متحدث الخارجية: أي تهجير لسكان غزة يمثل كارثة إنسانية
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
جدد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، موقف دولة قطر الثابت من خطورة الحديث حول وقوع «تهجير» جديد أو «نكبة» ثانية للأشقاء الفلسطينيين، فيكفي ما جرى خلال الـ 76 عاما الماضية من تهجير للشعب خارج أرضه.
وشدد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية على خطورة الحديث عما يجري في القطاع، خاصة وأنه يدور حول «تهجير المهجر» بمعنى أن جزءا كبيرا (حوالي 60 بالمئة) من سكان القطاع هم أصلا لاجئون من مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة، مبينا أن أي تهجير لهم يمثل كارثة إنسانية والمنطقة لا يمكنها أن تتحمل موجة لجوء جديدة.
وأكد الدكتور الأنصاري أنه من المفزع أن يكون الجدل الدائر الآن حول ذكر مصطلح «وقف إطلاق النار» في صراع ضحاياه جلهم من المدنيين، لافتا إلى أن استمرار الحرب يؤدي للمزيد من الخسائر في الأرواح، فالفلسطينيون يقتلون بالمئات وعدد الشهداء وصل لأكثر من 25 ألفا وأكثر من 60 ألف جريح، وهناك تقارير تقول بأن أكثر من 5 بالمئة من سكان غزة ما بين قتيل وجريح وفقيد وبالتالي الحرب لن ينتج عنها إلا المزيد من المآسي والخسائر.
وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن الوضع شمال غزة أسوأ بكثير من بقية القطاع فالمساعدات لا يسمح لها بالدخول ولا مستشفيات هناك، والحديث يجري عن وقائع لم يشهدها العالم بأي أزمة في العصر الحديث، فالجثث في الشوارع والمفقودون بالمئات تحت الأنقاض وصيحات من يستنجدون تقل شيئا فشيئا مع غياب أي جهد لدخول مساعدات، وهذا أمر لا يمكن قبوله ويحتاج لعمل واضح من قبل المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح ممرات آمنة للقطاع فورا ودخول أكبر قدر ممكن من المساعدات التي لن تكون كافية لكبر حجم المأساة.
وعن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمجمع ناصر الطبي، أكد الدكتور الأنصاري أن دولة قطر استنكرت منذ اليوم الأول الانتهاك السافر لحقوق الإنسان في غزة والاستهداف الممنهج لمستشفيات القطاع، فلم يترك الاحتلال مستشفى واحدا يستطيع القيام بدوره في إنقاذ الناس ومع الأيام بح صوت المنادين بوقف الاعتداءات على المستشفيات والأطقم الطبية، فهناك استهداف مباشر للأطباء والمرضى والجرحى والنازحين والمنشآت الطبية، وكل ذلك لا ينتج عنه إلا جعل القطاع «كارثة إنسانية كبرى» يتحمل الاحتلال ومن يسانده مسؤوليتها.
الوساطة لم تتوقف
كما كشف الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، عن أن جهود الوساطة القطرية لا تزال جارية ولم تتوقف منذ اليوم الأول، وتستغل كل الفرص الممكنة للوصول إلى حلول مع الأطراف الإقليمية والدولية المختلفة، معربا عن تفاؤله بأن تؤدي هذه الجهود إلى نجاح هذه الوساطة التي لن تتوقف مهما كانت الظروف على الأرض.
وأضاف أن الأمور تتغير بشكل متسارع وأن التصعيد المستمر والوضع الإنساني الصعب يؤثر على عملية الوساطة، وأن إطالة أمد الحرب تفضي لوقوع المزيد من القتلى والمصابين، لذا يتعين العمل على وقف مستدام لإطلاق النار، منوها إلى أن قطر منهمكة في مفاوضات ونقاشات جدية بين الطرفين لكن المعلومات والتسريبات والتصريحات مثل الحديث عن التهجير وعدم قبول حل الدولتين واستمرار الحرب، تؤثر سلبيا على سير المفاوضات وتفضي لمناقشات عسيرة.
وتابع الدكتور الأنصاري بالقول «نحن منخرطون في عملية وساطة حساسة لكن التحديات كبيرة ونحن ندرك أن تقريب وجهات النظر في ظل فقدان كامل للثقة ليس بالأمر الهين وهو ما نراه حاليا، ومع تصاعد الحرب يزداد الأمر صعوبة. فمنذ اليوم الأول قطر لم تكن سلبية في جهودها بل قدمت العديد من المقترحات ووصلت لاتفاق الهدنة السابقة، ورغم أن هناك من يحاول تشويه سمعة قطر لكن هذا لن يثنينا عن جهود الوساطة وتحقيق السلام».
وعن زيارة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي إلى المنطقة ومباحثاته المرتقبة مع قطر، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن قطر على تواصل دائم مع الجانب الأمريكي والزيارات مستمرة وتبادل الأفكار من طبيعة التعامل مع مثل هذه الأزمات، معبرا عن ترحيبه بأي جهد يوقف القتل وأي دفع حقيقي باتجاه عملية سلام للقضية الفلسطينية، ومنوها في الوقت ذاته إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار الاتصالات المستمرة مع مختلف المسؤولين في الإدارة الأمريكية والجهود القطرية للوساطة والعمل على ضرورة وقف الحرب فورا وإدخال المساعدات فورا، والرد بوضوح على التصريحات الإسرائيلية بشأن حل الدولتين.
وبالنسبة للأحداث في البحر الأحمر، أكد الدكتور ماجد الأنصاري أنها تمثل خطرا كبيرا على الإقليم، وأن الحل لن يكون عسكريا ويجب دعم جميع الجهود الإقليمية لخفض التصعيد هناك، مشددا على أن هذه المسألة بدأت بتفاقم الوضع في الأراضي المحتلة وتنتهي بإنهائه وإيقاف الحرب، وأن الموقف القطري من التصعيد في المنطقة بشكل عام ثابت بأن الطريق الأمثل للتعامل مع الخلافات يكون عبر الحوار مع المنظومة الإقليمية.
واستعرض الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية جهود الوزارة ومسؤوليها خلال الأسبوع الماضي، ولقاءاتهم مع العديد من رؤساء الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين لعدد كبير من دول العالم، ومشاركاتهم في العديد من الفعاليات الدولية الكبرى مثل منتدى دافوس الاقتصادي، واجتماعات حركة عدم الانحياز، وغيرهما من الفعاليات الدولية الكبرى، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر متحدث الخارجية تهجير سكان غزة المتحدث الرسمی لوزارة الخارجیة الدکتور ماجد إلى أن
إقرأ أيضاً:
الحرب تستعر ولبنان ينتظر الجواب الرسمي
تتأرجح تسوية وقف إطلاق النار بين تسريبات متناقضة، تارة حول قرب التوصل إلى اتفاق، وأخرى حول عراقيل لا تزال تعترضه، وهو ما دفع المسؤولين اللبنانيين إلى التعاطي بحذر مع كل هذه التسريبات، نظراً إلى التجارب السابقة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو .
وكان البارز في اطار المواقف اللبنانية اعتبار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس"أن استهداف العدو الإسرائيلي بشكل مباشر مركزاً للجيش في الجنوب، وسقوط شهداء وجرحى، يمثّل رسالة دمويّة مباشرة برفض كلّ المساعي والاتصالات الجارية للتّوصّل إلى وقف لإطلاق النّار، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، وتنفيذ القرار الدّولي الرّقم1701"مذكّراً بـ"انقلاب العدو على النّداء الأميركي - الفرنسي لوقف إطلاق النّار في أيلول الفائت".
وكتبت" الاخبار":مصادر رسمية قالت إن التخوف اللبناني من انهيار مهمة هوكشتين يعود إلى أن الأخير الذي اتصل بعد زيارته إلى تل أبيب متحدثاً عن إيجابيات لم يعد بـ«ورقة الملاحظات» التي كان قد أشار إليها. وأضافت أن إصرار العدو على توجيه ضربات مباشرة إلى الجيش اللبناني والقوات الدولية، وتوسيع دائرة التدمير، لا يوحي بأنه راغب بالوصول إلى حل. ولفتت المصادر إلى أن هوكشتين سمع خلال زيارته الأخيرة لبيروت «هواجس لبنان حيال سلوك إسرائيل»، كما سمع تحذيراً مسبقاً بأن ما وافق عليه لبنان هو «الحد الأقصى من التنازلات، وفشل الولايات المتحدة في الوصول إلى تسوية سيقفل باب التفاوض، ويُترك الأمر كاملاً للميدان». وأضافت أن مسؤولاً لبنانياً بارزاً كان صريحاً مع هوكشتين بالقول: «لدينا خبرة طويلة في التعامل مع إسرائيل، سواء في الميدان العسكري أو التفاوضي، وهم يعرفون أننا خبراء بهم، وبالتالي، ليس عليهم توقّع أي تنازل من لبنان مهما بلغت حدة العدوان».
ورغم التصعيد الكبير الذي شهده يوم أمس، وسجّلت خلاله المقاومة أكبر عدد من العمليات وتوجيه أكبر عدد من الصواريخ إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في يوم واحد، في مقابل قصف عنيف تعرّضت له الضاحية الجنوبية لبيروت ليلاً، أصرّت الأوساط الأميركية على تسريبات تؤكد أن «الأجواء إيجابية». فبعدما أسهبت وسائل إعلام عبرية في الحديث عن توجيه هوكشتين «تهديداً» إلى الإسرائيليين بالانسحاب من الوساطة «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام»، حرصت مصادر أميركية على التسريب عبر قناة «الجديد» ليلاً بـ«أننا دخلنا ربع الساعة الأخير وأن اتفاق وقف إطلاق النار أصبح شبه مكتمل وإعلانه ربما خلال أيام أو أسبوعين كأقصى حد»، نافية أن يكون هوكشتين انسحب من الوساطة أو هدّد بالانسحاب.
وفي بيروت، وضعت مصادر مطّلعة التصعيد الإسرائيلي في إطار سعي رئيس حكومة العدو إلى الاستفادة القصوى من «فترة السماح» التي طلبها في محاولة لتحقيق تقدم يضمن له اتفاقاً بشروطه. ورغم أنه منذ عودة هوكشتين إلى واشنطن، قبل يومين، لم تتلقَّ بيروت منه أي اتصال، إلا أن «آخر ما نقله إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو أننا ذاهبون إلى توقيع الاتفاق قريباً، لكن إسرائيل طلبت بعض الوقت من دون تحديد مهلة» وفق ما أكّدت مصادر بارزة، مؤكداً أن «الأجواء إيجابية، رغم إصرار تل أبيب على استبعاد فرنسا من لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار». وقالت المصادر إن «موقف إسرائيل من الفرنسيين مرتبط بملف المحكمة الجنائية، لكن ما يُطمئن في هذا الإطار هو أن الولايات المتحدة تُصر على إشراك باريس باعتبارها الطرف الأوروبي الوحيد الذي يتواصل مع حزب الله».
وكتبت" نداء الوطن": "اشتدي أزمة تنفرجي" يبدو أنها مقولة لم تعد دقيقة، والدقيق هو "اشتدي أزمة تنفجري" وهذا ما هو حاصل، فبعد مغادرة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين تل أبيب إلى واشنطن، انفجر الوضع على نطاق واسع: غارات على بيروت والضاحية الجنوبية، توغّل إسرائيلي في الجنوب، وقصف صاروخي من "حزب الله" على إسرائيل تميَّز بأنه طاول عمق الدولة العبرية.
ومن خلال وتيرة التصعيد وطريقته، الواضح أن إسرائيل تنفِّذ أجندتها الميدانية، بصرف النظر عن المسارات السياسية والديبلوماسية التي يبدو أنها متعثرة.
في هذا المجال، تقول مصادر دبلوماسية إن إسرائيل تحاول أن تأخذ بالنار ما تطرح أن تأخذه بالتفاوض والذي ما زال متعثراً، فعمليات التوغل الموضعي التي تقوم بها في الجنوب بدأت تحقق لها أهدافها بإبعاد "حزب الله" إلى شمال الليطاني، وتُظهر الصور والمشاهد من أرض عمليات التوغل أن الجيش الاسرائيلي يتقدم في أكثر من منطقة وأن التوغل اقترب من أن يكون في عمق العشرة كيلومترات.
وفي سياق الجهود الدبلوماسية، ترددت معلومات أن الجانب الأميركي أعطى ضمانات لإسرائيل، في رسالة منفصلة، بحريّة التحرك في لبنان في حال خرق القرار 1701.
وما يجدر التوقف عنده، على هامش التوغل، هو جملة من المعطيات التي أشار إليها خبير عسكري ومنها أن الأسلوب التدميري الذي ينتهجه الجيش الإسرائيلي في عملياته هو من النوع الذي لا يسهِّل عودة المواطنين إلى قراهم وبلداتهم بعد انتهاء الحرب، مما يعني ان إسرائيل تنتهج ان تحقق بالنار ما يصعب عليها تحقيقه على طاولة المفاوضات. وما يعزز هذا الواقع أن الدولة العبرية عمدت إلى تدمير الأنفاق، حيث وُجِدَت، في القرى والبلدات التي وصلت إليها، وسجِّل في هذا المجال التفجير الهائل للأنفاق في بلدة الخيام، ما يعني أن هناك صعوبة بالغة في العودة إلى تلك البلدة كما كان عليه الوضع قبل السابع عشر من أيلول الفائت تاريخ بدء الحرب الفعلية. ويقارن الخبير العسكري أسلوب الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان مع الأسلوب الذي انتهجه في غزة، في شمالها أولاً ثم في جنوبها بحيث عمد إلى تدمير ما فوق الأرض وما تحتها من أنفاق بحيث باتت الحياة صعبة في القطاع، من شماله إلى جنوبه. ويخشى الخبير هنا أن يتحول جنوب لبنان إلى "غزة ثانية" بمعنى انعدام إمكانية الحياة فيه في المستقبل القريب، بعد الدمار الهائل الذي لحق به؟
في المقابل، يصف خبراء عسكريون طريقة قتال "حزب الله" بأنها "قتال تراجعي"، أو كما يُقال له "قتال تأخيري"، بمعنى ان المجموعات المقاتلة من "حزب الله" والتي أصبحت منعزلة عن بعضها نسبياً ، بسبب شبه انعدام الاتصالات في ما بينها، جل ما بإمكانها القيام به هو استهداف القوى المتقدمة في محاولة لتأخير تقدمها وليس لمنع هذا التقدم، وهذا ما حصل سواء في الخيام أو في شمع أو في بعض القرى الساحلية.
مصادر ديبلوماسية تعتبر أن ما يجري خطير جداً لأنه خارج السيطرة في ظل سقوط كل المساعي الدبلوماسية، وتشبِّه الوضع بأنه "حلبة ملاكمة" من دون ضوابط ومن دون حكَم ، وأن الأيام المقبلة ستكون عرضة لكل المفاجآت العسكرية في غياب الضوابط.
وكتبت" البناء": تتوقع مصادر سياسية أن تشهد الأيام المقبلة تصعيداً كبيراً على وقع استمرار التفاوض لوقف إطلاق النار، وأشار خبراء عسكريون الى أنّ كثافة عمليات المقاومة وحساسية الأهداف وتتابعها بشكل ممنهج ومنظم ومتدرّج، يؤكد على استعادة المقاومة لمنظومة السيطرة بشكل كبير وتشكيل كلّ القيادات وفق التسلسل الهرمي، كما تؤكد على أنّ القوة الصاروخية للمقاومة لا تزال سليمة، وقادرة على ضرب أيّ هدف في «إسرائيل» وأنّ زمام المبادرة لا يزال لصالحها»، وشدّد الخبراء على أنّ حزب الله أعاد تفعيل كلّ المعادلات التي يعمل بموجبها منذ بداية الحرب وصولاً الى فرض معادلة تل أبيب – بيروت بالنار، وأرسل رسائل أمنية وسياسية للحكومة الإسرائيلية بأنّ قانون التفاوض بالنار يقابله النار والصواريخ وتوسيع الحرب الى تل أبيب وما بعد تل أبيب وقد يتجه حزب الله الى استهداف كلّ القواعد العسكرية والاستخبارية والمصانع التسليحية في كامل إسرائيل». وتوقع الخبراء أن تقوم «إسرائيل» باستهدافات جديدة في العاصمة بيروت.
وكتبت" اللواء": ابلغت الادارة الاميركية جهات مهمة في لبنان ان رئيس وزراء العدو الإسرائيلي نتنياهو ليس مستعدا لايقاف العدوان على لبنان حاليا، وغير موافق على الطرح الاميركي لوقف اطلاق النار بصيغته الحالية ايضا، مطالبا بتعديل القرار ١٧٠١ بشكل جذري، وارفاقه بقرار جديد يتضمن كل المطالب غير المدرجة في القرار القديم، واشارت مصادر مطلعة ان نتنياهو طلب مهلة لا تقل عن اربعة إسابيع لاتمام مهمته كما يزعم للقضاء على حزب لله واعادة المستوطنين إلى الشمال.
وفقا لما قالته المصادر، فان النقاط التي يريد العدو تعديلها تشمل ما يشبه اعادة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، بحيث تصبح الحدود بين البلدين ارض ميتة، ويمنع تواجد اي مدني عليها بإستثناء القوات الدولية واللجنة المعنية بتطبيق القرار ١٧٠١ المعدل.
هذا التصعيد اوحى لبعض الجهات السياسية المتابعة بأن الكيان الاسرائيلي ذاهب الى ابعد من مجرد مطالب وشروط امنية وسياسية لضمان حدوده الشمالية واعادة المهجرين من المستوطنات الحدودية. فظهر من كلام نتنياهو في الاسابيع الاخيرة ان هدف الحرب هو تغيير خريطة الشرق الاوسط وواقعه السياسي، وصولا الى ما يخطط له من استكمال التطبيع مع بعض الدول العربية واقامة سلام في الشرق الاوسط وفق رؤيته لهذا «السلام». وبالعودة الى وعود الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيعمل فور تسلمه منصبه رسمياً على «تحقيق السلام في الشرق الاوسط بما يعيد الازدهار والاستقرار والامان الى شعوبه»، ويتضح ان السلام الذي يريده ترامب لا يختلف عن الذي يريده نتياهو بل يتماهي معه الى حد التوافق التام.
وقالت مصادر سياسية مطلعة ان التصعيد الذي حصل في إطار المواجهات بين حزب لله والعدو الأسرائيلي لا يعني أنه حاسم قبل تنفيذ وقف إطلاق النار ما دامت المواقف النهائية من المعنيين لم تصدر ، وأشارت في المقابل إلى أنه يمكن أن يؤدي إلى مواصلة التفاوض بالنار للوصول إلى حل يتوافق عليه الجانبان اللبناني الإسرائيلي بواسطة أميركية، معتبرة أن الأمور في خواتيمها.
وكتبت" الديار": قالت مصادر واسعة الاطلاع ان «عمليات حزب الله النوعية والمكثفة في الساعات الماضية قادرة على قلب المعادلات وهي لا شك ستكون مؤثرة في الموقف والقرار الاسرائيلي من المقترح الاميركي الموضوع على الطاولة لوقف النار». وشددت على ان هناك رأيين داخل اسرائيل الاول يقول بوجوب المضي فورا بالاتفاق الحالي لان حزب الله نفسه قد ينقلب عليه اذا ما استمر بزخمه في الميدان. اما الرأي الثاني فيقول بمواصلة الضغط العسكري على الحزب واللبنانيين لتحصيل المزيد من المكاسب مادمت فترة السماح الاميركية مستمرة حتى الـ 20 من كانون الثاني المقبل، تاريخ استلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب مهامه رسميا».