كاد أن يسبب كارثة بيئية.. 12 مصابا بحادثة تسرب غاز كركوك والسبب خطأ فني
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
شفق نيوز/ افاد مصدر محلي في كركوك باصابة 12 شخصا على الأقل جراء تسرب غاز بسبب كسر في أحد أنابيب النقل، كاد أن يتسبب بكارثة بيئية، حسب وصفه، في حين كشفت شركة غاز الشمال سبب التسرب معللة ذلك بوجود عمليات حفر أدت إلى كسر بالخطأ أدى الى ذلك التسرب.
وقال المصدر وكالة شفق نيوز، إن "12 مدنياً اصيبوا باختناقات جراء تعرض انبوب لنقل الغاز للكسر وتسرب كبير بالغاز في قرية (قزليار) التابعة لناحية بايجي".
وأضاف، أن "فرق الإسعاف تواصل نقل المصابين الى مستشفى كركوك فيما هرعت فرق الدفاع المدني الى مكان الحادث للسيطرة على تسرب الغاز وايقافه".
واكد المصدر ان "فرق فنية مختصة من بغداد في طريقها الى كركوك لايقاف تسرب الغاز واحتواء كارثة بيئية وبشرية".
ورفضت ادارة المحافظة على لسان مدير اعلام المحافظة الإدلاء بأي تصريح عن الحادث واعتبرته حدثا يخص وزارة النفط.
في حين أكد إعلام شركة غاز الشمال، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إن "سبب التسرب هو وجود أعمال حفر في المنطقة حيث تأثر أحد أنابيب نقل الغاز لكسر أثناء عمل أحد الشفلات، وعلى الفور تم إطفاء منظومة (دفع الغاز) لإيقاف التسرب.
وأوضحت أنه "لا توجد خسائر او أضرار جراء التسرب سوى الأنبوب وحالياً، والأجهزة الامنية تطوق المنطقة للحفاظ على المواطنين وعدم الاقتراب إلى مكان الحادث".
من جانبها قالت فرق الدفاع المدني في محافظة كركوك، أنها تتعامل مع حادث انبعاث غاز LPG من أنبوب الغاز الناقل بين الخزن الجوفي التابع لشركة نفط الشمال وشركة غاز الشمال قرب ناحية يايجي (قرية قزليار) التابعة لمحافظة كركوك ومشاركة فرق CBRN وفرق إطفاء من مركز دفاع مدني تازه والطوارئ ومركز دفاع مدني كركوك الثاني.
وبيّنت أن "الحادث كان بسبب أعمال الصيانة من قبل كوادر شركة نفط الشمال الانبوب ممتد لمسافة 23 كم وقد سجلت حالات اختناق بين المواطنين القاطنين قرب منطقة الحادث وتم علاجهم من قبل مركز صحي ناحية يايجي وعلى إثر ذلك تم غلق الصمامات الرئيسية لضمان عدم تدفق الغاز بالتزامن مع إخلاء قرية قزليار من المواطنين لحين اكمال اعمال تصليح للتسريب الغازي".
ولفتت إلى أن "فرق الدفاع المدني ترابط في موقع الحادث لحين اكمال اعمال تصليح التسرب من قبل كوادر صيانة شركة نفط الشمال، ايضا يقوم فريق الاستجابة CBRN بقياس نسبة التلوث في المناطق القريبة بواسطة اجهزة خاصة لقياس التلوث وزيارة المواطنين في المناطق القريبة من الحادث للتأكد من خلو الأجواء من التلوث".
وناحية يايچي هي إحدى النواحي التابعة لقضاء كركوك، تقع على بعد 11 كم تقريباً غرب كركوك.
ويبلغ عدد سكانها 8000 نسمة تقريباً. يقع بالقرب من يايجي منشآت نفطية مثل: مستودع نفط كركوك وشركة غاز الشمال والتركيز الجديد ومحطة ملا عبد الله الغازية.
ويتميز موقع الناحية بتوسط طريقي محافظة الموصل وتكريت. وتوجد فيها منظومة الري المعروف بالكهريز منذ القدم وكذلك بعض المواقع الأثرية غير المكتشفة.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي كركوك تسرب غاز شركة غاز الشمال شرکة غاز الشمال
إقرأ أيضاً:
كوارث بيئية لا تنسى.. العامل البرتقالي الأميركي بفيتنام
خلال حرب فيتنام (1955- 1975) استخدم الجيش الأميركي مبيدات الأعشاب السامة على نطاق واسع. ومن بين نحو 50 مليون لتر من المبيدات التي تم رشها بين عامي 1961 و1971، كان ما يعرف بالعامل البرتقالي (Agent Orange) الأثر الأكبر والأخطر، حيث تسبب بدمار واسع النطاق للغابات والنظم البيئية بفيتنام وجوارها.
وأدى استخدام العامل البرتقالي إلى مقتل آلاف الأشخاص أو إصابتهم بأمراض مزمنة، بالإضافة إلى تلوث التربة والمياه. وبات هذا العمل رمزا للإبادة البيئية نظرا لأثره الطويل الأمد على صحة الإنسان والبيئة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2منحة دولية لحركة طالبان من أجل مكافحة تغير المناخlist 2 of 2أسياد الجليد في خطر.. معركة الدب القطبي مع تغير المناخend of listبدأت المشاركة النشطة للقوات الأميركية في فيتنام عمليا في عام 1965. وبحلول عام 1969، كان أكثر من 500 ألف جندي أميركي يقاتلون في المعارك التي تحولت إلى الصراع الأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية.
ففي خضم الحرب وبعد اشتداد هجمات المقاومة الفيتنامية الشيوعية المعروفة باسم "فييت كونغ" وتسببها في خسائر كبيرة جدا للقوات الأميركية، لم يجد قادة الجيش الأميركي حلا للتعامل معها سوى استخدام سلاح العامل البرتقالي.
كان الغرض من ذلك تحقيق هدفين أساسيين، الأول حرمان "فييت كونغ" والقرى الداعمة لهم من مورد غذائي واقتصادي هام كان يعينهم على مواصلة القتال وشراء الأسلحة اللازمة، والثاني هو كشف انتشار تلك القوات عبر إزالة الغطاء النباتي عنها وسلبها ميزة إستراتيجية هامة، حيث كانت تستغل الأحراج والغابات الكثيفة للاختباء وشن الهجمات المفاجئة.
البراميل السامة الملونة
وتبعا لذلك قامت القوات الأميركية طوال فترة الحرب بإلقاء أكثر من 50 مليون لتر من أخطر المبيدات النباتية سُمّية وفتكا وبدأت العملية منذ عام 1961 بموافقة الرئيس جون كينيدي، وتواصلت بعد ذلك لتبلغ ذروتها عام 1965 قبل أن تقل وتتوقف مع نهاية الحرب عام 1971.
ورغم تأثيراتها القاسية بقيت ماهية هذه المبيدات الغامضة سرية ومحاطة بالتعتيم والتكتم فترة طويلة، إلا أن الأمر تكشف بعد أن بين أن الجيش الأميركي تعاقد مع كبرى شركات صناعة الكيميائيات في أميركا لتصنيع كميات هائلة من 15 نوعا من المبيدات النباتية (antiplant agents) التي تبين احتواء معظمها على الديوكسين (TCDD)، وهو من أخطر المواد الكيميائية للإنسان والبيئة.
وتشير التقارير إلى أنه تم شحن هذه المبيدات السامة بشكل سري في براميل خاصة، وللتفرقة بين أنواع المبيدات المختلفة، لونت البراميل بألوان محددة بديلا عن الاسم الكيميائي. ومن هنا عرفت هذه المبيدات بأسماء مثل العامل البرتقالي والأبيض والأخضر والأرجواني والأزرق وغيرها.
كان العامل البرتقالي الذي يحتوي على "الديوكسين" أكثر تلك المبيدات ضررا وفتكا، والأكثر استخداما من قبل القوات الأميركية في فيتنام ولاوس وكمبوديا. وقد تركز استخدامه في تدمير الأشجار الاستوائية والغابات والحشائش وأشجار الخيزران المنتشرة في جنوب فيتنام وعلى الحدود الكمبودية المجاورة.
وحسب التقارير، جاء "العامل الأزرق"(Agent Blue) في المرتبة الثانية، وهو مبيد أعشاب يعد شديد الفاعلية في سحب الرطوبة من أوراق النباتات مما يؤدي الى تجفيفها والقضاء عليها في الحال. لذا استخدم في تدمير محاصيل الرز، غذاء الفيتناميين الأساسي، بغرض تجويع القرى والمدن الموالية للمقاومة، فيما عرف آنذاك بعمليات "إبادة الرز".
مضاعفات خطيرة
وتؤكد التقارير أن استخدام العامل البرتقالي والمبيدات الأخرى أدى الى نتائج وتداعيات مأساوية ممتدة حتى اليوم. هذه التداعيات لم تصب فقط الغابات والمحاصيل، بل أصابت أيضا كل من كان فيها أو قربها بقائمة طويلة من التشوهات والأمراض المزمنة والسرطانية.
فعلى المستوى البيئي تم تدمير نحو 1.5 مليون هكتار من الغابات، منها نحو 125 ألف هكتار من أشجار المنغاروف النادرة أبيدت بشكل كامل. كما أبيدت مساحة أخرى من المحاصيل الزراعية تقدر بنحو 300 ألف هكتار، في ما كان يشكل معا خمس مساحة المناطق الخضراء في فيتنام على أقل تقدير، وهي مساحة كانت تكفي لإطعام نحو 245 ألف فيتنامي.
كانت عملية التدمير شاملة وذات تأثيرات مستمرة، فرغم مرور أكثر من 6 عقود على تلك الهجمات، بقيت معظم المناطق التي تعرضت للمبيدات بشكل مركز على حالها وباتت تربتها غير قادرة على الإنبات.
وتؤكد مقالة نشرتها جامعة إلينوي وجامعة ولاية أيوا عام 2019 أن مستويات الديوكسين (TCDD) ما تزال عند مستويات خطيرة، مشيرة إلى أن ملايين الفيتناميين يعيشون في المدن والقرى المجاورة. لقد تم تدمير بيئة الغابات والمزارع بسبب العامل البرتقالي والتربة والمجاري المائية الملوثة بالديوكسينات الثابتة بيئيًا، كما يستمر في تلويث المياه والرواسب والأسماك والأنواع المائية وإمدادات الغذاء والصحة الفيتنامية.
وعلى مستوى الخسائر البشرية، تشير بعض التقديرات الى أن أكثر من 3 ملايين فيتنامي تعرضوا للعامل البرتقالي، وأصيب أكثر من مليون بأمراض تنفسية وجلدية وتشوهات خلقية جراء التعرض لهذه المواد السامة.
ويقدّر الصليب الأحمر الفيتنامي أن ما يقرب من مليون شخص عانوا من مضاعفات صحية خطيرة وإعاقات نتيجة التعرض للإشعاع. كما وُلد مئات الآلاف من الأطفال بعيوب خلقية خطيرة. وكان الدمار البيئي لا يُحصى ولا يُعوّض.
من جهتها، ذكرت إدارة المحاربين القدامى الأميركية أن حوالي 2.8 مليون من قدامى المحاربين الأميركيين تعرضوا أيضا للعامل البرتقالي، لكنهم حصلوا على تعويضات حكومية، بالإضافة إلى تسويات بملايين الدولارات من الدعاوى القضائية المرفوعة ضد مصنعي هذه المادة الكيميائية، بينما لم يُحاسب أحد رسميًا على معاناة الضحايا الفيتناميين.
إعلاناستعملت القوات الأميركية أيضا نحو 352 ألف طن من النابلم على فيتنام وملايين الذخائر والقنابل التي لم ينفجر بعضها. وبعد عقود من الحرب، لا يزال الناس في جنوب شرق آسيا يُقتلون بانفجار القنابل والألغام التي تُركت في المنطقة خلال فترة الحرب.
وفي عام 2018، أفادت صحيفة نيويورك تايمز بوجود أكثر من 300 ألف طن من الذخائر غير المنفجرة في فيتنام، بينما تقول وسائل الإعلام الفيتنامية إن 725 ألف طن من الذخائر غير المنفجرة متناثرة في جميع أنحاء البلاد.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 20% من أراضي كمبوديا ولاوس وفيتنام ملوثة بالذخائر غير المنفجرة. ولا تزال مساحات شاسعة من هذه الدول الثلاث غير صالحة للزراعة أو الصناعة أو السكن، مما يعيق التنمية الاقتصادية لهذه الدول.
ويعتقد أن لاوس هي الدولة الأكثر تعرضا للقصف في العالم من حيث نصيب الفرد نتيجة حرب فيتنام. ووفقا لمرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية، ومقره جنيف، فقد تجاوز عدد ضحايا الذخائر غير المنفجرة في لاوس 50 ألفا منذ عام 1964، بما في ذلك أكثر من 29 ألف حالة وفاة، وكان نحو 40% من الضحايا أطفالا.
يشير المؤرخ الأميركي نيك تورس في كتابه "اقتل أي شيء يتحرك: الحرب الأميركية الحقيقية في فيتنام" الصادر عام 2013 إلى أن السمة المميزة التي تجعل ذكريات حرب فيتنام صعبة للغاية (بالنسبة للأميركيين وكذلك الفيتناميون) كانت العنف المستمر ضد المدنيين، لكن هذا العنف مازال متواصلا في فيتنام بآثار تلك الحرب على البشر وخصوصا على البيئة من حوله.