✒️ عادل الباز: التقسيم الحرب الأهلية.. التدخل الدولي.. فزاعات (تقدم) 2-3
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
1في الحلقة السابقة قلت إن لتقدم “سردية واحدة في كل كتابات جنجويدها الإعلامي وهو أنه إذا لم تقف الحرب الآن وبأي شكل وفوراً وبدون شروط فإن من شأن ذلك أن يقودنا لثلاثية كارثية مذكورة أعلاه وتناولت موضوع التقسيم وفندنا دعاويه التي لا تقف على ساقين.. اليوم ننظر قضية الحرب الأهلية التي يتعالى صراخهم محذرين منها الشعب إذا لم يذعن لشروط الجنجوي
2
كتب د.
ولنسأل الدكتور.. لماذا تتحول حرب أنتجها الصراع على السلطة
(السياسية) إلى حرب أهلية شاملة على أساس العرق والإثنية.؟.. ما هي شواهد هذا الدكتور والأسباب التي دعته ليتوقع هذا السيناريو؟. مادام هو دكتور لابد أنه استند لأسباب منطقية وعلامات دالة وقراءة تستند على معلومات مؤكدة!!. ولا مش كده؟
إذن لنستمع لسعادة الدكتور وهو يعدد الأسباب إذ قال، أولها (قيادة الجيش والمؤتمر الوطني التى رفضت وساطة جدة ورفضت الايقاد).!!.
حين قرأت هذا الهراء تأكدت من ان هذا الدكتور نال درجته العملية تلك في تلفيق الأكاذيب !!. هل رفض الجيش منبر جدة ولم يلتزم بمخرجاته أم أن المليشيا هى التي فعلت ذلك.؟ .
هل رفض السودان منبر الإيغاد أم أن الإيغاد هي التي افترت عليه بدعوتها للمتمرد لقمة يحضرها رؤساء فقط ضد كل وثائقها وقبلها زاغ المتمرد من لقاء البرهان في جيبوتي لأسباب فنية كما قالت الإيغاد نفسها!!!..
تصوروا ان هذه المعلومات المظللة ضعها سعادة الدكتور ضمن الأسباب التي ستقود للحرب الأهلية.!!.
3
السبب الثاني يقول الجاك (عدم استجابة قيادة القوات المسلحة إلى دعوة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) للحوار مباشرة).
بالله.. يعني عدم الحوار المباشر مع عويش (تقدم) سيؤدي إلى حرب أهلية.!!.. ماهي (تقدم) هل هي تكوين سياسي واجتماعي جهوي أم اثني وماذا تمثل؟.
يعرف بكري الجاك وهو أحد مؤسسي هذا الكيان (تقدم ) أنها صناعة مجمعة لثلة من الأفاكين الدوليين الذين أنشأوا منظمات خارج السودان يعتاشون بها من دول الغرب (العفيف نموذجا) وليس لها أي تمثيل أو وجود حقيقي بالداخل وهذه المنظمات التحقت بـ(قحت) او دخلت اخيراً تحت عباءتها لتكتسب شرعية تظن إن قحت تملكها وتملك العلاقات وسرعان ما استسلم تجمع منظمات نور الدين ساتي وبكري الجاك والباقر غير العفيف وبلدو إلى سيطرة القحاته ومموليهم من الجنجويد ورعاتهم الخارجيين.!!.
هل عدم لقاء البرهان مع قحت يقود لحرب أهلية؟ اذن .. أبشر بطولة سلامة يادكتور.
ولكن هل فعلا رفض البرهان اللقاء أم كتب خطاب رسمي بالموافقة على اللقاء وأعلنت ذلك مريضة كزوفوبيا ( بحسب رباح الصادق) رشا عوض شفاها الله فى بيان رسمي لتقدم؟.. لماذا يحشو الدكتور مقالاته بالهراء والأكاذيب.ما أغناه عن ذلك.
4
أما الجلوس مع قيادة الدعم السريع فيعلم هذا الدكتور أن الذي رفض لقاء الرئيس البرهان هو قائد الجنجويد.. عجباً، يكذب وكأن الناس ماتوا أو فقدوا عقولهم.. ترى ما الفرق بين هذا الدكتور وصبية المليشيا الذين يكذبون صباح مساء فى الأسافير والفضاءات محاولين تبرئة الجنجويد من الانتهاكات وحتى من احتلال بيوتهم واغتصاب أخواتهم.!!. قال الدكتور عن تلك الانتهاكات
( انتهاكات الدعم السريع، التي لا ينكرها طوب الأرض). إذا كانت هي كذلك فلماذا تتحالف تقدم مع مرتكبيها متخصصو الإبادة.!؟.
5
السبب الثالث الذي سببا في اشتعال الحرب الأهلية كما قال الدكتور هو توجه البرهان للتحالف مع إيران وقطر وتركيا يجعل البلاد قبلة للداعشيين نسبة للتقاطعات الإقليمية والدولية، وبحسب فهم الدكتور إن هذا التحالف سيقود لحرب أهلية.!!. يا مثبت العقول.
يبدوا أن هذا الدكتور لم يقرأ كتاباً واحداً عن الحروب الأهلية. يادكتور إن كنت لازلت تقرأ سأهديك كتاباً من تأليف فليب روسلر PHILIP ROESSLER)
(ethnic politics and state of power/the logic of coup-civil war trap)
هذا الكتاب سيكون مفيداً لك في معرفة الكيفية التي تنشأ بها الحروب الأهلية في القارة الأفريقية، فلقد درس روسلر ميدانياً أكثر من 15 حرباً أهلية اشتعلت بالقارة. الكتاب صادر عن جامعة كمبردج 2016.
6
لنترك هذيان هذا الدكتور الذي لم يدلنا على أي شيء يمكن أن يشير إلى أننا مقبلون على حرب أهلية، فالمقاومة الشعبية المسلحة التي أخافت الدكتور اكثر ما يميزها هو حشدها لسكان المناطق للدفاع عن مناطقهم من دون فرز جهوي أو إثني، فالآن مثلاً تنخرط كل الإثنيات فى صفوف المقاومة الشعبية المسلحة في كل أقاليم الشمال والشرق والوسط وكردفان التي تسكن فيها كل أعراق السودانيين، مما يجعل المقاومة عنصر وحدة يغذي ويساهم في الترابط القومي وتقوية النسيج الاجتماعي.فإذا كانت كل جهات السودان بمكوناتها الاثنية والعرقية تنهض الآن للدفاع عن نفسها وهي متحدة فمن أين ستهب علينا رياح الحرب الأهلية.؟ ما يجري في التحليل السليم هو صراع سياسي لا اثنى ولا عرقى ولا سبب من الأسباب ظاهر الآن يمكن أن يؤدي لانحرافها فأهل دارفور وكردفان وأقاليم في السودان يقاتلون الجنجويد النهابين المغتصبين ولايقاتلون الماهرية أو العطاوة أو الرزيقات، وكل هؤلاء يعيشون الآن بسلام آمنين في كل أرجاء السودان الذي هو لهم وطن، بل إن الجيش الذي يدعى الدكتور أنه سينخرط في حرب أهلية يقاتل فيه الآن النوباوي بجانب المسيري والدنقلاوي والرزيقي والجعلي ضد الجنجويد. ألم يأتيك خبر قتال النوبة مع الجيش في الدلنج ؟!
7
خيالاتهم المريضة دائماً واوهامهم لا تعبر عن الواقع إنما تعبر عن أمانيهم ولا تنهض تحليلاتهم على معلومات أو تقدير سليم للأمور كما كان ينبغي أن يتوفر للدكاترة الذين تعلموا في الغرب… ولكن اتضح أن القلوب والأبصار تعمى بالأحقاد والغبائن مضافا إليها بريق ذهب الجنجويد ودراهم الأسياد. الله غالب
✒️ عادل الباز
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الحرب الأهلیة هذا الدکتور حرب أهلیة
إقرأ أيضاً:
المجتمع الدولي وإدمان الفشل حول السودان
المجتمع الدولي وإدمان الفشل حول السودان
د. الشفيع خضر سعيد
كتبنا من قبل، أنه ولإطفاء نيران الحروب وإخماد بؤر التوتر وبسط السلام في مختلف بقاع العالم، ولأجل حماية حقوق الإنسان وصون كرامته، ولدرء مخاطر الكوارث الطبيعية ونقص الغذاء، ولتمتين التعاون والتنسيق والتكامل بين دول العالم في مجالات التنمية والصحة والتعليم وتطوير العلوم لصالح أمن وسلام وتقدم البشرية، توافقت بلدان العالم على مواثيق دولية وإقليمية يحميها القانون الدولي، وعلى مؤسسات ومنظمات دولية وإقليمية، كمنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، يفترض أن تعمل على تحقيق المبادئ المضمنة في تلك المواثيق.
صحيح أن منظمة الأمم المتحدة تحتاج إلى إصلاحات جوهرية في إطار نظام عالمي جديد يحد من هيمنة القطبية ويحقق التكافؤية بين الدول، صغيرها وكبيرها، وعلى ذات المنوال ربما تحتاج المنظمات الإقليمية، وهذه مناقشة هامة ولكنها ليست موضوع هذا المقال. ونكتب اليوم، ما دامت حرب السودان دخلت عامها الثالث، ولاتزال مشتعلة تحرق وتدمر في البلد، وتهدد بنسف الأمن والإستقرار إقليميا ودوليا، خاصة في ظل ما يدور في محيطنا الجيوسياسي، وما دامت النخب السودانية، المدنية والعسكرية، لاتزال في قبضة الخلافات والتشرذم والعجز عن تقديم رؤية موحدة لوقف الحرب والانتقال إلى مربع السلام والتحول الديمقراطي، فإن المجتمع الدولي والإقليمي، محكوما بتلك المواثيق وبالقانون الدولي، كان لابد أن يواصل تدخله ومساهماته لوقف هذه الحرب اللعينة، والتي ابتدرها مباشرة بعد اندلاع الحرب بانتظام منبر جدة للتفاوض بين طرفي القتال في مايو/إيار 2023، وفي نفس الشهر خصص الاتحاد الأفريقي اجتماعا حول السودان خرج بخارطة طريق من ستة عناصر لوقف الحرب. ثم توالت بعد ذلك تحركات المجتمع الدولي، من إجتماعات ولقاءات هنا وهناك، كما حددت معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مبعوثين مختصين بالتعامل مع حرب السودان، وعُقد مؤتمر باريس الدولي بعد مرور عام على الحرب، ومؤخرا عُقد مؤتمر لندن الدولي بعد مرور عامين، وكل الخوف أن يعقد مؤتمر دولي آخر في عاصمة أوروبية أخرى، بعد مرور ثلاثة أعوام على الحرب وهي لاتزال مشتعلة!
ومع تأكيدنا على قناعتنا التامة بأن قضية شعب السودان لا يمكن أن تحل من خارجه أو بالإنابة عنه،
افتقار تحرك المجتمع الدولي والإقليمي إلى استراتيجية قوية وشاملة، كان في إمكانها أن تعزز كتلة مدنية موحدة وقوية، مما قد يمنع إجراءات أحادية الجانب من قبل المتحاربين إلا أننا لا يمكن أن نرفض مساهمات المجتمع الدولي والإقليمي، أو نقلل من شأنها، بل نراها حتمية وموضوعية وضرورية. ولكن حتميتها وموضوعيتها وضرورتها هذه لا تستطيع أن تحجب عنا النتائج الضعيفة لهذه المساهمات والتي لم تتخط حاجز عبارات الشجب والإدانة حتى بتنا قاب قوسين أو أدنى من دمغها بإدمان الفشل. انظر إلى اجتماع لندن الدولي الذي عقد في الخامس عشر من هذا الشهر بمشاركة وزراء خارجية وممثلين لكل الدول الكبرى والدول المعنية بحرب السودان بالإضافة إلى الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الإيقاد، واللجنة الدولية للصليب الأحمر. فالمؤتمر فشل حتى في إصدار بيان ختامي، ولو تكرار لعبارات الشجب والإدانة، وذلك بسبب تضارب الرؤى بين المشاركين حول تفاصيل الأزمة في بلدنا. وأنظر إلى خطاب الاتحاد الأفريقي في المؤتمر والذي تضمن عبارات: لا حسم عسكري وعلى طرفي النزاع التوجه الى المفاوضات، ولن نقف مكتوفي الأيدي، ولا يمكن التسامح مع التداعيات الكارثية للحرب، ولن نسمح بتقسيم السودان، ودعوة كل الأطراف الخارجيه للتوقف عن التدخل في الشأن الداخلي للسودان، وكلها عبارات تكرر الجهر بها كثيرا منذ أن ضمنت في خارطة الطريق التي تبناها الاتحاد في مايو/إيار 2023. أما وسمنا للمجتمع الدولي والإقليمي بإدمان الفشل في التعاطي مع كارثة الحرب في السودان، فليس تحاملا أو تجنيا عليه في ظل اكتفائه، ولمدة عامين منذ اندلاع الحرب، بالخطب ورسم الخطط على الورق وعدم ترجمة ذلك إلى إجراءات عملية قوية لمنع تدفق الأسلحة والذخائر وأجهزة التجسس المتطورة إلى البلاد، ولحماية المدنيين، ولتكثيف المساعدات الإنسانية درءا للمجاعة والأوبئة.
لا أعتقد أن المجتمع الدولي والإقليمي نضب معين طاقته وتدابيره العملية لوقف الاقتتال في السودان. ولكن هناك كوابح عديدة تمنع تفجير هذه الطاقة وتفعيل هذه التدابير العملية، منها تضارب المصالح الذي يدفع الدول الكبرى، قائدة المجتمع الدولي والإقليمي، لإغماض أعينها عن مصدر تدفق الأسلحة ووقود الحرب إلى السودان، ومنها فقر المنهج الذي ظل يتبعه المجتمع الدولي والإقليمي تجاه قضية الحرب، والذي كان محدودًا وضيقًا ومفرطًا في تجنب المخاطر، وغالبًا ما كان خاضعا لنزوات المتحاربين الذين أيضا لاحظوا فقر المنهج هذا وتحايلوا لاحتوائه، ومنها افتقار تحرك المجتمع الدولي والإقليمي إلى استراتيجية قوية وشاملة، كان في إمكانها أن تعزز كتلة مدنية موحدة وقوية، مما قد يمنع إجراءات أحادية الجانب من قبل المتحاربين تضر بوحدة السودان المستقبلية، وذلك حسب ما نشرناه في مقالنا السابق على لسان أحد الخبراء الدوليين، والذي أشار إلى غياب التنسيق الاستراتيجي بين المنظمة الأممية والمؤسسات الإقليمية، باعتبارها تمثل منصات رئيسية لوساطة شفافة مصممة خصيصًا للسياق السوداني، كما أشار منتقدا غياب المشاركة الفعالة للمدنيين السودانيين في هذه الاستراتيجية، رافضا أن يكون هذا الإشراك عشوائيًا أو غير كامل، بل يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية المجتمع الدولي والإقليمي الشاملة، وركنا أساسيا في أنشطته الأساسية، بما في ذلك تعيين فريق مخصص للتعامل مع السياسيين وقيادات المجتمع المدني.
أخيرا، وبدل أن تحتوي أجندة حراك المجتمع الدولي على عموميات، أو مناشدات وإدانات مكررة بدون أي ردود فعل إيجابية تجاهها، أو مجرد عناوين لما يجب أن يفعل دون توفير تدابير وآليات للشروع العملي في التنفيذ، أن تركز الأجندة على كيفية التنفيذ العملي لثلاث قضايا أساسية: وقف إطلاق النار بدءا بمنع تدفق الأسلحة، تكثيف وتوصيل المساعدات الإنسانية ومنع استغلالها من أي طرف، وحماية المدنيين.
* القدس العربي