مراجعة الولايات المتحدة لشروط تصدير الغاز يثير مخاوف الأوروبيين
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
في إطار سعيها للحفاظ على البيئة والتقليل من تأثير الانبعاثات الكربونية، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مراجعة شروط تصديرها للغاز الطبيعي وهو ما يثير تخوفات كبيرة لدى الأوروبيين.
واعتمدت الدول الأوروبية بشكل كبير على صادرات الغاز الأمريكي خلال العامين الماضيين لسد العجز الناتج عن توقف إمدادات الغاز الروسي منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
وقال تقرير لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية إن إعادة تقييم كيفية موافقة وزارة الطاقة على تصاريح تصدير الغاز يهدد بإيقاف المشاريع التي تعتمد عليها أوروبا لتلبية احتياجاتها من الطاقة بينما تحاول مواجهة حرب روسيا في أوكرانيا.
وفقاً لتقديرات رابطة تجارة الغاز الأوروبية، خفض الاتحاد الأوروبي استهلاكه من الغاز الروسي إلى أقل من ثلث الكمية التي استوردها في عام 2021 والبالغة 155 مليار متر مكعب، وذلك من خلال مضاعفة وارداته من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي ثلاث مرات، والتي وصلت إلى 60 مليار متر مكعب في عام 2023.
ما علاقة الحرب الإسرائيلية بالغاز قرب شواطئ قطاع غزة؟شاهد: مشاعل الغاز في حقول النفط سبب ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في البصرةبعد أزمة تسرب الغاز.. السويد تدعو إلى تعزيز أمن البنى التحتية الحيوية شمال أوروباوقالت ليزلي بالتي غوزمان، رئيسة معلومات السوق في شركة Synmax لأبحاث التحليلات الجغرافية، إن التأخير في الموافقة على تصاريح تصدير الغاز الأمريكي لن يشكل مشكلة كبيرة للدول الأوروبية على المدى القريب وذلك بسبب وجود خمسة مشاريع قيد الإنشاء ستضاعف كمية الغاز الطبيعي المسال المتدفق من ساحل الخليج الأمريكي إلى أوروبا بحلول عام 2026.
ولكنها شددت على أن التاخير في ورادات الغاز الأمريكي بعد هذا التاريخ قد يدفع الشركات الأوروبية إلى توقيع عقود مع قطر، التي تخطط أيضاً لتوسع كبير في إنتاج الغاز الطبيعي المسال.
وقالت غوزمان: "سيدفع ذلك المشترين الأوروبيين والآسيويين إلى أيدي القطريين من أجل الجيل القادم من الإمدادات".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية جدل على مواقع التواصل.. جاريد كوشنر ذاك الرجل الأمرد يطلق لحيته فما علاقة السعودية بذقن زوج إيفانكا؟ تحسباً من تكرار "طوفان الأقصى".. إسرائيل تحفر خندقاً على الحدود السورية شاهد: صدمة ونحيب..صور من جنازة الضباط الـ21 الذين قضوا في مخيم المعازي البيئة الوقود الولايات المتحدة الأمريكية غاز طبيعي أوروباالمصدر: euronews
كلمات دلالية: البيئة الوقود الولايات المتحدة الأمريكية غاز طبيعي أوروبا حركة حماس إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا قصف فلسطين الحرب في أوكرانيا الشتاء طوفان الأقصى قوات عسكرية حركة حماس إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا قصف یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
مخاوف من ارتفاع وفيات الأطفال المصابين بسوء التغذية بأفغانستان
كابول"أ.ف.ب": في مركز لعلاج سوء التغذية في العاصمة الأفغانية حل الصمت الثقيل محل صرخات الأطفال إثر رفض استقبال المرضى وتسريح الطاقم الطبي بسبب تقليص المساعدات الأمريكية.
وأُرغم المركز الممول كليا من واشنطن على الإغلاق عندما أعلنت الولايات المتحدة التي كانت حتى وقت قريب أكبر مانح للمساعدات في أفغانستان، تجميد كافة المساعدات الأجنبية.
وقالت كوبي ريتفيلد مديرة منظمة "العمل ضد الجوع" الإنسانية التي تدير العيادة في غرب كابول إن العدد الكبير من الأطفال المُفترض أن يأتوا إلى المركز، لن يتلقوا العلاج الآن. وأضافت في تصريحات لوكالة فرانس برس "إذا لم يحصلوا على العلاج ترتفع مخاطر الوفاة بدرجة كبيرة".
ومن دون تمويل جديد أزيلت الألعاب ورضاعات الأطفال وأغلقت الصيدلية مع مغادرة آخر مريض في رمارس.
وقال كبير الأطباء فريد أحمد بركزاي "عندما يأتي أهالي أطفال يعانون من سوء التغذية إلى عيادتنا يكون من الصعب على موظفينا شرح الوضع لهم وإبلاغهم أن عليهم التوجه إلى أماكن أخرى للحصول على العلاج المناسب".
وبعد أربعة عقود من الحروب والأزمات تواجه أفغانستان ثاني أكبر أزمة إنسانية في العالم بعد السودان الذي تمزقه الحرب، بحسب الأمم المتحدة.
في المعدل كان 65 طفلا يعانون من سوء تغذية حاد مع مضاعفات، يتلقون العلاج في العيادة شهريا.
ويبقى الأطفال لعدة أيام في العيادة مع أمهاتهم ليس فقط لإطعامهم إنما لمنع حالتهم من التدهور وإصابتهم بأمراض.
وقالت ريتفيلد "الطفل الذي يعاني من سوء التغذية معرض للإصابة بأي من أمراض الأطفال مع ارتفاع مخاطر الوفاة".
وأضافت أن الأمر "مؤلم" بالنسبة للموظفين الذين ينهون أيام عملهم الأخيرة، لأنهم "يضطرون إلى إرسالهم (المرضى) إلى مكان آخر حيث لا يحصلون على نفس العلاج المتخصص".
ومرض سوء التغذية لدى الأطفال في أفغانستان حيث 45 بالمائة من السكان دون سن 14 عاما، أحد أكبر التحديات لأنه يؤثر على أجيال بأكملها على المدى البعيد.
ويعاني حوالي 3.5 مليون طفل افغاني دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، وتُسجل البلاد أحد أعلى معدلات التقزم في العالم وفقا للأمم المتحدة.
والبالغون ليسوا بمنأى ايضا عن المرض، إذ يعاني 15 مليون أفغاني حاليا من انعدام الأمن الغذائي منهم 3,1 ملايين على حافة المجاعة.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة أوقفت تمويل عمله في أفغانستان.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في أفغانستان إدوين سينيزا سلفادور لفرانس برس إن "هذا البلد مر بصدمات عدة... وفي ظل نظام هش، حتى الرعاية الأساسية المتمثلة بإجراء فحوصات بسيطة، غير متوفرة"، مشددا على أن "الأكثر ضعفا هم الأكثر تضررا".
كما أدت أزمة التمويل أيضا إلى تسريح العديد من الموظفين في القطاع الإنساني، في بلد بلغ فيه معدل البطالة 12.2% في 2024، وفقا للبنك الدولي.
ومنذ الاقتطاعات الأمريكية اضطرت منظمة "العمل ضد الجوع" إلى تسريح حوالي 150 موظفا من أصل 900.
وقالت ريتفيلد "لديّ موظفون يبكون في مكتبي... نستمع إليهم ونقدم لهم الدعم لكننا لا نستطيع توفير وظائف لهم".
وكانت النساء الأكثر تضررا من عمليات التسريح إذ شكلن غالبية الموظفين الأربعين في مركز تغذية الأطفال التابع للمنظمة الإنسانية، ويواجهن قيودا صارمة فرضتها سلطات طالبان منذ عودتها إلى السلطة في 2021.
ولم يعد بإمكانهن العمل في العديد من القطاعات ولا يُسمح لهن بالدراسة بعد المرحلة الابتدائية إلا في مدارس دينية، ما دفع الأمم المتحدة إلى وصف النظام بأنه "فصل عنصري على أساس الجنس".
وقالت الممرضة وجمة نورزاي البالغة 27 عاما "بالنسبة لكثيرين منا، كان هذا المركز الصحي هو المكان الوحيد الذي يمكننا العمل فيه... حتى هذا فقدناه".
ولتخطي أزمة خسارة التمويل الأمريكي الذي كان يُشكل 30% من الميزانية المحلية لمنظمة العمل ضد الجوع، تعمل المنظمة حاليا على "كتابة مقترحات" و"مناقشة الأمر مع جهات مانحة أخرى"، وفق ريتفيلد.
وأضافت ريتفيلد "لكنني لا أعتقد أن الجهات المانحة الأخرى قادرة على سد هذه الفجوة".