شاهد المقال التالي من صحافة الأردن عن الحروب البديلة، الحروب_البديلة ماهر_أبوطير لم تعد الحرب، مجرد حرب عسكرية، إذ إن الدول اليوم، تتعرض لحروب، من خلال وسائل بديلة، .،بحسب ما نشر سواليف، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الحروب البديلة، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
#الحروب_البديلة / #ماهر_أبوطير
لم تعد الحرب، مجرد حرب عسكرية، إذ إن الدول اليوم، تتعرض لحروب، من خلال وسائل بديلة، وليس أدل على ذلك من قدرة الدول على شنّ حروبها ضد دول ثانية، وخلخلة استقرار الشعوب، وبث الفتن المذهبية والطائفية والدينية والعرقية، والإشاعات والأكاذيب.
الدول تتحكم بالشعوب في دول ثانية، وأقصد هنا أن القدرة باتت متوفرة لديها من خلال المحتوى، على التحشيد للمظاهرات، وإسقاط الأنظمة، وهذا ما رأيناه خلال الربيع العربي، حيث تمكنت وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تطبيقات التراسل، من تحشيد الملايين، في مشهد يفوق قدرة الدول على وقفه أو قمعه أو التخفيف من آثاره، بما أدى إلى نتائج محددة.
يخرج وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول يوم أمس ليقول إن الأردن تم استهدافه من220 ألف حساب من جهة خارجية، كلها روّجت لأفكار محددة، وكلام الوزير سبق أن قاله وزراء آخرون خلال العقد الأخير، لكن للأسف ذهنية التشكيك سائدة لدينا، ولا يريد البعض أن يصدق هذا الأمر، هذا على الرغم من أننا نلاحظ مثلا، في تواقيت معينة حدوث منخفضات إلكترونية على الأردن عبر تيتوك وفيسبوك وتويتر والواتس أب وغيرها، كلها تركز على صورة محددة، أو إشاعة محددة، وآخر ما عشناه كان أحداث معان المتعلقة بسعر الوقود والشاحنات، حيث تدفقت مئات الفيديوهات الكاذبة حول اقتتال في الشوارع، ومواجهات في مناطق مختلفة في المملكة، وكأنّ من يدير الحملات يريد تثوير الداخل الأردني.هذا واقع تواجهه دول ثانية، من خصوم مختلفين، والأردن أدرك معركة المحتوى العربي على الإنترنت مبكرا، ومخاطر هذا المحتوى الذي يبث الكراهية والأزمات والفتن، ويتجاوز حتى على خصوصية القضية الفلسطينية، ويسمح بمرور آلاف المواد المزيفة دون تدقيق أو فحص.سيشهد الأردن نهاية الشهر الحالي، حلقة مهمة من قيادة الأردن لمبادرة عربية بشأن المحتوى السيئ، حيث سيتم عقد اجتماع يضم سبع دول هي الأردن والعراق والإمارات والسعودية ومصر وتونس والمغرب، إضافة إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية واتحاد إذاعات الدول العربية، وسيمثل هذه الدول وزراء الإعلام، أو رؤساء هيئات الإعلام في الدول التي لا يوجد فيها وزارات إعلام، وهذا الفريق سيناقش أسس التفاوض مع الشركات التي تدير المحتوى عبر الإنترنت مع التركيز خلال المفاوضات المقبلة على عدة نقاط، من أبرزها ما يخص القضية الفلسطينية والموقف المعادي للفلسطينيين على هذه الوسائل، ومستويات التحريض على العنف، الكراهية، الاقتنال الديني، المحتوى الجنسي، ومحاولات بث الفتن داخل الشعوب، أو بين الحكومات وشعوبها بما يمس الاستقرار، ومساهمة هذه الوسائل في بث الإشاعات والاعتداء على الخصوصيات، ومحاولات إيذاء المرأة والطفل، بوسائل مختلفة، دون أي اعتبار لقيم الثقافة والدين، إضافة إلى ما يتعلق بواردات هذه الوسائل الإعلانية التي تعد ضخمة جداً، وسط سوق عربي يضم 170 مليون مشترك في الإنترنت، ولا تستفيد منها وسائل الإعلام المحلية.هذه الخطوة الأردنية تسلسلت وتطورت ووصلت الى هذا المستوى، حيث طرحها الوزير الحالي في 22 سبتمبر 2022 كمبادرة أردنية لتنظيم العلاقة مع شركات الإعلام الدولية، وتحديدا وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك خلال اجتماعات لمجلس وزراء الإعلام العرب في القاهرة في مصر في الدورة 52، للوصول الى تفاهم مشترك ينظّم العلاقة بين الدول العربية وشركات التواصل الاجتماعي، في مجال تحديد المحتوى، كما أرسل الأردن وفداً إلى ألمانيا للاطلاع على تجربتها في التعامل مع شركات الإعلام الدولية، وعلى السياسات ا
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
ايها الجنوبيون اتحدوا واتركوا الحروب خلفكم ولكم محبة لا تغيب ولا تنطفئ
(١)
يحزنني غاية الحزن ما يجري في أعالي النيل وفي منطقة الناصر بجنوب السودان، هو لا يتناسب مع النضالات الطويلة والتضحيات الكبيرة التي قدمها شعب جنوب السودان من اجل تقرير مصيره ومستقبله، وادرك ان طريق الجنوبيين لم يكن سهلاً وان هنالك مرارات خلفتها الحرب الأهلية ومصاعب مصاحبة لمستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي الذي يطرح تحديات ضخمة على طريق البناء الوطني، والاخطاء التي ترتكبها النخب في هذا الطريق الشائك والمعقد، لكن ما يهمني هنا انني اثق وادعو لتقليب مخزون الحكمة العميق الذي يمتلكه شعب دولة جنوب السودان وقبائله في السمو فوق الجراحات، وكل تنازل يقدم لتفويت الفرصة والوقوف ضد إرجاع شعب جنوب السودان للحرب فهو تنازل لا شك أفضل من الحرب الف مرة.
(٢)
كنت اود ان اكتب هذه الرسالة في وقت مبكر ولكن انتباهي توزع في الايام القليلة الماضية بسبب ما حدث لي في مطار جومو كينياتا بنيروبي كينيا، ومع ذلك فان الجنوب لم يغب عن ذهني وخاطري ففي حديثي مع ضباط الإنتربول الكيني مررت على جنوب السودان، فقد زرت كينيا للمرة الأولى في عام ١٩٨٨ وكنت عندها في ريعان الشباب ووهج البدايات عند خريف ماطر لا يتوقف في ذلك العام، كنا في شرق الاستوائية مع قائدنا وأخانا الكبير دكتور جون قرنق دي مابيور بالقرب من مدينة كبويتا وفي رئاسته المتحركة وقد طلب منا ان نذهب في مأمورية للحدود الكينية وكان المطر لا يتوقف صباحاً ومساءً وأخذنا حوالي يومين للوصول للحدود ولمدينة لوكي شوقيو، كنا مع الغائبين الحاضرين عزيزنا بيور أسود ولوقشو لوكني ومع الاعزاء القائد كوال مينانق وويياي دينق اجاك وقير شونق وآخرين وذهبنا فيما عدا الرفيق كوال بطائرة كينية خاصة أرسلها الرئيس ارب موي لقرنق وهبطت بنا في مطار ناكورو وأمضينا ليلتين في القصر الرئاسي بالمدينة وعدنا لشرق الاستوائية مرة أخرى بصحبة أخانا الكبير قرنق مبيور، وقلت لضابط الإنتربول ان جذور علاقتي مع كينيا ترجع لذاك
العام ١٩٨٨.
(٣)
سعدت ايما سعادة بخطاب الرئيس سلفا كير الذي دعا بحزم للسلام ورفض الحرب، وبرد الدكتور رياك مشار نائب الرئيس، وان اكبر خدمة تقدم لشعبي دولة جنوب السودان ودولة السودان هو تفادي الحرب وعدم السماح لمن يعملون في داخل جنوب السودان او خارجه لاشعال الحرب، واحزنني سقوط الضحايا وادعو لهم بالرحمة وان يكونوا زاداً لبناء وتطور الجنوب وأخص بالتعزية اسرة اللواء مجور داك والذي عرفته معرفة شخصية منذ سنوات حرب التحرير، والرحمة لكل من سقط في الاحداث الأخيرة وليكن السلام هو الهدية لتلك الأرواح التي ذهبت إلى بارئها والمجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام.
(٤)
حرب السودان الكارثية والمؤلمة والتي ازهقت الأرواح وشتت المجتمع وادّت لانهيار الدولة وشربت من دم الشباب وشهدت انتهاكات واسعة ضد النساء والاطفال والشيوخ، ولأن الجنوبيين هم أهلنا وأقرب شعوب الارض قاطبة لنا لا نريد لهم نفس المصير ونحن جميعاً في خاتمة المطاف سودانيين، وحرب السودان هي درس لكي لا يدخل الجنوب في هذا النفق المظلم ونحن نحتاج الجنوب في ظل مأساة السودان ، فدخول البلدين في حروب أهلية سيجلب المصائب في كل الاقليم، ولا أحد بامكانه ان يعطي الجنوبيين دروساً في مأسي الحروب.
أيها الجنوبيون بالله تفادوا الحرب واتركوها خلفكم ولكم محبة من سويداء الفؤاد لا تغيب ولا تنطفي وانتم دوماً في القلب والخاطر.
عاشت السودانوية مكاناً يسع الجميع
والمجد لاواصر المحبة بين السودانيين في دولتي السودان
١٠ مارس ٢٠٢٥