شبح الجوع يطارد السودانيين.. الحرب تجرّد الناس من أعمالهم وتُبيح الاحتكار
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
تسود مخاوف إقليمية ودولية من مجاعة تهدد السودانيين، ولاسيما بعد توسع نطاق الحرب ووصولها إلى مناطق الإنتاج الزراعي، مثل الجزيرة، التي تضم أكبر مشاريع زراعية في البلاد، ويُعتمد عليها في تغطية جزء من الاستهلاك المحلي من محصول القمح.
لم يعد أمام الفاتح حسين، الذي لا يزال يقيم مع عائلته بالعاصمة السودانية الخرطوم، أيّ خيارات للحصول على الأكل بعد نفاد المواد الغذائية من المتاجر، وتجفيف أغلبية الأسواق، نتيجة الحرب المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي.
خلال فترة طويلة، ظلّ حسين وأفراد أسرته يكتفون بتناول وجبة واحدة في اليوم. وفي بعض المرات، لا يجدون ما يسدّ رمقهم. فمع ندرة المواد الغذائية الأساسية، مثل اللحوم والخضروات، هناك ارتفاع مطّرد في أسعار السلع، التي يصل القليل منها إلى حيّه السكني في ضاحية أمبدة في مدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم. وفي ظل عدم وجود المال لم يتمكّن من شرائها، وفق حديثه إلى الميادين نت.
يجسد الفاتح حسين حال ملايين السودانيين العالقين في مناطق الصراع المسلح في العاصمة الخرطوم وإقليمي دارفور وكردفان وولاية الجزيرة، غربي البلاد ووسطها، وحال النازحين في المناطق الآمنة، فكلهم يعيشون تحت ظروف معيشية صعبة، في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية، والتي تسبَّبَ بتعثر وصولها أيضاً تدهورُ الأوضاع الأمنية وانعدام المسارات الآمنة.
وتدخل الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها العاشر من دون أن تلوح إلى الأفق أي بوادر للحل السياسي السلمي، بل تمضي الأوضاع نحو مزيد من التصعيد بين الطرفين، كما فشلت مساعٍ دولية وإقليمية في جمع قائد الجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع، محمد حمدان حميدتي، إلى طاولة تفاوض مباشرة من أجل تسوية الصراع.
وعلقت المنظمات الدولية، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنشطتها في ولاية الجزيرة وسط السودان، بعد انتقال الحرب إليها في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، وسقوط عاصمتها ود مدني في أيدي قوات الدعم السريع، الأمر الذي زاد في حدة الفجوة الغذائية في المنطقة، إذ كان أغلبية السكان تعتمد على المساعدات الإنسانية.
يروي الفاتح حسين، بأسىً، الوضع القاسي الذي يعيشه مع أفراد عائلته، وهم يكتفون بوجبة واحدة فقط في اليوم، مع غياب بوادر الأمل في انتهاء معاناتهم، في ظل استمرار الصراع المسلح.
ويقول: “نقيم بمنطقة أمبدة، غربي أم درمان، إذ تسيطر عليها عسكرياً قوات الدعم السريع، وقام الجيش بمنعنا من شراء المواد الغذائية من سوق صابرين، شمالي أم درمان، والذي يقع داخل نطاق سيطرته، بحجة أنها تذهب إلى تغذية قوات الدعم السريع. وهو، عبر ذلك، يعاقبنا كمواطنين من خلال حرماننا من السلع التموينية، بحيث لا توجد سوق مليئة بالسلع غير صابرين”.
ويضيف: “نعيش تحت وضع أشبه بالحصار، إذ نواجه صعوبة في التنقل من مكان إلى آخر بسبب عمليات القصف العشوائي، والتضييق الأمني من العناصر العسكرية المنتشرة في منطقتنا، والتي تفتشنا وتقيّد حركتنا، بينما أغلقت مجموعة من المحال التجارية والمخابز أبوابها بسبب نفاد السلع وطحين القمح”.
ويشير إلى أنه ظل، طوال فترة الأشهر التسعة التي أعقبت اندلاع الحرب، بلا أي مصدر للدخل، محاولاً استئناف نشاط تجاري محدود في إحدى المناطق الطرفية، لكنه لم يتمكن من الاستمرار بسبب عمليات القصف العشوائي، واضطر إلى البقاء داخل منزله والعيش تحت رحمة مساعدات مالية محدودة، تأتي إليه من وقت إلى آخر من أقربائه ومعارفه، من أجل سد بعض الرمق.
وتسود مخاوف إقليمية ودولية من مجاعة تهدد السودانيين، ولاسيما بعد توسع نطاق الحرب ووصولها إلى مناطق الإنتاج الزراعي، مثل الجزيرة، والتي تضم أكبر المشاريع الزراعية في البلاد، ويُعتمد عليها في تغطية جزء من الاستهلاك المحلي من محصول القمح، بحيث يواجه الموسم الزراعي الشتوي شبح الإتلاف نتيجة المعارك العسكرية.
وبحسب ممدوح أبو بكر، وهو مواطن من مدينة الحصاحيصا في ولاية الجزيرة، وسط السودان، فإنّ السكان في منطقته يواجهون مصاعب كبيرة في الحصول على الغذاء، بحيث أغلقت الأسواق والمتاجر أبوابها بسبب المواجهات العسكرية وأعمال النهب، وبدأت مظاهر الشحّ لعدد من السلع، وخصوصاً الدقيق والسكر، بعد مضي نحو شهر من اجتياح قوات الدعم السريع للولاية.
ويقول أبو بكر، في حديثه إلى الميادين نت: “قاربت السلع الموجودة لدينا على الانتهاء، ولم يتبقّ لنا سوى قليل من الذرة. نحن في حاجة إلى دعم إنساني بصورة عاجلة، وإذا لم يصلنا فربما لا نستطيع الحصول على الطعام خلال الأسبوع المقبل. لقد هرب أصحاب الأعمال التجارية، وهرّبوا أموالهم إلى المناطق الآمنة، بسبب أعمال النهب”.
ويضيف: “اضطرت أغلبية سكان الجزيرة، وهم في معظمهم مزارعون، إلى النزوح إلى المناطق الآمنة، وترك هؤلاء مزارعهم ومحاصيلها من دون حصاد. كما سيفوتهم أيضاً موسم الزراعة الشتوي، والذي تتركز فيه زراعة محصول القمح. وهذا الأمر سيفاقم معاناة الفلاحين، وسوف يتسبب بزيادة الفجوة الغذائية في البلاد”.
وتُعَدّ ولاية الجزيرة، وعاصمتها ود مدني، بمنزلة قلب السودان، نسبةً إلى موقعها الجغرافي. وتشكل حلقة وصل من أجل ربط شرقي البلاد بغربيها، وتُعَدّ معبراً رئيساً لحركة السلع والبضائع من الموانئ المطلة على ساحل البحر الأحمر إلى المناطق الغربية. وبعد اجتياحها من قوات الدعم السريع، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، انقطع الإمداد كلياً عن إقليمي كردفان ودارفور، غربي البلاد.
ويفيد سليمان عبد الله، من ولاية غربي كردفان، الميادين نت، بـ”ارتفاع أسعار السلع بصورة جنونية في كردفان الكبرى بمعدل يفوق 100 في المئة، وصرنا عاجزين تماماً عن توفير احتياجاتنا الغذائية نسبةً إلى توقف مصادر دخلنا وكساد الموسم الزراعي ورخص ثمن المحاصيل الزراعية، التي نعتمد عليها في معيشنا، كما توجد بوادر للندرة في بعض السلع”.
ويضيف: “قمنا بتغيير نمطنا الغذائي والاعتماد على الأطعمة المصنوعة من الذرة المحلية بصورة كلية، إلى جانب تقليص عدد الوجبات لتصبح وجبتين في اليوم بدلاً من ثلاث وجبات، كما كانت في السابق. وهي تدابير نسعى، من خلالها، لتجنّب نفاد مخزوننا الغذائي، والحد من آثار المجاعة التي نراها تُحدِق بنا”.
وتلاحق مأساة الغذاء أكثر من 7 ملايين نازح سوداني تركوا منازلهم بسبب الصراع المسلح، وهم يقيمون بمراكز إيواء موقتة في الولايات الآمنة، في ظل ظروف إنسانية صعبة وقاسية، ووسط نقص في الغذاء.
وتروي ماجدة محمد، وهي نازحة تقيم بأحد مراكز الإيواء الموقتة في مدينة بورتسودان، شرقي البلاد، لـلميادين نت، أنهم يعيشون أوضاعاً غير إنسانية في الوقت الراهن، فليس هناك أي جهة ملتزمة توفير احتياجاتهم من الأكل والشرب، ويعتمدون فقط على الجهود التي يقوم بها شبان متطوعون من المنطقة.
وتقول: “على الرغم من المجهود الكبير، الذي يقوده الشبان المتطوعون، فإنه، في بعض الأحيان، لن يتوافر لنا أي طعام، ونظل جائعين طوال اليوم، ويبكي الأطفال بشدة بينما نربط نحن الكبار على بطوننا. وأُصبت بالحمى، ومرض أولادي أيضاً بسبب النقص في الغذاء. نحن في حاجة إلى من ينقذ حياتنا”.
وتضيف: “لقد سئمت النزوح ومعاناته، ويجب أن تتوقف هذه الحرب. فنحن المواطنين من يدفع ثمنها. أريد العودة إلى منزلي في العاصمة الخرطوم، وأن يستأنف زوجي عمله في السوق، وتعود حياتنا الطبيعية مثلما كنا في السابق. ما يحدث معنا الآن بمثابة جحيم لا نستطيع احتماله أكثر من ذلك. نعم للسلام الذي يعيدنا إلى الحياة”.
مرتضى أحمد – الميادين
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع المواد الغذائیة ولایة الجزیرة إلى من
إقرأ أيضاً:
كينيا والدعم السريع.. تحركات تثير القلق في السودان
كل يوم يتأكد لنا أن الحرب التي اندلعت في السودان قبل ما يقرب من العامين لم تكن حدثًا طارئًا، ولا هي من طبيعة الانقلابات العسكرية التي تعودنا عليها، بل ثمّة قوة خارجية متآمرة ظلت تنفخ في أوارها لتحرق مركز الدولة، حتى تتداعى البلاد، وتقوم بعد ذلك بإعادة هندستها، وتقسيمها وفقًا لتصورات غربية قديمة.
كينيا مخلب المصالح الغربيةكينيا والغة ظاهريًا في الصراع السوداني، وهي أقرب إلى مناصرة مليشيا الدعم السريع، لكنها في حقيقتها مجرد دولة مأمورة، أو بالأحرى مقاول يقوم بواجبات الضيافة، وتهيئة طاولة الرمل لإعادة رسم المنطقة الأفريقية ليسهل للغرب ابتلاعها، أو بالأحرى هي واحدة من مخالب الحكومات الأميركية في المنطقة.
بالرغم من التحذيرات العربية، وتلويح السودان بالمقاطعة التجارية، مثل التوقف عن استيراد الشاي والبُن الكينيَين، وحرمان الخطوط الجوية الكينية من التحليق في الأجواء السودانية، فمع ذلك أصرّ الرئيس الكيني ويليام روتو على استضافة حكومته للمليشيا المتمردة، وتجميع بعض الواجهات السياسية المصنوعة للتوقيع على ما عرف بـ (الميثاق التأسيسي)، الذي يدعو صراحةً لإقامة دولة عِلمانية ديمقراطية غير مركزية في السودان.
تناقضات تحت منصة التأسيسمطلب الدولة العلمانية يخص القائد عبدالعزيز الحلو رئيس "الحركة الشعبية شمال"، الذي أُلحق بالاتفاق مؤخرًا، وقد ظلّ -على الدوام- يزرع شرط "علمانية السودان أو تقرير مصير جبال النوبة" كاللغم تحت كافة طاولات التفاوض، مما كان يتسبب في نسفها.
إعلانلكنه هذه المرة لم يصطدم بأي اعتراض، لا من رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة، وريث الثورة المهدية بكل تمظهراتها الدينية، ولا من بعض حركات دارفور، التي تنتمي إلى مجتمعات شديدة الاعتزاز بدينها وثقافتها الإسلامية، أهل "التقابة" والقرآن.
فضلًا على أن ذلك التحالف التأسيسي "اللقيط" تعيش أطرافه حالة من القطيعة الجماهيرية، فكل ما يجمعهم هو البحث عن سلطة ترد لهم اعتبارهم، وتحفظ لهم امتيازاتهم، فمعظم أعضاء النادي السياسي في بلادي، أسرى لمصالحهم الشخصية، وآخر ما يهمهم هو الوطن والمواطن.
كما أن معظم الوجوه التي رقصت على أنغام حفل التأسيس في نيروبي تنتمي للدولة القديمة التي صنعها أبطال الاستقلال، ويريد الدعم السريع دفنها!
متغيرات عسكرية هائلةولذلك فإن هذا التحالف محكوم بجملة من التناقضات، ويؤسس لدورة جديدة من الصراعات لا أكثر، لا سيما أن الأرض تتناقص أمام الطرف الرئيس فيه، وهو الدعم السريع، حيث انتفضت القوات المسلحة السودانية وحررت معظم المناطق التي خسرتها بداية الحرب، بل إن القصر الجمهوري، بكل رمزيته السياسية، تم تحييده بالكامل، وهو حاليًا تحت مرمي نيران قوات الجيش السوداني، التي سيطرت على أغلب الجسور والنقاط الحاكمة في الخرطوم، ما يعني أننا أمام متغيرات عسكرية هائلة.
حتى ولايات دافور لن تكون خاضعة لسيطرة قوات التمرد، ولذلك فإن المشهد برمته سوف يتبدل نتيجة لتلك التطورات.
وهنا، أو بالأصح فإن دخول القائد عبدالعزيز الحلو في هذا التحالف تم بعد معافرة، مقابل أن يمنحهم مدينة كاودا في أقصى جنوب كردفان، لتصبح عاصمة لهم، لأن مدينة الفاشر لا تزال تقاوم، ولذلك اضطرت عائلة دقلو لبذل الكثير من التنازلات، على رأسها فكرة دولة العطاوة الكبرى، الحُلم الذي ضحى من أجله مئات الشباب من عرب دارفور، والعقبة الكؤود أيضًا أنّ أبناء جبال النوبة الذين قبلوا على مضض برئاسة الحلو لحركتهم، واختطافها لصالح أجندة خارجية، لن يسمحوا بالسطو على مناطقهم التاريخية لصالح عدوهم، مليشيا الجنجويد، فكاودا هي المدينة العصية على التدجين، ما يعني – إن لم تكن تلك مجازفة بالظن- إطاحة الحلو نفسه من منصبه وتنصيب نائبه جقود مكوار، أو رئيس أركان الجيش الشعبي عزت كوكو بديلًا له، لتتبخر أحلام قاعة جومو كينياتا، مرة واحدة وإلى الأبد.
إعلان لماذا علينا أن نقلق؟مع ذلك يجب علينا أن نقلق من محاولة تأسيس حكومة بديلة، حتى وإن كانت حكومة منفى، لأن وضعية السودان الحالية هشة، ولا تحتمل مشادة المركز والهامش، كما أنه يمكن أن تتولد من ذات الفكرة المطالبة بدولة في دارفور، فالتربة الحالية مهيأة لأي بذرة انفصالية، قد تجد من يسقيها فتنمو.
وربما كان الهدف الآخر إيجاد موطئ قدم لحكومة تبحث عن صيغة شرعية تحصل بها على طائرات حربية وأسلحة ثقيلة، خصوصًا أن الذي حرّض الدعم السريع على التمرد، وابتلاع الدولة، وقام بتسخير كل شيء له ليكسب هذه الحرب، لن يتردد في تمويل صفقات جديدة لشراء المزيد من الأسلحة، والضغط على بعض الدول للاعتراف بتلك الحكومة الافتراضية.
قد يبدو من الطبيعي أن تداعيات الحرب هي التي صنعت هذه اللحظة الحرجة من تاريخ السودان، وما نتج عنها من مخاض صعب أفضى للاستقطاب الجهوي والإثني، ومع ذلك من غير المستبعد أن تلك السيناريوهات المخيفة القصد منها ممارسة المزيد من الضغط على الجيش ليذهب إلى التفاوض، ويوقع على مشروع الخضوع الكامل لمن يقف وراء الدعم السريع.
عاصفة من التحدياتبنظرة أعمق فإن كل هذه المشاهد تبدو مصنوعة، ويتعين علينا أن نتعامل معها بنوع من التحليل السياسي والعسكري، وقراءة ما وراء السطور، وهي مشاهد بالضرورة وليدة هزائم على الميدان تعرضت لها قوات آل دقلو.
إذ كيف بدأت الأزمة وتطورت على مدى عامين؟ كانت عبارة عن حرب مباغتة وضعت قيادة الجيش تحت الحصار العنيف، ثم توسعت رقعتها الجغرافية وابتلعت النيران ولايات الوسط، والخرطوم والجزيرة وسنار، وتحت ذلك الضغط اضطر الجيش للذهاب إلى التفاوض.
كان حميدتي وقتها يرفع لافتة واحدة تطالب البرهان بالاستسلام، موقنًا بالنصر. لكن الأمور تغيرت بوتيرة سريعة، وانتقلت القوات المسلحة والقوى المساندة لها من الدفاع إلى الهجوم، وانتظمت في عمليات تحضير واسعة لاجتياح الخرطوم، وقام الجيش فعليًا بربط ولايات الوسط، وتعزيز السيطرة على الأجواء، وتضييق الخناق على بقايا المليشيا في ولايات النيل الأبيض وكردفان، ومن الراجح أن يعلن البرهان -خلال أيام قليلة- خطاب النصر من داخل القصر الرئاسي، ذلك المبنى التاريخي السيادي، الذي لم يتمكن الدعم السريع من إعلان حكومته فيه، لكن هذا أيضًا ليس كافيًا لتجنب إنتاج النموذجين: الليبي واليمني في التقسيم، فبلادنا مهددة بالفعل بعاصفة من التحديات الوجودية.
إعلان الذهاب إلى الانتخاباتمن المهم والضروري اجتراح حلول عملية تردم فجوة الفراغ الدستوري والسياسي الحالي، والمسارعة بإعلان حكومة مدنية تقودها شخصية وطنية لديها القدرة على اختراق الصعاب، وأن يتفرغ الجيش لمعركة الحفاظ على وحدة البلاد، وحراسة الفترة الانتقالية حتى قيام الانتخابات، لتشارك فيها كل القوى السياسية، دون إقصاء، وأن تقبل كذلك بخيار الشعب، فالذي يريدُ السلطة عليه أن يستوفي حقها الديمقراطي، وأن يقنع الجماهير بما يمتلكه من أفكار وبرامج تخاطب أحلامه وتطلعاته.
وقبل كل شيء على الجميع أن يفهموا أننا دولة حرة ذات سيادة، وأن مصالحنا الوطنية الحيوية تتطلب التضحية، ولا مساومة فيها، ولا يمكن أبدًا أن نتسامح مع من يريد أن يعبث بخارطة السودان، فهذا الوطن الكبير المكتنز بالموارد ليس ملكية خاصة، ليكونَ معروضًا للبيع والتقسيم.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline