بوابة الفجر:
2025-01-18@13:17:28 GMT

حسام السعيدي يكتب: تخلقوا بأخلاق المُشجعين!

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

كُنت ولازلت أحد مُشجعي كُرة القدم، ولكن هذه الأيام أصبحت أرى الأمور من زاوية أخرى، وأسأل نفسي ماذا لو تخلق الناس بأخلاق المُشجعين، نعم كما قرأتم (ماذا لو تخلق الناس بأخلاق مُشجعي كُرة القدم؟).

مُشجع كُرة القدم، يتمنى الخير وكُل الخير لفريقه الذي يُشجعه، ولاعبي فريقه، ومجلس إدارة فريقه، وكُل ما يخص فريقه، فتجده يضع (رجل على رجل) في المقهى، وهو بالكاد يملك حق كوب الشاي الذي يجلس من خلاله في هذا المكان، ليقول لمشجع الفريق المُنافس (انت عارف اللاعب بتاعنا اتباع بكام، ده أغلى لاعب في مصر)، أو يفتخر بان لاعب فريقه حصل على جائزة شخصية كأحسن لاعب في بطولة أو مباراة، وكأنه هو من حاز على الجائزة وكأنه تحصل على مكسب من وراء بيع لاعب فريقه.

المُشجع يُحب الخير للاعبي فريقه لدرجة أنه يضطر إلى سبهم ولعنهم إذا ما رأى تراجع في مستواهم، ولا يرتاح حتى يراهم الأفضل في أي مكان يلعبون فيه، فالمشجع لا يكتفي بتشجيع لاعب فريقه وينتهى من تشجيعه إذا ما رحل عن فريقه للاحتراف، بل يستمر في تشجيعه والافتخار به والدفاع عنه في كُل مكان لمُجرد أنه ارتدى في يوم من الأيام قميص فريقه، فتجده يفتخر لأن لاعب فريقه السابق أصبح أغلى لاعب في تاريخ مصر، ويعنفه على مواقع التواصل إذا ما رأى منه تراجع في مستواه.

مُشجع كُرة القدم يفتخر لمُجرد أن فريقه تحصل على حقوق رعاية هي الأعلى في تاريخ مصر، ولا يُضاهي فريقه أي فريق آخر، فالسعادة تملأ وجهه، وكأن هذا النجاح يعود إليه وكأنه حقق إنجاز لنفسه، رغم أنه كمُشجع هو العُنصر الوحيد في منظومة كُرة القدم الذي لا يتحصل على أي مكاسب من اللعبة، بل يدفع من جيبه الخاص تذاكر وبنرات وأدوات تشجيع، ويعتبر أحد أبرز قوى الفريق دون مُقابل يدفعه النادي.

المُشجع قد يتنازل عن اي خطأ أرتكبه لاعب في حقه، لمُجرد ان هذا اللاعب قرر ارتداء تيشرت فريقه، فتجد السخرية منه تتحول إلى إشادة، والهجوم عليه إلى دعم، وكُرهه إلى حُب مُنقطع النظير، ومن وصفه بلاعب فاشل إلى أحسن لاعب وغير ذلك من التغيرات من النقيض إلى النقيض.

كُل هذا الحُب الذي يُعطيه المُشجع للاعبي فريقه، يأتي رغم أنه لا يعلم أي شئ عنهم غير أنهم يرتدون تيشرت فريقه، لا يهمه دينهم أو لونهم أو جنسيتهم، المُهم أنه يلعب بقميص فريقي ويُدافع عن ألوانه.

وفي المُقابل لا تجد في الغالب هذا الحُب بين أناس يعرفون بعضهم بعض جيدًا، سواء على مستوى القرابة أو الجيرة أو الصداقة أو الزمالة أو غير ذلك، فالقليل من يسعد لغيره أو يفرح لغيره، لتعيينه على سبيل المثال في مكان مرموق ببضعة آلاف، بالرغم من أنه يفرح ويسعد ويفتخر باحتراف لاعب فريقه بملايين الدولارات، أو تجديد فريقه عقد أحد لاعبي الفريق بملايين الجنيهات ليصبح أغلى لاعب في مصر.

ولا تجد من يُدافع عن شخص يعرفه جيدًا بعد انتشار شائعات حوله تخص أخلاقه أو زمته وما إلى ذلك وكأنه ينتظر سقوط هذا الشخص ويُسارع في تصديق الشائعات والقيل والقال، رغم أنه يُدافع بكل ما أوتى من قوة عن لاعب فريقه المعروف بسهراته الحمراء وسقطاته الأخلاقيه، لمجرد أنه يلعب في صفوف فريقه، فتجد المُشجع يوبخ من يقول (ربع كلمة) عن مشجع فريقه صاحب السيرة السيئة، فكُل الأخطاء مقبولة ما دام ترتدي تيشرت فريقي.

وفي الأخير انتهى بما بدأت به.. تخلقوا بأخلاق المُشجعين، حبوا الخير لبعض، دافعوا عن من تعرفوهم إذا ما سمعتم شائعات حولهم، إفرحوا إذا ما عرفتم أن احدًا تعرفونه نجح في مكان ما أو تقلد منصب ما أو رزقه الله (عز وجل) أيًا من زرقه، تخلقوا بأخلاق المشجعين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المنتخب كرة القدم منتخب مصر لاعب فریقه لاعب فی إذا ما

إقرأ أيضاً:

مؤمن الجندي يكتب: مراد الانفراد

ذات مساء في غرفة الأخبار.. جلست على مكتبي في غرفة الأخبار، حيث ينبض العالم بأصوات الهواتف وصفير الإشعارات، متكئة على الحواسيب التي باتت وكأنها أوتار تعزف عليها أيدي المحررين.. نظرت حولي لأرى زملائي منشغلين بمتابعة الأخبار المتداولة على وكالات الأنباء ومنصات التواصل الاجتماعي، وكأنهم عازفون يتسابقون على عزف النوتة ذاتها، لكن شيئًا ما كان ينقص هذا المشهد؛ ذلك البريق الذي كان يُشعل عيون الصحفيين حين كانوا يتحدثون عن "السبق الصحفي".

مؤمن الجندي يكتب: مقادير صناعة الأسطورة مؤمن الجندي يكتب: ما الذي لا يستطيع المال شراؤه؟ مؤمن الجندي يكتب: بالونة مزدوجة مؤمن الجندي يكتب: وصفة للفوضى

تذكرت تلك الأيام مع أستاذي الذي علمني أن الصحافة ليست مجرد نقل الأخبار، بل هي فن اكتشاف المجهول.. كان يردد دائمًا "السبق الصحفي هو روح المهنة"، ويدخل الأزقة ويجلس مع الغرباء لساعات بحثًا عن حقيقة واحدة! ففي يوم فارق، عملنا على تحقيق! ورغم الشكوك، قادني أستاذي إلى منزل بسيط حيث تحدث بحميمية مع رجل مسن، ليخرج بعد ساعات بوثائق تكشف القصة كاملة، معلمًا إيّاي أن الانفراد الحقيقي يولد بالصبر والبحث العميق والرغبة في نقل المعلومة بأمانة.

لكن الزمن تغير.. مع صعود الإنترنت، وانتشار الأخبار بسرعة البرق، أصبح السبق الصحفي عملة نادرة! باتت الصحف تتسابق لنقل ما هو متاح بالفعل، بدلًا من البحث عن ما هو مخفي! وهذا الشيء حقيقة يحزنني بشدة على مهنتي وزملائي.. أصبحنا نعيش في عصر التشابه، حيث كل وسيلة إعلامية تقدم النسخة ذاتها من القصة.

ومع ذلك، أؤمن أن الانفراد الصحفي لم يمت، بل هو ينتظر من يحييه.. يحتاج إلى قلوب شجاعة وعقول متقدة لا تخشى التعب، ولا تستسلم للإجابات السهلة! يحتاج إلى من يؤمن بأن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة تكشف الحقائق وتُعيد للناس الثقة بأن هناك من يسعى خلف الحقيقة، مهما كان الثمن.

حين غادرت غرفة الأخبار تلك الليلة، قررت أن أبحث عن ذلك الانفراد المفقود.. قررت أن أكون صوتًا في زمن الصمت، وأن أقدم شيئًا مفيدًا يُذكر لي بعد رحيلي.. وأعيد للصحافة بريقها الذي تلاشى تحت ضغط العناوين المتكررة والشائعات المتداولة.. فما زال في القلب شغف، وما زالت في الميدان قصص تستحق أن تُروى.

انتصار القلم المصري

في لحظة فارقة، كسر محمد مراد الناقد الرياضي بجريدة اليوم السابع القواعد السائدة وأعاد للصحافة الرياضية مكانتها التي افتقدتها طويلًا.. حين أعلن مراد عن انتقال عمر مرموش إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، كان الخبر بمثابة صدمة إيجابية للجميع، خاصة بعدما سارعت الصحف الألمانية لنفيه.. لكن مراد، مسلحًا بمصداقيته وثقته بمصادره، ظل ثابتًا أمام العاصفة! خلال ساعات قليلة، انقلبت الطاولة، وأكدت كبرى الصحف العالمية صحة الخبر، ليتحول انفراد مراد إلى حديث العالم أجمع، تلك اللحظة لم تكن مجرد سبق صحفي؛ بل كانت إعلانًا جديدًا بأن الصحافة الرياضية في مصر قادرة على أن تكون في قلب الحدث، تقود المشهد بدلًا من الاكتفاء بالمتابعة والنقل المباشر.

في النهاية، المصداقية هي جوهر الصحافة، والطريق الوحيد لصناعة انفراد حقيقي يترك أثرًا لا ضجيجًا.. الصحفي المتميز لا يلهث خلف "عاجل" بلا قيمة، بل يسعى وراء الحقيقة، مهما كان الطريق طويلًا.. الانفراد ليس عنوانًا لافتًا، بل رسالة عميقة تُعيد الثقة بين القارئ والصحافة، وتُثبت أن المهنة لا تزال تحترم عقل الجمهور وتقدر دورها في كشف الحقائق، لا بيع الأوهام.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

مقالات مشابهة

  • لعب لـ49 فريقاً.. لاعب بعمر 62 يشبّه نفسه برونالدو
  • مؤمن الجندي يكتب: مراد الانفراد
  • ابراهيم سعيد يسخر من جوميز بعد خسارة فريقه بـ9 أهداف
  • لاعب بعمر الـ62 يشبّه نفسه برونالدو
  • بن دبكة يسقط مع فريقه الفتح أمام الهلال بتسعة أهداف دون رد
  • محمد شحاتة يتوج بجائزة أفضل لاعب فى مواجهة الزمالك والحرس
  • بعد فيديو تطاول أكرم توفيق.. جمهور الأهلي يطالب اللاعب بالإعتذار وتوضيح جديد
  • لوران بلان: “عوار لاعب حاسم وهو الأحسن في منصبه”
  • مؤمن الجندي يكتب: مقادير صناعة الأسطورة
  • جوزيه قوميز: الهلال من أقوى الفرق في تاريخ الرياضة السعودية