قتلة “ديموقراطيون” من وراء الستار
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
الحرب بالوكالة بواسطة القفازات الإقليمية والمحلية.. هي الطريقة الأمريكية الغربية الصهيونية المفضلة في قتل الشعوب الرافضة لهيمنتهم، وتدمير أوطانها لأجل الاستمرار في نهب ثرواتها، وسرقة خيراتها.
في اليمن كان قفازُهم التحالفَ السعودي الإماراتي ومرتزقةَ «الشرعية» المزعومة..
وفي وقت ما، وحين أزعجهم ذلك البلد الأفريقي وهو النيجر بإقدام بعض الأحرار من عسكره على انتزاع رضَّاعة النهب والاستنزاف لخيراته على حساب شعبه من فمهم، وهموا باستهدافه وتأديبه على كسر عصا طاعتهم وحتى لا يحذو بلد آخر حذوه.
بطبيعة الحال، كثيرة هي الأمثلة على ذلك الأسلوب الانتهازي التوظيفي الماكر الذي عمد فيه طغاة الغرب الصهيوني إلى تمرير سياساتهم اللصوصية والإجرامية والقاتلة في حق الشعوب المستهدفة عن طريق وكلائهم الإقليميين وأدواتهم في داخل البلدان المستهدفة، الذين كانوا بمثابة عكازات وقفازات تمكِّن الأمريكيَّ وغيرَه من كهنة التسلط والهيمنة الغربية من الوصول إلى مآربهم عبر هذه الأدوات و»العكاكيز»، وبأقل الأثمان والكُلَف.
لكن يبدو أن تعقد الأمور أمام هؤلاء المهيمنين بسبب ما تعرضت له سياساتهم الإجرامية هذه من نكسات، وسقوط أدواتهم على نحو عقَّمها من كل جدوى، والوعيَ العالي والناضج الذي بات جزءا فاعلا من ذخيرة الشعوب في مواجهة هؤلاء.. كل ذلك دفعهم إلى القفز بأنفسهم إلى ساحات الصراع وتجريب حظهم الذي تقول كل المعطيات إنه عاثر ولا فرص أمامه، بل تكاد تنسد أمامه كل الآفاق.
اليوم هذا هو شأن مثلث الشر الأمريكي البريطاني الفرنسي، وقد أدركوا الغرق أو السقوطَ الوشيك لقاعدتهم المتقدمة في منطقتنا الممثَّلة في الكيان المؤقت اللقيط، والعواقبَ الوخيمة للعنة الدم المسفوك بغزارة في فلسطين على هذا الكيان، والواضح أن لُهاثهم لإنقاذه غيرُ ذي جدوى، لأنهم يلعبون في الوقت الضائع، والساعةُ تسير بتوقيت شعوب منطقتنا ومقاومتها المجاهدة المنتصرة حتما، ويكفي لاستيقان حتمية وحقيقة هذا المقروء أن نتأمل بإمعان وروية في طبيعة ونوعية الضربات التي توجهها قواتنا المسلحة، في سياق الموقف المنحاز لمظلومية الشعب الفلسطيني، للعدو الصهيوني وتلك التي تأتي ردا على البلطجة الأمريكية البريطانية، وأن نعيد الإصغاء إلى نبرة التحدي والوثوق الاستراتيجي في الخطاب القيادي المؤكد على ثبات موقفنا بجانب الشعب الفلسطيني المظلوم ومقاومته ورسائله الواضحة نحو العدو الأمريكي الصهيوني تحديدا والتي وضعت الأمريكي في حجمه الحقيقي أمام مَن سلاحهم الإيمان في أوثق عراه الصادقة، ويضربون ببأس من بأس الله، وفي هذا ما يكفي لردع هذا العدو، وإن ناور وأرعد وزمجر، فالميدان هو صاحب القول الفصل؛ وزبدةُ واقع الحال هنا أن العدو في ذروة التوجس مما يخبئه الآتي والعزم ُ المجاهد المقاوم الظهيرُ لفلسطين وغزتها ومقاومتِها في اليمن وبقية أطراف المحور.
وهنا تغلِبُ المرارة على كل اعتبار آخر في شعور العدو بشقيه: الواجهي الصهيوني، والخلفي الأمريكي، ويقينِه بسقوط ذات اليد، وتلاشي الجدوى من كل خياراته الإجرامية الدموية، والدعائية التضليلية، وقد بات على تمام اليقين من أن جرائمه التي اتسعت رقعتها من غزة والضفةِ الفلسطينية إلى البحر الأحمر وزوارقِ بحريتنا المغدورة فيه والغارات البائسة بين فينة وأخرى على صنعاء والمحافظات الأخرى.. إلى بيروت وشهادةِ العاروري، فبغداد واستهدافِ قادة الحشد الشعبي في قلبها، فدمشقَ وما شهده حي السيدةِ زينب فيها، فكِرمان إيران وعشراتِ الشهداء ضحايا الفيلق الداعشي من مخابرات أمريكا والموساد الصهيوني، وهلم جرا.. كل هذا السياق الدموي كان في عوائده وتبعاته على نقيض ما توخاه العدو من ترميم لهيبته المتهاوية، وهذا ما ينطبق أيضا على خداعه وتضليله وسلاحه الدعائي المفضوح، فعلى امتداد العالم بطوله وعَرضه، من ذا الذي لا يعرف أن الضدية التامة بين طرفي القول والفعل هي السمة الأساس، بل الفارقة لمعادلة الخطاب السياسي الأمريكي وآلته الإعلامية والدعائية، ما يجعله، بلا أي منازع، الأكذب والأدجل في التاريخ.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ما أهمية قاعدة “عاموس” الصهيونية التي استهدفها حزب الله؟
يمانيون – متباعات
في تطور لافت، أعلن حزب الله اليوم الأربعاء تنفيذ هجوم جوي بطائرات مسيّرة على قاعدة “عاموس” العسكرية التابعة للكيان الصهيوني، في عملية جديدة تضيف مزيداً من الضغط على الاحتلال الصهيوني في إطار المواجهات المستمرة.
وتعد قاعدة “عاموس” واحدة من المنشآت العسكرية الحيوية في شمال الكيان الصهيوني، حيث تقع على بُعد 55 كيلومترًا عن الحدود اللبنانية، غرب مدينة العفولة. وتعتبر هذه القاعدة بمثابة مركز استراتيجي في استعدادات جيش الاحتلال، فهي تمثل محطة مركزية في تعزيز نقل وتوزيع القوات اللوجستية في المنطقة الشمالية، وكذلك في دعم أنشطة شعبة التكنولوجيا الخاصة بالجيش الصهيوني.
أنشئت القاعدة في الأصل من قبل قوات الانتداب البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت بمثابة امتداد لمهبط الطائرات “مجدو” الخاصة بالطائرات الخفيفة. ومع مرور الوقت، أصبحت القاعدة نقطة تجمع وتوزيع حيوية للجنود الصهاينة، لا سيما في دعم قوات الاحتياط من خلال استقبالهم وتوزيعهم في فترات الأزمات العسكرية. وقد كانت حتى عام 2016، مركزًا لاستقبال وتجهيز جنود الاحتياط، وفي فترة لاحقة أصبحت مقرًا للكتيبة المشاة الميكانيكية التابعة للواء غولاني.
وفي عام 2018، بدأت سلطات الكيان الصهيوني بتوسيع وتجديد القاعدة لتواكب احتياجاتها العسكرية الحديثة، وأصبح بمقدور القاعدة استيعاب أكثر من 2000 جندي وضابط، بالإضافة إلى مئات الموظفين الذين يتولون مهام النقل والخدمات اللوجستية. كما شملت أعمال التجديد بناء مركز صيانة متطور لأسطول الشاحنات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، وكذلك تحديث أنظمة الطاقة الشمسية التي تُستخدم في القاعدة.
وتعد قاعدة “عاموس” اليوم من أبرز المواقع العسكرية التي يوليها جيش الاحتلال الصهيوني اهتمامًا بالغًا، حيث تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات التنقل السريع لقوات الاحتلال في المنطقة الشمالية، والتي تحظى بأهمية بالغة في حال نشوب نزاع أو مواجهة مع حزب الله.
ويشير الهجوم الأخير على القاعدة إلى تصعيد نوعي في العمليات العسكرية التي ينفذها حزب الله ضد البنى التحتية العسكرية التابعة للكيان الصهيوني، ويعكس قدرة الحزب على ضرب مواقع حساسة تقع في عمق الأراضي المحتلة.
وقد يعزز هذا الهجوم من موقف حزب الله في مواجهة الاحتلال، ويشكل تحديًا جديدًا للجيش الصهيوني في الوقت الذي تزداد فيه الضغوط العسكرية عليه من جبهات متعددة.