لا جدوى رئاسية للجنة خماسية من دون إيران
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": اليوم ثمة تسليم من دول معنية بأن لا شيء متقدماً في ملف الرئاسة على عكس ما يوحى به لبنانياً. صحيح أن هذا الملف لم يوضع على الرف، لكن عدم تحييده بالمطلق لا يعني أنه أولوية طارئة، رغم التسليم الأميركي والأوروبي بالحاجة الملحّة إلى وجود رئيس للجمهورية في أي مفاوضات يُعمل عليها .
في المقابل، ومنذ أن توسّع إطار البحث الدولي حول وضع لبنان من ثنائي إلى ثلاثي فلجنة خماسية، طُرح موضوع مشاركة إيران في النقاشات التي كانت دائرة. لكنّ إيران ظلت خارج الإطار الرسمي، وبقيت على تواصل عبر قطر. لكن مع ذلك، بقي «الفيتو» الإيراني عاملاً مؤثراً في عدم التوصل إلى تسوية رئاسية، بالمعنى الذي ترضى عنه اللجنة الخماسية. مع حرب غزة، أصبح الوضع الإيراني أكثر دقة، وفي الواجهة أكثر فأكثر. ما يعني، أن ما لم تسلّم به طهران قبل تطورات الأشهر الأربعة الأخيرة، لن تسلّم به اليوم، في وقت لم تنقشع بعد الرؤية الدولية لما يُرسم للمنطقة. ورغم أن باب التفاوض الدولي معها لا يزال مفتوحاً منذ ما قبل غزة، إلا أن إيقاع الخضات العسكرية في المنطقة يسير في خط متواز، كما حال الحرب في لبنان. ما يفترض حكماً أن كل ما دون ذلك من ملفات عالقة لن يكون في أولويات إيران في الوقت الراهن. من هنا، يتحول لقاء اللجنة الخماسية أو لقاءات سفرائها في لبنان إلى مجرد حركة روتينية من باب تسجيل الوجود الدبلوماسي لا أكثر ولا أقل. وما دامت إيران في مكان آخر، واللجنة الخماسية أو سفراؤها يتنقّلون في بيروت حيث لم تجر العادة أن يكون هناك قرار مركزي، وحيث لا كلمة للقوى السياسية يؤخذ بها، يصير الكلام عن الرئاسيات خارج المنطق السياسي. لا يعني ذلك أن الدول الممثّلة في اللجنة الخماسية ستسلّم برأي إيران وحزب الله في اختيار مرشحهما الرئاسي. هذا الأمر محسوم في شكل قاطع. لكن ذلك يعني أولاً وآخراً أن الكلام الجدّي في الرئاسة لم يبدأ بعد، وباريس وواشنطن تعرفان ذلك. أما في لبنان فتضخيم الحركة الرئاسية، والالتهاء بجدول أعمال الموفدين، يساهمان في تغطية العجز السياسي ويصرفان النظر عن حقيقة ما يدور من مفاوضات تتعلّق بالحرب والسلم.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس بلدية أنقرة يدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة بعد اعتقال إمام أوغلو
يمانيون../
دعا رئيس بلدية أنقرة المعارض، منصور يافاش،اليوم الاحد إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في تركيا في ظل الوضع المتعلق باعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو.
ونقلت صحيفة Cumhuriyet التركية عن يافاش قوله: “إذا لم تقع هذه الأحداث (اعتقال رئيس بلدية إسطنبول) اليوم، ربما لم يكن هناك مثل هذا الحضور الكبير (في الانتخابات التمهيدية لحزب المعارضة الرئيسي في تركيا لتحديد مرشح للانتخابات الرئاسية المحتملة). بعبارة أخرى، عندما تفعل شيئا غير قانوني، تكون ردود الفعل كبيرة جدا. آمل أن تصبح الانتخابات المبكرة مثالا لتركيا. لأن عرقلة الخصم ليس أمرا ديمقراطيا.. لقد حان الوقت للانتخابات المبكرة. لأن هؤلاء الشباب لم يروا حكومة أخرى منذ ولادتهم”.
ويُعتبر رئيس بلدية إسطنبول المعتقل حاليا المرشح الوحيد للانتخابات من حزب الشعب الجمهوري (CHP)، أكبر أحزاب المعارضة، ويُعتبر الخصم الرئيسي للرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان في حال ترشحه مرة أخرى (وهو أمر ممكن فقط في حالة الانتخابات الرئاسية المبكرة بموافقة 360 نائبا في البرلمان). ومع ذلك، يسمح الدستور التركي فقط للأشخاص الحاصلين على تعليم عال بالترشح للرئاسة.
وكان وزير العدل التركي يلماز تونج قد صرح سابقا بأن أردوغان يحق له الترشح لولاية ثالثة في حال قرر البرلمان إجراء انتخابات مبكرة.
ولإعلان الانتخابات المبكرة، يلزم الحصول على أصوات 360 نائبا، بينما يمتلك حزب الشعب الجمهوري حاليًا 127 مقعدا، كما يمتلك تحالف حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية 315 مقعدا.
وأفادت قناة Sözcü التلفزيونية اليوم الأحد بأن محكمة في تركيا أصدرت قرارا باعتقال رئيس بلدية إسطنبول إكرام إمام أوغلو المشتبه في تورطه في قضايا فساد، وفي الوقت نفسه، تم رفض طلب اعتقاله في إطار التحقيق في قضية إرهاب ثانية، وفقا لما ذكرته صحيفة Star نقلا عن مصادر رسمية.
وتم اعتقال عدد من كبار مسؤولي البلدية مع إمام أوغلو، حيث يخضع أكثر من 90 شخصا للتحقيق في القضية. ووفقا لقناة Halk TV، قد يقدم إمام أوغلو استئنافا على قرار الاعتقال.
من جانبها، تنوي النيابة العامة في إسطنبول الطعن في رفض المحكمة طلب اعتقال إمام أوغلو في قضية الإرهاب، وفقا لما ذكرته صحيفة “صباح” ولا يمكن أن يصدر القرار النهائي إلا من قبل المحكمة الدستورية. وأفادت وزارة الداخلية التركية بأن إمام أوغلو قد تم توقيفه مؤقتا عن مزاولة مهامه كرئيس للبلدية.