نشأت أبو الخير يكتب: يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
تحتفل الكنيسة بعيد الظهور الإلهي المعروف شعبيًا بعيد الغطاس المجيد والذي يعرف فى أدبيات الكنيسة بـ الإبيفانيا أو الثيؤفانيا عيد الأنوار وجرى التقليد أن رأس الكنيسة قداسة البابا تواضروس الثانى يرأس قداس عيد الغطاس بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية بينما يراس قداس عيد الميلاد المجيد فى كاتدرائية المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي بينما يراس قداسته عيد القيامة المجيد بالكاتدرائة المرقسية بالقاهرة.
وتبرز في هذه المناسبة شخصية محورية وهو القديس يوحنا المعمدان ولكن بالطبع بعد شخصية السيد المسيح صاحب هذا العيد ويوحنا المعمدان من أعظم الشخصيات التى ذكرها الكتاب المقدس فهو الذى قام بعماد السيد المسيح فى نهر الأردن ونال هذا الشرف الذى خاصة به الله كرجل بار وقديس "وجاء عنه فى نبؤة لأشعياء فى 40: 3 " صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب قوموا فى القفر سبيلا لالهنا كما قال عنه السيد المسيح ان يوحنا المعمدان هو أعظم مواليد النساء.
ويوحنا هو ابن لأبوين بارين وكانت ولادته بمعجزة كبيرة ويشير إليها الكتاب المقدس إلى أنه فى أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا وامرأته اسمها اليصابات وكانا كلاهما بارين أمام الله؛ سالكين فى جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم ولم يكن لهما ولد إذ كانت اليصابات زوجتة عاقرا وكانا كلاهما متقدمين فى أيامهما؛ وفيما هو يكون في توبة فرقته أمام الله حسب عادة الكهنوت؛ أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الرب ويبخر وكان جمهور الشعب يصلون خارجًا وقت البخور؛ فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور فلما رأه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف؛ فقال له الملاك: لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت وامرأتك اليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادتة لأنه يكون عظيما أمام الرب وخمرا ومسكرا لا يشرب ومن بطن أمه يمتلىء من الروح القدس ويرد كثيرين من بنى اسرائيل الى الرب إلههم ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوتة ليرد قلوب الآباء الى الابناء والعصاة الى فكر الأبرار لكى يهىء للرب شعبا مستعدا " لوقا 1: 17 "؛ فقال زكريا للملاك كيف أعلم هذا لأني أنا شيخ وامراتى متقدمة فى أيامها ؟ وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجبين من إبطائه فى الهيكل ؛ فلما خرج لم يستطع أن يكلمهم ففهموا أنه قد رأى رؤيا فى الهيكل ؛ فكان يومىء اليهم وبقى صامتا ؛ ولما كملت ايام خدمته مضى إلى بيته.
وبعد تلك الايام حبلت اليصابات امرأته واخفت نفسها خمسة اشهر قائلة: هكذا قد فعل بي الرب فى الأيام التى فيها نظر الى لينزع عاري بين الناس ؛ ورزقا بابنهما يوحنا المعمدان حسب البشارة.
ويوحنا كان لباسه من وبر الابل وعلى حقوية منطقة جلد وكان طعامه من جرادا وعسلا بريا ؛ وكان يحظى بتقدير كبير من اليهود لان يوحنا كان عند الجميع انه بالحقيقة نبى " مرقس 11: 32 " ؛ بل ان هيرودس نفسه كان يهاب يوحنا عالما انه رجل بار وقديس وكان يحفظه ؛ كما اعتبر ظهور يوحنا هو مقدمة واعلان للعمل الخلاص الذى تممه السيد المسيح له كل المجد.
ورغم شهادة يوحنا عن المسيح وتأكيد السيد المسيح على أن يوحنا هو فقط السابق الذى اعد الطريق ورغم تأكيد يوحنا نفسه مرارا على ذلك وأنه ليس المسيح؛ إلا أن كثيرين ظلوا يتمسكون بيوحنا دون المسيح ويكرز بمعمودية وهنا جاء رد بولس الرسول ان يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلا للشعب ان يؤمنوا بالذي يأتي بعده اي بالمسيح يسوع فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع "اعمال 19: 4 " والدليل على ذلك عندما نظر يوحنا المسيح قادما إليه فقد استعلن له أنه المسيا فقال: هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم ؛ هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدامي لأنه قبلى " يوحنا 1: 29 " ؛ وجاء فى " إنجيل متى 3: 11 " على لسان يوحنا:انا اعمدكم بماء للتوبة ولكن الذي يأتي بعدي هو اقوى مني الذى لست أهلا أن أحمل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار.
وبينما يعمد يوحنا الناس فى نهر الأردن كان من ضمن من جاءوا ليعمدوا من يوحنا فى نهر الأردن هو المسيح وكما جاء فى انجيل " متى 3: 13 " حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه ولكن يوحنا منعه قائلا " انا محتاج ان اعتمد منك ؛ وانت تأتي الى !" فأجاب يسوع وقال له " اسمح الآن ؛ لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر " حينئذ سمح له فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء واذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه وصوت من السماوات قائلا: هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت".
يا سيدى يا من باركت أرض بلادى مصر "مبارك شعبي مصر" وباركت نهر الأردن وبلاد فلسطين واليهودية أحلل بسلامك فى منطقتنا المضطربة بالحروب يا ملك السلام حل بالسلام فى العالم كله ألم تترنم الملائكة المجد له فى الأعالى وعلى الأرض السلام ونتذكر قولك المبارك سلامى أعطيكم سلامى اترك لكم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الكنيسة عيد الظهور الالهي قداس عيد الميلاد المجيد كاتدرائية المسيح بالعاصمة الادارية الجديدة الرئيس عبد الفتاح السيسي قداسة البابا تواضروس الثاني القديس يوحنا المعمدان نهر الأردن یوحنا المعمدان السید المسیح نهر الأردن
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شعبان يكتب: نظرية العصر الإسرائيلي
لا خلاف في أن ما يمر بالمنطقة العربية من تطورات خلال العام الأخير، ومنذ انطلاق طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023، جد خطير وغير مسبوق، وإذا قلنا إنه خريف عربي مفعم بالمآسي والأزمات فلن نبتعد كثيرا عن واقع الحال.
والحاصل، أن طوفان الأقصى الذي انطلق لتوجيه لطمة لإسرائيل على ما أتصور، ومقايضتها بآلاف الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية، وإحداث "تحريك" في الملف الفلسطيني بعد أكثر من 17 عاما من الجمود التام وعقب سيطرة حركة حماس على القطاع، قد انقلب إلى كارثة كبرى أو سيل يجرف أمامه البلدان العربية، وأول ضحاياها قطاع غزة نفسه، الذي يشهد حتى اللحظة، أكبر مهزلة إنسانية في التاريخ، بعشرات الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين ودمار ليس له نظير ووضع على حافة المجاعة.
لكن قضيتنا اليوم، ليست فيما حدث في غزة وهو وضع بالغ الصعوبة وكارثة يراها العالم بأجمعه، ولا يمكن استمراره أكثر من هذا، وإنما المقصود بمقال اليوم هو تداعيات هذا "الطوفان"، والأطراف التي استغلت هذه اللحظة على الأمن القومي العربي والتداخلات الغريبة في المنطقة، والتي من المنتظر أن تشهد تدخلات أكبر وأكثر شراسة مع قرب بدء ولاية ترامب واستلام مهام منصبه رسميا في يناير.
ويمكن إجمال ما حدث من هزّة شديدة في الأمن القومي العربي انطلاقا من دراما غزة في نقاط شديدة الوضوح كالتالي:-
-قطاع غزة تعرض لدمار شديد، ولم ينجح الطوفان في إحداث اللطمة التي كانت مطلوبة لمقايضة الأسرى والتحريك، ولكنه ساعد إسرائيل على مد يدها الطويلة لتمزيق القطاع إربا إربا والتصريح علانية باستمرار القوات الإسرائيلية فيه، يعني إعادة احتلاله بشكل كامل، ونسف كل ما سبق من تفاهمات بعد قيام إسرائيل باغتيال صف كامل من قيادات حماس بدأت بإسماعيل هنية وحتى يحيى السنوار، فالطوفان أطلق يد إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وأصبح حلم الدولة الفلسطينية نفسه على المحك، ومع وصول ترامب وتأييده الشديد لخطوات إسرائيل فإن هذا الحلم قد أصبح بعيدا جدا.
-جاءت تداعيات الطوفان على لبنان، بعدما تدخل حزب الله في المعادلة، وقال إنه يدافع عن غزة أو يقوم بعملية إسناد جبهة غزة، وكانت النتيجة كارثية أيضا، فلم ينجح حزب الله بانتماءاته الإيرانية المعروفة في وقف الحرب على غزة، بل لم ينجح في الدفاع عن نفسه، وتعرض للتدمير شبه التام واغتيال كامل قيادة التنظيم وأولهم حسن نصر الله، والأسوأ أن تدخل حزب الله في الحرب، أطلق يد إسرائيل في لبنان، ما أدى لسقوط 4 آلاف عنصر ودمار شديد في جنوب لبنان ودمار مروع في بيروت، واستمر ذلك حتى وقف اطلاق النار قبل ثلاثة أسابيع، مع ضمان حق اسرائيل في القصف والضرب حال مخالفة حزب الله أو حكومة لبنان ما تم الاتفاق عليه.
-تداعيات الطوفان، لم تقف عند حدود لبنان ولكنها انتقلت لسوريا، فبعد الضربات العنيفة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله في لبنان وطرق الإمداد السورية لأسلحته وتواصل هذه الضربات ضد معسكراته في ضواحي دمشق وغيرها من المدن السورية، ما أدى لانهيار منظومته في دمشق، فإن هيئة تحرير الشام مدعومة بقوة إقليمية، رأت أن ذلك مناسب للهجوم المضاد في أضعف حالات النظام السابق وترنح حليفه حزب الله، ما أدى لسقوط النظام في دمشق خلال 12 يوما فقط لا غير، ولم تكن هذه المشكلة، ولكن استغلال إسرائيل للوضع الذي تمر بها سوريا كان فادحا، بعدما قامت اسرائيل وبتوجيهات مباشرة من نتنياهو، باقتحام المنطقة العازلة في هضبة الجولان السوري المحتل وأعلن نتنياهو سقوط الاتفاقية والسيطرة على قمة جبل الشيخ الاستراتيجية، وقام سلاح الجو الإسرائيلي بمسح الأسطول البحري السوري من الوجود، وتدمير كافة مواقع وثكنات الجيش السوري تدميرا ممنهجًا وكافة المراكز البحثية، وأصبحت إسرائيل على بعد عدة كيلو مترات من العاصمة دمشق.
نتنياهو، لم يترك الفرصة وإنما اعترف علانية وفي ظل غياب تحرك عربي قوي وموحد أمامه، أن تل أبيب تغير منطقة الشرق الأوسط، وأن لبنان لم يعد لبنان الذي نعرفه، يقصد وقت وجود حزب الله، ولا سوريا التي نعرفها، يقصد وقت وجود الجيش السوري الذي جرى تفكيكه وتدمير أسلحته وطائراته، ولا كذلك قطاع غزة.
المثير للدهشة، أن جماعة الحوثي في اليمن، لم تتعظ من كل ما حدث وكذلك المجموعات الإيرانية المسلحة في العراق، فاشتعلت الصواريخ والمسّيرات القادمة من البلدين نحو إسرائيل، ما ينذر بحملات جوية عنيفة على البلدين انطلقت منها واحدة اسرائيلية بالفعل نحو اليمن، لتكسير مقدرات الحوثي و"الأشياء الضئيلة" التي يمتلكه الشعب اليمني الذي يعيش خارج العصر، منذ الربيع العربي الأسود في عام 2011.
وهو ما يدفع للسؤال مجددا عما تسبب فيه طوفان حماس؟ وعما إذا كان ذلك قد جرنا بالفعل للعصر الإسرائيلي وهيمنة تل أبيب على مقدرات عدة دول عربية وتغيير أوضاعها، وضربها لتحقيق مصالحها المباشرة، وهو ما دفع رئيس وزراءها للقول علانية أن بلاده تقوم بتغيير الشرق الأوسط وستستمر في ذلك؟!!
فهل هذا معقول أو مقبول او يمكن الاستمرار فيه؟! أعتقد أن الدول العربية عبر مؤسساتها الجامعة وفي مقدمتها الجامعة العربية، مطالبة بالتحرك لمواجهة العصر الإسرائيلي وإيقاف نزيف الخسائر والتفتيت والتقسيم عند هذا الحد.