عربي21:
2025-02-22@23:50:57 GMT

“كيف تحولت تونس إلى سجن كبير؟”

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

«منعٌ من السفر دون قرارات قضائية، محاكمات سياسية لمعارضين وأخرى لرجال أعمال، سجن للصحافيين، وتضييق على حرية التعبير والعمل المدني وتطويع للقضاء. هكذا تحولت تونس في سنتين ونيّف إلى ما يشبه سجنا كبيرا بأبواب مفتوحة وسط أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة تصر السلطة الحاكمة على مجابهتها بالهروب إلى الأمام وتبني خطاب التخوين والإنكار».



هذا ما خلص إليه تحقيق نشره موقع «كتيبة» التونسي الاستقصائي معتبرا أنه «يوما بعد يوم، يزداد الفضاء المدني في تونس اختناقا في ظل اختلال التوازن بين السلطة وإحكام الرئيس قيس سعيد قبضته على مقاليد الحكم».

لم يكن هذا التحقيق الذي كتبه رئيس تحرير الموقع محمد اليوسفي كلاما نضاليا مرسلا بل بني على إحصائيات ومقابلات من مصادر حقوقية ومن شخصيات تعرضت مباشرة للكثير من التضييق والأذى حيث وثق «تعرض العديد من الشخصيات ذائعة الصيت خاصة في مجال ريادة الأعمال إلى المنع من السفر دون قرار قضائي في سياق ما يعتبره أنصار الرئيس سعيد حملة مكافحة الفساد» مضيفا وفق «مصادر متقاطعة أن عدد الممنوعين من السفر في تونس اليوم تجاوز 25 ألف حالة، دون اعتبار الذين غادروا البلاد واختاروا المنفى الاختياري في الخارج، وهو رقم رفضت وزارة الداخلية التونسية التعليق عليه» حين راسلها الموقع للتوضيح والرد.

سجلت النقابة 16 قضية رفعت ضد صحافيين على خلفية النشر في الإنترنت من بينها 8 حالات بناء على ذات المرسوم.المشكلة ليست في صمت وتجاهل وزارة الداخلية فقط بل كذلك في صمت المنظمات والجمعيات التي ينضوي تحتها المتضررون كاتحاد رجال الأعمال وعمادة المحامين مثلا، وقد «فسر البعض من أعضاء هذه المنظمات التي تسنى لموقع الكتيبة التواصل معهم هذا الصمت بحالة الخوف التي تسود البلاد واختناق مساحات التعبير، فضلا عن الكلفة الباهظة لأي موقف قد يُتخذ ضد السلطة السياسية الحاكمة في تونس اليوم، وفق تقديرهم» كما جاء في التحقيق المنشور.

وبعد أن استعرضت «الكتيبة» مثالب «المرسوم 54 « الصادر في سبتمبر/ أيلول سنة 2022 والذي تلقى معارضته إجماعا عريضا لتضييقه الشديد على حرية الرأي والتعبير في الفضاء الإعلامي والرقمي، أوردت أنه إلى حدود نهاية سنة 2023 أحصت «الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان» قرابة 300 حالة ملاحقة قضائية على خلفية هذا المرسوم السيء الصيت، مرجحة أن «يكون الرقم أكبر على اعتبار إمكانية وجود حالات ليس لها علم بها ولم يتسن للمتضررين الوصول إلى الإعلام أو لمنظمات مدنية للإبلاغ عنها».

ووفق مسؤولة وحدة الرصد في نقابة الصحافيين التونسيين خولة شبح، فإن من بين 31 ملاحقة قضائية طالت صحافيين في سنة 2023، تم تسجيل نزوع متنام نحو التضييق على النشر في الفضاء الرقمي حيث سجلت النقابة 16 قضية رفعت ضد صحافيين على خلفية النشر في الإنترنت من بينها 8 حالات بناء على ذات المرسوم. كما سجلت النقابة صدور 8 قرارات وأحكام سنة 2023 سالبة للحرية، فضلا عن سجن 3 صحافيين وهم زياد الهاني وياسين الرمضاني وشذى مبارك، بالإضافة إلى تفعيل بطاقة إيداع في السجن صادرة في وقت سابق في حق الصحافي خليفة القاسمي على خلفية محاكمة وفق قانون الإرهاب حكم عليه فيها بـ 5 سنوات سجنا، واصفة العقوبة التي يقضيها القاسمي بالأقسى في تاريخ الصحافة التونسية.

ومن أخطر ما أورده الموقع وصف رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسام الطريفي للفضاء المدني في البلاد اليوم بـ«المخيف» معتبرا أن جميع التونسيين والتونسيات، من المواطن العادي إلى الزعيم السياسي والناشط المدني والحقوقي، جميعهم معرضون للاعتقال والسجن في أي لحظة».


وتزداد الصورة رعبا حين يضيف الطريفي أن «القضاء اليوم يعمل تحت وطأة الخوف والترهيب، لهذا تجد العديد من الشخصيات (…) نفسها مضطرة لأن تكون مهجرة قسريا وذلك رغم كل ما قدمته للحركة الحقوقية والديمقراطية. هؤلاء يعلمون جيدا أنهم في حال عادوا سيتم إيقافهم والتنكيل بهم فعدد المهجرين قسريا يقدر بالعشرات، ومن بينهم رجال أعمال وسياسيون وحتى صحافيون وحقوقيون».

قيمة هذا التحقيق المطول أنه يتضمن فيديوهات مسجلة مع بعض ضحايا الإجراءات التعسفية مثل المناضلة شيماء عيسى التي تروي كيف أنها باتت تعيش في سجن كبير حتى بعد أن أطلق سراحها مؤقتا في القضية المعروفة إعلاميا بـ «التآمر على أمن الدولة» حيث حرمت، بقرار قضائي، من الظهور في الأماكن العامة ومن السفر ومن الحديث إلى وسائل الإعلام بحيث لم تعد قادرة على العمل وتوقف مورد رزقها وباتت تلقى عناء حتى في أبسط تحركاتها الشخصية بما في ذلك الذهاب إلى الطبيب أو صالون حلاقة حيث أن كليهما بات يتحرج من استقبالها طالما هي محل مراقبة ومتابعة في قضية سياسية لم تعرض بعد على المحكمة، بل ولا أحد مقتنع بحيثياتها.

وحين يعرض تحقيق «الكتيبة» أسماء أو صور المعتقلين، أو الذين هم في المنفى، اختيارا أو إجبارا، خشية الملاحقة الحقيقية أو المتعسفة، لا يمكن إلا أن تتساءل بمرارة: إذن، من بقي يتحرك بحرية في هذه البلاد؟!!

المصدر: القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تونس قيس سعيد الصحافة تونس الصحافة قيس سعيد مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على خلفیة من السفر

إقرأ أيضاً:

قدورة فارس يتحدث لـعربي21 عن إقالته والطوفان ومرسوم عباس بشأن الأسرى

قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين السابق، الوزير قدورة فارس، إنه يبحث حلولا لإلغاء المرسوم الرئاسي الذي أصدره رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس بشأن مخصصات الأسرى، معتبرا أن إقالته من منصبه لن تمنعه من تقديم الدعم والمساندة للأسرى وعائلاتهم.

وفي مقابلة خاصة لـ"عربي21" ستذاع قريبا على "بودكاست ع الحاجز" الذي يقدمه أحمد ماهر، علق الوزير قدورة فارس على قرار إقالته بالقول: "لا أبالي بقرار الإقالة، كل ما أهتم به هو الأسير الفلسطيني وعائلته، ومن قضى حياته في النضال، لا يمكن أن يحيد عن هذا الطريق ولا يهمه المناصب".

واعتبر المسؤول الفلسطيني أن "عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أعادت الواجهة إلى قضية الأسير الفلسطيني المهملة  منذ سنوات"، مشيرا إلى أن "تبييض السجون تحتاج إلى مختلف أنواع الكفاح من المسلح للتفاوض لغيرها من الوسائل".

وعن منصبه السابق قال: "حتى لو لم يتم إعادتي لهيئة شؤون الأسرى، سأبقى في الميدان وبكل المحافل للوقوف بجانب الأسرى (..) وهناك شخصيات قيادية في بعض المناصب لا تليق المكانة التي هم عليها".

وعن جهود إلغاء قرار عباس قال فارس: "اجتمعت مع مجموعة من الأسرى المفرج عنهم في الصفقة الحالية، وبحثنا مجموعة من الحلول لإلغاء المرسوم الرئاسي المتعلق بمخصصات الأسرى، وسأعتذر للجميع إذا توجب الأمر، لكن المهم أن تعود مخصصات الأسرى وعائلاتهم ويلغى المرسوم".


وحول استقبال الأسرى في الدفعات السابقة قال فارس: "سأتوجه يوم السبت القادم لإستقبال رفاق الأسر وابن شقيقي، حتى لو تمت إقالتي فمن يحركني هو ضميري الداخلي، ونشعر بالحزن حينما تبدي أسبانيا استعدادها لإستقبال الأسرى المبعدين وتتمنع الدول العربية عن استقبالهم".

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أحال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، على التقاعد، بعد أيام، من مطالبة الأخير بالتراجع عن إلغاء قانون متعلق بدفع مخصصات لذوي الشهداء والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

ونشرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، مرسوم عباس، بتعيين رائد عرفات أبو الحمص، رئيسا جديدا للهيئة، بدرجة وزير، وإحالة فارس إلى التقاعد في التاريخ ذاته.

وهاجم فارس قدورة قرار عباس، معتبرا أنه تنكر لتضحيات الفلسطينيين، الذين تطالبهم السلطة الفلسطينية بممارسة "المقاومة الشعبية"  والتصدي للاحتلال.

ودعا فارس، إلى سحب المرسوم فورا. وخاطب عباس قائلا: "أناشدك أن تتدارك هذا الأمر وأن يتم سحب هذا المرسوم".


وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في هيئة شؤون الأسرى في رام الله: "موضوع بهذا الحجم كان يجب أن يناقش في كافة الأطر الحزبية، وأنا أناشد الإخوان في اللجنة المركزية لحركة فتح والمجلس الثوري والأقاليم أن يقفوا عند مسؤولياتهم"، مؤكدا أن مخصصات الأسرى كانت محل إجماع.

وأوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى أن نحو 35 إلى 40 ألف أسرة فلسطينية، داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، ستتأثر بهذا المرسوم.

واتهم فارس، بشكل غير مباشر، من وصفهم بـ"المستشارين" بأنهم "مضللون وضالون ومضلون"، مشيرا إلى أنهم ابتكروا ما أسماه "مبررات واستدارات".

واعتبر أن قانون الأسرى والمحررين، والأنظمة واللوائح التي تنظم دعم عائلات الشهداء والجرحى، تمثل "اللوحة الأجمل في البيت الفلسطيني"، حيث لم يختلف عليها أحد، ولم تنتقدها أي فصائل.

وأشار إلى أن الأمر عُرض عليه عدة مرات، وكان قد استُشير في مراحل سابقة حوله، وكان يجيب دائما بأن مثل هذا الأمر يمكن مناقشته فقط عند وجود عرض سياسي ذي وزن ثقيل.

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: تصريحات ترامب تحولت من فرض التهجير إلى مجرد توصية بعد الموقف العربي
  • الاسدي يكشف ابرز المبادرات التي نفذتها الوزارة بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
  • لطيفة التونسية: سعيدة بقراري بعدم الإنجاب
  • بسرعة 300 كلم/ الساعة.. ضبط سائق قاد دراجته بتهور في دبي
  • الأرصاد تحذر: موجة برد قارس تضرب البلاد.. انخفاض كبير في الحرارة
  • موجة باردة تجتاح البلاد اعتباراً من اليوم الجمعة 21 فبراير 2025
  • الإفراج عن الصحفي التونسي محمد بوغلاب مع منعه من السفر خارج البلاد
  • قدورة فارس يتحدث لـعربي21 عن إقالته والطوفان ومرسوم عباس بشأن الأسرى
  • محافظ الشرقية يُهنئ فريق مدرسة الشهيد محمد قطب دياب 2 لتكريمهم بالعاصمة التونسية لفوزهم في مسابقة الأسبوع العربى للبرمجة
  • موجة صقيع حتى هذا اليوم.. وتحذير من تكون طبقات الجليد