جدد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، موقف دولة قطر الثابت من خطورة الحديث حول وقوع "تهجير" جديد أو "نكبة" ثانية للأشقاء الفلسطينيين، فيكفي ما جرى خلال الـ 76 عاما الماضية من تهجير للشعب خارج أرضه.
وشدد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية على خطورة الحديث عما يجري اليوم في القطاع، خاصة وأنه يدور حول "تهجير المهجر" بمعنى أن جزءا كبيرا (حوالي 60 بالمئة) من سكان القطاع هم أصلا لاجئون من مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة، مبينا أن أي تهجير لهم يمثل كارثة إنسانية والمنطقة لا يمكنها أن تتحمل موجة لجوء جديدة.


وأوضح أن استسهال مسألة التهجير وتكرار التصريحات الإسرائيلية بشأنها يمثل "عبثا" بمنظومة دولية كاملة تحرّم مثل هذه الانتهاكات المباشرة لحقوق الإنسان، منبها إلى أن ما يجري في جنوب قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة تمهد لكارثة أكبر بحكم العدد الكبير المنحصر في مساحة جغرافية محدودة، وأن الحديث عن تهجيرهم ونزوحهم مرة أخرى لمنطقة أخرى لن ينتج عنه إلا مزيد من القتل وخسارة الأرواح، معبرا عن أسفه لعدم وجود أي صرخة أو فعل دولي حقيقي لإيقاف ذلك.
 وأكد الدكتور الأنصاري أنه من المفزع أن يكون الجدل الدائر الآن حول ذكر مصطلح "وقف إطلاق النار" في صراع ضحاياه جلهم من المدنيين، لافتا إلى أن استمرار الحرب يؤدي للمزيد من الخسائر في الأرواح، فالفلسطينيون يقتلون بالمئات وعدد الشهداء وصل لأكثر من 25 ألفا وأكثر من 60 ألف جريح، وهناك تقارير تقول بأن أكثر من 5 بالمئة من سكان غزة ما بين قتيل وجريح وفقيد وبالتالي الحرب لن ينتج عنها إلا المزيد من المآسي والخسائر.
وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن الوضع شمال غزة أسوأ بكثير من بقية القطاع فالمساعدات لا يسمح لها بالدخول ولا مستشفيات هناك، والحديث يجري عن وقائع لم يشهدها العالم بأي أزمة في العصر الحديث، فالجثث في الشوارع والمفقودون بالمئات تحت الأنقاض وصيحات من يستنجدون تقل شيئا فشيئا مع غياب أي جهد لدخول مساعدات، وهذا أمر لا يمكن قبوله ويحتاج لعمل واضح من قبل المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح ممرات آمنة للقطاع فورا ودخول أكبر قدر ممكن من المساعدات التي لن تكون كافية لكبر حجم المأساة.
وعن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمجمع ناصر الطبي، أكد الدكتور الأنصاري أن دولة قطر استنكرت منذ اليوم الأول الانتهاك السافر لحقوق الإنسان في غزة والاستهداف الممنهج لمستشفيات القطاع، فلم يترك الاحتلال مستشفى واحدا يستطيع القيام بدوره في إنقاذ الناس ومع الأيام بح صوت المنادين بوقف الاعتداءات على المستشفيات والأطقم الطبية، فهناك استهداف مباشر للأطباء والمرضى والجرحى والنازحين والمنشآت الطبية، وكل ذلك لا ينتج عنه إلا جعل القطاع "كارثة إنسانية كبرى" يتحمل الاحتلال ومن يسانده مسؤوليتها.

كما كشف الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، عن أن جهود الوساطة القطرية لا تزال جارية ولم تتوقف منذ اليوم الأول، وتستغل كل الفرص الممكنة للوصول إلى حلول مع الأطراف الإقليمية والدولية المختلفة، معربا عن تفاؤله بأن تؤدي هذه الجهود إلى نجاح هذه الوساطة التي لن تتوقف مهما كانت الظروف على الأرض.
 وأضاف أن الأمور تتغير بشكل متسارع وأن التصعيد المستمر والوضع الإنساني الصعب يؤثر على عملية الوساطة، وأن إطالة أمد الحرب تفضي لوقوع المزيد من القتلى والمصابين، لذا يتعين العمل على وقف مستدام لإطلاق النار، منوها إلى أن قطر منهمكة في مفاوضات ونقاشات جدية بين الطرفين لكن المعلومات والتسريبات والتصريحات مثل الحديث عن التهجير وعدم قبول حل الدولتين واستمرار الحرب، تؤثر سلبيا على سير المفاوضات وتفضي لمناقشات عسيرة.
وتابع الدكتور الأنصاري بالقول "نحن منخرطون في عملية وساطة حساسة لكن التحديات كبيرة ونحن ندرك أن تقريب وجهات النظر في ظل فقدان كامل للثقة ليس بالأمر الهين وهو ما نراه حاليا، ومع تصاعد الحرب يزداد الأمر صعوبة.. فمنذ اليوم الأول قطر لم تكن سلبية في جهودها بل قدمت العديد من المقترحات ووصلت لاتفاق الهدنة السابقة، ورغم أن هناك من يحاول تشويه سمعة قطر لكن هذا لن يثنينا عن جهود الوساطة وتحقيق السلام".
وعن زيارة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي إلى المنطقة ومباحثاته المرتقبة مع قطر، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن قطر على تواصل دائم مع الجانب الأمريكي والزيارات مستمرة وتبادل الأفكار من طبيعة التعامل مع مثل هذه الأزمات، معبرا عن ترحيبه بأي جهد يوقف القتل وأي دفع حقيقي باتجاه عملية سلام للقضية الفلسطينية، ومنوها في الوقت ذاته إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار الاتصالات المستمرة مع مختلف المسؤولين في الإدارة الأمريكية والجهود القطرية للوساطة والعمل على ضرورة وقف الحرب فورا وإدخال المساعدات فورا، والرد بوضوح على التصريحات الإسرائيلية بشأن حل الدولتين.
 وبالنسبة للأحداث في البحر الأحمر، أكد الدكتور ماجد الأنصاري أنها تمثل خطرا كبيرا على الإقليم، وأن الحل لن يكون عسكريا ويجب دعم جميع الجهود الإقليمية لخفض التصعيد هناك، مشددا على أن هذه المسألة بدأت بتفاقم الوضع في الأراضي المحتلة وتنتهي بإنهائه وإيقاف الحرب، وأن الموقف القطري من التصعيد في المنطقة بشكل عام ثابت بأن الطريق الأمثل للتعامل مع الخلافات يكون عبر الحوار مع المنظومة الإقليمية.
واستعرض الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية جهود الوزارة ومسؤوليها خلال الأسبوع الماضي، ولقاءاتهم مع العديد من رؤساء الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين لعدد كبير من دول العالم، ومشاركاتهم في العديد من الفعاليات الدولية الكبرى مثل منتدى دافوس الاقتصادي، واجتماعات حركة عدم الانحياز، وغيرهما من الفعاليات الدولية الكبرى، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية

إقرأ أيضاً:

حركة الفصائل الفلسطينية: ما يشجع نتنياهو على مواصلة جرائمه هو غياب المحاسبة وعجز المجتمع الدولي وصمته المشين

غزة – نددت حركة الفصائل الفلسطينية باستمرار القصف الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية في عيد الفطر والذي أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال بلباس العيد مستنكرة عجز المجتمع الدولي وصمته المشين.

وجاء في بيان للحركة: “يواصل جيش الاحتلال الصهيوني قصفه الإرهابي ضد أبناء شعبنا في غزة طيلة اليوم، دون أي مراعاة لحرمة عيد الفطر”.

وأضاف البيان: “العدوان الإرهابي في أول أيام عيد الفطر أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء، بينهم أطفال بملابس العيد”.

وأكدت الحركة أن قتل الأطفال في يوم العيد داخل خيامهم التي نزحوا إليها يكشف عن “فاشية الاحتلال وتجرده من أي قيم إنسانية وأخلاقية.

وأشارت إلى أن “ما يشجع مجرم الحرب (بنيامين) نتنياهو على مواصلة جرائمه والاستهتار بالقوانين الدولية هو غياب المحاسبة، وعجز المجتمع الدولي، وصمته المشين”.

وأهابت الحركة في بيانها بالشعوب الحرة التحرك الفوري وتنظيم فعاليات ضاغطة لإلزام الحكومات بالتحرك العاجل لوقف العدوان على غزة والضفة.

ودعت المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل وإجبارها على وقف العدوان، والعودة إلى الاتفاق، وتمكين عمليات تبادل الأسرى، ووقف نزيف الدم الفلسطيني فورا.

وفي صباح أول أيام عيد الفطر شهد قطاع غزة سلسلة غارات إسرائيلية طالت مناطق متفرقة، وأدت إلى مقتل عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال وإصابة آخرين.

ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار القصف المتواصل وإطلاق النار من الآليات الإسرائيلية في مناطق متفرقة من القطاع، مما يضاعف معاناة السكان الذين يعيشون أجواء عيد الفطر وسط حالة من الخوف والترقب.

وتستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية على المدن والمخيمات الفلسطينية، وإطلاق النار من الآليات الإسرائيلية في مناطق متفرقة من قطاع غزة وسط صمت دولي مطبق، مما يضاعف معاناة السكان الذين يعيشون أجواء عيد الفطر وسط حالة من الخوف والترقب ويعمق معاناتاهم من الحصار الخانق والنزوح القسري والتدمير الشامل لمنازلهم ومؤسساتهم.

وفي ظل هذه الأوضاع، تدعو الجهات الحقوقية والإنسانية إلى التحرك على عجل لتوفير الحماية للسكان المدنيين ووقف هذه العمليات المستمرة.

المصدر:RT

مقالات مشابهة

  • في اتصال بمناسبة العيد..السيسي يدعو الرئيس الإيراني إلى خفض التصعيد
  • الجيش الإسرائيلي يطالب بإخلاء كل مدينة رفح جنوب غزة فوراً
  • الجيش الإسرائيلي يطالب بإخلاء فوري لكامل مدينة رفح جنوب غزة
  • الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر بإخلاء كل مدينة رفح فوراً
  • حركة الفصائل الفلسطينية: ما يشجع نتنياهو على مواصلة جرائمه هو غياب المحاسبة وعجز المجتمع الدولي وصمته المشين
  • حماس تدعو المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال للعودة لاتفاق وقف إطلاق النار
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتدخل دولي عاجل لوقف مشاريع الاستيطان والضم
  • الخارجية الفلسطينية تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في تنفيذ قراراته ووقف حرب الإبادة
  • الإعلامي الحكومي بغزة: نأمل تشكيل الإدارة المؤقتة لقطاع غزة في أقرب وقت
  • البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ضد محاولات تهجير الشعب الفلسطيني