التخطيط وأهميته في ترتيب برامج المنتخبات الوطنية
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
مواصلة لما تحدثنا عنه في نهاية عمود الأسبوع الماضي حول التخطيط وأهميته ومفعوله العلمي في ترتيب برامج المنتخبات الوطنية وتحضير مستقبل افضل للرياضة اليمنية، سوف نتطرق لهذا الموضوع من عدة جوانب بداء بمفهوم التخطيط وانتهاء بالطرق المختلفة لتخطيط التدريب في كرة القدم، لم يعد خافيا على أحد أن التخطيط قد اصبح جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، فنحن نسمع الآن اكثر من أي وقت مضى عبارات مثل «الخطة الخمسية « أو «خطة التنمية» أو «إدارة التخطيط» وهكذا، وبالتالي لم يعد الإنسان المتقدم المتطور ثقافيا وعلميا يسيرّ حياته على أساس المحاولة والخطأ، بل اصبح يخطط، أي يرسم لنفسه مسبقا خط السير ثم يسير على هديه.
يعتبر التخطيط بالنسبة لعمليات التدريب الرياضي من الأسس الهامة لضمان العمل على رفع المستوى الرياضي، من اجل المنافسة على المراكز المتقدمة، فالوصول إلى المستويات الرياضية العالية لا يأتي جزافاً، بل من خلال التدريب المنظم لفترة طويلة، وهذا ما يعطي أهمية بالغة للدور الذي يلعبه التخطيط بالنسبة لعملية التدريب الرياضي، والتخطيط للتدريب الرياضي، يتعلق بالمستقبل مستندا إلى الحاضر ومتخذا من الماضي تجربة حية، فهو لا يقوم على افتراضات عشوائية وإنما يستند إلى الاحتمالات العلمية المدروسة، لذلك وهذا ما أؤكد عليه دائما كلما أتيحت لي الفرصة سواء في محاضرة أو حلقة نقاش حول نتائج منتخباتنا الوطنية لكرة القدم وخصوصا منتخب الناشئين الذي أظهر لاعبوه قدراتهم المهاراتية والفنية الفردية والجماعية العالية في كرة القدم خلال المنافسات التي خاضوها، وحققوا من خلالها بطولتي غرب آسيا ٢٠٢١ و٢٠٢٣م، وخلال هذا النقاش كنا نؤكد على أهمية التخطيط وعودة المنتخب إلى ملاعب التدريب والإعداد، وعدم جرهم إلى ساحات الإعلانات والتسويق والبهرجة وضياع الوقت الذي يفقدهم مستواهم البدني والمهاري ويبعدهم عن ملاعب كرة القدم.
لقـد حقق التخطيط نجاحا في مجال الإنتاج، الأمر الذي يدعو إلى التخطيط في المجالات الرياضية، مثل وضع خطة للنهوض بالرياضة في ناد أو اتحاد أو دولة، ويجب التمييز بين التخطيط والخطة، فالتخطيط يساوي التنبؤ زائداً الخطة (التخطيط = تنبؤ+ خطة) وعليه فالتخطيط أشمل وأعــم، أما الخطة فهي جزء مهم من التخطيط، ففضلا عن التنبؤ بما سيحدث أو ستكون عليه عملية التخطيط وما هي النتائج المرجوة من ذلك، وعليه فالتخطيط عملية اشمل وأعم من مفهوم الخطة، اذ يعبر عن التخطيط بأنه وضع خطة والخطة تعد ناتجاً مهماً للتخطيط، وهي أي الخطة الإطار العام الذي يحدد المعالم الأساسية للبرنامج التدريبي»، إما التخطيط: فهو «عملية تنبؤ بالمستقبل واستعدادا لهذا المستقبل بخطة إي تحديد الأهداف وتدعيم طرائق تحقيق هذه الأهداف على ضوء المتغيرات التي ستحدث.
كما يجب الأخذ بعين الاعتبار المراحل التالية عند التخطيط وهي: التكوين والإعداد البدني كمرحلة أساسية، الإعداد للمباريات، المباريات ذاتها ومجرياتها وأهمية تنظيم مباريات ودية ورسمية تعزز من مستوى المنتخبات، وكذا الحصول على أهم المعلومات الرياضية والنفسية عن المنافسين، أيضا الترويح والانتقال من موسم إلى آخر، وهذه المراحل متصلة كل منها تكمل الأخرى، وهي مرنة يمكن تداخل إحداها في الأخرى وامتدادها أو تكرارها، باستثناء المرحلة الأولى الخاصة بالتكوين والإعداد البدني، نظراً لتأثيرها القوي على أجهزة الجسم المتخلفة وأعصاب اللاعب وقوة تحمله، موضوع التخطيط للتدريب الرياضي، كبير جدا وذو تفاصيل علمية متعددة ومتشعبة حاولت بأمانة علمية اختصار الموضوع بالتطرق إلى أهم العناصر والمعلومات التي سوف تشكل مفاتيح لمن يرغب في معرفة الكثير عن التخطيط والاستفادة الفعلية من علم التخطيط للتدريب الرياضي في تخصصه ومجال عمله الرياضي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يشهد إطلاق الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي
شهد الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إطلاق الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان ٢٠٢٤- ٢٠٢٨م ، تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والأستاذ الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس أمناء صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي.
الأوقاف ترسل قوافل دعوية إلى المناطق الحدودية الأربعاء المقبل الأوقاف تفتتح 37 مسجدًا الجمعة القادمة
حضر الاحتفال كلٌّ من الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي نائبة عن معالي المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزارء، والسيد المستشار عدنان فنجري وزير العدل، والأستاذ الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والسيد عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، والسيد اللواء محمد زهير ممثلا عن وزارة الداخلية.
وعبَّر وزير الأوقاف، عن سعادته بالمشاركة في إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان، تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية (حفظه الله)، مؤكدًا أن هذا الحدث في غاية الأهمية، مشيدًا بالمشاركين الذين تتضافر جهودهم معًا على المواجهة الجادة والعلمية والمؤسسية والمدروسة والصبورة لقضية الإدمان والمخدرات.
وأوضح وزير الأوقاف، أن رؤية الوزارة تتضامن مع هذا الحدث المهم، مشيرًا إلى قدسية العقل، الذي خلقه الله تعالى للعلم والفكر والإبداع والاختراع والاكتشاف، ولعمران الكون وللعمارة، فكل صورة من صور العدوان على هذا العقل فإننا نواجهها بمنتهى الحسم والصرامة والقوة مزودين بكافة المنطلقات الدينية والوطنية والإنسانية والحضارية، فلا يمكن أن نقبل أن يتم تغييب العقل من خلال المخدرات أو من خلال الشائعات، فالمخدرات تغيب العقل تغييبًا حسيًا، والشائعات تغيب العقل تغييبًا معنويًا.
وأضاف وزير الأوقاف، أن الهدف المراد هو الحماية بكل ما نملك لهذا العقل، مؤكدًا أن تأثير الإدمان والمخدرات ليس على العقل فقط، بل يتجاوز هذا إلى تدمير الصحة وتدمير الاقتصاد والدول.
وأكد أن وزارة الأوقاف، تتشرف أن تكون داعمة وشريكة ومتضامنة بكافة قدراتها وإمكانياتها، لتضع على رأس أولوياتها الشراكة والتشييد مع وزارة التضامن الاجتماعي ومع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي ومع كافة الجهات الشريكة لتقديم عمل جاد يحمي الوطن، ويحمي أبناءه من هذا الوباء المدمر.
وأوضح وزير الأوقاف، أن الدكتور عمرو عثمان قد رصد إشكالية كبيرة تتعلق بأن بعض الشرائح تتساهل جدًّا في التعامل مع مخدر الحشيش، وأنها قد تتأهب وتتحفز وترفض المخدرات والخمور وصور الإدمان الصريحة والواضحة في الهيروين والكوكايين وغير ذلك من المنتجات، لكن نظرتها إلي الحشيش نظرة شديدة الخلل والانحراف تتساهل معها، مدعين أن الحشيش خارج دائرة الحرمة.
وشدد وزير الأوقاف، على أن الحشيش صورة واضحة وصريحة من صور الإدمان لا تقل خطرا عن كافة صور المخدرات المعتادة، وفي تراثنا العلمي نجد الإمام بدر الدين الزركشي في خواتيم القرن الثامن الهجري ألف كتابا مهما في هذا المجال اسمه "زهر العريش في تحريم الحشيش" وهذا الكتاب طبع عدة طبعات، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف ستساهم في هذا العمل المؤسسي بإعادة إصدار هذا الكتاب وتلخيصه في مطوية صغيرة، وبتقديم خلاصة هذا الكتاب من خلال عدد من التغريدات والتعليقات؛ لبناء وعي جاد في أذهان الشباب أن الحشيش هو الإدمان بعينه، ومخدر مدمر للعقل، ومدمر لبنية الإنسان، ومدمر للاقتصاديات، ومدمر لبنية الدول بأكملها.
وأشار إلى أحد العلماء الكبار من المعاصرين، هو الأستاذ الكبير الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري، وقد ألف كتابا سماه "واضح البرهان على تحريم الخمر والحشيش من القرآن"، مؤكدا أن وزارة الأوقاف ستخرج هذا المضمون العلمي لتتشكل منه حملة علمية توعوية وبرنامجا علميا مستمرا على مدى زمن طويل من خلال كافة القنوات ووسائل بناء الوعي من أجل التحذير من الحشيش ومن كل صور الإدمان المختلفة.
ونبه على أن وزارة الأوقاف ستكون شريكة في كل برامج العمل على التوعية والحماية والوقاية من الانزلاق إلى دائرة الإدمان والمخدرات، مشيدًا بفكرة القرية الخالية من الإدمان، والنجاح الذي تم في الوصول إلى 720 قرية خالية من الإدمان تمامًا، وننطلق لننقذ بقية قرى الوطن من هذا الوباء المدمر، ومشيدًا كذلك بالشعار الذي يتبناه الصندوق والذي تتبناه وزارة التضامن الاجتماعي، والذي نتبناه جميعًا اليوم، عندما نخاطب كل إنسان على أرض مصر بأن نقول له: أنت أقوى من المخدرات والإدمان، فالإرادة والوعي والعلم والإيمان والإنسانية والشعور بالمسئولية كل هذه عوامل تقوية تجعل الإنسان يحشد قدراته وطاقاته النفسية والذهنية ليدرك أنه أقوى من المخدرات والإدمان.
وأشاد وزير الأوقاف بالنجاح المشرف الذي تم الوصول إليه وعدم الاقتصار على أن يكون الهدف هو التعافي، بل الانطلاق من التعافي إلى التفاعل والإيجابية، وأن يكون إنسانًا قويًا فاعلًا إيجابيًا منتجًا مدركًا لقيمته وقيمة وطنه.