تحاول بروكسل ومن ورائها واشنطن جر دول آسيا الوسطى إلى مصيدة. حول ذلك، كتبت أستاذة العلوم السياسية في جامعة سان بطرسبورغ الحكومية البروفيسورة نتاليا بريمينا، في "أوراسيا إكسبرت":

 في 17 يناير، تبنى البرلمان الأوروبي قرارًا يدعو دول آسيا الوسطى إلى التعاون الوثيق مع الاتحاد الأوروبي.

وقد جرى التعبير عن تكثيف التفاعل بين دول المنطقة والاتحاد الأوروبي، العام الماضي، في المقام الأول، في عمل منصات التفاوض المختلفة.

ومن المهم بالنسبة للمسؤولين في بروكسل أن تقوم الشراكة على "تهديدات" من روسيا ورغبة الدول في إيجاد توازن جديد على الساحة الدولية.

وبالإضافة إلى ممرات نقل من دون روسيا؛ وشراكة في قطاع الطاقة من دون روسيا أيضًا، فإن الاتحاد الأوروبي مستعد للاهتمام بمشاريع أخرى، خاصة في إدارة المعلومات.

ولا يكل مبعوثو الاتحاد الأوروبي أبدا من إقناع بلدان آسيا الوسطى بأنها تحظى باهتمام العالم أجمع، وأن لدورها في الأجندة الدولية الحالية أهمية بالغة. ولذلك، ليس من المستغرب أن يكون ممثلو هذه البلدان سعداء للغاية بطلبات الاستثمار من الاتحاد الأوروبي. وتظن دول المنطقة أنها "يمكن أن تكون مفيدة"، على سبيل المثال، في بناء الجسور بين المسؤولين الأوروبيين والصين. وهذا يذكرنا إلى حد ما بالرغبة السابقة لدول البلطيق في أن تكون جسورًا بين روسيا والاتحاد الأوروبي، والتي لم ينتج عنها شيء بالطبع.

ولكن، يتعين على دول آسيا الوسطى أن تنتبه إلى حقيقة أن الاستراتيجيين في الاتحاد الأوروبي يشيرون إلى مواءمة مصالحهم مع المصالح الأميركية الأوسع في المنطقة. فقال جوزيب بوريل إن طرق النقل بين آسيا الوسطى وأوروبا أُدرجت على جدول أعمال اجتماع مجموعة 5+1، وهذه المنصة الدبلوماسية أنشأتها الولايات المتحدة، وليس الاتحاد الأوروبي.

وبالتالي، فإن المبدأ الأساسي للتعاون مع دول آسيا الوسطى في إطار برنامج "البوابة العالمية" الشامل ينص على أن النموذج الأوروبي للتواصل الموثوق مع الدول الشريكة طويل الأجل ويتوافق مع مصالح الاتحاد الأوروبي وقيم: سيادة القانون وحقوق الإنسان والأعراف والمعايير الدولية. في الواقع، لا حرج في هذا. لكن الاتحاد الأوروبي يجعل من قيمه وقوانينه معيارا.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو فلاديمير زيلينسكي كييف موسكو الاتحاد الأوروبی دول آسیا الوسطى

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي سيناقش موضوع نقل الأصول الروسية لأوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صرح وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي سيناقش الأسبوع المقبل مسألة نقل الأصول الروسية المجمدة إلى أوكرانيا.

وأشار سيكورسكي إلى أن الاجتماع سيكون "دراماتيكيا"، حيث سيتوجب اتخاذ قرارات هائلة (أو وقفها تماما)، بشأن ما إذا كنا مستعدين لتخصيص أموال حقيقية لدعم أوكرانيا عبر إعطائها الأصول الروسية المجمدة، أو هل نحن مستعدون لمنحها عاما آخر لاستعادة قوتها لتعزز موقفها التفاوضي، حسب قوله.

وجمد الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع ما يقرب من نصف احتياط روسيا من العملات الأجنبية بقيمة 300 مليار يورو منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث يحتفظ الاتحاد الأوروبي بـأكثر من 200 مليار يورو منها، خاصة في حسابات شركة "يوروكلير" البلجيكية للخدمات المالية، أحد أكبر أنظمة التسوية والمقاصة في العالم.

ووصفت وزارة الخارجية الروسية تجميد الأصول الروسية في أوروبا بالسرقة، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يستهدف أموال وممتلكات رجال الأعمال الروس فحسب بل يستهدف أصول الدولة الروسية، وأكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن موسكو سترد على مصادرة الأصول الروسية من قبل الغرب، ووفقا له فإن روسيا لديها أيضا خيار عدم إعادة الأموال التي تحتفظ بها الدول الغربية في روسيا.

مقالات مشابهة

  • بوريل: سأقترح على الاتحاد الأوروبي تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل
  • الدخيري يشارك في الندوة العلمية حول تشجيع الزراعة المستدامة والزراعة العضوية في آسيا الوسطى
  • «القاهرة الإخبارية»: الطائرات الحربية الإسرائيلية لا زالت تحلق في أجواء غزة
  • بلومبرج: الاتحاد الأوروبي يخطط لتبني حزمة أخرى من العقوبات ضد روسيا
  • الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يؤكدان أهمية الشراكة لمواجهة التحديات العالمية
  • محافظ سوهاج يشدد على ضرورة جاهزية الوحدات المحلية لمواجهة الأمطار والسيول
  • الدخيري يشدد على أهمية توفير الدعم اللازم للبحث العلمي الزراعي والباحثين
  • السفير المصري في بروكسل يلتقي رئيسة البرلمان الأوروبي
  • الاتحاد الأوروبي سيناقش موضوع نقل الأصول الروسية لأوكرانيا
  • بوريل: على الاتحاد الأوروبي ان يقرر ما اذا كان سيواصل دعم كييف