في اليوم الـ109 من الحرب الإسرائيلية على غزة، سيطرت تبعات كمين المغازي على الساحة حيث عبر القادة الإسرائيليون عن "ألمهم" بعد مقتل 21 ضابطا وجنديا في "عملية مركبة" لكتائب عز الدين القسام.

وأقر جيش الاحتلال صباح اليوم الثلاثاء بمقتل 21 ضابطا وجنديا في كمين نصبته المقاومة شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ووصف العملية بأنها الأصعب منذ بداية الاجتياح البري للقطاع في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

من جهة أخرى قالت وزارة الصحة في غزة في بيان إن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 25 ألفا و490 شهيدا وأصيب 63 ألفا و354 جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

عملية مركبة

وقالت كتائب القسام إنها نفذت ما وصفتها بالعملية المركبة -أمس الاثنين- شرق مخيم المغازي، والتي أسفرت عن مقتل 21 عسكريا إسرائيليا.

وأوضحت القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أنها استهدفت منزلا شرق مخيم المغازي تحصنت فيه قوة إسرائيلية ما أدى لانفجار الذخائر التي كانت بحوزتها.

وأضافت أنها فجّرت حقل ألغام في قوة إسرائيلية أخرى كانت في نفس المكان، ما أدى إلى إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.

كما دمّرت القسام أيضا دبابة ميركافا كانت تُؤَمّن القوة المتحصنة في المنزل شرق مخيم المغازي بقذيفة الياسين 105.

رواية الاحتلال

بدوره أجرى رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي تحقيقا ميدانيا أوليا إثر مقتل الضباط والجنود في المغازي، أمس الاثنين، في ما وصف بأنه أصعب يوم على إسرائيل منذ بدء حربها على غزة.

وأظهر التحقيق الأولي أن مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين أطلقت قذائف "آر بي جي" على مبنيين يقعان شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة بعدما قامت قوة إسرائيلية بتفخيخهما بالمواد المتفجرة.

وحسب التحقيق، فقد انهار المبنيان المستهدفان -وبداخلهما الضباط والجنود الإسرائيليون- جراء المتفجرات التي زرعتها القوة.

كما أطلق المقاتلون الفلسطينيون قذيفة على دبابة إسرائيلية محاذية للمبنيين، ما أدى إلى مقتل جنديين داخلها.

وأشار التحقيق إلى أن المقاتلين ظهروا فجأة من بين الحقول واقتربوا لمسافة عشرات الأمتار، وقد تمكنوا من الفرار بعد إطلاق القذائف.

رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي تفقد موقع كمين المغازي (الجيش الإسرائيلي) قادة إسرائيل يتألمون

من جانبهم عبر مسؤولون إسرائيليون عن ألمهم إثر الإعلان عن مقتل 24 ضابطا وجنديا في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، 21 منهم لقوا حتفهم في عملية القسام بمخيم المغازي.

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يواف غالانت وعضو مجلس الحرب بيني غانتس في بيان مشترك، عن حزنهم قائلين إنهم "يحنون رؤوسهم لمن سقطوا بغزة"، وأنهم لن يتوقفوا عن السعي لتحقيق الانتصار.

كما قال غالانت إن إسرائيل تعرضت لضربة قوية أمس مع مقتل 24 عسكريا، 3 منهم في معارك جنوب القطاع، مضيفا بأنهم يتابعون حزب الله، الذي يواصل استفزاز إسرائيل بالشمال، وفق تعبيره.

معارك ضارية

واحتدمت المعارك في خان يونس جنوبي قطاع غزة اليوم مع إعلان الجيش الإسرائيلي بدء هجوم لمحاصرة مخيم المدينة بمشاركة أربع كتائب من لواء غفعاتي والكوماندوز والمظليين والكتيبة السابعة.

كما واصلت قوات الجيش الإسرائيلي محاولاتها للتقدم في مناطق غرب مدينة خان يونس إذ يتواصل القصف
في محيط مستشفى الأمل ومقر الهلال الأحمر غرب المدينة ومستشفى ناصر وسط خان يونس.

وتركزت المعارك في مناطق غرب المدينة وتدور اشتباكات في منطقة المواصي ومحيط جامعة الأقصى وفي حي الأمل والمعسكر.

إسرائيل تقترح صفقة

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية بأن إسرائيل قدمت مقترحا لحركة (حماس) لإبرام صفقة جديدة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة مقابل وقف مؤقت للحرب على القطاع، وسط تفاؤل إسرائيلي حذر.

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية -مساء الاثنين- أن تل أبيب انتهت من صياغة مبادئ صفقة مكونة من 3 إلى 4 مراحل، تتضمن تغيير انتشار الجيش في قطاع غزة والانسحاب من بعض المناطق دون إنهاء الحرب.

ونقل موقع أكسيوس الأميركي -عن مسؤولين إسرائيليين اثنين- أن المقترح الذي قدمته تل أبيب لحماس من خلال الوسطاء القطريين والمصريين يتضمن وقفا للحرب لمدة شهرين يتم خلالها إطلاق جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة، بيد أن المقاومة كانت اشترطت مرارا وقف العدوان بالكامل قبل الحديث عن صفقة تبادل.

في سياق متصل، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن أرسل مبعوثا إلى الشرق الأوسط لإجراء محادثات بشأن المحتجزين وهدنة جديدة في غزة.

يتبادل حزب الله وجيش الاحتلال القصف عبر الحدود منذ بدء الحرب على غزة (الفرنسية) الجبهة اللبنانية

أعلن حزب الله اللبناني أنه قصف الثلاثاء للمرة الثانية خلال أسابيع أهم قاعدة إسرائيلية للمراقبة الجوية قرب الحدود مع لبنان بـ20 قذيفة، في حين شن الطيران الإسرائيلي غارات على بلدات لبنانية.

وقال حزب الله -في بيان- إنه قصف قاعدة "ميرون" ردا على الاغتيالات الأخيرة في لبنان وسوريا و"الاعتداءات المتكررة" على المدنيين والمنازل في القرى اللبنانية.

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي وقوع أضرار وصفها بالطفيفة في قاعدة "ميرون" للمراقبة الجوية بالجليل جراء قذائف أطلقت من لبنان صباح اليوم.

وقال في بيان إنه "تم رصد إطلاق عدة قذائف خرقت الحدود من الأراضي اللبنانية، حيث تم اعتراض بعضها بنجاح". وأضاف "لحقت أضرار طفيفة ببنى تحتية في قاعدة لسلاح الجو".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی شرق مخیم المغازی حزب الله قطاع غزة على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

معطيات إسرائيلية تكشف عن خسارة بشرية ثقيلة لجيش الاحتلال خلال 2024

الجديد برس|

انضمت 5942 عائلة إسرائيلية جديدة إلى قائمة “الأسر الثكلى” خلال عام 2024، بينما تم استيعاب أكثر من 15 ألف مصاب في نظام إعادة التأهيل، وفق تصريح لرئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي المعين اللواء احتياط إيال زامير.

ويستخدم تعبير “قائمة الأسر الثكلى” في لدى جيش الاحتلال للدلالة على أعداد الأسر التي تأكد مقتل أحد أفرادها من المجندين خلال الحرب.

وتأتي تصريحات رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، أول أمس الأحد، في معرض إشارته إلى عواقب الجبهات التي قاتل فيها جيش الاحتلال، وتعتبر هذه المعلومات أحدث بيانات للجيش عن خسائره بالحرب.

وأشارت الإحصاءات السابقة لجيش الاحتلال إلى أن عدد القتلى منذ عملية طوفان الأقصى، 1800 فقط، من ضمنهم 400 جندي بالعملية البرية في غزة.

من جهته رجح المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية يوسي يهوشع، في تقرير سابق أن يكون جيش الاحتلال الإسرائيلي فقد العام الماضي بسبب الحرب على قطاع غزة المئات من القادة والجنود، إضافة إلى 12 ألف جريح ومعاق.

وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم 22 يناير/كانون الثاني الماضي أن لواء “غفعاتي”، خسر 86 مقاتلا وقائدا خلال الحرب.

وتعتبر الأرقام الجديدة مخالفة تماما لبيانات جيش الاحتلال السابقة التي كانت تتحدث فقط عن نحو 900 قتيل، إلا أن تقريرا نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بمناسبة مرور عام على الحرب تحدث عن 12 ألف جندي جريح ومعاق.

وذكر التقرير أن 51% منهم تتراوح أعمارهم بين 18و30 عاما، و66% منهم من جنود الاحتياط، موضحا أن قسم إعادة التأهيل في الجيش كان يدخل له شهريا نحو ألف من جرحى الحرب، إلى جانب نحو 500 طلب جديد للاعتراف بالإصابة بسبب إصابات سابقة.

وبحسب تقديرات القسم، فإنه بحلول عام 2030 سيكون هناك نحو 100 ألف معاق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، نصفهم من المرضى النفسيين.

من ناحيته ذكر المحلل العسكري بصحيفة “هآرتس” الصهيونية عاموس هرائيل، في مقال نشر منتصف الشهر الماضي، أن خسائر جيش الاحتلال شكلت عاملا حاسما لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ويتوقع المحللون العسكريون أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بحاجة إلى 8 سنوات لإعادة وضعه كالسابق، موضحين أن ذلك سبب حديث “زامير”، عن مطالبته بزيادة فترة الخدمة الإلزامية وتجنيد “الحريديم”، وإعادة تقييم وترتيب الواقع الداخلي للجيش.

ورغم التكتم الشديد على حجم خسائر جيش الاحتلال، فقد نشرت بعض المصادر الإسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي أن نظام الإحصاءات في المستشفيات سجل أن مجموع عدد القتلى الإسرائيليين نتيجة الحرب في غزة ولبنان والضفة الغربية وصل إلى 13 ألف قتيل.

ويرى المحللون العسكريون أن من الأسباب التي دفعت “زامير” إلى الكشف عن هذه الأرقام، يأتي ضمن رؤيته التي يطالب فيها دوما بضرورة بناء جيش كبير في “إسرائيل”، وعدم الاعتماد على جيش صغير ذكي بعتاد وتقنيات متقدمة- وفق تعبيرهم.

ونشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن جيش الاحتلال يعيش حاليًا سباقًا مع الزمن لإعادة بناء قواته البرية، وهذا يتضمن زيادة كبيرة في حجم عدد من القطاعات البرية، وأولها سلاح المدرعات.

وذكر التقرير أن جيش الاحتلال ركز على إنتاج المئات من دبابات ميركافا “4” التي تنج محليا، لافتا إلى أن تجميد قرار إخراج ميركافا “3” من الخدمة بسبب الخسائر الكبيرة للمدرعات في الحرب على غزة.

مقالات مشابهة

  • معطيات إسرائيلية تكشف عن خسارة بشرية ثقيلة لجيش الاحتلال خلال 2024
  • روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مخيم جنين ويهدم عشرات المنازل
  • الاحتلال الإسرائيلي يجبر 10 آلاف فلسطيني على النزوح من مخيم طولكرم
  • دعوة إسرائيلية لتجديد الحرب ضد حركة حماس.. عرشها قائم على 4 أرجل
  • ‏القوات الإسرائيلية تفجر عددا من المنازل في مخيم طولكرم في الضفة الغربية
  • منظمة إسرائيلية: عنف المستوطنين ضد فلسطينيي الضفة تدعمه حكومة نتنياهو
  • جيش المليشيات.. كتاب صادم لضابط إسرائيلي يفضح آلة الحرب الإسرائيلية
  • ‏وكالة الأنباء الفلسطينية: 25 قتيلا وهدم 100 منزل بشكل كامل في مخيم جنين بالضفة الغربية جراء العملية العسكرية الإسرائيلية
  • مقتل فتى فلسطيني في غارة إسرائيلية على جنين