لا يبدو أن الحرب في أوكرانيا ستنتهي قريبا وكل يوم تزداد الخسائر. ولكن هناك عامل آخر يضيف إلى خطورة طول أمد الحرب، فما هو هذا العامل وفق أتلاما زوغلو في ناشيونال إنترست؟

يبلغ متوسط عمر الجندي الأوكراني الذي يتعامل في الخطوط الأمامية 43 عاما. وعلى الرغم من خوض حرب طويلة من أجل البقاء، لا تزال أوكرانيا تدير جيشا تطوعيا للقتال في الخطوط الأمامية، ولا يتم سحب أحد من سريره في منتصف الليل.

لا يزال الجيش الأوكراني يعاني من خسائر فادحة للغاية خلال الأشهر الثلاثة والعشرين من الحرب. ومما يزيد الطين بلّة أن الحرب لا يبدو أنها ستنتهي قريبا. وكثّفت القوات الروسية ضغطها بشكل مضطرد عبر خط التماس من خلال شنّ هجمات يومية وضربات مدفعية، بينما تلعق كييف جراحها بعد الهجوم المضاد الفاشل في الصيف.

لا يستطيع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 27 عاما الاشتراك في القتال وفق قوانين الحكومة الأوكرانية. ويبدو أن السبب هو حماية الأجيال الشابة من الحرب. ورغم أن هذا القرار قد يبدو صحيحا من الناحية الاستراتيجية، لكن كييف قد تضطر إلى إعادة النظر في هذا القرار وتقوم بتجنيد الرجال الأصغر. وهناك دلائل على أن هذا الأمر يحدث.

دعا زيلينسكي في ديسمبر إلى ضخ 500 ألف جندي كردّ على التعبئة الروسية. وأشار الجنرال فاليري زالوجني، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، إلى تعبئة جماعية للقوات لتلبية متطلبات الحرب.

وهناك حقيقة لا بد من مواجهتها، فرغم أن الرجال الأكبر سنا يتمتعون بخبرة أعلى، ولكن الرجال في العشرينات من أعمارهم ينجزون المهام البدنية بمعدل ضعف سرعة الرجال في الأربعينات. كما أن الرجال الأصغر سنا يتعافون بسرعة أكبر ويعودون لساحة المعركة، إضافة إلى أن الأكبر سنا يتخلفون في العمليات الهجومية التي تتطلب حركة مستمرة وقوة بدنية كبيرة.

المصدر: ناشيونال إنترست

 

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي

إقرأ أيضاً:

سيحاصرك الموت غدا!!

صباح محمد الحسن

طيف أول:

لا شيء يمنح الضمير ندماً

سوى تلك الضلوع التي تكبح جحيم الخطيئة على صدر شجاع!!

ولا قيمة لحديث الفريق عبد الفتاح البرهان عن عدم الذهاب للتفاوض ذلك الحديث الذي أصبح لا يطرب أحد.

من الشعب السوداني الذي تجاوز خطاب (البل) وأدرك الحقيقة كما هي، وارتقى فوق جهل الأكاذيب، وخيبت ظنه الوعود، وخدعه الإعلام المضلل، وقتلته قهرا أنباء المعارك التي كلما تخلص من وجع باغتته قراءة المزيد…

فالشعب بات ينتظر أخبار السلام ليتقي شر الدعم السريع فمنذ الطلقة الأولى كانت ملامح هذه الحرب تقول إن لا خاسر فيها إلا المواطن، فإن لم يكن البرهان مبشرا بالسلام، فليصمت حتى لا تلاحقه اللعنات عند كل تصريح.

فالقائد الذي يعترف أنه خسر المعارك، لكنه لم يخسر الحرب هو كالتاجر الذي يعلن إفلاسه، لكنه يحرص على فتح متجره كل يوم!!

وما قيمة أمدرمان التي يلقي منها الجنرال كل يوم خطبة والمدن والمواقع تتساقط كأوراق الشجر في فصل الشتاء.

من أي طينة خُلق قائد الجيش الذي أصبح شعبه يقطع الفيافي عطشا وجوعا بين المدن أي قائد هذا الذي يعجبه ذُل شعبه وهوانه، ويخشى أن يُذّل إن ذهب للتفاوض ليجلب له الكرامة.

وشعبه في الخارج يعاني ويلات النزوح، عن أي نصر قريب يتحدث والناس يحاصرها الموت والخطر في سنار وسنجة وعدد من القرى.

أما آن الأوان ليرى البرهان أبعد من مصالحه وهو يحول الوطن كله إلى مساحة من الخوف والذعر.

كلما صلى المواطن تجاه قبلة مدينة آمنة لاحقه الموت

ولكن ليعلم قائد الجيش أن الموت سيلاحقه غدا، وسيطارده الخوف كما طارد المواطن، وسيفر من بورتسودان كما فر المواطن من الجزيرة ومن الخرطوم ومن دارفور

فهذه الحرب التي جعلت الدعم السريع ينتقم من المواطنين بكذبة القضاء على الكيزان تحتاج إلى رجل شجاع يطفئ نارها لا لرجل يحدث الشعب عن استمرارها، ويقف عاجزا عن تحقيق النصر لما يقارب العام والنصف.

ولماذا زار البرهان أمدرمان في الوقت الذي تعانيه سنجة وسنار حصار من الدعم السريع، ويحيط الخطر بالمواطنين على كل رأس ساعة!!

ويقول البرهان نحن ملتزمون أن نسلم الشعب السوداني الوطن خاليا من التمرد.

ولكن ما نراه أن البرهان ملتزم أن يسلم التمرد الوطن خاليا من الشعب!!

والبرهان يطلق الكذبة، ويصدقها ويتهم القوى المدنية الساعية لإيقاف الحرب أنها فئة تساند الدعم السريع في معركته والحقيقة أن لا أحد يساعد حميدتي في معركته سوى قائد الجيش لطالما أنه يرفض السلام.

ولكنه ظل يكرر اتهاماته الباطلة كعلكة لا طعم فيها ولا رائحة، فكل من ينشد السلام رابحاً وشجاع، وكل من يدعو للحرب خاسراً.

ولو كانت الحرب للشجعان لحسم أحد الأطراف هذه الحرب، ولكن لأنها حرب جبناء أقوى الرجال فيها لا تتجاوز بطولته (كسر باب) لسرقة ما بداخل المنازل.

ولو ألقى البرهان كلمته على الشعب، وليس لقواته المرابطة في أمدرمان لهتف الشعب ضده وليجرب البرهان مرة واحدة أن يخاطب المواطن في معسكرات النزوح أو ليذهب لا قرب دولة ليسمع للاجئين، وما عانوه ويعانونه جراء هذه الحرب لو فعل ذلك لأدرك البرهان حينها حقيقة أن يريده سلاما لا حربا.

ولكن لأن البرهان مترف في بورتسودان يظن أن الوطن كله هذه المدينة ولأن تهليل وتكبير جنود أمدرمان للحرب يظنه هذا صوت الجيش السوداني بأكمله.

فالرجل يعيش في عالم مغلق لا علم له بما يدور خارجه.

مفروض عليه الحصار العالمي والداخلي يتحرك الآن بقيود وسلاسل وتراقبه عيون، وتمسك به يد تجره فقط للحرب والنار، حتى يحترق ولكن ليعلم البرهان أن قرار وقف الحرب أصبح ليس بيده مثل أمر الطلقة الأولى تماما.

طيف أخير

مصر ماذا تريد!!

غدا نطرق أبواب مؤتمر القاهرة

 

الوسومصباح محمد الحسن

مقالات مشابهة

  • بوتين: إنهاء الأزمة الأوكرانية يتطلب الانسحاب الكامل للقوات الأوكرانية من أراضي روسيا الجديدة
  • في مثل هذا اليوم 5 يوليو.. "معركة كورسك" أول انتكاسة لهتلر في الحرب العالمية الثانية.. والجزائر تنتزع استقلالها بعد احتلال فرنسي دام 132 عامًا
  • إتصالات مع الدولة السورية...لا التزامات أو ضمانات
  • إطلاق سراح مدير «الشفاء».. وتبادل الاتهامات!!
  • تقرير لـNewsweek: لماذا على إسرائيل شنّ حرب على حزب الله وإيران؟
  • المعركة الشاملة مستبعدة.. والتصعيد حتمي
  • لغز العمر المديد: لماذا تعيش النساء عمرا أطول من الرجال؟
  • سيحاصرك الموت غدا!!
  • الاحتلال: حالة إنهاك بين الجنود بعد 9 أشهر من الحرب
  • جيش الاحتلال: حالة إنهاك بين الجنود بعد 9 أشهر من الحرب