تحذير من أزمة أمن غذائي.. رفض غربي أممي للموقف الروسي وموسكو تشترط للعودة لاتفاقية الحبوب
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لقرار روسيا عدم تمديد اتفاقية الحبوب المبرمة مع أوكرانيا برعاية الأمم المتحدة وتركيا، وبينما حذرت الولايات المتحدة من تفاقم أزمة الأمن الغذائي تحدثت موسكو عن شروطها لبحث استئناف المشاركة في الاتفاقية.
وأكد ديمتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا في الأمم المتحدة استعداد موسكو لبحث استئناف المشاركة في اتفاقية حبوب البحر الأسود حينما تتحقق نتائج ملموسة.
وأمس الاثنين، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن موسكو ستعلق مشاركتها في الاتفاقية، موضحا أن بلاده ستعود فورا إليها بمجرد تلبية مطالبها واستيفاء الشروط المتعلقة بالمنتجات الروسية.
رفع العقوبات
واشتكت روسيا من أن القيود والعقوبات المفروضة عليها على خلفية الحرب الدائرة مع أوكرانيا أعاقت صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة أيضا، وهي منتجات تعتبرها موسكو مهمة أيضا لسلسلة الغذاء العالمية.
وتقول روسيا إنها تريد رفع العقبات أمام صادراتها من الأغذية والأسمدة مقابل مزيد من التعاون.
ورفضت الولايات المتحدة ودول أوروبية شكاوى موسكو ووصفتها بأنها لا أساس لها، قائلة إن عقوباتها لا تستهدف الحبوب والأسمدة الروسية.
وفي تعليقه على القرار الروسي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحفي إن اتفاقية الحبوب كانت شريان حياة للأمن الغذائي العالمي ومنارة للأمل في عالم مضطرب.
وحذر غوتيريش من تداعيات خطيرة على مئات الملايين في العالم، مؤكدا أن العالم يشهد ارتفاعا ملحوظا في أسعار القمح.
موقف أميركي
من جانبه، قال البيت الأبيض في بيان إن رفض روسيا تمديد اتفاقية تصدير الحبوب سيؤدي إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي وسيلحق الضرر بالملايين، وحث الحكومة الروسية على التراجع عن القرار.
وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع دول أخرى، لضمان نقل الحبوب من أوكرانيا بعد الانسحاب الروسي من الاتفاقية.
أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فقال إن انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب ستكون له عواقب وخيمة على أسعار الغذاء العالمية.
كما قالت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي ليندا توماس غرينفيلد إن روسيا تفاقم أزمة الأمن الغذائي حول العالم من خلال استخدام الغذاء سلاحا.
وأضافت غرينفيلد خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا أن روسيا علقت مشاركتها في الاتفاقية التي جلبت الاستقرار إلى أسواق الغذاء العالمية وخفّضت أسعار المواد الغذائية للجميع وعززت العمل الإنساني لبرنامج الغذاء العالمي في أماكن مثل أفغانستان والصومال واليمن.
إدانة أوروبيةبدورها، أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تحرك روسيا لإنهاء اتفاقية الحبوب في البحر الأسود، مؤكدة أن الاتحاد سيواصل جلب المنتجات الغذائية الزراعية من أوكرانيا إلى الأسواق العالمية.
أما وزارة الخارجية الفرنسية فطالبت روسيا بـ"الكف عن استغلال الأمن الغذائي العالمي وأن تعيد النظر في قرارها".
من جانبه، وصف المستشار الألماني أولاف شولتز قرار روسيا عدم تمديد الاتفاقية بالأخبار السيئة، وقال إن الأمر يشير إلى أن روسيا لا تشعر بالمسؤولية وتهدد العالم كله بهجومها على أوكرانيا.
من جانبه، اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا روسيا بابتزاز العالم، وقال إن هذا الابتزاز يؤثر خاصة على الدول الأفريقية والآسيوية، مؤكدا أن أوكرانيا لا تقدم أي مطالب في ما يتعلق باتفاقية حبوب البحر الأسود.
وفي يوليو/تموز 2022 وقعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا في إسطنبول اتفاقية لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية، والتي توقفت مؤقتا بعد بدء الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022.
ومددت الاتفاقية 3 مرات، حيث سهلت نقل أطنان من الحبوب والمواد الغذائية، في إطار محاولات لمعالجة أزمة الغذاء العالمية التي تصاعدت إلى مستويات قياسية بعد بدء شن موسكو عملياتها العسكرية.
وانتهت الاتفاقية -التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا والتي تسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا رغم الحصار البحري الروسي- يوم الاثنين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الغذاء العالمیة اتفاقیة الحبوب الأمن الغذائی
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تناشد «المجتمع الدولي» للتدخل.. السودان يواجه أكبر أزمة «نزوح ومجاعة» في العالم
ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، المجتمع الدولي لأن “يتحد لوقف تدفق الأسلحة وتمويل إراقة الدماء في السودان”.
وأضاف غوتيريش في حسابه على “إكس”: “السودان يتمزق أمام أعيننا، وهو الآن موطن لأكبر أزمة نزوح ومجاعة في العالم”.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة: “حان الوقت لوقف الأعمال العدائية في السودان على الفور”.
بدورها، توقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن “يصل عدد اللاجئين السودانيين الفارين إلى الدول المجاورة إلى مليون شخص بنهاية العام الحالي، مع توقعات بتدفق مليون آخر بحلول عام 2025”.
وأشارت المفوضية في تقرير لها، إلى “أن 3.3 مليون سوداني نزحوا منذ بداية النزاع، بينما بدأ بعضهم بالعودة إلى البلاد، خاصة من مصر، بسبب استنفاد مدخراتهم وتراجع الدعم الإنساني، حسبما نقل موقع “سودان تربيون”.
وأوضح التقرير أن “خطة الاستجابة الإقليمية، التي تهدف إلى توفير المساعدة لـ5 ملايين شخص (بما في ذلك 880 ألفًا من مجتمعات الدول المضيفة)، تتطلب تمويلًا قدره 1.8 مليار دولار، كما لفت إلى أن دول الجوار كانت تستضيف نحو 800 ألف لاجئ سوداني قبل تصاعد الأزمة الحالية”.
وأبرز التقرير أن “الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مثل العنف الجنسي واستغلال الأطفال وتدمير مصادر العيش، تدفع آلاف المدنيين إلى الفرار. إلى جانب ذلك، تفاقمت الأوضاع بسبب شح الموارد الأساسية كالغذاء والخدمات الصحية، وتراجع فرص كسب العيش، وارتفاع التضخم في الدول المضيفة، ما زاد من مخاطر تعرض اللاجئين للاستغلال”.
هذا “واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)”.
Sudan is being torn apart before our eyes & is now home to the world’s largest displacement crisis & famine.
It’s time for an immediate cessation of hostilities.
The international community must come together to stop the flow of weapons and the bankrolling of bloodshed.