لماذا يسعى الإنسان للفضاء؟.. استكشاف الموارد وأزمة المياه المستقبلية والخوف من غضب الطبيعة على الأرض
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
السبت الماضي أصبحت اليابان خامس دولة في التاريخ تصل إلى القمر عندما نجحت إحدى مركباتها الفضائية بدون رواد فضاء في الهبوط السلس على سطح القمر.
السؤال لماذا يسعى الإنسان للفضاء اذا كان لديه موارد على كوكبه "الأرض".
استكشاف الموارد
وقال تاكيشي تسوتشيا، أستاذ الطيران في كلية الدراسات العليا للهندسة بجامعة طوكيو، إن القمر مهم من منظور استكشاف الموارد، كما يمكن استخدامه كقاعدة للذهاب إلى كواكب أخرى مثل المريخ.
وتابع قائلا: إنه من المهم التأكد من دقة الهبوط على المنطقة المستهدفة، موضحا انه من الضروري أن نظهر للعالم أن اليابان تمتلك التكنولوجيا المناسبة حتى تتمكن من تأكيد مكانة اليابان بشكل صحيح في تطوير القمر.
"المياه".. أزمة المستقبل
بحسب مجلة "ديسكفري" العلمية الأمريكية نحن نعلم بالفعل بوجود مياه على القمر، لكن العلماء حريصون على معرفة كمية المياه التي يمكن العثور عليها.
وأظهرت المكوكات غير المأهولة مثل تشاندرايان 1 الهندية وكاسيني وديب إمباكت التابعتين لناسا أدلة على وجود الماء على شكل جزيئات أكسجين وهيدروجين، ونحن نعلم أن القطبين متجمدان بالجليد بسبب انعكاسهما العالي.
لا نعرف كمية المياه الموجودة، وهو أمر مهم لأن الماء سيكون بمثابة نعمة للسكن على سطح القمر في المستقبل، كما أن نقله لمثل هذه المسافة باهظ التكلفة للعيش هناك على المدى الطويل.
من ناحية أخرى، في الأجزاء الأكثر دفئًا من القمر، والتي يمكن أن تصل إلى 300 درجة مئوية (572 فهرنهايت)، يصعب عدم تبخر الماء، ويُعتقد أن هذه الأجزاء تحتوي على مياه أقل 100 مرة من الصحراء الكبرى.
2. طاقة شمسية.. الضوء الأبدي
بالإضافة إلى ذلك، هناك طاقة شمسية فضائية على القمر، قد يكون للقمر ما يسميه العلماء "قمم الضوء الأبدي"، وفقًا لدراسة أجريت في نوفمبر 2016 ونشرت في مجلة Space Policy.
قمم الضوء الأبدي هي مناطق على سطح القمر مضاءة بنسبة 80-90% من الوقت، مما يعني أنها يمكن أن تكون مثالية لتوليد الطاقة الشمسية، والتي من شأنها أن تسمح بتوليد الطاقة على كوكب بعيد.
يعد الماء والطاقة من الضرورات المعروفة للحياة الصالحة للسكن، وهما يوفران فرصة حقيقية لرواد الفضاء لقضاء وقت طويل في هذه الأرض القمرية البعيدة.
3. ناسا وإنشاء قاعدة على القمر
ستكون القاعدة التي تريدها وكالة "ناسا" في القطب الجنوبي للقمر، بمثابة مختبر علمي طويل المدى حيث سيتعلم رواد الفضاء كل ما يمكن معرفته عن الحياة الآن وفي الماضي على سطح القمر.
كما سيتم عمل تصميمات بدلات الفضاء المحسنة والكاميرات الأفضل والمعدات الأفضل بشكل عام ستجعل من السهل جمع المعلومات واستكشاف سطح القمر عما كان عليه قبل 50 عامًا.
4. يريد العلماء إكمال الرحلة إلى القمر
سيقوم العلماء أيضًا بإتقان الرحلة إلى القمر، خاصة الهبوط والإقلاع من سطحه. ويأملون في الحصول على فهم أفضل لما يعنيه العيش في بيئة منخفضة الجاذبية على المدى الطويل.
الجليد والهيدروجين على القمر
باستخدام المركبات المتنقلة، سيبحثون في الكوكب عن الجليد الذي يمكن تصفيته وتحويله إلى مياه صالحة للشرب وعن الهيدروجين الذي يمكن تحويله إلى وقود.
ستعمل وكالة ناسا أيضًا مع شركات خاصة لتوصيل الإمدادات إلى المواقع الفضائية لتمديد الوقت الذي يمكن أن يعيش فيه البشر في هذه المواقع القمرية.
في الأساس، القمر هو محارتنا، وهو بمثابة ساحة تدريب لما ينتظرنا على المريخ.
هل تنجح اليابان ؟
قال هيتوشي كونيناكا، رئيس معهد علوم الفضاء والملاحة الفضائية، وهي وحدة تابعة لوكالة الفضاء اليابانية، إن مسؤولي الفضاء يعتقدون أن المركبات الجوالة الصغيرة التابعة لـ SLIM تم إطلاقها كما هو مخطط لها، وأنه تم نقل البيانات مرة أخرى إلى الأرض.
وجاءت المهمة التي تتم مراقبتها عن كثب بعد 10 أيام فقط من فشل مهمة القمر التي قامت بها شركة أمريكية خاصة عندما حدث تسرب للوقود في المركبة الفضائية بعد ساعات من الإطلاق.
وتأمل اليابان في استعادة الثقة في تكنولوجيا الفضاء الخاصة بها بعد عدد من الإخفاقات.
فمثلا تحطمت مركبة فضائية صممتها شركة يابانية أثناء محاولة الهبوط على سطح القمر في أبريل، وفشل صاروخ رئيسي جديد في إطلاقه لأول مرة في مارس.
تتمتع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA) بسجل حافل من عمليات الهبوط الصعبة.
وهبطت المركبة الفضائية هايابوسا 2، التي تم إطلاقها في عام 2014، مرتين على الكويكب ريوجو الذي يبلغ طوله 900 متر (3000 قدم)، وجمعت العينات التي تم إعادتها إلى الأرض.
ومن شأن الهبوط الدقيق الناجح لمركبة SLIM، خاصة على سطح القمر، أن يرفع مكانة اليابان في سباق تكنولوجيا الفضاء العالمي.
يقول الخبراء إن اليابان بحاجة إلى إثبات اتساقها في تكنولوجيا الهبوط الدقيق حتى تتمكن من المنافسة.
ماذا عن المنطقة العربية..هل تحتاج للفضاء؟
يقول ماثيو مدين، باحث مساعد سابق في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، في ورقة بحثية نشرت على موقع المؤسسة إن المملكة العربية السعودية، مثلها مثل الدول الأخرى في المنطقة، معرضة بشكل خاص لتغير المناخ، لأنه يهدد بشدة البيئة المادية للبلاد والمجتمع والمؤسسات الحكومية.
وتابع "مدين"، أن من بين أكبر المخاوف ارتفاع درجات الحرارة، خاصة انها أعلى بكثير بالفعل من المتوسط العالمي، مع وصول موجات الحر الشديدة إلى أكثر من ٥٠ درجة مئوية في عام ٢٠٢١ في إيران والكويت وعمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وحذر من أنه في حالة استمر هذا الاتجاه، فمن المتوقع أن تصبح أجزاء كبيرة من المنطقة غير صالحة للسكن بحلول نهاية هذا القرن.
كما حذر علماء المناخ من أن المنطقة في طريقها على المدى القريب إلى أن تصبح أكثر دفئا بمقدار ٤ درجات بحلول عام ٢٠٥٠، وهو ما يتجاوز بكثير حد ١.٥ درجة اللازم لمنع الانهيار البيئي العالمي.
وتشكل الفيضانات المفاجئة مصدر قلق كبير آخر، على الرغم من كونها دولة قاحلة للغاية، فإن المملكة العربية السعودية غالبًا ما تتعرض لهطول أمطار غزيرة وغزيرة بشكل دوري، وعندما تقترن هذه الأمطار بوجود مستوطنات غير مخططة ونقص البنية التحتية المناسبة لتحويل مياه الأمطار في العديد من المدن الكبرى، فإنها يمكن أن تؤدي إلى فيضانات مفاجئة.
تعد الفيضانات حدثًا ملحوظًا وشائعًا في المنطقة الجبلية الجنوبية الغربية للمملكة العربية السعودية، وأدت إلى خسائر كبيرة في الأرواح وأضرار في الممتلكات على مدى السنوات الماضية.
وعلى حد قول "مدين" في ورقته البحثية فإنه من المفارقات أن حالات الجفاف تشكل أيضًا مصدرًا للقلق، موضحا على الرغم من الزيادة في هطول الأمطار الغزيرة والعرضية، فمن المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في انخفاض عام في أنماط هطول الأمطار الوطنية وزيادة في معدلات التبخر.
مسبار الأمل الإمارتي
انطلق مسبار الأمل الإماراتي في 2020 لإكتشاف الحياة على كوكب المريخ، لتدخل الإمارات في مجال البحوث الفضائية بقوة وهدفه كما كتب على موقع مركز محمد بن راشد للفضاء الي الآتي:
1-- تهدف المهمة إلى تكوين فهم أعمق حول التغيرات المناخية على سطح كوكب المريخ، ورسم خارطة توضح طبيعة طقسه الحالي عبر دراسة الطبقة السفلى من غلافه الجوي.
2- دراسة تأثير التغيرات المناخية على المريخ في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي عبر دراسة العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية.
3- تهدف كذلك إلى إجراء دراسات معمقة حول ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من الغلاف الجوي لكوكب المريخ، ومعرفة أسباب حدوثها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الضوء أزمة المياه اليابان القمر أزمة المستقبل العربیة السعودیة على سطح القمر على القمر یمکن أن
إقرأ أيضاً:
السينما الخضراء.. أفلام في حب الطبيعة
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أنتج صناع السينما المحلية مؤخراً عدداً من أفلام «السينما الخضراء» القصيرة والوثائقية التي تستعرض ضرورة الحفاظ على البيئة والتزام دولة الإمارات في الحفاظ على الطبيعة ودورها الهام في المبادرات المستدامة، وذلك انطلاقاً من أهمية القضايا البيئية وضرورة توظيف «الفن السابع» في تسليط الضوء على المخاطر التي تهدد كوكب الأرض، وتوعية الجمهور بالأخطار البيئية، وتعزيز مستقبل مستدام.
في نهاية 2024، الذي أعلنت فيه دولة الإمارات استمرار عام الاستدامة، نستعرض أبرز أفلام «السينما الخضراء» الإماراتية التي أسهمت قصصها المتنوعة في زيادة الوعي بأهمية التغير المناخي والتحلي بالمسؤولية البيئية، وشاركت في مهرجانات محلية وعالمية وحصدت جوائز وتكريمات.
إنجاز سينمائي
المنتج والمخرج منصور اليبهوني الظاهري، حصد نصيب الأسد هذا العام من الجوائز الدولية والمحلية والعربية بفيلمين، هما «سباحة 62» و«قصة نجاح أبوظبي»، حيث حقق «سباحة 62» إنجازاً سينمائياً بحصده عدداً من الجوائز، منها: جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان «لوس أنجلوس للأفلام» - (LAFA Lose Angeles Film Awards)، وجائزة «السينما الخضراء» كأفضل فيلم بيئي خليجي عربي، في مسابقة «الصقر للأفلام البيئية» في مهرجان «العين السينمائي الدولي» في دورته السادسة، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في المهرجان السينمائي الخليجي بالرياض، وهذا الفيلم استعرض الرحلة البحرية الملهمة للبطل الإماراتي ولاعب الجوجيتسو منصور الظاهري، الذي تمكن من قطع مسافة 62 كيلومتراً حول جزيرة أبوظبي في مدة 34 ساعة متواصلة، مستهدفاً ترك أثر دائم على حركة التغيير البيئي العالمية.
رسالة عالمية
وأشار اليبهوني إلى أن هذه النوعية من الأفلام المتخصصة عن البيئة تفرض وجودها في المهرجانات السينمائية، التي أنشأ بعضها برنامجاً يهدف إلى تحفيز صناع السينما لتوظيف لغة الفن السابع في الحفاظ على البيئة، لاسيما أن أفلام الطبيعة تهدف إلى توجيه رسالة عالمية تنشد إنقاذ الكوكب ومعالجة مشكلات مزمنة كالتلوث البحري وتلوث الهواء وفقدان التنوع البيولوجي، بحيث يصبح محتوى هذه الأفلام أشبه بالمناهج التعليمية والبرامج التوعوية التي تشكل رافداً مهماً في بناء وعي الناشئة والمجتمع عموماً بقضايا البيئة.
رحلة بصرية
أما «قصة نجاح أبوظبي»، فقد شارك في «مهرجان الغافة السينمائي الدولي» للبيئة والمناخ في دورته الأولى، وحصد جائزة «الغافة الذهبية»، لنجاحه في سرد قضية خاصة بالبيئة والتغير المناخي، وهو يقدم رحلة بصرية تحتفي بجمال أبوظبي الملهم، ويستعرض نسيج منسوج بثروات البحر وخيرات الأرض، من السواحل إلى الواحات الخضراء.
«القافلة تسير»
الكاتب والمخرج صالح كرامة الذي نفذ هدا العام فيلم «القافلة تسير» وشارك به في المسابقة الرسمية بـ«مهرجان العين السينمائي»، وتدور أحداثه حول الصحراء والتحديات التي يواجهها أشخاص خلال خوض مغامرة في الكثبان الرملية، أوضح أنه مع تضافر جهود صناع السينما الإماراتيين، تم تقديم إبداعات سينمائية مميزة في الإخراج والكتابة، لإظهار أفلام بيئية تترك بصمة قوية في وجدان عشاق «الفن السابع»، من خلال عرض موضوعات تلامس هموم الناس من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم أيضاً.
جميع الكائنات الحية
وفي ذات السياق، كانت النسخة الرابعة من مهرجان «السدر للأفلام البيئية»، قد انطلق مؤخراً تحت شعار «جميع الكائنات الحية»، بتنظيم من «هيئة البيئة – أبوظبي» وبالتعاون مع جامعة زايد، ومركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، التي استضافت فعاليات المهرجان، وتم عرض أكثر من 16 فيلماً من الإمارات والهند واليابان ومختلف أنحاء العالم، من بينها الفيلم الإماراتي «تبراة» الذي استعرض شغف المهندسة ريما المهيري في صنع منتجات حياتية من المواد المستدامة مثل قشور الأسماك.
وأوضح د. نزار أنداري، المدير الفني للمهرجان، أن رفاهية الإنسان ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالبيئة والمناخ والأنواع الأخرى من الكائنات الموجودة على كوكبنا، وشعار «جميع الكائنات الحية» يؤكد مسؤوليتنا كبشر في حماية كل المخلوقات وموائلها.
مستقبل مستدام
فيما، قال أحمد باهارون، المدير التنفيذي لإدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية في «هيئة البيئة – أبوظبي»: إن «السدر للأفلام البيئية» يتسق مع الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، خصوصاً مع استمرار عام الاستدامة في 2024، ويُبرز التزام الإمارات المستمر بحماية الطبيعة، من خلال تسليط الضوء على التحديات البيئية المحلية والعالمية عبر فن السينما، وبناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال المقبلة.
«سفاري الشارقة»
يواصل الفيلم الوثائقي «سفاري الشارقة» الذي أنتجته «هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون» بالاشتراك مع «المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة»، وبالتعاون مع «هيئة البيئة والمحميات الطبيعية»، حصد الجوائز من أكبر المهرجانات العالمية، حيث نال هذا العام جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل من الشرق الأوسط ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الحفاظ على الحياة البرية (WCFF) الذي يقام سنوياً في مدينة نيويورك الأميركية.
مسؤولية بيئية
الممثل والمخرج ياسر النيادي الذي يشارك في «العين السينمائي الدولي» في دورته السادسة بفيلمه القصير «حوار الغد: مقابلة مع السيد بلاستيك»، أكد أن هناك تنوعاً كبيراً في طبيعة الأفلام الإماراتية من نوعية «السينما الخضراء»، التي تم إنتاجها في الآونة الأخيرة، والتي تعمل على زيادة الوعي بأهمية التغير المناخي والتحلي بالمسؤولية البيئية، وتعزيز مفهوم الاستدامة.