المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية يدعو المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح ممرات آمنة لقطاع غزة فورا
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
جدد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، موقف دولة قطر الثابت من خطورة الحديث حول وقوع "تهجير" جديد أو "نكبة" ثانية للأشقاء الفلسطينيين، فيكفي ما جرى خلال الـ 76 عاما الماضية من تهجير للشعب خارج أرضه.
وشدد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية على خطورة الحديث عما يجري اليوم في القطاع، خاصة وأنه يدور حول "تهجير المهجر" بمعنى أن جزءا كبيرا (حوالي 60 بالمئة) من سكان القطاع هم أصلا لاجئون من مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة، مبينا أن أي تهجير لهم يمثل كارثة إنسانية والمنطقة لا يمكنها أن تتحمل موجة لجوء جديدة.
وأوضح أن استسهال مسألة التهجير وتكرار التصريحات الإسرائيلية بشأنها يمثل "عبثا" بمنظومة دولية كاملة تحرّم مثل هذه الانتهاكات المباشرة لحقوق الإنسان، منبها إلى أن ما يجري في جنوب قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة تمهد لكارثة أكبر بحكم العدد الكبير المنحصر في مساحة جغرافية محدودة، وأن الحديث عن تهجيرهم ونزوحهم مرة أخرى لمنطقة أخرى لن ينتج عنه إلا مزيد من القتل وخسارة الأرواح، معبرا عن أسفه لعدم وجود أي صرخة أو فعل دولي حقيقي لإيقاف ذلك.
وأكد الدكتور الأنصاري أنه من المفزع أن يكون الجدل الدائر الآن حول ذكر مصطلح "وقف إطلاق النار" في صراع ضحاياه جلهم من المدنيين، لافتا إلى أن استمرار الحرب يؤدي للمزيد من الخسائر في الأرواح، فالفلسطينيون يقتلون بالمئات وعدد الشهداء وصل لأكثر من 25 ألفا وأكثر من 60 ألف جريح، وهناك تقارير تقول بأن أكثر من 5 بالمئة من سكان غزة ما بين قتيل وجريح وفقيد وبالتالي الحرب لن ينتج عنها إلا المزيد من المآسي والخسائر.
وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن الوضع شمال غزة أسوأ بكثير من بقية القطاع فالمساعدات لا يسمح لها بالدخول ولا مستشفيات هناك، والحديث يجري عن وقائع لم يشهدها العالم بأي أزمة في العصر الحديث، فالجثث في الشوارع والمفقودون بالمئات تحت الأنقاض وصيحات من يستنجدون تقل شيئا فشيئا مع غياب أي جهد لدخول مساعدات، وهذا أمر لا يمكن قبوله ويحتاج لعمل واضح من قبل المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح ممرات آمنة للقطاع فورا ودخول أكبر قدر ممكن من المساعدات التي لن تكون كافية لكبر حجم المأساة.
وعن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمجمع ناصر الطبي، أكد الدكتور الأنصاري أن دولة قطر استنكرت منذ اليوم الأول الانتهاك السافر لحقوق الإنسان في غزة والاستهداف الممنهج لمستشفيات القطاع، فلم يترك الاحتلال مستشفى واحدا يستطيع القيام بدوره في إنقاذ الناس ومع الأيام بح صوت المنادين بوقف الاعتداءات على المستشفيات والأطقم الطبية، فهناك استهداف مباشر للأطباء والمرضى والجرحى والنازحين والمنشآت الطبية، وكل ذلك لا ينتج عنه إلا جعل القطاع "كارثة إنسانية كبرى" يتحمل الاحتلال ومن يسانده مسؤوليتها.
كما كشف الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، عن أن جهود الوساطة القطرية لا تزال جارية ولم تتوقف منذ اليوم الأول، وتستغل كل الفرص الممكنة للوصول إلى حلول مع الأطراف الإقليمية والدولية المختلفة، معربا عن تفاؤله بأن تؤدي هذه الجهود إلى نجاح هذه الوساطة التي لن تتوقف مهما كانت الظروف على الأرض.
وأضاف أن الأمور تتغير بشكل متسارع وأن التصعيد المستمر والوضع الإنساني الصعب يؤثر على عملية الوساطة، وأن إطالة أمد الحرب تفضي لوقوع المزيد من القتلى والمصابين، لذا يتعين العمل على وقف مستدام لإطلاق النار، منوها إلى أن قطر منهمكة في مفاوضات ونقاشات جدية بين الطرفين لكن المعلومات والتسريبات والتصريحات مثل الحديث عن التهجير وعدم قبول حل الدولتين واستمرار الحرب، تؤثر سلبيا على سير المفاوضات وتفضي لمناقشات عسيرة.
وتابع الدكتور الأنصاري بالقول "نحن منخرطون في عملية وساطة حساسة لكن التحديات كبيرة ونحن ندرك أن تقريب وجهات النظر في ظل فقدان كامل للثقة ليس بالأمر الهين وهو ما نراه حاليا، ومع تصاعد الحرب يزداد الأمر صعوبة.. فمنذ اليوم الأول قطر لم تكن سلبية في جهودها بل قدمت العديد من المقترحات ووصلت لاتفاق الهدنة السابقة، ورغم أن هناك من يحاول تشويه سمعة قطر لكن هذا لن يثنينا عن جهود الوساطة وتحقيق السلام".
وعن زيارة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي إلى المنطقة ومباحثاته المرتقبة مع قطر، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن قطر على تواصل دائم مع الجانب الأمريكي والزيارات مستمرة وتبادل الأفكار من طبيعة التعامل مع مثل هذه الأزمات، معبرا عن ترحيبه بأي جهد يوقف القتل وأي دفع حقيقي باتجاه عملية سلام للقضية الفلسطينية، ومنوها في الوقت ذاته إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار الاتصالات المستمرة مع مختلف المسؤولين في الإدارة الأمريكية والجهود القطرية للوساطة والعمل على ضرورة وقف الحرب فورا وإدخال المساعدات فورا، والرد بوضوح على التصريحات الإسرائيلية بشأن حل الدولتين.
وبالنسبة للأحداث في البحر الأحمر، أكد الدكتور ماجد الأنصاري أنها تمثل خطرا كبيرا على الإقليم، وأن الحل لن يكون عسكريا ويجب دعم جميع الجهود الإقليمية لخفض التصعيد هناك، مشددا على أن هذه المسألة بدأت بتفاقم الوضع في الأراضي المحتلة وتنتهي بإنهائه وإيقاف الحرب، وأن الموقف القطري من التصعيد في المنطقة بشكل عام ثابت بأن الطريق الأمثل للتعامل مع الخلافات يكون عبر الحوار مع المنظومة الإقليمية.
واستعرض الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية جهود الوزارة ومسؤوليها خلال الأسبوع الماضي، ولقاءاتهم مع العديد من رؤساء الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين لعدد كبير من دول العالم، ومشاركاتهم في العديد من الفعاليات الدولية الكبرى مثل منتدى دافوس الاقتصادي، واجتماعات حركة عدم الانحياز، وغيرهما من الفعاليات الدولية الكبرى، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية
إقرأ أيضاً:
قناة عبرية: قرار إسرائيلي مرتقب بهجمات مختارة على غزة للضغط على حماس
أفادت مصادر إسرائيلية، السبت، بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد يقرر شن "هجمات مختارة" على قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع استشهاد 9 فلسطينيين في بيت لاهيا جراء غارة إسرائيلية على وقع تنصل "إسرائيل" من اتفاق وقف إطلاق النار برفضها الانتقال إلى مرحلته الثانية.
وقالت القناة "12" الإسرائيلية نقلا عن مصادر لم تسمها، إن "المستوى السياسي برئاسة نتنياهو قد يقرر هذا المساء تصعيد العمليات العسكرية بشكل محدود في قطاع غزة".
وأوضحت أن هذه الهجمات التي تأتي ضمن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في خرق اتفاقية وقف إطلاق النار، تهدف إلى "الضغط" على حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وفي وقت سابق السبت، استشهد 9 فلسطينيين بينهم ثلاثة صحفيين جراء استهداف طائرات الاحتلال فريقا إغاثيا في بلدة بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة كان يشرع بتوزيع خيام مؤقتة على أصحاب المنازل المدمرة.
وقال مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين، إن الصحفيين الثلاثة الشهداء كانوا ضمن فريق إعلامي يوثق أعمال إغاثية شمال غزة، معتبرا الهجوم "جريمة حرب" تستهدف حرية الصحافة والعاملين في مجال الإعلام والإغاثة.
يأتي هذا التطور ضمن سلسلة خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تنصلت حكومة الاحتلال منه برفضها الانتقال إلى مرحلته الثانية، كما هو متفق عليه، بعد انتهاء الأولى مطلع آذار/ مارس الجاري.
والخميس، أعلنت حركة حماس استئناف المفاوضات مع الوسطاء والجارية في الدوحة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل تنصل إسرائيل من الالتزام بالاتفاق وبدء المرحلة الثانية منه.
وأبدت الحركة مجددا مرونة في التفاوض من خلال إعلانها الجمعة موافقتها على مقترح الوسطاء بالإفراج عن جندي إسرائيلي-أمريكي و4 جثث لمزدوجي الجنسية، وذلك لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
في المقابل، أرجأ رئيس حكومة الاحتلال رده على قبول حركة حماس مقترح الوسطاء، وحاول إلقاء اللوم مجددا على الحركة، زاعما أنها "تواصل الانخراط في التلاعب والحرب النفسية".
وتريد إسرائيل تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق.
بينما تؤكد "حماس" التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام الاحتلال بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.