السبت الماضي أصبحت اليابان خامس دولة في التاريخ تصل إلى القمر عندما نجحت إحدى مركباتها الفضائية بدون رواد فضاء في الهبوط السلس على سطح القمر.

السؤال لماذا يسعى الإنسان للفضاء اذا كان لديه موارد على كوكبه "الأرض".

 

استكشاف الموارد

وقال تاكيشي تسوتشيا، أستاذ الطيران في كلية الدراسات العليا للهندسة بجامعة طوكيو، إن القمر مهم من منظور استكشاف الموارد، كما يمكن استخدامه كقاعدة للذهاب إلى كواكب أخرى مثل المريخ.

وتابع قائلا: إنه من المهم التأكد من دقة الهبوط على المنطقة المستهدفة، موضحا انه من الضروري أن نظهر للعالم أن اليابان تمتلك التكنولوجيا المناسبة حتى تتمكن من تأكيد مكانة اليابان بشكل صحيح في تطوير القمر.

"المياه".. أزمة المستقبل

بحسب مجلة "ديسكفري" العلمية الأمريكية نحن نعلم بالفعل بوجود مياه على القمر، لكن العلماء حريصون على معرفة كمية المياه التي يمكن العثور عليها. 

وأظهرت المكوكات غير المأهولة مثل تشاندرايان 1 الهندية وكاسيني وديب إمباكت التابعتين لناسا أدلة على وجود الماء على شكل جزيئات أكسجين وهيدروجين، ونحن نعلم أن القطبين متجمدان بالجليد بسبب انعكاسهما العالي.

لا نعرف كمية المياه الموجودة، وهو أمر مهم لأن الماء سيكون بمثابة نعمة للسكن على سطح القمر في المستقبل، كما أن نقله لمثل هذه المسافة باهظ التكلفة للعيش هناك على المدى الطويل.

من ناحية أخرى، في الأجزاء الأكثر دفئًا من القمر، والتي يمكن أن تصل إلى 300 درجة مئوية (572 فهرنهايت)، يصعب عدم تبخر الماء، ويُعتقد أن هذه الأجزاء تحتوي على مياه أقل 100 مرة من الصحراء الكبرى.

2. طاقة شمسية.. الضوء الأبدي

بالإضافة إلى ذلك، هناك طاقة شمسية فضائية على القمر، قد يكون للقمر ما يسميه العلماء "قمم الضوء الأبدي"، وفقًا لدراسة أجريت في نوفمبر 2016 ونشرت في مجلة Space Policy.

قمم الضوء الأبدي هي مناطق على سطح القمر مضاءة بنسبة 80-90% من الوقت، مما يعني أنها يمكن أن تكون مثالية لتوليد الطاقة الشمسية، والتي من شأنها أن تسمح بتوليد الطاقة على كوكب بعيد.

يعد الماء والطاقة من الضرورات المعروفة للحياة الصالحة للسكن، وهما يوفران فرصة حقيقية لرواد الفضاء لقضاء وقت طويل في هذه الأرض القمرية البعيدة.

 

3. ناسا وإنشاء قاعدة على القمر

ستكون القاعدة التي تريدها وكالة "ناسا" في القطب الجنوبي للقمر، بمثابة مختبر علمي طويل المدى حيث سيتعلم رواد الفضاء كل ما يمكن معرفته عن الحياة الآن وفي الماضي على سطح القمر.

كما سيتم عمل تصميمات بدلات الفضاء المحسنة والكاميرات الأفضل والمعدات الأفضل بشكل عام ستجعل من السهل جمع المعلومات واستكشاف سطح القمر عما كان عليه قبل 50 عامًا.

4. يريد العلماء إكمال الرحلة إلى القمر

سيقوم العلماء أيضًا بإتقان الرحلة إلى القمر، خاصة الهبوط والإقلاع من سطحه. ويأملون في الحصول على فهم أفضل لما يعنيه العيش في بيئة منخفضة الجاذبية على المدى الطويل.

الجليد والهيدروجين على القمر

باستخدام المركبات المتنقلة، سيبحثون في الكوكب عن الجليد الذي يمكن تصفيته وتحويله إلى مياه صالحة للشرب وعن الهيدروجين الذي يمكن تحويله إلى وقود.

ستعمل وكالة ناسا أيضًا مع شركات خاصة لتوصيل الإمدادات إلى المواقع الفضائية لتمديد الوقت الذي يمكن أن يعيش فيه البشر في هذه المواقع القمرية. 

في الأساس، القمر هو محارتنا، وهو بمثابة ساحة تدريب لما ينتظرنا على المريخ.

هل تنجح اليابان ؟

قال هيتوشي كونيناكا، رئيس معهد علوم الفضاء والملاحة الفضائية، وهي وحدة تابعة لوكالة الفضاء اليابانية، إن مسؤولي الفضاء يعتقدون أن المركبات الجوالة الصغيرة التابعة لـ SLIM تم إطلاقها كما هو مخطط لها، وأنه تم نقل البيانات مرة أخرى إلى الأرض.

وجاءت المهمة التي تتم مراقبتها عن كثب بعد 10 أيام فقط من فشل مهمة القمر التي قامت بها شركة أمريكية خاصة عندما حدث تسرب للوقود في المركبة الفضائية بعد ساعات من الإطلاق.

وتأمل اليابان في استعادة الثقة في تكنولوجيا الفضاء الخاصة بها بعد عدد من الإخفاقات.

فمثلا  تحطمت مركبة فضائية صممتها شركة يابانية أثناء محاولة الهبوط على سطح القمر في أبريل، وفشل صاروخ رئيسي جديد في إطلاقه لأول مرة في مارس.

تتمتع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA) بسجل حافل من عمليات الهبوط الصعبة. 

وهبطت المركبة الفضائية هايابوسا 2، التي تم إطلاقها في عام 2014، مرتين على الكويكب ريوجو الذي يبلغ طوله 900 متر (3000 قدم)، وجمعت العينات التي تم إعادتها إلى الأرض.

ومن شأن الهبوط الدقيق الناجح لمركبة SLIM، خاصة على سطح القمر، أن يرفع مكانة اليابان في سباق تكنولوجيا الفضاء العالمي.

يقول الخبراء إن اليابان بحاجة إلى إثبات اتساقها في تكنولوجيا الهبوط الدقيق حتى تتمكن من المنافسة.

ماذا عن المنطقة العربية..هل تحتاج للفضاء؟

يقول ماثيو مدين، باحث مساعد سابق في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، في ورقة بحثية نشرت على موقع المؤسسة إن المملكة العربية السعودية، مثلها مثل الدول الأخرى في المنطقة، معرضة بشكل خاص لتغير المناخ، لأنه يهدد بشدة البيئة المادية للبلاد والمجتمع والمؤسسات الحكومية.

وتابع "مدين"، أن من بين أكبر المخاوف ارتفاع درجات الحرارة، خاصة انها أعلى بكثير بالفعل من المتوسط العالمي، مع وصول موجات الحر الشديدة إلى أكثر من ٥٠ درجة مئوية في عام ٢٠٢١ في إيران والكويت وعمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وحذر من أنه في حالة استمر هذا الاتجاه، فمن المتوقع أن تصبح أجزاء كبيرة من المنطقة غير صالحة للسكن بحلول نهاية هذا القرن.

كما حذر علماء المناخ من أن المنطقة في طريقها على المدى القريب إلى أن تصبح أكثر دفئا بمقدار ٤ درجات بحلول عام ٢٠٥٠، وهو ما يتجاوز بكثير حد ١.٥ درجة اللازم لمنع الانهيار البيئي العالمي. 

وتشكل الفيضانات المفاجئة مصدر قلق كبير آخر، على الرغم من كونها دولة قاحلة للغاية، فإن المملكة العربية السعودية غالبًا ما تتعرض لهطول أمطار غزيرة وغزيرة بشكل دوري، وعندما تقترن هذه الأمطار بوجود مستوطنات غير مخططة ونقص البنية التحتية المناسبة لتحويل مياه الأمطار في العديد من المدن الكبرى، فإنها يمكن أن تؤدي إلى فيضانات مفاجئة.

تعد الفيضانات حدثًا ملحوظًا وشائعًا في المنطقة الجبلية الجنوبية الغربية للمملكة العربية السعودية، وأدت إلى خسائر كبيرة في الأرواح وأضرار في الممتلكات على مدى السنوات الماضية.

وعلى حد قول "مدين" في ورقته البحثية فإنه من المفارقات أن حالات الجفاف تشكل أيضًا مصدرًا للقلق، موضحا على الرغم من الزيادة في هطول الأمطار الغزيرة والعرضية، فمن المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في انخفاض عام في أنماط هطول الأمطار الوطنية وزيادة في معدلات التبخر.

مسبار الأمل الإمارتي

انطلق مسبار الأمل الإماراتي في 2020 لإكتشاف الحياة على كوكب المريخ، لتدخل الإمارات في مجال البحوث الفضائية بقوة وهدفه كما كتب على موقع مركز محمد بن راشد للفضاء الي الآتي:

1-- تهدف المهمة إلى تكوين فهم أعمق حول التغيرات المناخية على سطح كوكب المريخ، ورسم خارطة توضح طبيعة طقسه الحالي عبر دراسة الطبقة السفلى من غلافه الجوي.

2- دراسة تأثير التغيرات المناخية على المريخ في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي عبر دراسة العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية.

3- تهدف كذلك إلى إجراء دراسات معمقة حول ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من الغلاف الجوي لكوكب المريخ، ومعرفة أسباب حدوثها.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الضوء أزمة المياه اليابان القمر أزمة المستقبل العربیة السعودیة على سطح القمر على القمر یمکن أن

إقرأ أيضاً:

مركز محمد بن راشد للفضاء :اكتمال المرحلة الثانية من دراسة”الإمارات لمحاكاة الفضاء”

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، اليوم، عن اكتمال المرحلة الثانية من ثاني دراسة ضمن برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء، التي شارك فيها الإماراتي شريف الرميثي، وذلك ضمن أبحاث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية “هيرا”. أكد المركز أن الرميثي، رفقة أعضاء الطاقم الذي يضم كلا من جيسون لي، وستيفاني نافارو، وبايومي ويجيسيكارا، خرج من مجمع “هيرا” اليوم في تمام الساعة 2:20 صباحاً بتوقيت الإمارات.

يأتي ختام المرحلة الثانية من الدراسة عقب قضاء الرميثي 45 يوماً داخل مجمع “هيرا”، الذي يُعد موطناً فريداً من 3 طوابق مُصمم لتمكين العلماء خلال هذه المهمة التناظرية، من دراسة كيفية تكيف أفراد الطاقم مع العزلة والحبس والظروف البعيدة عن الأرض، من خلال تكرار الظروف الشبيهة بالفضاء على الأرض.

وأجرى طاقم الدراسة أبحاثا علمية و تشغيلية طوال محاكاة مهمتهم إلى كوكب المريخ، بما في ذلك “المشي” على سطح الكوكب الأحمر باستخدام الواقع الافتراضي. كما واجهوا تأخيرات متزايدة في الاتصالات وصلت إلى 5 دقائق مع مركز التحكم في المهمة أثناء اقترابهم من المريخ.

وبعد خروجهم، سيبقى الطاقم في مركز جونسون للفضاء لمدة 7 أيام. وخلال هذه الفترة، سيقوم بملء استبيانات ما بعد المهمة والمشاركة في مناقشات مع مديري وعلماء”هيرا”، إضافة إلى تقديم البيانات اللازمة للدراسات المتعلقة بديناميكيات الطاقم وصحتهم.

وأعرب سعادة سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، عن فخره باكتمال المرحلة الثانية قائلاً: “إنجاز هذه الدراسة يمثل نقلة نوعية في رؤيتنا لاستكشاف الفضاء. المحاكاة على الأرض ضرورية لإعداد رواد الفضاء لمهمات طويلة الأمد. برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء، بالتعاون مع وكالة ناسا، يعكس التزامنا بالبحث العلمي وترسيخ مكانة الإمارات في مجال الفضاء”.

أضاف عدنان الريس: “مشاركتنا سمحت بتضمين أهدافنا ضمن الأبحاث الشاملة للمهمات البشرية، ما يعزز استعدادنا للمهمات المستقبلية للقمر والمريخ”.

شارك شريف الرميثي تجربته قائلاً: “كانت تجربة رائعة، واجهنا تحديات عيش مماثلة للفضاء، وفخور بتمثيل الإمارات في هذا الجهد الدولي”.

تتكون ثاني دراسة ضمن برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء من 4 مراحل مختلفة، وتشمل إجراء 18 دراسة حول صحة الإنسان. وتهدف التجارب التي تجرى على الأرض إلى تقييم الاستجابات الفسيولوجية والسلوكية والنفسية لأفراد الطاقم في بيئة مشابهة لما سيواجهه رواد الفضاء في رحلة إلى المريخ. بالإضافة إلى الجهود الدولية، تُساهم كل من جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، والجامعة الأمريكية في الشارقة بـ 6 دراسات في مجالات متنوعة.

الجدير بالذكر أن المرحلة الأولى من الدراسة الثانية لبرنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء انتهت في 11 مارس 2024، بينما ستبدأ المرحلتان الثالثة والرابعة في 9 أغسطس 2024 و1 نوفمبر 2024 على التوالي.وام


مقالات مشابهة

  • الرواد الروس يستبدلون بعض معدات أنظمة الطاقة في المحطة الفضائية
  • أستاذ بيئة: سبب ارتفاع درجات الحرارة الحالي يرجع إلى نشاط الإنسان السلبي
  • خبير بيئي: الإنسان السبب الرئيسي لارتفاع درجات الحرارة وحدوث تغير المناخ (فيديو)
  • اكتمال المرحلة 2 من ثاني دراسة ضمن برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء
  • المسبار الصيني يعود بعيّنات من تربة القمر البعيد.. إنجاز غير مسبوق
  • لأول مرة في تاريخ البشرية…المسبار الصيني “تشانغ إيه” يعود إلى الأرض حاملاً عينة من تربة القمر
  • مركز محمد بن راشد للفضاء :اكتمال المرحلة الثانية من دراسة”الإمارات لمحاكاة الفضاء”
  • "ناسا" تلغي خروج رائديها إلى الفضاء المفتوح
  • الصين: هبوط مركبة العودة للمسبار القمري الصيني «تشانغ آه - 6» على الأرض
  • رئيس وكالة ناسا: أمريكا تتنافس مع الصين في موعد تمكين البشر من الهبوط على القمر