جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@22:12:10 GMT

شُعلة المعرفة

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

شُعلة المعرفة

 

مدرين المكتومية

بعد الرعاية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- لحفل وضع حجر الأساس لمجمع عُمان الثقافي، يمكن القول إن شعلة المعرفة المستقبلية قد أضاءت في عُمان، مُستمدةً طاقتها من هذه الرعاية السامية، لتشع ضياءً فكريًا ومعرفيًا يمتد عبر آفاق المستقبل الواعد لوطننا الحبيب، تحت القيادة المُستنيرة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.

شاهدنا ذلك الاحتفال وما تضمنه من عروض مرئية لمكوّنات هذا المشروع الثقافي الكبير، وكم كانت الفرحة حاضرة دائمًا، ونحن نرى جلالة السلطان يناقش المسؤولين عن المشروع، لتصدر التوجيهات بتطوير هذا الجانب، أو تسريع وتيرة المشروع، أو إسداء الرأي في شأن يخص المشروع، من منطلق الرؤية السديدة لجلالته أعزه الله.

اللافت في هذا المشروع، أنَّه يقع في قلب العاصمة مسقط، في منطقة حديثة نسبيًا، في مرتفعات المطار، لتكون جزءًا مما يُمكن أن أُطلق عليه "مسقط الجديدة"، التي تبدأ من مدينة العرفان ومرتفعات المطار وستمتد بإذن الله تعالى حتى مدينة السلطان هيثم، لتكون هي الامتداد الطبيعي لمحافظة مسقط نحو الداخل. ووجود المشروع في هذا الموقع الاستراتيجي، يؤكد الرؤية الاستشرافية لهذا المجمع، ليكون مركز إشعاع ثقافي وفكري ومعرفي، يُرسل ضياءه لربوع عُمان، مُنطلِقًا من العاصمة مسقط.

وعندما نتأمل محتويات المجمع، نجد أنه عبارة عن منظومة ثقافية متكاملة، إذ يضم 3 مبانٍ هي: المسرح الوطني والمكتب الوطنية وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، علاوة على 8 مبانٍ أخرى تشتمل على مرافق المشروع، منها دار الفنون والمنتدى الأدبي ومكتبة الأطفال ودار السينما وقاعات للفنون التشكيلية، ولا ننسى الجانب الخدمي مثل المطاعم والمقاهي، وكذلك وجود حديقة عامة لزوار المجمع، ولتكون متنفسًا لمن يريد الاستمتاع بالطبيعة الساحرة التي ستحف ذلك المشروع.

المشروع يؤكد أن عُمان ماضية في نهضتها المتجددة في شتى المجالات، ترجمة لمستهدفات رؤية "عُمان 2040"، والتي يعتقد البعض أنها رؤية اقتصادية وحسب، لكنها في حقيقة الأمر رؤية تنموية شاملة، تستهدف الارتقاء بالإنسان العماني والتقدم بعمان في مختلف القطاعات ومجالات العمل، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو رياضية. والمُلاحظ في تنفيذ هذه المستهدفات، أنها تتدرج من قطاع لقطاع، فقد كانت انطلاقة الرؤية المستقبلية في القطاع الاقتصادي، من منطلق أن ضبط الأمور المالية والاقتصادية سيكون وقود التحرك نحو المستقبل، ومن ثم الانتقال إلى الجوانب الاجتماعية والتي تمثلت بلا شك في تدشين منظومة الحماية الاجتماعية وبدء صرف منفعة الحماية الاجتماعية، والآن نحن أمام جهود حثيثة للارتقاء بالمشهد الثقافي والفكري، بالتوازي مع جهود التطوير في شتى المجالات.

إن مجمع عُمان الثقافي مشروع للمُستقبل، وسيُساعد على النهوض بالعمل الثقافي والأدبي، والارتقاء بمختلف الأنشطة ذات الصلة، ودعم جهود مختلف المؤسسات لتنفيذ الاستراتيجية الثقافية لخدمة المجتمع، ما يؤكد أننا أمام نهضة ثقافية مُنتظرة، ستستفيد منها الأجيال المقبلة، كي تواصل عُمان مسيرة النماء والازدهار.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عصر التاهو الثقافي!؟

كتب فلاح المشعل

يسأل المذيع الجوال الشابة (س) ما هي الأمنية التي تتمنين تحقيقها؟ 

فتجيب بعد لحظة صمت: سيارة تاهو ؟ وأخرى ترغب في سيارة مرسيدس، وثالثة تريد نوع "جي كلاس"!؟

أول الأمر تخيلت أن هذه الفيديوهات المبثوثة على وسائل التواصل الاجتماعي، إعلانات غير مباشرة جاء بها ذكاء صاحب الوكالة لهذه الأنواع من السيارات، لكن بعد أسئلة ومراجعات وتجوال الأسئلة في عالم المرأة وخصوصا الشابات، فإن امتلاك السيارة أصبحت أشبه بالموديل، وأحيانا تكون حاجة، وأهمية هذه الحاجة تتراوح من النقل أو التنقل الشخصي الخاص، بعد فشل وانهيار النقل العام في البلد، إلى مظاهر الترف وادعاء الثراء والغنى، وعادة ما تذهب عيون الشابات نحو ما هو أغلى، فهنا تصبح ال"التاهو" و"جي كلاس" وغيرها من النوعيات الغالية مطلباً يقترن بالأمنية!؟

في مرحلة شبابنا كانت أمنية الأغلبية من البنات تقترن بدورها المستقبلي للبلاد كأن تصبح طبيبة أو صيدلانية أو مهندسة أو صحفية أو محامية ونحو ذلك، والأمنية الأبعد أن تسافر خارج البلاد لتطّلع على العالم، وتتعرف على ثقافاتهم وعاداتهم، بدل مشاهدة ذلك في برنامج "عشر دقائق" الذي تقدمه المذيعة أمل المدرس من شاشة تلفاز العراق صباح كل يوم جمعة!

نحن أصبحنا "للأسف" في عصر"التاهو" الثقافي الذي تاهت به المعاني وأحلام الفتيات، في مظاهر زائفة لأنماط سلوكية شاذة استدرجت لها أعدادا من الشابات الفاقدات للثقافة والتربية النوعية، فسقطن في إغراءات التاهو، التي يتقنها المسؤولون والسياسيون الفاسدون في صيغة هدايا لمن يملكن الاستعداد لتقديم ما يطلب منها من امتهان وأدوار لقاء هذه الهدايا التي لا تزيد البنات جمالا ولا فخرا، بل تضعها في مثرامة الكرامة والتوصيف القبيح والاتهام بالسقوط الأخلاقي!

ينبغي الحذر من عالم التاهو والأنواع الغالية أيتها الصبايا، فالنظرة لدى الرجال تقوم على الشك والذم لمن تجلس خلف المقود لهذا النوع من السيارات الفاخرة، وبعد أن أصبحت إحدى علامات الفاشنستات وبائعات الهوى، فهي إما هدية من مسؤول فاسد أو واردة من صفقة فساد أو مال حرام، فلا تلوثي صورتك وأسمك وعائلتك بهذه المظاهر الزائفة.

*ختاما لا بد من الإشارة إلى أن ثمة عوائل ثرية أبا عن جد، وليست طارئة الثراء، عوائل معتادة بحكم ثرائها على استخدام السيارات الفارهة، أو نساء بوظائف مرموقة مثل أساتذة الجامعات، أو من هي بدرجة مدير عام أو وزيرة أو قاضية وبهذا المستوى، فإن واقع حياتهن ومعيشتهن يتوفر على ذلك، هذا النوع من النساء يختلف عن ما ذكرنا من نقد لثقافة التاهو !؟

مقالات مشابهة

  • السيد القائد.. جهدٌ رائد في توعية الأُمَّــة
  • محمد بن زايد: جهود محمد بن راشد نبراس يضيء إرث والدنا الشيخ زايد في خدمة الإسلام
  • محمد بن زايد: جهود أخي محمد بن راشد في العناية بكتاب الله نبراس يضيء إرث والدنا
  • "الثقافة تستطيع" فرع ثقافة فاقوس ينظم فعاليات ثقافية وفنية
  • جدة التاريخية تحتضن “موسم رمضان 2025” بفعاليات ثقافية
  • محافظ القطيف يطلع على جهود وخطط  الدفاع المدني التوعوية  
  • إعلام إسرائيلي: كارثة أكبر كانت ستحدث لو انضم حزب الله لهجوم 7 أكتوبر
  • نجل شقيق الضحية الثانية لسفاح الإسكندرية يكشف التفاصيل الأخيرة في حياتها: «كانت واعية وحنونة»
  • عصر التاهو الثقافي!؟
  • «إسلامية دبي» تطلق سلسلة محاضرات رمضانية