أفادت قناة القاهرة الإخبارية في خبر عاجل لها، أن هناك جهود وساطة مكثفة لمصر وقطر والولايات المتحدة تركز على هدنة لمدة شهر في غزة، نقلا عن وكالة رويترز.

وكانت مصادر في قطاع الدفاع المدني، قالت، إن حجم الدمار كبير جدًا في البنايات والمنازل والشقق السكنية والبنية التحتية في منطقة غرب غزة، نتيجة القصف الصاروخي والمدفعي الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي خان يونس، قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي استراحات تؤوي نازحين بشارع هارون الرشيد الساحلي غرب منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد أربعة أشخاص بينهم طفلة، حيث نقلوا إلى مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح المجاورة
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر وقطر قطاع غزة جهود وساطة هدنة غزة الولايات المتحدة

إقرأ أيضاً:

إيران والولايات المتحدة: تحت ظلال الردع وإعادة تشكيل النظام الدولي

في نيسان/ أبريل 2025، وفيما ينشغل الإعلام الغربي بضجيج تصريحات الرئيس الأمريكي العائد دونالد ترامب حول "إعادة إيران إلى الطاولة تحت التهديد بالقصف"، كانت طهران ترسم معادلة جديدة للتفاوض من خلف ستار هادئ في مسقط. هذه ليست مفاوضات تقليدية، ولا هي امتداد بسيط لاتفاق 2015، بل إعادة تعريف للموازين في ظل واقع استراتيجي متحول. إذ إن إيران، بهدوءٍ مدروس، تُعيد توجيه دفة التفاوض وتُحدّد شروط اللعبة، لا كطرف خاضع للضغوط، بل كفاعل إقليمي صاعد يُجيد التعامل مع تعقيدات القوة والتكتيك السياسي بعيدا عن التبعية والخضوع، وهذه المواقف متأثرة من فشل تهديدات ترامب السابقة سواء تجاه طهران نفسها، أو تلك التي أطلقها ضد حركة حماس التي هدد أكثر من مرة بأنه سوف يفتح أبواب جهنم عليها بينما عاد للتفاوض المباشرة معها.

في الظاهر، تُقدَّم الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، التي جرت في سلطنة عمان، على أنها إنجاز أمريكي يُظهر فعالية "الردع الترامبي"، لكن الحقيقة أكثر تعقيدا بكثير. من يتابع المسار التفاوضي بين الطرفين يعرف أن هذه المحادثات ليست جديدة، وإنما هي امتدادٌ لحوار غير معلن بدأ منذ عام 2020 وتكثف عبر وسطاء خليجيين وأوروبيين، قبل أن يركن إلى الصمت التفاوضي في عُمان. وفيما يتخيّل البعض أن إيران رضخت تحت التهديد، فإن القراءة الدقيقة تكشف أنها كانت ولا تزال الطرف الذي يُحكم إغلاق باب التفاوض وفتحه بحسب توقيت استراتيجي محسوب بدقة بالغة، وهذا ليس مدحا لإيران بل محاولة فهم لواقع تكثر فيه الروايات المتضاربة.

تُقدَّم الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، التي جرت في سلطنة عمان، على أنها إنجاز أمريكي يُظهر فعالية "الردع الترامبي"، لكن الحقيقة أكثر تعقيدا بكثير.
ما يميز الاستراتيجية الإيرانية في هذه الجولة هو اعتمادها على ما يمكن تسميته بـ"سياسة حياكة الردع"، التي تشبه في بنيتها الثقافية فن حياكة السجاد الفارسي: بطيئة، صبورة، لكنها مدروسة بعناية شديدة، بحيث تُحدد الألوان والأنماط وحواف الحركات التفاوضية سلفا. ليس من قبيل المصادفة أن تختار طهران سلطنة عُمان كمسرح للمحادثات، وذلك لأنها تدرك أن مسقط ليست مجرّد وسيط محايد، بل هي شريك ضمني في تثبيت قنوات التفاوض السرية منذ الاتفاق النووي الأول. عُمان، بالنسبة لإيران، هي أكثر من بيئة تفاوضية؛ إنها فضاء سياسي مأمون من الضغوط الغربية، وقادر على احتضان قنوات غير رسمية تفضّلها إيران لتجنّب ضجيج الكاميرات وانفعالات السياسة الاستعراضية الأمريكية.

وفي المقابل، فإن إصرار طهران على اعتماد الشكل غير المباشر في التواصل مع الجانب الأمريكي ليس تفصيلا بروتوكوليا، بل تعبير عميق عن فلسفة تفاوضية ترى أن الاتصال المباشر مع طرف تخلّى عن التزاماته مرارا لا يُكافأ بإعادة الاعتراف به كطرف جدير بالثقة. إيران تعلم أن واشنطن قد انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018 دون أي كلفة داخلية، بل وكافأها النظام الدولي آنذاك بصمت مخزٍ، لذا فإن منح الأمريكيين شرف الجلوس وجها لوجه، حتى من الناحية الرمزية، هو امتياز سياسي ومعنوي يجب أن يُكسب لا أن يُمنح.

وعلى مستوى المضامين، فإن رفض إيران القاطع لتوسيع نطاق التفاوض ليشمل ملفات الصواريخ الباليستية أو النفوذ الإقليمي يُعدّ تعبيرا عن وعي عميق بأن هذه التوسعات ليست بريئة، بل تُستخدم كأدوات استنزاف تفاوضي. لذلك، رسمت طهران حدود المفاوضات بدقة: البرنامج النووي ورفع العقوبات، لا أكثر ولا أقل. هذا التحديد ليس انعزالا أو تصلبا، بل استراتيجية احتواء لتكتيك أمريكي معروف يقوم على توسيع المفاوضات لتفريغها من مضمونها. ففي كل مرة تُفتح فيها جبهات جانبية، يكون الهدف هو الضغط لإنتاج تنازلات من خارج المضمون الأساسي.

أما ترامب، فيُدرك أن أي تصعيد عسكري ضد إيران لن يكون عملية جراحية محدودة، بل زلزالا جيواستراتيجيا سيغيّر خرائط النفوذ بالكامل. فإيران، خلافا لما يُروّج، لم تكن يوما دولة يمكن قصفها بلا كلفة. فهي ليست دولة منهارة، بل دولة ذات عمق استراتيجي، وشبكة من التحالفات الممتدة من الخليج إلى البحر المتوسط، مرورا بالبحر الأحمر والقرن الأفريقي. ولذلك، فإن التصعيد اللفظي من قِبل ترامب لا يُعبر عن نية فعلية للحرب، بل هو جزء من الحرب النفسية الأمريكية، التي تهدف إلى خلق انطباع زائف بالهيمنة، دون القدرة على ترجمة هذا الانطباع إلى فعل حقيقي.

ولعل أبرز تجليات نجاح إيران في هذه الجولة أنها استطاعت أن تُفرغ "الردع الأمريكي" من مضمونه، عبر تحويله إلى مجرد خطاب استهلاكي مشابه للحملات الانتخابية الأمريكية، بينما على أرض الواقع، لم تتوقف إيران يوما عن التخصيب، ولم تُفكك أجهزة الطرد المركزي، ولم تفتح حوارا حول ملفها الصاروخي. ما يحدث هو أن الولايات المتحدة باتت تدور في فلك الاستجابة للواقع الإيراني، لا العكس.

ما يجري في مسقط اليوم ليس مجرد مفاوضات على النووي، بل هو معركة سردية شاملة حول من يمتلك شرعية تحديد شروط الأمن الإقليمي. فبينما تُروّج واشنطن لنموذج "الردع مقابل التنازل"، تسعى طهران لفرض معادلة "الندية مقابل الحوار"
وعلى مستوى التوقيت، فإن اختيار طهران لاستئناف التفاوض في هذه المرحلة يعكس إدراكا ذكيا بأنها تقف اليوم في لحظة تحوّل إقليمي ودولي تمنحها أفضلية نسبية. فمن جهة، يعاني الغرب من تآكل في شرعية النموذج الليبرالي بعد أزمات أوكرانيا وغزة التي تم تدميرها وتشريد شعبها بدعم غير مسبوق لآلة القتل الإسرائيلية، ومن جهة أخرى، بدأت واشنطن تفقد القدرة على احتواء كل الجبهات المفتوحة في آنٍ واحد، خصوصا مع عودة روسيا إلى المعادلة الدولية، وتصاعد الدور الصيني في الشرق والجنوب العالمي. إيران ترى في كل ذلك فرصة استراتيجية لتعزيز أوراقها التفاوضية، لا بوصفها دولة منعزلة، بل كقوة إقليمية قادرة على فرض شروطها، ولو عبر صمت تفاوضي محسوب.

إن ما يجري في مسقط اليوم ليس مجرد مفاوضات على النووي، بل هو معركة سردية شاملة حول من يمتلك شرعية تحديد شروط الأمن الإقليمي. فبينما تُروّج واشنطن لنموذج "الردع مقابل التنازل"، تسعى طهران لفرض معادلة "الندية مقابل الحوار"، وهي معادلة تُفجّر المنطق الأمريكي الأحادي الذي لطالما افترض أن الهيمنة العسكرية تمنح تفويضا سياسيا مطلقا.

ومع ذلك، لا يعني هذا أن الطريق أمام إيران مفروش بالورود، فهناك تحديات جدية، ليس أقلها الضغط الداخلي نتيجة الأزمة الاقتصادية، ومحاولات بعض الأنظمة الإقليمية تصوير أي اتفاق محتمل على أنه "ضعف في الموقف الإيراني". لكنّ إيران، بخبرتها الطويلة في إدارة التناقضات، أثبتت قدرتها على استيعاب هذه الضغوط وتوظيفها لصالح تعزيز الموقف التفاوضي، بدل أن تتحول إلى نقاط وهن.

في النهاية، لا يمكن النظر إلى المفاوضات غير المباشرة الجارية اليوم باعتبارها عملية بحث عن حل، بل هي شكل من أشكال الصراع المقنّن على تحديد قواعد الاشتباك في النظام الإقليمي الجديد. وإيران، بفهمها العميق للتاريخ، تعرف أن من يملك القدرة على فرض إيقاع التفاوض هو من يتحكم بنتائجه. ولذلك، فبينما ينشغل ترامب بالكاميرات، تنشغل طهران بهندسة الطاولة.

هي لا تتفاوض لتتنازل، بل لتُكرّس واقعا جديدا، تُجبر فيه الآخر على الاعتراف، لا بالملف النووي فقط، بل بإيران كفاعل لا يمكن تجاوزه في معادلات القوة الإقليمية والدولية.

مقالات مشابهة

  • مبعوث أمريكي سابق: مصر وقطر تبذلان جهوداً مكثفة لاتفاق في غزة
  • وسائل إعلام إيرانية: الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة ستُعقد السبت في روما بوساطة عمانية
  • شهيدان إثر قصف الاحتلال مدينة خان يونس
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة الخليل بالضفة الغربية
  • الأمم المتحدة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل أكثر من 71 مدنيًا في لبنان منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024
  • استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي خيمة نازحين في خان يونس
  • إيران والولايات المتحدة: تحت ظلال الردع وإعادة تشكيل النظام الدولي
  • استشهاد 3 فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي بيت حانون وخان يونس
  • مبعوث ترامب: المحادثات مع إيران تركز على التحقق من برنامجها النووي والصاروخي
  • مجزرة جديدة بخان يونس والاحتلال يفرج عن 10 أسرى