كتب محمد شقير في"الشرق الاوسط": حسم رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، الجدل حول الأسباب الكامنة وراء تأجيل اللقاء الذي كان يفترض أن يُعقد أمس بينه وبين سفراء الدول الأعضاء في «اللجنة الخماسية» لدى لبنان، بتأكيده لـ«الشرق الأوسط»، بعد استقباله على التوالي السفير السعودي وليد بخاري وسفير مصر علاء موسى، أن سبب تأجيله يعود لارتباط بعض السفراء بمواعيد سابقة اضطرتهم للاعتذار عن حضورهم اللقاءات، ما استدعى طلب تأجيله إلى موعد لاحق.


وجزم الرئيس بري، كما أبلغ من السفيرين بخاري وموسى، أنه ليس هناك خلاف سياسي بين سفراء دول «اللجنة الخماسية» في مقاربتهم للملف الرئاسي، وقال إنهم سيعودون لاحقاً للقائه فور انعقاد «الخماسية» على مستوى ممثلي الدول الأعضاء فيها، خصوصاً وأن المشاورات لم تنقطع بينهم، وأن مكان انعقاد «الخماسية» لا يزال قيد البحث، وقد يعقد في واحدة من العواصم: الرياض أو باريس أو القاهرة.   وعلمت «الشرق الأوسط» أن التأجيل تم بناء لرغبة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان، ليزا جونسون، التي ارتأت أنه من الأفضل «أن نجلس معاً أولاً لتنسيق الموقف والتأكيد على وحدة الرؤية في مقاربتنا للملف الرئاسي»، استباقاً لجولة السفراء التي يستهلونها بلقاء الرئيس بري أولاً، ومن ثم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورؤساء الكتل النيابية.
وفي هذا السياق، تأكد لـ«الشرق الأوسط» أن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان يواصل اتصالاته بممثلي الدول الأعضاء في اللجنة «الخماسية»، وهو التقى المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلَولا، قبل أن يتوجه إلى الدوحة للقاء كبار المسؤولين القطريين المولجين مواكبة الملف الرئاسي.

ولفت مصدر دبلوماسي غربي إلى أن لودريان سعى في لقاءاته في الرياض والدوحة لعقد لقاء سعودي - فرنسي - قطري، تمهيداً للقاء موسع لـ«الخماسية»، وقال إن الهدف من اللقاء، كما علمت «الشرق الأوسط»، الاتفاق على مقاربة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، بحيث لا تبقى محصورة بالمواصفات التي يجب أن يتمتع بها الرئيس العتيد، على أن تُطرح في اللقاء الموسّع لـ«الخماسية»، لأن هناك ضرورة لخلق دينامية سياسية تدفع باتجاه التوافق على مقاربة جديدة أكثر فاعلية من المقاربة المطروحة حالياً.
وأكد المصدر نفسه أن هناك ضرورة لخفض التصعيد في جنوب لبنان، والضغط على إسرائيل لمنعها من توسعة الحرب في غزة نحو الجبهة الشمالية. وقال إن المستشار الرئاسي الأميركي أموس هوكستين كان زار باريس قبل مجيئه إلى بيروت، سعياً وراء تهيئة الأجواء لتطبيق القرار «1701».
وشدّد على أن هناك ضرورة للفصل بين التصعيد الدائر في جنوب لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، مع أن خفضه على امتداد الجبهة الشمالية يسهم في تسريع انتخاب رئيس للجمهورية، وكشف أن باريس لم تنقطع عن التواصل مع «حزب الله» في سياق الجهود المبذولة لمنع انزلاق الجبهة الجنوبية نحو الحرب من جهة، ولعدم ربط انتخاب الرئيس بوقف العدوان على غزة، مع أن هناك ضرورة لوقفه.
وعدّ المصدر الدبلوماسي نفسه أن مجرد الربط يعقّد انتخاب رئيس للجمهورية الذي لا يزال موضع اهتمام من قبل المجتمع الدولي، من دون أن يعني عدم الالتفات إلى الوضع المشتعل في الجنوب والعمل لمنع توسعة الحرب، وهذا يبقى «شغلنا الشاغل، بغية عدم الربط بين الوضع في الجنوب وانتخاب الرئيس».
ونوّه المصدر بموقف السعودية المتقدم لجهة الإسراع بانتخاب الرئيس من دون دخولها في الأسماء، لأن لبنان لا يحتمل في ظل الظروف الطارئة التي يمر بها التمديد للشغور في رئاسة الجمهورية، وهذا ما ظهر للعيان من خلال اللقاءات التي يعقدها السفير البخاري مع معظم القوى السياسية والمرجعيات الروحية لحثها على إخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم.  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: رئیس للجمهوریة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

الرئيس عون من الرياض: فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية

وصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى مطار الملك خالد في الرياض، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي. وكان في استقباله نائب أمير منطقة الرياض، الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز.    وقال عون بعيد وصوله إلى الرياض: "فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية السعودية وهي مناسبة أيضاً للإعراب عن تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم واستقرار لبنان، وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه".   وأضاف: "أتطلع بكثير من الأمل إلى المحادثات التي سأجريها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مساء اليوم، والتي سوف تمهد لزيارة لاحقة يتم خلالها توقيع اتفاقيات تعزز التعاون بين البلدين الشقيقين".    وتابع قائلاً: "الزيارة إلى السعودية ستكون مناسبة ايضاً لشكر المملكة على احتضانها اللبنانيين الذي وفدوا إليها منذ سنوات بعيدة ولا يزالون، وساهموا في نهضتها العمرانية والاقتصادية". 

مقالات مشابهة

  • «الرئيس السيسي»: مصر تعكف على تدريب الكوادر الفلسطينية الأمنية التي ستتولى الأمن في غزة
  • رئيس مجلس النواب اللبناني: إسرائيل أقامت منطقة محتلة جديدة على الحدود الجنوبية للبلاد
  • بعد مغادرته السعودية متوجها إلى القاهرة... برقية شكر من الرئيس عون إلى ولي العهد السعودي
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • الرئيس عون من الرياض: فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية
  • رئيس مجلس القيادة الرئاسي يستقبل سفير جمهورية العراق
  • نشرة إنذارية..تساقطات ثلجية مرتقبة على المرتفعات التي تتجاوز 1800 الاثنين والثلاثاء
  • عون الى السعودية لفتح صفحة جديدة في العلاقات
  • الرئيس اليمني في خطاب للشعب بمناسبة شهر رمضان : الأمة التي تجتمع على الخير لا تهزم أبدا
  • ترقب لمواجهات واسعة جديدة تشمل دول عربية وإسلامية مع تلويح الاحتلال الإسرائيلي بالتصعيد