عربي21:
2024-12-25@20:38:01 GMT

صراع نتنياهـو للبقاء

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

كلما طال أمد حرب إسرائيل على قطاع غزة، ابتعدت عن تحقيق أهدافها المعلنة، بتدمير حماس عسكريا وسياسيا، وتحرير المحتجزين الإسرائيليين من قبضتها، ويترافق هذا مع ازدياد قناعة المجتمع الإسرائيلي، بأن جيشه لا يزال يراوح مكانه في القطاع، من دون تحقيقه لأي إنجازات عسكرية. ومع مرور الوقت على المعارك في القطاع، تضخ وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي عبر العالم على مدار الساعة، المزيد من صور الدمار، الذي ألحقته وتلحقه القوات الإسرائيلية به، وكذلك صور الضحايا من المدنيين والأوضاع الإنسانية السيئة الآخذة بالتفاقم، ما يزيد من الضغوط الدولية لإنهاء الحرب.



إن إسرائيل مجتمعا ومؤسسات سياسية وعسكرية، لا تزال تعيش صدمة هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، هذا الهجوم كان فتيل إشعال حربها على غزة، تحت شعار «الحرب الوجودية»، الذي روجت له حكومة نتنياهو، والذي تكبدت وتتكبد إسرائيل فيها خسائر، سياسيا وعسكريا واقتصاديا وفي صورتها عالميا، بشكل غير مسبوق. كما يتسم المشهد الإسرائيلي بالانقسام بشأن طريقة إنجاز صفقة تبادل الأسرى مع حماس، بين من يرى أن الضغط العسكري المستمر كفيل برضوخ حماس للمطالب الإسرائيلية لتحريرهم، ومن يرى ضرورة وقف الحرب، وإنجاز صفقة تبادل «الكل مقابل الكل»، ثم العودة للقتال بعد ذلك.

وفي صراعه من أجل البقاء، يسعى نتنياهو لإطالة أمد الحرب ما أمكنه، للبحث عن انتصار، أو على الأقل عن صورة انتصارحكومة نتنياهو، عملت على توظيف الحرب بكل ما ألحقته من دمار وإبادة جماعية في قطاع غزة، لتمتين إئتلافها ومنع تفككه لخدمة مشروع اليمين المتطرف، وبقائه في سدة الحكم، ولمواجهة الفلسطينيين، ليس فقط في غزة، وإنما في الضفة الغربية وأراضي 48 أيضا. ومع ذلك فإن الإجماع الإسرائيلي على الحرب، بدأ يشهد تصدعا بالاحتجاج ضد اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، الذي لا يزال مستمرا في إرسال مزيد من الجنود، للقتال في معركة تبدو لكثير من الإسرائيليين، أن تحقيق أهدافها التي حددتها حكومتهم غير المتجانسة والمنقسمة على نفسها، بعيدة المنال. وفي رأي محللين صحافيين وعسكريين إسرائيليين، فإن إعلان نتنياهو المتكرر، بأن الحرب لن تتوقف إلا بهزيمة حماس، و»تحرير» المحتجزين الإسرائيليين من قبضتها، هما هدفان متناقضان، فيما تزداد الضغوط على حكومة نتنياهو، للتوصل إلى صفقة للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، حتى لو تم تأجيل الصراع مع حماس لسنوات مقبلة. وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز»، إلى أن وثيقة عسكرية إسرائيلية حصلت عليها تفيد، بأن إسرائيل كانت تتوقع السيطرة على مدن غزة وخان يونس ورفح بحلول ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إلا أن تموضع الجيش الإسرائيلي وتقليص وجوده في شمال القطاع، خلق فراغا سرعان ما ملأته حماس بإعادة فرض سيطرتها في هذه المنطقة، وحسب الوثيقة أيضا فإن الشرطة التابعة لحكومة حماس والعاملين في مؤسساتها للرعاية الاجتماعية، بدأت بتقديم الرعاية للسكان فيها.


وفي صراعه من أجل البقاء، يسعى نتنياهو لإطالة أمد الحرب ما أمكنه، للبحث عن انتصار، أو على الأقل عن صورة انتصار، تساعده على إطالة عمره السياسي، بعد أن شهدت شعبيته وشعبية حزب الليكود الذي يترأسه، تراجعا حادا حسب استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي. ففي سؤال في استطلاع أجرته (القناة 13) حول دوافع نتنياهو للحرب، قال 53% من المستطلعة آراؤهم، إنها دوافع شخصية، مقابل 33% قالوا إن دوافعه تتعلق بمصالح دولة إسرائيل. وفي سؤال آخر حول من هو الأفضل لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، قال 48% إنهم يفضلون رئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس مقابل 30% أعربوا عن تفضيلهم لنتنياهو، وحسب الاستطلاع أيضا، فإن حزب غانتس سيحصل على 37 مقعدا في الكنيست، إذا جرت الانتخابات اليوم، مقابل 16 مقعدا لحزب الليكود برئاسة نتنياهو. نتنياهو لديه قرار استراتيجي بمواصلة حياته السياسية، وهو غير آبه باستطلاعات الرأي، ولا بتحليلات المعلقين السياسيين، لأن لديه الأغلبية في الكنيست لمواصلة الحكم حتى انتهاء ولاية حكومته، ولإدراكه أيضا بأنه ستتم محاكمته بتهم الفساد التي تطارده، وربما يسجن عند نزوله عن سدة الحكم، ولهذا فإن تشكيل حكومة جديدة من دون نتنياهو ومن دون إئتلافه الموغل بالتطرف، أمر مستبعد على المدى المنظور، طالما أن الحرب على غزة مستمرة، إلا أن الإطاحة بنتنياهو يمكن أن تتم، إذا تصدى له منافسون في حزب الليكود لرئاسته، وتمكن أي منهم من ذلك، أو في حالة ازدياد وتيرة المظاهرات في الشارع الإسرائيلي، المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، على غرار الاحتجاجات التي شهدتها شوارع المدن الإسرائيلية، ضد خطة حكومته للإصلاح القضائي خلال العام الماضي. ونتنياهو أمضى أطول فترة في سدة الحكم في تاريخ إسرائيل، إذ تربع على كرسي رئاسة الوزراء بشكل متواصل منذ عام 2009 وحتى عام 2021، وعاد إلى الحكم في نهاية 2022، وكان من الدهاء بحيث تمكن من السير تحت حبات المطر، من دون بلل، إلا أنه اليوم يخوض معركة شخصية من أجل البقاء، تتقدم في أولويتها على حرب إسرائيل على غزة، وهو في سبيل ذلك لن يتوانى عن إلصاق تهمة القصور في هجوم 7 أكتوبر وعدم تحقيق النصر في الحرب لاحقا بالمؤسسة العسكرية. وحسب تقارير صحافية إسرائيلية، فإن نتنياهو يسعى لتأسيس حزب جديد من اليمين الاجتماعي «المعتدل»، لاستقطاب من ينسلخ عن الليكود ليحول دون انضمامه لمعسكر غانتس.

المصدر: القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة نتنياهو الفلسطينيين فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من دون

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: تقدم "طفيف" في مفاوضات صفقة التبادل مع حماس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صرّح خلال جلسة خاصة في الكنيست، بأن التقدم في المفاوضات مع حركة حماس بشأن صفقة تبادل المحتجزين لا يزال "طفيفًا". 

وأكد نتنياهو أنه لا يعلم متى سيتم إنجاز الصفقة، مشيرًا إلى استمرار وجود خلافات كبيرة حول القضايا الرئيسية.

وأوضح نتنياهو أن المفاوضات المتعلقة بقطاع غزة تواجه تحديات عدة، مع استمرار المحادثات لتقليص الفجوات بين الطرفين. كما أكد أن الجهود مستمرة للوصول إلى تفاهمات مع حماس بشأن الحرب في غزة والمسائل المرتبطة بها.

مقالات مشابهة

  • هآرتس : الجيش الإسرائيلي يستعد للبقاء في جنوب لبنان
  • نتنياهو يتهم حماس بتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • نتنياهو يرد بغضب على حماس بعد تأجيلها اتفاق غزة
  • نتنياهو يرد على بيان حماس بشأن "تأجيل اتفاق غزة"
  • أول رد من نتنياهو على بيان حماس بشأن مفاوضات غزة
  • الصفقة المنتظرة: نتنياهو يريد ولا يريد
  • نتنياهو: تقدم "طفيف" في مفاوضات صفقة التبادل مع حماس
  • نتنياهو يتحدث عن "تقدم" في مفاوضات الأسرى
  • نتنياهو: هناك تقدم في مفاوضات الأسرى
  • قلق متصاعد في “إسرائيل”.. ما خيارات نتنياهو لردع اليمنيين؟