نقلت صحيفة هآرتس عن مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في غزة بأن "إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات من أجل صفقة جديدة"، بينما كشفت قناة إسرائيلية ما قالت إنها مبادئ عامة لإبرام الصفقة، في حين يزور مبعوث أميركي المنطقة لبحث القضية.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو أبلغ العائلات بأن إسرائيل لن تعلن وقف الحرب كجزء من صفقة، كما طلبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وذكرت هآرتس أن نتنياهو قال إنه إذا وافق على إنهاء الحرب، فيجب التوقيع على ضمانات دولية لا يمكن انتهاكها. ووفقا للصحيفة فقد نفى نتنياهو وجود مقترح حقيقي من حماس، لكنه قال إن هناك مبادرة دون أن يخوض في التفاصيل.

وفي ذات السياق، قال مسؤول إسرائيلي إن المفاوضات مع حركة حماس حول وقف إطلاق النار في غزة مقابل تبادل أسرى، لا تزال مستمرة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه أن المفاوضات "لا تزال مستمرة، ولم نتلق ردا سلبيا". ولفتت إلى أن تصريحات المسؤول الإسرائيلي جاءت بعد تقارير غربية عن رفض حماس العرض الإسرائيلي.

وقد قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن المبعوث الأميركي ماكغورك في القاهرة اليوم الثلاثاء لإجراء مناقشات "جدية" بخصوص إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة والتوصل لهدنة إنسانية. وأضاف كيربي أن البيت الأبيض سيدعم بالتأكيد هدنة إنسانية أطول.

مبادئ إسرائيلية

وفي الإطار ذاته، كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، النقاب عن فحوى عرض إسرائيلي لتبادل أسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق نار في غزة.

وقالت القناة الـ12 "من المنتظر أن يأتي جواب الوسطاء اليوم أو غدا بعد الاستماع إلى حماس حول ما إذا كان من الممكن المضي قدما، وإذا أبدت مرونة في مطلبها المعلن بوقف القتال وانسحاب جميع القوات من قطاع غزة".

نتنياهو قال إن إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات من أجل صفقة جديدة (الفرنسية)

وأوضحت القناة ما قالت إنها المبادئ العامة التي وضعتها إسرائيل بشأن الصفقة، ومنها أن تشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين على 3 مراحل، فيطلق سراح النساء والمسنين والجرحى أولا، ثم الرجال غير المجندين وأخيرا الجنود والجثث.

ومن ضمن المبادئ أن تلتزم إسرائيل بفترة راحة (وقف إطلاق نار) مدتها أسابيع طويلة، تراوح بين شهرين و3 أشهر، وأن تعمل إسرائيل على تغيير انتشار قواتها في القطاع والانسحاب من المراكز السكانية. كما أبدت إسرائيل استعدادها للسماح بعودة السكان إلى مناطق محددة في شمال قطاع غزة، وفق القناة.

وكما أكدت القناة أن تل أبيب لن تلتزم بإنهاء الحرب في أي مرحلة.

وكانت حماس اشترطت وقف إطلاق نار في غزة، وسحب جميع القوات الإسرائيلية من القطاع، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين والتعهد بعدم العودة إلى الحرب أو ملاحقة حماس، في مقابل إطلاق الأسرى الإسرائيليين، وهو ما رفضته إسرائيل، بحسب نتنياهو أمس الاثنين.

من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي اليوم الثلاثاء إن إسرائيل لن توافق على اتفاق مع حماس بشأن وقف إطلاق نار يسمح باستمرار احتجاز الأسرى في غزة أو بقاء حماس في السلطة، بحسب تعبيره.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت حماس هجوما على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف القطاع قُتل خلاله نحو 1200 إسرائيلي، وأصيب حوالي 5431، وأسر 239 على الأقل، استعادت منهم تل أبيب نحو 105 في صفقة تبادل وهدنة مؤقتة مع حركة حماس استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى صباح الثلاثاء25 ألفا و490 شهيدا، و63 ألفا و354 مصابا معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب الأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: وقف إطلاق نار حرکة حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: إسرائيل تبنت عقيدة أمنية جديدة بعد فشلها الكبير في 7 أكتوبر

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن المعلومات التي كشفتها القناة 12 الإسرائيلية بشأن قدرة حزب الله اللبناني على الوصول إلى مدينة حيفا لو انخرط بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعتبر منطقية بالنظر إلى الخطورة التي كان يمثلها الحزب في ذلك الوقت.

ووفقا لما قاله حنا -في تحليل للجزيرة- فقد كانت إسرائيل تضع حزب الله على رأس المخاطر منذ عام 2006، حتى إن وزير الدفاع السابق يوآف غالانت كشف عن أنه طلب توجيه ضربة له قبل الحرب لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغه بأن الأمر يتطلب موافقة الولايات المتحدة.

وكانت القناة 12 قد كشفت في تحقيق أن رئيس الأركان المستقيل هيرتسي هاليفي قال إن الحزب كان بإمكانه الوصول إلى مدينة حيفا لو أنه قرر الانخراط في الحرب يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى جانب حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ووصف حنا حزب الله بأنه كان المركز الرئيسي لاهتمامات إسرائيل الأمنية لأنها كانت تعتقد دائما أن الخطر سيأتيها من جبهة لبنان، وهو ما عرّضها لانهيار سياسي وإستراتيجي واستخباري عندما جاء الهجوم من قطاع غزة.

وإلى جانب الفشل العسكري والاستخباري الذي كشفه في إسرائيل، فقد كشف طوفان الأقصى أيضا عن وجود خلل كبير في المنظومة السياسية وعقيدتها الأمنية، لأن الجيش فشل في إحباط الهجوم حتى بعد ساعات من وقوعه، كما يقول حنا.

إعلان

عقيدة أمنية جديدة

لذلك، فإن تغيير رئيس الأركان وقادة الفرق والعمل على خلق مناطق عازلة بالقوة في لبنان وسوريا وغزة يعكس أننا إزاء نظرة أمنية جديدة لدولة الاحتلال، برأي الخبير العسكري.

ولفت تقرير القناة 12 إلى أنه تم إطلاع ضابط الاستخبارات التابع لنتنياهو على استعدادات حماس للهجوم قبل وقوعه لكنه لم يبلّغه بذلك، مشيرة إلى أن موظفي مكتب غالانت حاولوا إيقاظ ضابط الاستخبارات المسؤول لحظة الهجوم لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.

وقالت القناة إن هاليفي أعرب عن استغرابه من عدم نشر هذه المعلومات في وقت سابق، وقال إنها كانت ستساعد المؤسسة الأمنية في مواجهة الانتقادات الشديدة التي تعرضت لها.

وكان تحقيق نشره الجيش الإسرائيلي الخميس الماضي أقر بفشل الجيش والاستخبارات الكارثي في التعامل مع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي يعتبر أكبر عملية تشنها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل على الإطلاق.

مقالات مشابهة

  • "مقترح ويتكوف".. إسرائيل تقدم خطة هدنة جديدة وتضغط على حماس
  • إسرائيل تقدم خطة هدنة جديدة وتضغط على حماس لقبولها
  • إعلام عبري: حماس تستعد لاستئناف القتال مع إسرائيل
  • معاريف: ويتكوف لن يزور إسرائيل خلال الأيام القادمة إلا بهذه الحالة
  • أزمة ثقة وتبادل شتائم في فريق نتنياهو
  • لابيد: وقف صفقة التبادل يدل على تحرك حكومة نتنياهو دون رؤية
  • خبير عسكري: إسرائيل تبنت عقيدة أمنية جديدة بعد فشلها الكبير في 7 أكتوبر
  • القناة 13: نتنياهو يميل لتمديد وقف إطلاق النار في غزة لأيام
  • إعلام إسرائيلي: الجيش مستعد لاستئناف القتال في غزة وفق خطط جديدة
  • واشنطن بوست: إدارة بايدن تراجعت في آخر لحظة عن معاقبة إسرائيل