محطة من قبل شركة روساتوم، ولاحقا في 11 ديسمبر من العام عينه، تم التوقيع على بدء العمل وفق العقد العام لإنشاء المحطة وعقد توريد الوقود النووي لها في أعقاب زيارة الرئيس الروسي لمصر، وكان من المقرر أن يبدأ البناء في 2020، لكنه تأجل بسبب جائحة كورونا، ليبدأ إنشاء وحدة الطاقة الأولى في يوليو 2022، والثانية في نوفمبر 2022، والثالثة في مايو 2023.

 

خبراء عن المحطة النووية

وفي هذا الشأن، قال الدكتور حافظ سلماوي، أستاذ هندسة الطاقة، إن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تنفيذ محطة الضبعة النووية، حيث يسير المدى الزمني للتنفيذ في مواعيده المحددة، موضحًا ان المحطة النووية تتميز بأنه يتم بنائها وفق إجراءات شديدة ومحكمة، كما تنتج طاقة نظيفة.

وأضاف خبير الطاقة، أن المحطة النووية بمنطقة الضبعة تعد من الأجيال الحديثة للمفاعلات النووية، وتتكون من 4 وحدات كل منها 1200 ميجاوات بإجمالي 4800 ميجاوات. 

وتابع: "ما شهدته مصر اليوم هو حدث كبير نظرًا لإنجاز تنفيذ المحطة والوصول إلى صب الخرسانة في الوحدة الرابعة، وهو الأمر الذي يسير بشكل صحيح وفق الجدول الزمني".

وعلى صعيد متصل، أكدت الدكتورة وفاء علي، أستاذ اقتصاديات الطاقة، أن إنجاز نسبة كبيرة من الإنشاءات الخاصة بالمحطة النووية المصرية بمنطقة الضبعة ينهي تاريخًا طويلا من الحلم المصري نحو إنشاء محطة نووية، والذي بدأ قبل عشرات السنين.

وأضافت "علي" في تصريحاتها لـ«البوابة»، إن الطاقة النووية باتت تلعب دورًا كبيرًا في ظل أزمة طاقة كبيرة يشهدها العالم في السنوات الأخيرة، وأصبح البحث عن مصادر متنوعة للطاقة أمرًا حتميًا لا غنى عنه من أجل توفير بدائل للوقود الأحفوري". 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الطاقة السيسي محطة الضبعة النووية الوقود الاحفوري مصر محطة الضبعة النوویة المحطة النوویة الطاقة النوویة

إقرأ أيضاً:

الصين تكتشف مصدر طاقة غير محدود يمكنه تزويد البلاد لآلاف السنين

اكتشفت مجموعة من علماء الجيولوجيا في الصين مصدر طاقة "غير محدود" يمكنه تزويد البلاد بالطاقة لمدة 60 ألف سنة، في مجمع بيان أوبو للتعدين بمنغوليا الداخلية، حيث يحتوي مصدر الطاقة غير المحدود على كميات هائلة من الثوريوم، وهو عنصر مشع طفيف يمكن استخدامه في المفاعلات النووية ذات الملح المنصهر لإنتاج كميات ضخمة من الطاقة.

ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرا للكاتبيْن ناتاشا أندرسون ووليام هانتر قالا فيه إن مجموعة العلماء الصينية أشارت إلى أن مجمع التعدين الكائن في بيان أوبو بمنطقة منغوليا الداخلية، وهي منطقة تتمتع بحكم ذاتي في شمال الصين، قد يحتوي على كمية كافية من الثوريوم لتلبية احتياجات الطاقة المنزلية في الصين "إلى أجل غير مسمى"، وفقا لمسح وطني، حيث إن هذا العنصر المشع يمكن استخدامه لإنتاج نوع من محطات الطاقة النووية يُسمى "المفاعل الملحي المصهور" والذي يمكن أن يوفر كميات هائلة من الطاقة قد تصل إلى مليون طن من الثوريوم.

وتزعم الدراسة أن موارد الثوريوم في نفايات التعدين في البلاد "لا تزال بكرا"، وإذا تم استخراجها بشكل صحيح فقد تكون كافية لإنهاء الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري.

ووفق الكاتبيْن؛ يدعي الباحثون أن نفايات التعدين المتراكمة منذ 5 سنوات في موقع خام الحديد في منغوليا الداخلية تحتوي على كمية كافية من الثوريوم يمكنها تلبية احتياجات الطاقة الأميركية لأكثر من ألف سنة.

نفايات التعدين المتراكمة في موقع خام الحديد في منغوليا الداخلية تحتوي على كمية هائلة من الثوريوم (مواقع التواصل)

وأوضح الكاتبان أن هذا التقرير يأتي في وقت تتسابق فيه الصين وروسيا والولايات المتحدة لتوسيع تقنياتهم النووية وجعل الطاقة النووية مصدر طاقة رئيسيا.

إعلان

وحددت الدراسة 233 منطقة غنية بالثوريوم في أنحاء البلاد، وإذا كانت النتائج دقيقة، فإن احتياطيات الثوريوم في الصين تتجاوز التقديرات السابقة بشكل كبير، حيث يُقدر بأنها أكثر وفرة بـ500 مرة من اليورانيوم-232 المستخدم في المفاعلات النووية التقليدية، حيث تم الترحيب بالثوريوم كحل محتمل لتلبية الطلب على الطاقة النووية.

يذكر أن الثوريوم وحده ليس قابلا للانشطار، أي أنه لا يمكن استخدامه مباشرة في الانشطار، لكنه يمكن أن يشكل أساسا لتفاعل انشطاري، ذلك لأن الثوريوم "خصب"، مما يعني أنه يمكن أن يتحول إلى يورانيوم-233 (U-233) عند تعريضه لنيوترونات، وفي المفاعل الملحي المصهور، يُخلط الثوريوم مع مادة كيميائية تُسمى فلوريد الليثيوم، ويُسخن إلى حوالي 1400 درجة مئوية.

وأضاف الكاتبان أن هذا الخليط يتعرض بعد ذلك لقصف بالنيوترونات حتى يبدأ بعض الثوريوم في التحول إلى يورانيوم-232 الذي يتحلل فيما بعد في تفاعل انشطاري، وأثناء تحلله، يُنتج هذا اليورانيوم المزيد من النيوترونات التي تحول مزيدا من الثوريوم إلى وقود.

وأشار الكاتبان إلى أن الصين، التي بدأت بناء أول محطة طاقة نووية بالثوريوم بنظام المفاعل الملحي المصهور في العالم، تمتلك احتياطيات كافية من الثوريوم لتلبية احتياجاتها الطاقية لمدة 20 ألف سنة.

وقال باحث من بكين، طلب عدم الكشف عن هويته، لصحيفة "ذا ساوث تشاينا بوست": "على مدار أكثر من قرن، خاضت الأمم حروبا على الوقود الأحفوري. ويتضح أن مصدر الطاقة غير المحدود يكمن تحت أقدامنا مباشرة، مشيرا إلى أن "كل دولة تمتلك الثوريوم" الذي يمكن أن يحدث ثورة في صناعة الطاقة".

لطالما كان الباحثون حول العالم يستكشفون استخدام الثوريوم، وهو معدن طبيعي مشع قليلا، كمصدر رئيسي للطاقة على مدار سنوات عديدة، نظرا لتوافره في الطبيعة مقارنة باليورانيوم، ويمكنه أيضا توليد طاقة تزيد بمقدار 200 مرة عن تلك التي يولدها اليورانيوم، وفقا للجمعية النووية العالمية. ومع ذلك، تحذر الجمعية النووية العالمية من أن استخراج هذا العنصر بطريقة مجدية اقتصاديا لا يزال يشكل تحديا.

إعلان

واختتم الكاتبان التقرير بالقول إن الباحثين يشيرون إلى أن استخدام الثوريوم في مفاعلات الملح المصهور سينتج عنه نفايات أقل سمية على المدى الطويل، وقد يكون من الأسهل إعادة معالجتها.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: الشهداء درع الوطن وسيفه وسبب بناء المدن الجديدة في مصر
  • العراق مقبل على أزمة طاقة.. قرارات ترامب تحاصر طهران وتضر بغداد  
  • بـ2 مليار درهم.. "طاقة لحلول المياه" توقّع اتفاقية لتطوير مشروع في طشقند
  • علماء يبتكرون بطارية من "النفايات النووية" لإنتاج الكهرباء
  • مفتشو الطاقة الذرية يتفقدون أول محطة نووية في بنغلادش
  • دولة عربية تطلق مشروع حاويات ضخم على البحر الأحمر بقيمة 800 مليون دولار
  • دفعة للأمام.. هالة توما: تكريمي من السيدة انتصار السيسي شرف كبير |فيديو
  • مدير محطة كهرباء أم دباكر يحدد موعد عودتها إلى الخدمة
  • بعد أشهر من التأجيل.. ناسا تعلن عن عودة رواد الفضاء العالقين في المحطة الدولية
  • الصين تكتشف مصدر طاقة غير محدود يمكنه تزويد البلاد لآلاف السنين