برلين – يسعى الاتحاد الأوروبي للعب دور أكبر لـ"إحلال السلام في الشرق الأوسط"، مع دعوة مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد إلى خطة من 10 نقاط، من غاياتها إنشاء دولة فلسطينية، وعقد "مؤتمر تحضيري للسلام" ينظم بمشاركة عربية وأميركية وأممية، يدعم كذلك تحقيق تطبيع شامل بين إسرائيل والعرب.

ومن أهداف الخطة التي تمّ تعميمها قبل اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد، أمس الاثنين، قيام "دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل"، وكذلك "التطبيع الكامل" للعلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، وبناء "بديل سياسي" لحركة حماس.

وتقر الخطة بـ"عدم واقعية" مفاوضات فلسطينية-إسرائيلية في المدى القريب.

ويقول كاوه حسن، باحث غير مقيم في مركز ستيمسون، للجزيرة نت "الخطة تبين وجود إدراك متزايد في بروكسل، حتى من الدول الداعمة لإسرائيل، بأن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار".

ويشدد الخبير في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على "فشل اتفاقيات أوسلو وأبراهام في أهدافها، خصوصا إقامة دولة فلسطينية وتوفير الأمن لإسرائيل"، وأن "هجوم 7 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، ثم تدمير غزة، أكدا أن الحلول الترقيعية لن تفيد في حل المشكلة".

"حل لمشاكل القارة"

بيد أن الخطة لم يتم اعتمادها بعد، ولا تزال غير رسمية. ويؤكد دانييل غيرلاخ، خبير ألماني في الشرق الأوسط، أن هناك "انقسامات كثيرة داخل الاتحاد الأوروبي حول الوضع الحالي، ومن ذلك التصويت على وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة".

ويضيف غيرلاخ، وهو كذلك رئيس تحرير مجلة زينيت، للجزيرة نت "لذلك قدم الاتحاد مقاربة عامة جدا لضم الجميع للنقاش والتركيز على الرؤية بعيدة المدى، وتحديدا رؤية حلّ الدولتين التي تدعمها كل دول الاتحاد".

ويتابع غيرلاخ، أن هناك تفاصيل لم تُذكر، منها "ضرورة اعتراف كل الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية قبل البدء في الخطة، لا سيما أن بعض الدول لا تزال ترفض ذلك"، مبرزا كذلك أن الخطة تبحث عن حلّ مشاكل القارة في العلاقة مع الصراع، وليس حل الصراع في حد ذاته.

بدوره يشير كاوه حسن، إلى أن حجم الاتحاد الأوروبي (27 دولة)، يجعل أيّ توافق يأخذ وقتا، لكن حجم التأثير على أوروبا، وحجم المأساة في غزة، ودعوة البرلمان الأوروبي لوقف نار مستدام، ثم الضغط الشعبي المتزايد في أوروبا، كلها أمور تدفع الاتحاد إلى البحث عن "تغيير حقيقي وعن حل شامل".

ويؤكد المتحدث أن الاتحاد بات يؤمن أن خلق دولة فلسطينية حقيقية لن يتم إلّا بتطبيع عربي شامل مع إسرائيل، خصوصا من السعودية.

"وسيط غير نزيه"

وأكدت النتائج الختامية للاجتماع أن الوضع في غزة "كارثي"، وأنه يشكّل الأولوية في المحادثات. وقال البيان إن "مزيدا من القتلى ومزيدا من الدمار والمصاعب التي  يتعرض لها الشعب الفلسطيني لن تساعد في هزيمة حماس وأيديولوجيتها، ولن يجلب المزيد من الأمن لإسرائيل".

وأشار البيان كذلك إلى ضرورة دعم وكالة الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، وتحدث عن واقع ما بعد الحرب، ودعم خطة لحل الدولتين، وأكد الوزراء "دعم الاتحاد القوي للشعب الفلسطيني وللسلطة الفلسطينية"، وكذلك استمرار العقوبات ضد المستوطنين المتطرفين، وتطرق كذلك للتوترات على حدود لبنان-إسرائيل وفي البحر الأحمر.

بيد أن هناك من يشكك في إمكانية لعب الاتحاد الأوروبي لأيّ دور، ويعتبره "جزءا من المشكلة، وليس جزءا من الحل، بسبب منحه الغطاء اللا محدود لدولة الاحتلال وازدواجية المعايير" حسب تعبير ماجد الزير، الرئيس التنفيذي للمجلس الأوروبي-الفلسطيني للعلاقات السياسية، للجزيرة نت.

ويتابع الزير أن الاتحاد الأوروبي يعترف بـ"وجود احتلال إسرائيلي"، لكنه مع ذلك "يقدم شرعية للمستوطنات" ويملك شراكة قوية مع إسرائيل، لافتا إلى أن لبّ المشكلة هو "إنهاء الاحتلال وتفكيك المستوطنات وتطبيق القانون الدولي"، واصفا الخطة المقدمة بـ"حملة علاقات عامة" من اتحاد يملك أدوات قوية للتأثير في إسرائيل، لكنه لا يفعلها لأسباب منها الارتهان لقرارات واشنطن.

الاتحاد يؤمن أن حماس يجب ألّا تكون فاعلا سياسيا في المستقبل (الجزيرة) عقبة حكومة نتنياهو

ومن أكبر العراقيل التي تواجه الخطة، رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما صعّد خلافه مع واشنطن التي تدعم هذا الهدف. كما انتقد عدد من المسؤولين الأوروبيين تصريحات نتنياهو، ووصفتها الخارجية الفرنسية بالمقلقة.

"لا تحتاج الخطة إلى الاعتماد على حكومة نتنياهو لكونها خطة بعيدة المدى، كما أنها غير موجهة له، بل للرأي العام الإسرائيلي وللعالم العربي والولايات المتحدة" يشير دانييل غيرلاخ، مضيفا "في رأيي، يرغب عدد من صناع القرار الأوروبيين بسقوط هذه الحكومة لأجل دفع الخطة للأمام".

ويتابع غيرلاخ "يحاول الاتحاد إيجاد دعم من السكان الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، ولا يركز على السلطة الفلسطينية، والاتحاد يؤمن أن حماس يجب ألّا تكون فاعلا سياسيا في المستقبل، ليس فقط للحرب ولهجوم السابع من أكتوبر، ولكن كذلك لأن لا حكومة إسرائيلية ستقبل التعامل معها" يوضح الخبير.

من جانبه، يرى ماجد الزير أن هناك محاولة أوروبية لتصوير الفلسطينيين كـ"شعب قاصر"، بينما "إرادته هي من يجب أن تحكم". ويتابع "عندما يتم اختيار المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية كإيتمار بن غفير، وتعطيه لهم فرص الحكم لا أحد يتدخل، بينما تمارس الوصاية على الشعب الفلسطيني"، مضيفا أن الشعب الفلسطيني تحت منظمة التحرير هو من يحدد المسار السياسي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی دولة فلسطینیة أن هناک فی غزة

إقرأ أيضاً:

السعودية ردًا على «ترامب»: لن نقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة

أكدت وزارة الخارجية السعودية أن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع.

وفي بيان رسمي أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال خلال الخطاب الذي ألقاه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى بتاريخ ١٥ ربيع الأول ١٤٤٦ هـ الموافق ١٨ سبتمبر ٢٠٢٤م، حيث شدد سلمان على أن المملكة العربية السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك. 

كما أبدى الأمير محمد بن سلمان هذا الموقف الراسخ خلال القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في الرياض بتاريخ 9 جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ الموافق ١١ نوفمبر ٢٠٢٤ م حيث أكد "سلمان" على مواصلة الجهود الإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية والمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

 وحث ملك السعودية المزيد من الدول المحبة للسلام للاعتراف بدولة فلسطين وأهمية حشد المجتمع الدولي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الذي عبرت عنه قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار فلسطين مؤهلة للعضوية الكاملة للأمم المتحدة.

وشددت المملكة العربية السعودية على ما سبق أن أعلنته من رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي التهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وإن واجب المجتمع الدولي اليوم هو العمل على رفع المعاناة الإنسانية القاسية التي يرزح تحت وطأتها الشعب الفلسطيني الذي سيظل متمسكاً بأرضه ولن يتزحزح عنها.

وأكدت المملكة أن هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات وأن السلام الدائم والعادل لا يمكن تحقيقه دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وهذا ما سبق إيضاحه للإدارة الأمريكية السابقة والإدارة الحالية.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي: غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين المستقبلية
  • كوهين: إسرائيل لن تعارض إقامة دولة فلسطينية على أرض ببلد عربي
  • السعودية: لن نقيم علاقات مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية
  • السعودية: لن نقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة
  • الخارجية السعودية رداً على نتنياهو: لا تطبيع مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية
  • السعودية تجدد موقفها بعدم إقامة علاقات مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية
  • ردا على ترامب.. الخارجية السعودية: لن نقيم علاقات مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية
  • الاتحاد الأوروبي يجتمع لأول مرة منذ تنصيب ترامب.. ما أبرز نقاط الخلاف؟
  • السعودية تؤكد: لا علاقات مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية
  • السعودية ردًا على «ترامب»: لن نقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة