آخر أيام الإمبراطور الدموي والحطاب العنيد
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
تمكن الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني من تفادي العقاب من اتهام بأنه من أشعل الحرب العالمية الأولى لسببين أحدهما يتمثل في رفض هولندا تسليمه للمحاكمة في 23 يناير 1920.
إقرأ المزيدالحكومة الهولندية بالتزامن مع رفضها تسليم فيلهلم الثاني إلى قوى الوفاق للمحاكمة، اتهمت الإمبراطور الألماني السابق بأنه "أعلى إهانة للأخلاق الدولية والقوة المقدسة للمعاهدات".
معاهدة فرنساي لعام 1919 كانت اعتبرت الإمبراطور الألماني الأخير مجرم حرب، والمذنب الرئيس في إشعال نيران الحرب العالمية الأولى المدمرة التي تسببت إجمالا في مقتل 20 مليون شخص وإصابة 21 مليون آخرين.
فيلهلم الثاني كان جلس على العرش من 15 يونيو عام 1888، وأجبر على مغادرته بتنازله في 9 نوفمبر 1918 بعد الهزائم الكبيرة التي تعرضت له قواته على الجبهة الغربية في نفس العالم.
كانت ضمانات الدعم العسكري الألماني للإمبراطورية النمساوية الهنغارية أثناء أحداث يوليو هام 1914 المتمثلة في اغتيال ولي عهد النمسا في ساراييفو، أحد الأسباب المباشرة لاندلاع الحرب العالمية الأولى، وكانت السلطات الرئيسة في ذلك الوقت قد انتقلت إلى هيئة الأركان العامة للجيش الألماني، وبحلول عام 1918، فقدت الإمبراطورية الألمانية جميع مكاسبها على الجبهة الغربية بعد أن تعرضت لهزائم حاسمة في خريف عام 1918.
إثر ذلك اندلعت الثورة الألمانية 1918 – 1919، وفقد الإمبراطور فيلهلم الثاني دعم الجيش وملايين من مواطنيه، وفر إلى هولندا بعد وقت قصير من تنازله عن العرش، ولم يعد بعدها بتاتا إلى بلاده، فيما حاولت الثورة الألمانية إقامة دولة ديمقراطية على أنقاض النظام الملكي، عرفت باسم جمهورية فايمار، إلا أنها لم تكن مستقرة.
بعد هزيمة القوات الألمانية وسقوط النظام الملكي، خبت رغبة دول الوفاق المنتصرة في القصاص من فيلهلم الثاني، وكتب العاهل البريطاني جورج الخامس، أنه يعتبر الإمبراطور الألماني المخلوع، وكان ابن عمه، "أعظم مجرم في التاريخ"، لكنه عارض اقتراح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج بـ "شنق القيصر"، وذُكر في الدوائر الرسمية في لندن في 1 يناير 1920 أن بريطانيا "ترحب برفض هولندا تسليم القيصر السابق إلى المحكمة".
عاش فيلهلم الثاني بقية حياته مرفها في هولندا. أثناء ذلك، انكب على إعداد دراسات تاريخية وثقافية وأسس منتدى أبحاث لاهوتية.
كما نشر الإمبراطور الألماني المخلوع في عام 1922، المجلد الأول من مذكراته، ودافع عن نفسه فيه، نافيا أي ذنب له في إطلاق رحى الحرب العالمية الأولى الدموية، كما قامت السلطان الألمانية في عام 1926 بإعادة الأراضي المصادرة منه.
في نفس الوقت، لم يغفل فيلهلم الثاني عن مضاعفة ثروته بنفسه، وقام بالاستثمار بنجاح في الصناعات الثقيلة الألمانية بداية الثلاثينيات، كما تمكن بحلول عام 1924 من اتقان اللغة الهولندية.
أمضى الإمبراطور المخلوع وقته في منفاه وهو يتسلى بالصيد، كما شغف كثيرا بتقطيع الحطب حتى أن بعض التقديرات تشير إلى أنه قطع أكثر من 1000 شجرة، وظل طوال الوقت يحلم باستعادة النظام الملكي في ألمانيا وأن يعود أو أحد أحفاده إلى العرش.
في المنفى، شهد صعود أدولف هتلر إلى السلطة في بلاده، واندلاع الحرب العالمية الثانية، وحين سقطت فرنسا أمام جحافل النازيين، أرسل الإمبراطور المخلوع برقية تهنئة إلى هتلر في 24 يونيو عام 1940. الزعيم النازي بعد قراءة البرقية وصف مرسلها بأنه "عجوز أحمق"، ولم يرد.
حين غزت قوات هتلر هولندا في مايو عام 1940، رفض فيلهلم عرضا من رئيس الوزراء البريطاني حينها ونستون تشرشل للجوء إلى الجزر البريطانية، وفضّل البقاء في منفاه.
الإمبراطور الألماني المخلوع توفى مساء يوم 4 يونيو عام 1940 عن عمر ناهز 82 عاما بعد معاناة من انسداد رئوي.
حين علم هتلر بالنبأ، أمر على الرغم من كراهيته له، بإقامة جنازة عسكرية له. كان الزعيم النازي يحاول استغلال الأمر لصالحه بالترويج للدولة النازية التي يديرها على أنها وريثة للإمبراطورية الألمانية.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أدولف هتلر أرشيف الحرب العالمية الأولى الحرب العالمیة الأولى
إقرأ أيضاً:
الشرطة الألمانية تعتقل طلابا تضامنوا مع فلسطين وتهدد آخرين بالترحيل (شاهد)
اعتقلت الشرطة الألمانية، عدداً من الطلاب في جامعة هومبولت بالعاصمة برلين، خلال مشاركتهم في تظاهرة تضامنية مع القضية الفلسطينية، احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وخطط حكومة ولاية برلين لترحيل أربعة نشطاء أجانب مؤيدين لفلسطين.
واقتحم مجموعة من الطلاب مبنى يحتوي على قاعة المحاضرات "إميل فيشر" داخل الجامعة، ورفعوا لافتات على نوافذ المبنى كُتب عليها شعارات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، منها: "أنتم متواطئون في الإبادة الجماعية"، و"لا دولة سوى فلسطين 48"، و"انتفاضة حتى النصر".
Berlin police used extreme violence to suppress a supporter of Palestine in front of Humboldt University in Berlin.
????: Ryad.aref pic.twitter.com/1TceUmCxxU — Quds News Network (@QudsNen) April 17, 2025
وفي محيط المبنى، تجمع نحو 20 شخصًا للتعبير عن تضامنهم مع المحتجين، مرددين شعارات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، من بينها "الحرية لفلسطين"، "قاطعوا إسرائيل"، "لا للحدود ولا للترحيل"، إضافة إلى "ألمانيا دولة فاشية" و"المقاومة حق دولي".
ورغم مطالبة إدارة الجامعة للطلاب بمغادرة المبنى، قام المحتجون بإغلاق الأبواب وإقامة حواجز، ما استدعى تدخل الشرطة، التي فرضت طوقاً أمنياً مشدداً، واعتقلت ما لا يقل عن خمسة أشخاص من المتظاهرين خارج المبنى.
كما استخدمت الشرطة أدوات خاصة لفتح الأبواب، وأزالت اللافتات من النوافذ قبل أن تقوم بإخلاء المبنى واحتجاز المشاركين في التظاهرة.
Shortly after their protest at Humboldt University denouncing the university’s complicity in the Israeli genocide in Gaza, Berlin police stormed the campus, detaining and expelling pro-Palestine students. pic.twitter.com/EOS0Kl0aNI — Quds News Network (@QudsNen) April 16, 2025
وبحسب شهود عيان، شملت الاعتقالات عدداً من الأشخاص الذين كانوا يرتدون سترات تحمل عبارة "صحافة".
وقال المتحدث باسم الشرطة، مارتن هيلفيغ، في تصريحات من موقع الحدث، إن قوات الأمن اقتحمت المبنى بالقوة وأخرجت ما يقرب من 90 محتجاً، موضحاً أن التحقيق جارٍ معهم بتهم تتعلق بـ"انتهاك حرمة المساكن" و"الإضرار بالممتلكات".
وأضاف أنه سيتم إطلاق سراحهم فور التأكد من هوياتهم، في حال لم توجه إليهم اتهامات إضافية.
وفي سياق متصل، شهدت العاصمة برلين، في السابع من نيسان/أبريل الجاري٬ مظاهرة احتجاجية ضد قرار السلطات ترحيل أربعة نشطاء أجانب تضامنوا مع فلسطين، من بينهم ثلاثة مواطنين من دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وشارك أكثر من 100 شخص في التظاهرة التي نُظمت بشارع شتريزمان بالقرب من برلمان ولاية برلين، للتنديد بقرار الترحيل الصادر بحق أربعة ناشطين، هم: مواطن أمريكي، واثنان من أيرلندا، وآخر من بولندا، على خلفية مشاركتهم في مظاهرات دعم لفلسطين.
وكانت وزارة الداخلية في ولاية برلين قد أفادت، في تصريحات أن مكتب الهجرة أصدر في آذار/مارس الماضي قراراً بإنهاء تصاريح الإقامة لهؤلاء الأشخاص، بسبب تورطهم في أحداث وقعت في الجامعة الحرة ببرلين يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر 2024.
من جهته، أورد موقع "ذا إنترسبت" أن الناشطين الأربعة، وهم كوبر لونجبوتوم، وكاسيا فلازكزيك، وشين أوبراين، وروبرتا موراي، باتوا مطالبين بمغادرة البلاد بحلول 21 نيسان/أبريل الجاري، وأنهم سيُرحّلون قسرياً في حال لم يغادروها طوعاً.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن السلطات الألمانية تعتبر هؤلاء النشطاء "خطراً على النظام العام"، متهمةً إياهم بـ"الإضرار بالممتلكات"، و"وصف عناصر الشرطة بالفاشيين"، وترديد شعارات محظورة بموجب القانون الألماني.
وفي تصعيد آخر ضد القضية الفلسطينية، ألغت جامعة برلين الحرة فعالية أكاديمية كانت مقررة للمقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز.
وكان من المقرر أن تلقي ألبانيز عرضاً تقديمياً ضمن الفعالية، إلا أن رئيس الجامعة، غونتر زيغلر، أعلن إلغاء الحدث في اجتماع داخلي، معللاً القرار بـ"الاستقطاب المتزايد" و"الظروف الأمنية غير القابلة للتنبؤ".
وأضاف زيغلر أن الفعالية "لا يمكن تنظيمها بشكل علني وحضوري"، واقترح عقدها عبر الإنترنت كبديل.
ويأتي ذلك فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي هجماته على قطاع غزة بدعم أمريكي واسع النطاق، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث يشن الاحتلال عمليات عسكرية وصفتها منظمات حقوقية بـ"الإبادة الجماعية"، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 167 ألف فلسطيني وإصابة عدد مماثل تقريباً، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى فقدان أكثر من 11 ألف شخص.
ومنذ استئناف العمليات العسكرية في 18 آذار/مارس الماضي، ارتفع عدد الشهداء إلى 1652، فيما تجاوز عدد الجرحى 4390، وفق ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة صباح الأربعاء، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من الضحايا هم من النساء والأطفال.