عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لقرار روسيا عدم تمديد اتفاقية الحبوب المبرمة مع أوكرانيا برعاية الأمم المتحدة وتركيا، وبينما حذرت الولايات المتحدة من تفاقم أزمة الأمن الغذائي تحدثت موسكو عن شروطها لبحث استئناف المشاركة في الاتفاقية.

وأكد ديمتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا في الأمم المتحدة استعداد موسكو لبحث استئناف المشاركة في اتفاقية حبوب البحر الأسود حينما تتحقق نتائج ملموسة.

وأمس الاثنين، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن موسكو ستعلق مشاركتها في الاتفاقية، موضحا أن بلاده ستعود فورا إليها بمجرد تلبية مطالبها واستيفاء الشروط المتعلقة بالمنتجات الروسية.


رفع العقوبات

واشتكت روسيا من أن القيود والعقوبات المفروضة عليها على خلفية الحرب الدائرة مع أوكرانيا أعاقت صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة أيضا، وهي منتجات تعتبرها موسكو مهمة أيضا لسلسلة الغذاء العالمية.

وتقول روسيا إنها تريد رفع العقبات أمام صادراتها من الأغذية والأسمدة مقابل مزيد من التعاون.

ورفضت الولايات المتحدة ودول أوروبية شكاوى موسكو ووصفتها بأنها لا أساس لها، قائلة إن عقوباتها لا تستهدف الحبوب والأسمدة الروسية.

وفي تعليقه على القرار الروسي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحفي إن اتفاقية الحبوب كانت شريان حياة للأمن الغذائي العالمي ومنارة للأمل في عالم مضطرب.

وحذر غوتيريش من تداعيات خطيرة على مئات الملايين في العالم، مؤكدا أن العالم يشهد ارتفاعا ملحوظا في أسعار القمح.


موقف أميركي

من جانبه، قال البيت الأبيض في بيان إن رفض روسيا تمديد اتفاقية تصدير الحبوب سيؤدي إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي وسيلحق الضرر بالملايين، وحث الحكومة الروسية على التراجع عن القرار.

وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع دول أخرى، لضمان نقل الحبوب من أوكرانيا بعد الانسحاب الروسي من الاتفاقية.

أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فقال إن انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب ستكون له عواقب وخيمة على أسعار الغذاء العالمية.

كما قالت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي ليندا توماس غرينفيلد إن روسيا تفاقم أزمة الأمن الغذائي حول العالم من خلال استخدام الغذاء سلاحا.

وأضافت غرينفيلد خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا أن روسيا علقت مشاركتها في الاتفاقية التي جلبت الاستقرار إلى أسواق الغذاء العالمية وخفّضت أسعار المواد الغذائية للجميع وعززت العمل الإنساني لبرنامج الغذاء العالمي في أماكن مثل أفغانستان والصومال واليمن.

إدانة أوروبية

بدورها، أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تحرك روسيا لإنهاء اتفاقية الحبوب في البحر الأسود، مؤكدة أن الاتحاد سيواصل جلب المنتجات الغذائية الزراعية من أوكرانيا إلى الأسواق العالمية.

أما وزارة الخارجية الفرنسية فطالبت روسيا بـ"الكف عن استغلال الأمن الغذائي العالمي وأن تعيد النظر في قرارها".

من جانبه، وصف المستشار الألماني أولاف شولتز قرار روسيا عدم تمديد الاتفاقية بالأخبار السيئة، وقال إن الأمر يشير إلى أن روسيا لا تشعر بالمسؤولية وتهدد العالم كله بهجومها على أوكرانيا.

موسم الحصاد في أحد حقول الحبوب بمنطقة أوديسا الأوكرانية (رويترز) ابتزاز العالم

من جانبه، اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا روسيا بابتزاز العالم، وقال إن هذا الابتزاز يؤثر خاصة على الدول الأفريقية والآسيوية، مؤكدا أن أوكرانيا لا تقدم أي مطالب في ما يتعلق باتفاقية حبوب البحر الأسود.

وفي يوليو/تموز 2022 وقعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا في إسطنبول اتفاقية لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية، والتي توقفت مؤقتا بعد بدء الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022.

ومددت الاتفاقية 3 مرات، حيث سهلت نقل أطنان من الحبوب والمواد الغذائية، في إطار محاولات لمعالجة أزمة الغذاء العالمية التي تصاعدت إلى مستويات قياسية بعد بدء شن موسكو عملياتها العسكرية.

وانتهت الاتفاقية -التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا والتي تسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا رغم الحصار البحري الروسي- يوم الاثنين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الغذاء العالمیة اتفاقیة الحبوب الأمن الغذائی

إقرأ أيضاً:

زاخاروفا: اتفاقية الشراكة مع كوريا الشمالية ليست موجهة ضد دول ثالثة

‏‎‏‎أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الاتفاقية المبرمة بين روسيا وكوريا الشمالية لا تسعى إلى تشكيل تحالف عسكري وفقا للأنماط الغربية وليست موجهة ضد دول ثالثة.

وقالت زاخاروفا: "إن محاولة واشنطن وحلفائها اتهام روسيا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بخلق تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة وعلى نطاق عالمي لا يمكن تبريرها".

إقرأ المزيد بوتين يدعو لمراجعة العقوبات الأممية المفروضة على كوريا الشمالية بدفع من واشنطن وحلفائها

وأضافت: "إن الاتفاقية المبرمة بين روسيا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لا تسعى إلى تشكيل تحالف عسكري وفقا للأنماط الغربية وليست موجهة ضد دول ثالثة".

وأكدت أن روسيا وكوريا الشمالية اتخذتا إجراءات تهدف إلى وقف التهديدات المتزايدة من قبل الغرب الجماعي.

وتابعت زاخاروفا: "إن إجراء مناورات جوية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في شبه الجزيرة الكورية في أثناء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيونغ يانغ يشير بشكل لا لبس فيه إلى وجود معتد حقيقي محتمل، ومثل هذه الخطوات تتعارض مع تصريحات الولايات المتحدة وشركائها حول التزامهم بالدبلوماسية والحوار".

إقرأ المزيد موسكو: نعوّل على سيئول في تقبّل اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع بيونغ يانغ "بتفهّم وعقلانية"

وأشارت إلى أن سياسة "الردع الموسع" التي تنفذها الولايات المتحدة تشكل تهديدا أمنيا ليس فقط لكوريا الديمقراطية، ولكن أيضا لروسيا والصين.

ووقعت روسيا وكوريا الشمالية خلال زيارة الرئيس بوتين إلى بيونغ يانغ يومي 18-19 يونيو الجاري اتفاق شراكة استراتيجية شاملة، ليحل محل معاهدة الصداقة وحسن الجوار الموقعة في 9 فبراير 2000.

وينص الاتفاق الجديد إلى جانب التعاون الاقتصادي والإنساني والعلمي والتقني بين البلدين، على "الدعم العسكري المتبادل في حال تعرض أي من البلدين لعدوان خارجي، حسب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وقوانين روسيا وكوريا الشمالية".

وأثار هذا الاتفاق حفيظة الغرب ولاسيما اليابان وكوريا الجنوبية في ظل التوترات المتفاقمة في منطقة المحيط الهادئ.

المصدر: تاس

مقالات مشابهة

  • "القاهرة الإخبارية": روسيا تقصف مبنى سكنيًا من 9 طوابق وسط أوكرانيا
  • بالملايين.. تقرير أممي صادم يكشف أعداد متعاطي المخدرات حول العالم
  • السفير الروسي في القاهرة يكتب: نعرض السلام على الغرب مرة أخرى
  • 6 معلومات عن سلالة كورونا الجديدة بعد تحذير «الصحة العالمية».. بها 30 طفرة
  • الاتحاد الأوروبي يوقع اتفاقية أمنية طويلة الأمد مع أوكرانيا
  • أوكرانيا والاتحاد الأوروبي يوقعان اتفاقية أمنية
  • صحيفة أمريكية: بوتين يرسل تحذيرات حادة إلى الغرب
  • آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /27.06.2024/
  • تقرير أممي: نحو 300 مليون شخص يتعاطون المخدرات في العالم وتزايد الإتجار
  • زاخاروفا: اتفاقية الشراكة مع كوريا الشمالية ليست موجهة ضد دول ثالثة