لماذا لا يستطيع الجنود الأوكرانيون الصمود في ساحة المعركة؟
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
لا يبدو أن الحرب في أوكرانيا ستنتهي قريبا وكل يوم تزداد الخسائر. ولكن هناك عامل آخر يضيف إلى خطورة طول أمد الحرب، فما هو هذا العامل وفق أتلاما زوغلو في ناشيونال إنترست؟
يبلغ متوسط عمر الجندي الأوكراني الذي يتعامل في الخطوط الأمامية 43 عاما. وعلى الرغم من خوض حرب طويلة من أجل البقاء، لا تزال أوكرانيا تدير جيشا تطوعيا للقتال في الخطوط الأمامية، ولا يتم سحب أحد من سريره في منتصف الليل.
لا يزال الجيش الأوكراني يعاني من خسائر فادحة للغاية خلال الأشهر الثلاثة والعشرين من الحرب. ومما يزيد الطين بلّة أن الحرب لا يبدو أنها ستنتهي قريبا. وكثّفت القوات الروسية ضغطها بشكل مضطرد عبر خط التماس من خلال شنّ هجمات يومية وضربات مدفعية، بينما تلعق كييف جراحها بعد الهجوم المضاد الفاشل في الصيف.
لا يستطيع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 27 عاما الاشتراك في القتال وفق قوانين الحكومة الأوكرانية. ويبدو أن السبب هو حماية الأجيال الشابة من الحرب. ورغم أن هذا القرار قد يبدو صحيحا من الناحية الاستراتيجية، لكن كييف قد تضطر إلى إعادة النظر في هذا القرار وتقوم بتجنيد الرجال الأصغر. وهناك دلائل على أن هذا الأمر يحدث.
دعا زيلينسكي في ديسمبر إلى ضخ 500 ألف جندي كردّ على التعبئة الروسية. وأشار الجنرال فاليري زالوجني، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، إلى تعبئة جماعية للقوات لتلبية متطلبات الحرب.
وهناك حقيقة لا بد من مواجهتها، فرغم أن الرجال الأكبر سنا يتمتعون بخبرة أعلى، ولكن الرجال في العشرينات من أعمارهم ينجزون المهام البدنية بمعدل ضعف سرعة الرجال في الأربعينات. كما أن الرجال الأصغر سنا يتعافون بسرعة أكبر ويعودون لساحة المعركة، إضافة إلى أن الأكبر سنا يتخلفون في العمليات الهجومية التي تتطلب حركة مستمرة وقوة بدنية كبيرة.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي
إقرأ أيضاً:
لماذا يتطلب السلام في أوكرانيا هزيمة روسيا؟
يتمتع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببصمة دولية وحضور واسع، رغم أن بلاده هي بقايا قوة عظمى فاشلة، ذات اقتصاد أحادي قائم على الطاقة، وهو اقتصاد في الواقع لا يزيد حجمه من حيث القيمة السوقية عن حجم اقتصاد إيطاليا، ولكنه يمارس نفوذاً دولياً هائلاً.
وبحسب تحليل لمجلة "ناشونال إنتريست" تشير التوقعات بشأن عواقب الصراع الروسي الأوكراني إلى أن موسكو لا ترى أنها ستتراجع أو تتوقف عن كونها تشكل تهديداً غير متوقع لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، بل يبدو أنها تعتمد إلى حد كبير على الوضع الحالي، والقوى الدافعة للسياسة المحلية الروسية، وعلى كيفية انتهاء الصراع وكيف يُنظر إلى هذه النهاية؟.
وبينت المجلة، أن العوامل المحلية في روسيا، التي يحكمها بوتين، تتشابك بدرجة استثنائية مع قرارات السياسة الخارجية، وهذا النفوذ المحلي الساحق والتهديد الخارجي الضخم الذي تشكله موسكو يتحدى القياسات الطبيعية للقوة العالمية. ولكن هذا لا يعني أننا نتجاهل حقيقة مفادها أنه حتى لو استخدمنا تعادل القوة الشرائية للناتج المحلي الإجمالي، فإن اقتصاد روسيا لا يزال يشكل جزءاً صغيراً من اقتصاد الولايات المتحدة أو الصين، وأصغر كثيراً من اقتصاد الهند.
ومع ذلك، تواصل روسيا، التي لا تكاد ترقى إلى مستوى القوة العظمى، استعراض قوتها وتهديد جيرانها، بما يتجاوز وزنها الحقيقي.
The truth is Washington has given both Moscow and Pyongyang plenty of reasons to cooperate against U.S. interests, writes Ted Galen Carpenter. https://t.co/QbPs532gNn
— National Interest (@TheNatlInterest) October 31, 2024 قوة بوتين التخريبيةتكمن الإجابة عن كل التسأولات في أكبر "ترسانة نووية" في العالم؛ والتهديدات النووية المتكررة من جانب موسكو واستعداد الكرملين القاسي لاستعراض قوته، وخاصة في الفضاء السوفييتي السابق، وهو ما يعزز القدرة على استعراض القوة وتهديد الجيران والاستقرار الدولي.
وترى المجلة أن طموحات بوتين الشاملة في مجال القوة غير المحدودة؛ وغياب القيود المحلية ذات المغزى، والعجز الغربي، والتفكير المتفائل في الاستجابة للعدوان الروسي، وإرهاق أوكرانيا بين الدول الغربية، كلها تساهم في استمرار التهديدات.
وعلاوة على ذلك، فإن "الأصول التخريبية" التي تمتلكها روسيا تنذر بتهديدات روسية محتملة لحلف شمال الأطلسي في المستقبل، في أعقاب تسوية غير مسؤولة محتملة للحرب في أوكرانيا.
ومع ذلك، فإن العيوب الأساسية لها تأثير في نهاية المطاف، وخاصة إذا استجاب المعارضون بذكاء، كون الرئيس الروسي غير القادر أو غير الراغب في حل المشاكل الاقتصادية والسياسية الأساسية داخل روسيا، نظر إلى المغامرات الدولية كوسيلة للتحويل "النجاحات" الخارجية إلى شعبية محلية وشرعية سياسية في الداخل.
المفارقاتواوضحت المجلة، أنه إذا نظرنا إلى ما أسمته "حكم الـ30 عاماً"، حيث تحولت إيطاليا الفاشية المهزومة والمدمرة وألمانيا النازية (الجمهورية الفيدرالية) واليابان العسكرية في عام 1975 إلى ديمقراطيات مزدهرة واقتصادات ناجحة وتجار دوليين شرسين، فإن روسيا، الدولة الإقليمية الأكبر في العالم، ذات الموارد الطبيعية التي لا مثيل لها والسكان المتعلمين تعليماً جيداً، هي في الواقع دولة متأخرة ومحرجة، وهذا يعد مثالاً واضحاً على فشل الاتحاد الروسي في ظل نظام بوتين.
أهدرت روسيا فرصاً تاريخية لتحويل نفسها إلى دولة حديثة ناجحة، وضحت الدولة بأرواح وكنوز في حرب كارثية على أوكرانيا، وأصبحت تعتمد بشكل متزايد على الصين والدول المارقة مثل إيران وكوريا الشمالية، مع خطر تحولها مستقبلاً إلى دولة أو كيان تابع لبكين.
وعلاوة على ذلك، أعادت تهديدات الكرملين تنشيط حلف شمال الأطلسي، ودفعت دولتين محايدتين رئيسيتين (السويد وفنلندا) إلى أن تصبحا عضوين في التحالف، وه ما جسد الدولة الروسية الفاشلة في ظل حكم بوتين، حيث رهن الأخير مستقبل بلاده من أجل احتفاظه بالسلطة.
ومع ذلك، فإن الضعف الأساسي في دولة نووية ذات جيش كبير أمر استفزازي بشكل متناقض، والإخفاقات المحلية الهائلة التي تعرض لها بوتين تجعل روسيا تهديداً مستمراً، سواء كانت قوة عظمى أم لا. وأي نوع من التسوية في أوكرانيا من شأنه أن يسمح لبوتين الاحتفاظ بالأراضي التي احتلها بشكل غير قانوني، وخاصة مع توقف خطوة انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، من شأنه أن يشجعه، ويشرعن حربه كسياسة ناجحة.
Candidates for the President of the United States on the ongoing genocide of Ukraine by the Russian fascists —
Kamala Harris: I will work to ensure Ukraine prevails in this war.
Donald Trump: "Ukraine is gone." Will end military support for Ukraine and cede Ukraine to Russia. pic.twitter.com/0Wh427Oeut
لكي تتوقف روسيا عن كونها تهديداً لحلف شمال الأطلسي في المستقبل، فإن إنهاء الحرب المثالي سيكون تنفيذ الاستراتيجية التي حددها رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، "يجب أن تفشل روسيا في النهاية، وأن يُنظر إليها على أنها تفشل".
من الناحية الواقعية، ربما يكون هذا الهدف بعيد المنال حالياً، ومع ذلك، فإن حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا ليسا عاجزين عن تحقيق ذلك على الرغم من الصعوبات الشديدة، منعت أوكرانيا خسارة كبيرة للأراضي في العام الماضي، واستولت على بعض المناطق في منطقة كورسك في روسيا. فيما يدعي زيلينسكي أن لديه "خطة النصر"، لكن الواقع هو أن قوات كييف لا تزال تعاني من صعوبات جمة، على الرغم من السخاء الأمريكي ودعم حلف شمال الأطلسي.
وأشارت المجلة، إلى أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، على الرغم من سخائهما بشكل عام، وامتلاكهما لقدرة قوة تفوق إلى حد كبير قدرة روسيا، كانا في كثير من الأحيان خجولين وبطيئين في تزويد أوكرانيا بالمساعدات الأساسية. ويمكن للغرب أن يفعل المزيد، ولا يزال الردع النووي ذا مصداقية، ونظام بوتين "قابل للاحتواء".
إيكونوميست: أوكرانيا تواجه صراعاً من أجل البقاء - موقع 24في الحادي والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول)، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين خلال زيارة كييف: "بعد 970 يوماً من الحرب، لم يحقق بوتين هدفاً استراتيجياً واحداً".وختمت المجلة، بذكر أنه من أجل السلام الآن، تحتاج أوكرانيا والغرب إلى الموافقة على بعض التنازلات الإقليمية، ولكن لكي يتمكن الناتو من إدارة التهديد الروسي المستقبلي، فيتعين عليه ضمان أن يُنظَر إلى روسيا على أنها خسرت بشكل عام في عدوانها في أوكرانيا.
وخلصت إلى أن كيفية ذلك تكمن في أن "اتفاق السلام" الذي يجعل التنازلات الإقليمية مشروطة بانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، من شأنه أن يرسم خطاً أحمراً يضمن السيادة والسلامة لأكثر من 80% من أوكرانيا، واحتواء روسيا، ووضع التحالف في وضع جيد في انتظار انهيار "البوتينية" في نهاية المطاف.