عادل عسوم: (الخاطرة السابعة)
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
بعض خواطري
(الخاطرة السابعة)
سأكتب عن (حالة) يعلمها يقيناً -ويتلمسها في دواخله- كل من له/لها قدم صدق في سوح الابداع وفضاءاته: أدباً؛ شعراً كان أو نثراً، أو أيما ضربٍ من ضروب الفن والادهاش…
لعمري انها حالة تعتري صاحب الابداع كلما عنّت له خاطرة أو فكرة أو مفهوم أو لحن أو غير ذلك من بواعث الادهاش، يكتنفه ما يشبه السحابة تمطر في دواخله زخات زخات…
انها حالة سماوية السمتِ واللون والطعم والعطر…
مدخل:
لا أدري لِمَ أكون وقافا كلما قرأت سيرة الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وتنقلت بين سراباتها حينما كلما يقع بصري على الآتي:
سعت أخت ورقة بن نوفل إلى خطبة عبدالله لنفسها قبيل زواجه من آمنة بنت وهب أم نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه لكنه تأبّى عليها حينها…
ثم عاد عبدالله يمازحها بعيد زواجه من آمنة بنت وهب قائلا:
ألم تكوني يابنت نوفل تودّين زواجي يوما؟
فما لبثت أن قالت له:
لقد فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لي بك اليوم حاجة!…
وان كان قد ضعف البعض ذلك إلا إن وروده في سيرة ابن اسحق وعدد من أصحاب سيرة نبينا الشريفة يجعلني أأنس له.
ووردت عن (أم قنال بنت نوفل) أبيات من الشعر تتأسف فيها على ما فاتها من الأمر الذي رامته، وذلك فيما رواه البيهقي من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق رحمه الله.
وكذلك تعتريني ذات الوقفة بين يدي الآيات الكريمات التاليات:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}31 {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}32 {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ}33 البقرة
ثم الآية الكريمة:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} 124البقرة
لا أدري لِمَ أجدُ رابطاً وثيقاً مابين هذه الآيات الكريمات وتلك الحالة التي أبتدر نسيج هذا الخيط بالحديث عنها؟!…
ذاك النور وهذه الأسماء والكلمات شئ ما -يقينيّ- في وجداني يقول لي بأن هناك رابط ما مابين كل ذلك والحالة التي تعتري أصحاب الابداع فينا بين يدي كل حراك بشري انساني أو عمل فني…
انها حالة لاتنفكُّ عن موهبة يهبها الله لبني آدم …
وليس شرطاً أن يكون لها ارتباط وثيق بالتفوق العقلي أوالذكاء،
فالموهبة ليست سوى هبة الهية يهبها الله لِقِلَّة من الناس، وللايضاح أجد أنه ينبغي لي ايراد هذه التوصيفات التي وجدتها في الشبكة:
الموهبة:
سمات معقدة تؤهل الفرد للإنجاز المرتفع في بعض المهارات والوظائف والموهوب هو الفرد الذي يملك استعداداً فطرياً وتصقله البيئة الملائمة لذا تظهر الموهبة في الغالب في مجال محدد مثل الموسيقى أو الشعر أو الرسم وغيرها.
الإبداع:
إنتاج الجديد النادر المختلف المفيد فكراً أو عملاً وهو بذلك يعتمد على الإنجاز الملموس.
الذكاء:
هو القدرة الكلية العامة على القيام بفعل مقصود والتفكير بشكل عقلاني والتفاعل مع البيئة بكفاية فالذكاء قدرات الفرد في عدة مجالات كالقدرات العالية في المفردات والأرقام والمفاهيم وحل المشكلات والقدرة على الإفادة من الخبرات وتعلم المعلومات الجديدة…
وبذلك يمكنني أن أقول بأن صاحب ال(حالة) يمكننا أن نلحقه بالمبدعين لانه ينتج الجديد النادر فكراً وعملاً أو فنّاً، وليس كل صاحب موهبة بذكي، انما الذكي فيهم الذي لموهبته اتصال وثيق بالفكر والعقل، أما أصحاب الأصوات الجميلة من المؤدين -كمثال- ففيهم الأذكياء بطبعهم وفيهم من هم دون مقاييس الذكاء اتكاء على معايير العالم دنلوب وهي:
1- فئة الممتازين ونسبة الذكاء بينهم تتراوح بين:
(120 و125 ) إلى ( 135 و140 ).
2- فئة المتفوقين تتراوح نسبة الذكاء بينهم بين ( 135 و140 إلى 170).
3- فئة المتفوقين جدا أي العباقرة وهم الذين تبلغ نسبة ذكائهم 170 فما فوق.
أعود الى قصة والد نبينا محمدصلوات الله وسلامه عليه وآله مع أخت ورقة ابن نوفل التي عرضت عليه نفسها كزوجة قبيل زواجه من آمنة بنت وهب فأقول:
كم أجد نفسي وقافا بين يدي هذه القصة لأقايس عليها أمرا مافتئ يراودني كلما قرأتها…
وبرغم يقيني بكونها قياسا مع الفارق إلا انني ألمح في ثناياها سقفا للخلوص الي ذرا سامقة يضفيها الحق جل في علاه في حنايا هذه النفس البشرية!…
لقد أوتيت أخت ورقة ابن نوفل-كشقيقها- معارف كثيرة استقياها مما نزل على ابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام من هدى من قبل،
وهي لعمري بذلك سبقت شقيقها ورقة ابن نوفل الذي تبين -لاحقاً-مما قالته ابنة عمه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بأن الذي رآه زوجها محمد صلوات الله وسلامه عليه ماهو الاّ الناموس الأعظم الذي كان يأتي موسى عليه السلام…
فلان تبين ورقة ابن نوفل النور في سرابات حديث ابنة عمه خديجة بنت خويلد؛ فان شقيقته رأت عياناً ذات النور يكتنف ويتغشى اهاب ووجه عبدالله ابن عبد المطلب تأتلقُ به عيناه!!!…
وأي نور؟!
انه لعمري جَماع الادهاش لكل البشرية …
بل لكل الخلق انساً وجناً وملائكة وذات أوراح وجمادات أوجدها الله في هذا الكون!..
وأعود لاتحدث عن وقفتي بين يدي الأسماء التي علمها ربنا جل في علاه لأبينا آدم عليه السلام.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}31 {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}32 {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} 33 البقرة
أيُّ أسماء هي ياتُرى؟!
انها لعمري لَهِبَةٌ من الخالق لآدم وذريته تمايزهم وتُعْلِي بهم قدراً فوق الملائكة الأطهار، لذلك فإن الذي يحسبها مجرد أسماء تُعَلَّم ثم تُقَال للغير فقد فات وخَفِيَ عليه الكثير المثير، انها حالة تجعل من الانسان حلقة أصيلة في سلسلة آلاء الله وعوالم (كن) التي في ثناياها اندغَمَت مفاتحُ الغيبِ ومعارفُ الخلقِ والفتقِ والرتق…
ولعلي أعود -يوماً- لأفَصِّل في ذلك وأُحَبِّر الكثير في طيات مفترع اخر بمشيئة الله …
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} 124 البقرة…
ياتُرى ماهي هذه الكلمات التي أتمها ابراهيم عليه السلام ليجعله الله اماماً للناس؟!!!
التفاسير تقول جلها بأنها الابتلاءات التي قدرها الله لابراهيم عليه السلام ونجح فيها -ومنها الحرق بالنار من قومه وذبحه لابنه اسماعيل وتركه عليه السلام وامه هاجر بواد غير ذي زرع في مكة الخالية حينها من الناس- لكنني لا أجد هذا الرأي يوفي الامامة- التي يريد الله جل في علاه وهبها لابراهيم عليه السلام حقها، لأن فسرنا الامامة بالنبوة والابتعاث؛ فكم من انبياء ورسل تخيرهم الله ولم يشأ جل في علاه لهم وبهم ابتلاءات عظيمة مثل التي شاءها لابراهيم عليه السلام، وبرغم ذلك جعلهم رسلا وانبياء، لذلك فإني أري تلك الكلمات أشمل من ذلك، وان كانت الابتلاءات المذكورة ما اتخذها الله العليم الحكيم الاتمحيصا للنبي ابراهيم وارهاصا لامامة علي كل الناس تتعدد مقوماتها…
ولنا هنا ان نتبين ماذا قال موسي عليه السلام عندما اراد الله جل في علاه أن يجعله اماما لقومه ورسولا نبيا وداعية لفرعون إلي الايمان، يومها طلب موسي عليه السلام من الله جل في علاه أن يرسل معه أخوه هارون الذي يعلم أنه (أفصح منه لسانا وقولا)، أي لغة وخطابا، وليس قصورا خلقيا في قدرته علي الكلام وعيبا عضويا من تاتاة أو عاهة لسانية كما تقول بعض التفاسير، المعلوم بالضرورة ان شروط الإمامة تكون اسماها القدرة علي فصل الخطاب، وليس الأمر تعلم لألفاظ اللغة وفقهها وآدابها بقدر ماهي موهبة يؤتيها الله لقلة من عباده فيلجون بخطابهم المبدع إلى قلوب الناس دونما متاريس…
لقد تبينت خلال سبري لحال الموهوب من الله بذلك أنه يوهب معها- ايضا- نعمة التفكر في ملكوت الله، ويؤتي القدرة علي تمحيص ما حوله وهو يبصر إلى الاشياء من خلال زاوية تختلف عن الزاوية التي ينظر من خلالها الاخرون، فيكون المآل رؤي مستبصرة وخلوصا موجبا مرده هبة من الله الخالق المصور…
وأخلص إلى القول بأن هذه الحالة ماهي الاّ عطية ربانية للبعض، تضفي عليه تفرداً وتميزاً في ضرب من ضروب العطاء البشري شِعْراً كان أو نثراً أو أداء صوتياً أو ضرباً من ضروب الفنون على مختلف أشكالها وألوانها…
والله جل في علاه يتخير من عباده من يشاء لذلك، وذاك لعمري اصطفاء ما بعده، لكنه اصطفاء دون النبوة…
هؤلاء هم من نجدهم يؤثرون ايجابا في حراك حياة الناس، ولهم بصمة في مسارات الشعوب والحضارات، يضفون ايجابا كثيفا ويرفدون الناس بعطاء مميز يرقى بالثقافة والأدب والتنوير والذائقة والوجدان إلى ذُراً سامية ومراقٍ ماكان يتسنى للأمم والحضارات بلوغها لولاهم…
فكم من حضارات بادت ولكن بقيت منها أسماء لشخوص مافتئوا أحياء في ذاكرة التأريخ ولهم بصماتهم في ذائقة ووجدان الناس على مر العصور…
وكم من دُوَلٍ وأقطار ظلت في غياهب النسيان لولا فردٌ منها حباه الله تلك الهبة الالهية؛ فإذا به يحيل مواتها حياة، وسكونها زخماً لا يكاد يهدأ ضجيجه!…
هذه لعمري هي الأِمامة التي تنبغي وتحيق بكل أهل المواهب والابداع فينا يا أحباب…
لكن…
تلك العطية تحتاج إلى عناية وصقل وتعهد يرتقي بها أكثر، ويجعل الرفد منها أينع وأعظم أثراً…
فكل أمر لا يُتَعَهَّدُ يكون مصيره الموات والانكفاء والذبول، كما هو حال الحياة طُرَّا فكم من موهوبين طمرت وماتت موهبتهم ولم تر النور لاعتبارات عديدة لامجال للاحاطة بها في هذه المساحة…
ولعلي أختم بأمر قد تبينته في العديد من موهوبينا ومبدعينا ممن افاء الله عليهم بتلك العطية فأقول:
هذه الهِبَة تنمو وتترعرع وتصل الى ذروة وعنفوان ثم تشيخ وتذوي من تلقائها تماما كما يحدث لابن آدم خلال أطوار حياته طفولة وشباباً ثم كهولة وشيبة،
فكم من شعراء وأدباء ومبدعين نضب معينهم، أو ضعف وذبل وأضحت بضاعتهم مزجاة بعد أن كانوا ملء السمع والبصر من خلال أعمال مجيدة وبهية تأخذ بالألباب وتشبع الوجدان.
أنصح كل من وهبه الله تلك الهبة والعطية أن لايتقاعس عن العطاء، وأن لايتملكه الكسل والتسويف، لأنه لامحالة آتيه يوم لا يجد في نفسه ما كان يجده فيها من قدرة تحيل الأحرف إلى فصوص من لؤلؤ يزين استدارة مسبحة الزمان، ولا أزاهر ملونة من أحرف يشكِّلُ بها لوحة وبيان،
واذا بصوته قد شاخ، واذا بقدرته على التشكيل قد ذوت، واذا بالألوان تتوه بها الدروب مابين الفرشاة والأشكال، واذا به عاطل عن كل ابداع.
عادل عسوم
adilassoom@gmail.com
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الله وسلامه علیه علیه السلام انها حالة بین یدی الله ل
إقرأ أيضاً:
احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
قوي سياسية وناشطون علي السوشل ميديا لا يكفون عن التلاعب بأمن هذه البلاد و امن شعبها وخاصة من يسمون أنفسهم الاخوان الجمهوريون وغيرهم من مجموعات الحرية والتغيير التي تشظت الي مجموعات كلها علي نهج الخيانة والغدر والعمالة للأجانب علي حساب الوطن واستقراره وامنه وسلامة انسانه بعد انقسام تقدم الي صمود و غيرها يدفعهم من وراء المساس بالأمن و الأجهزة الامنية الوطنية سهوة السلطة ولو علي سنابك خيول الغزاة والمرتزقة القادمين من وراء البحار ومن تحت الشمس كأنهم ياجوج وماجوج من شدة فسادهم في الأرض وطغيانهم علي الناس وصولتهم علي أبناء هذه الأمة الصابرة المحتسبة التي كما يقول شاعرها السودان :
همي اشوفك عالي ومتقدم طوالي
وما بخطر علي
بالي غير رفعة شأنك
وتقدم انسانك
بحبك من ما قمت
بحبك يا سودان
بحبك رغم الكان
٢-
لم يكتفي المتربصون بالاجهزة الامنية من جيش وشرطة وجهاز أمن وطني باستهداف هذه الأجهزة بحلها تحت مسمي الديمقراطية والحرية كما حدث مع جهاز الامن القومي عقب الانتفاضة في ٦ ابريل ١٩٨٥م .ولا التامر علي الأجهزة الأمنية عقب ثورة ديسمبر ٢٠١٩م والشعارات المرفوعة ضد الشرطة بقصد تحقيرها والحط من دورها كنداكة جات بوليس جرا .بوليس بحب الجرجرة … معليش معليش ما عندنا جيش وتم تريد هذا الشعار أمام رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في الذكري الاولي للثورة وهو يتبسم لجوقة العابثين .
اما جهاز الأمن الوطني والمخابرات فقد تم تجريده عقب الثورة من صلاحياته وصارت مهمته جمع المعلومات وتحليلها ورفعها للمسئولين .وعندما قام الجهاز برفع المعلومات لا احد يأبه لها حتي تسللت عناصر داعش الي داخل الخرطوم ودفع جهاز الامن والمخابرات ثمنا غاليا في التصدي لها واستشهد أكثر الضباط ذكاءا افضلهم تدريبا في المواجهات مع الإرهابيين داخل الخرطوم التي تمكنوا من الوصول إليها .من غير حياء يتحدث كل من الامين العام للمؤتمر السوداني خالد عمر يوسف والقيادية بحزب الامة مريم الصادق المهدي داعين المجتمع الدولي للتدخل في السودان حماية لنفسه من هذه الرقعة الواسعة ودافعهم الحقيقي هو تعطيل تحرك القوات المسلحة صوب دارفور وكردفان للقضاء علي مليشيا ال دقلو الإرهابية التي يتحالفون معها عبر ميثاق سياسي يمكنهم من تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع المزعومة .
٣ –
بعد اندلاع الحرب التي اشعلوها تحت نير الاتفاق الاطاري والتدخل الدولي والرباعية الدولية والاتحاد الافريقي وما قامت به مليشيا الدعم السريع من احتلال لمنازل المواطنين والانتشار في المدن السودانية وتهديد الولايات الآمنة وعلي رأسها نهر النيل والشمالية .
أمام كل هذه المخاطر والتهديدات وأعلان القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس السيادي الاستنفار العام خرجت المقاومة الشعبية المسلحة لدعم القوات المسلحة عندها ظهر سحرة فرعون من مكونات قحط الذين تحدثوا عن تجييش الشعب وكتائب إسناد القوات المسلحة مثل لواء البراء ابن مالك بانهم كيزان وإرهابيين .
٤-
بعد تحرير الخرطوم علي يد القوات المسلحة الباسلة و عودة قوات الشرطة لاستكمال دورها ووجودها …بدات إدارة الشرطة المجتمعية في التواصل مع المجتمع وهي من الإدارات المعروفة في الشرطة قررت الانطلاق والعودة ولكن سرعان ما ظهر جماعة (( الم اقل لكم)) بأن الكيزان يريدون العودة للسلطة والدليل هو عودة الشرطة المجتمعية والشرطة المجتمعية هي نفسها الشرطة الشعبية و هي شرطة النظام السابق ونسيت عصابة الجمهوريين ا سلاف القراى أن قوات الشرطة الشعبية وأصدقاء الشرطة نشأت بقانون في عهد مايو وكل ما جاءت به الإنقاذ بخصوص الشرطة الشعبية أنها فعلت القانون وظلت الشرطة الشعبية تتبع لقوات الشرطة الموحدة الي ان جاء نظام الحرية والتغيير الذي اختطف ثورة الشباب واستهدفت قحط مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة الشعبية وعمت الجريمة المنظمة وسيطرت تسعة طويلة علي الخرطوم كما سيطر الجنجويد بعد ١٥ ابريل ٢٠٢٣م علي الاوضاع في السودان .
٥-
كانت ٩ طويلة عصابات اجرام منظمة لها إمكانات علي رأسها الدراجات النارية والأسلحة ودقة التنظيم والانسحاب المنظم والاعتداء علي رجال الشرطة أنفسهم و تصويرهم الأمر الذي يعتبر مران علي حرب الشوارع والمدن التي انخرطت فيها مليشيا الدعم السريع بموجب الخطة ب بعد المحاولة الانقلابية ومن غير سابق إنذار عادت تسعه طويلة الي ولاية نهر النيل وقد تمكنت قوات المباحث من القبض علي عصابة قامت بنهب مبلغ مالي وهواتف من مواطنين تحت تهديد السلاح في الأيام القليلة الماضية وهذا ما تريده جماعات الفوضي الخلاقة التي تحرك آليات الإجرام عبر هذه المجموعات قبل أن تضع الحرب أوزارها بصورة نهائية وتتسلم قوات الشرطة مقارها وتستجمع قواها وتضع خططها الأمنية والشرطية .
ختاما
الشعب السوداني قادر علي إسناد ودعم قوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات مثلما دعم القوات المسلحة بالمستنفرين ويمكن أن يعود العسس وكان أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقوم بالعسس أو العمل الشرطي ليلا لتأمين المدينة المنورة من المجرمين وهو من الأعمال التي تكون مدعاة لدخول الجنة لقوله صلي الله عليه وسلم : عينان لا تمسهما النار يوم القيامة عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله .
المرحلة القادمة من تاريخ السودان تستوجب نفرة شعبية واسعة مع قوات الشرطة لتأمين الاحياء السكنية والمنشآت وحماية مراكز البوليس نفسها .
الاحياء السكنية عليها أن تشرع في إعادة مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة المجتمعية والشرطة الشعبية قبل الماء والكهرباء علي أن يتولي أبناء الحي عمليات الحراسة وتلقي البلاغات في المواقع وبقاء الارتكازات الحالية من المستنفرين وقدامي المحاربين وقدامي رجال الشرطة والأجهزة الأمنية والدفاع الشعبي وقوات الاحتياط .
إذا لم يقم السودانيون بهذ ه المهام الأمنية مباشرين لها بأنفسهم فسوف يدفعون الثمن من جديد في شكل اغتيالات وتصفيات وتفجيرات وتدوين مدفعي ومسيرات لأن حرب الإمارات العربية المتحدة لن تنتهي بهزيمة مليشيا الجنجويد والقضاء عليها وسوف تخرج الخلايا النائمة من اجحارها ومعها غاضبون وديسمبر يون بكل ما فيها من شر مستطير .
د.حسن محمد صالح
الاربعاء
٢٣ ابريل ٢٠٢٥م