شهد الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم إحتفالية ذكرى الإسراء والمعراج ضمن خطة مديرية أوقاف الفيوم الدعوية خلال شهر رجب المبارك.

جاء ذلك خلال الاحتفالية التي نظمتها إدارة أوقاف مركز شمال الفيوم بالمسجد العتيق بقرية العامرية، في إطار الدور الوسطي المستنير الذي تقوم به مديرية أوقاف الفيوم.

وضمن جهود مديرية أوقاف الفيوم، أقيمت  أمسية دينية إحتفاء بذكرى الإسراء والمعراج من المسجد العتيق التابع لإدارة مركز شمال الفيوم ،وذلك بحضور الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وفضيلة الشيخ محمد رجب خورشيد مدير الإدارة محاضرا، وفضيلة الشيخ رمضان محمد مفتش بالإدارة.

 
 

العلماء: عظمة القدرة الإلهية من دروس رحلة الإسراء والمعراج 

وخلال الاحتفال أكد العلماء أن من الدروس والعبر في تلك الرحلة المباركة بيان عظمة وطلاقة القدرة الإلهية، وإكرام الله (عز وجل) نبيه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بالآيات الكبرى، حيث كان الإسراء والمعراج في ليلة واحدة، كما سخر الحق سبحانه لنبيه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) البراق لينقله في رحلته المباركة، وأكرمه بلقاء الأنبياء والمرسلين، حين أحياهم الحق سبحانه فأمهم نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فصلوا خلفه في المسجد الأقصى، والتقى بمن التقى بهم في السماوات العلا، فرحبوا به جميعًا، ودعوا له بخير؛ في دلالة واضحة على أن الأنبياء والمرسلين(عليهم السلام)جميعًا أصحاب رسالة واحدة في الأصول والعقائد، والقيم والأخلاق حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : “الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ : دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى”.
 

وأشار العلماء إلى أن الله سبحانه سخر لنبيه (صلى الله عليه وسلم) البراق ليكون وسيلة انتقاله في رحلته، وعندما وصل النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إلى بيت المقدس ربط البراق الذي سخره الله تعالى له؛ تعليمًا للأمة بضرورة الأخذ بالأسباب، فقال: “فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ”، ولما سأل أعرابي عن ناقته، وقال يَا رَسُولَ اللهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ، أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ: “اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ”، و أن معجزة الإسراء والمعراج ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأمرين، بمكانة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) عند ربه، وبعظمة القدرة الإلهية ، ويكفي أن القرآن الكريم قد سمى سورة كاملة بسورة الإسراء ، واستهلها بقوله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى”، واختتمها بقوله تعالى: “وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا”. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسراء والمعراج أوقاف الفيوم رحلة الإسراء والمعراج المسجد الأقصى بوابة الوفد جريدة الوفد الإسراء والمعراج أوقاف الفیوم ى الله

إقرأ أيضاً:

خصائص الخطاب النبوى (3)

لم تكن لغة الخطاب النبويّ فى خصائصها الخاصّة إلا المثال الذى يُحاكى لغة القرآن الكريم. وقد سبقت الإشارة إلى أنها لغة حق فى حق من حق، صادقة على الدوام، لا تقبل الخطأ الذى يترائى من لغو اللغة العادية، لأن اتصال الخطاب النبوى دوماً بالحقيقة، يعجز اللغة ويمنعها قصراً عن الانحراف.
وبما أن سمة الخطاب النبويّ أن ألفاظه «ألفاظ حقائق»، وأنه صلوات الله عليه، أعطى «جوامع الكلم» فاختصر له الكلام اختصاراً، صار أخص خصائص خطابه ليس مجرد لغة تتردد على الألسنة والسلام، بل ينفذ بين شغاف القلوب فيحولها من حال فى الحياة إلى حال.
ولم تكن «اللغة اللاغية» من جنس ما يتوخّاه اللسان المؤمن تحقيقاً، ناهيك عن القلب وعن الضمير؛ لأن استخدامها فى الخطاب الدينى يقدح فى وعى المؤمن وطواياه قدحاً نهى عنه القرآن الكريم منذ البداية.
ولنا أن نتأمل قوله تعالى :»وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغَوْا فيه لعلكم تغلبون»؛ فماذا تجد؟ تجد «اللغة» هنا إتيان بالباطل من القول، واللغو الصاخب فى أثناء القراءة صرفاً للناس عنه وطلباً للغلبة، ومثاله فى القرآن كثير : أعنى مثال «اللغو» الذى ذكرت فيه «اللغة اللاغية» بسخيف الأقوال بُله الأفعال، نماذجه فى أكثر من عشرة مواضع فى الكتاب الكريم. ونحن نأتى على خمسة منها هنا فقط، وبقيتها توضيح يفرضه سياق الآية فى مناسباتها الواردة فيها.
ففى «القصص» آية (55) قوله تعالى : «وإذا سمعوا اللّغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين»؛ فاللغة هنا لغو يلحق السّماع؛ فبمجرّد سماعه يستحق أن يُلغى من فوره بالإعراض عنه والاكتفاء بالعمل خالصاً حين يشهده الله من المخلصين، ثم إبداء السلام على شرعة الإعراض أيضاً، طلباً للسلامة وتحقيقاً للإخلاص، لكنه هنا إعراض عن العبث وسخف القول وهما بُغية الجاهليين.
وفى «المؤمنون» آية (3) قوله تعالى : «قد أفلح المؤمنون. الذين هم فى صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون»؛ فاللغة هنا لغو أيضاً ليس فيه فائدة لا من قول ولا من عمل، فليس اللغو هنا مقصوراً على اللفظ وكفى، ولكنه أيضاً يتضمّن العمل. ولن يفلح مؤمن وهو فى صلاته ليس بخاشع، وهو عن اللغو ليس بمعرض.
وفى «البقرة» آية (225) قوله تعالى :»لا يؤاخذكم الله باللّغو فى أيمانكم». اللغة فيه سبق اللسان لغواً ممَّا لم يقصد به جزم اليمين؛ فسبق اللسان باللغو بالحلفان لغة صادرة عن اعتقاد الصدق وهى تتضمّن البطلان !
وفى «الفرقان» آية (72) قوله تعالى :»والذين لا يشهدون الزور وإذا مَرُّوا باللغو مَرُّوا كراماً « : مرُّوا كراماً على ما ينبغى أن يُطرح بعيداً من قول أو فعل، مرُّوا كراماً لأنهم ارتفعوا عن اللغة التى تصيبهم بالدُّون ممَّا ينبغى أن يُلغى من الأفعال والأقوال، مرُّوا كراماً فما ينالهم إلا ما ينال الكريم من العزوف والإعراض، مرُّوا كراماً والكريم إذا مَرَّ باللغو لم يبال بصاحبه ولا بما يلغو فيه، مرُّوا كراماً فكرمتْ لديهم أنفسهم، وهانَ عندهم اللغو، وسقطت لديهم لغة المحجوبين.
وفي «الطور» آية (23) قوله تعالى: «يتنازعون فيها كأساً لا لغوٌ فيها ولا تأثيمٌ». نعم! يتنازعون فى الجنة و يتجاذبون فيها الكؤوس تنازع محبة وأنس لا تنازع شقاق وخلاف، كلٌّ منهم يجذب الكأس من يد صاحبه تلذُّذاً وتأنُّساً، فليس المقام مقام لغو ولا تأثيم، ولا هو بمقام لغة فاحشة ولا كلام قبيح، كما تفعل كؤوس الدنيا بذويها، فتمنع ألسنتهم عن الصواب بعد أن تعقل عقولهم عن الصحة والسلامة بل: (لا تسمع فيها لاغية) من باطل ولا لاهية من لغو.
وعليه يتبيّن؛ أن ألفاظ اللغة ليست فى كل حال صادقة؛ بل من اللغة ما هو باطل وقبيح، وفيها ما هو شاذ وساقط، ومنها ما يشتمل على سخيف القول وفضول الكلام.
وقد صَوَّر هذا المعنى شيخ المعرة، إذ قال :
ومن النَّاس مَنْ لفْظُهُ لؤُلؤٌ يُبَادُرُه للَّقْطِ إذْ يُلفَظُ
وبَعْضُـهُم قـوله كالحصَـا  يُقَال فَيُلْغَى ولا يُحفَظُ
كما أنّ ألفاظ اللغة تلك ليست فى كل حال صادقة على الواقع التاريخى الذى يشهد الحالة كما يشهد الواقعة تجربة وحدثاً فى مجراه العميق الطويل.
لكن رسول الله،  صلوات ربى عليه، الذى اختاره الله لرسالته، واصطفاه لدعوته، وأرسله إلى الناس كافة مبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات، ويحرّم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم : لم تكن دعوته مجرَّد لغة، ولم تكن ألفاظه كلمات كسائر الكلمات، ولكنها كانت «حقيقة» لا مجرد «لفظ»؛ كما كانت دعوته واقعاً تجرى فيه حقائق الحياة والكون وتشهدها وقائع التاريخ وتجاربه الحيَّة، ممارسة وفعلاً وحياة؛ الأمر الذى يتبيّن لنا فيه، مع معايشة أحواله ومباشرة أقواله والترقى الروحى فى معارج ذكره الباقي، ومدارج حقيقته الروحية، أن أحاديثه الشريفة ومناقبه الكريمة لا تحتاج مع ترقية الأحوال الباطنة إلى بيان الحديث الصحيح من الضعيف.

مقالات مشابهة

  • أوقاف الفيوم تنظم قافلة دعوية بمسجد النصر بطامية 
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • إمام الحرم: الحفاظ على الصلاة خير وسيلة للتقرب إلى الله وتجنب الفتن
  • خشية الله وأماراتها
  • خصائص الخطاب النبوى (3)
  • أوقاف الفيوم: توزيع 2 طن من لحوم أضاحي الأوقاف على الأسر الأولى بالرعاية
  • فعالية ثقافية لمكتب الإرشاد ووحدة العلماء في الحديدة بذكرى استشهاد الإمام زيد 
  • أوقاف الفيوم: 17 أسبوعا دعويا بعنوان "خطورة حرمان الإناث من الميراث في ميزان الشرع الشريف"
  • أوقاف الفيوم تنظم ندوات بعنوان "خطورة حرمان الإناث من الميراث"