هاجر محمد موسى تكتب: الاستدامة الاقتصادية مسؤولية الجميع
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
لا جدال بأن الاستدامة الاقتصادية هى الحل المنشود فى كل أنحاء العالم للخروج من الأزمات الاقتصادية العالمية والمحلية والتى لا يمكن تحقيقها إلا فى ظل استراتيجية شاملة للتنمية تتضمن نمواً اقتصادياً مستمراً وتنمية مؤسسية، وهى الناتج النهائى للاستثمار الجيد فى الموارد المحدودة لكل دولة والاستثمار فى الموارد البشرية عن طريق تحسين التعليم والصحة ومكافحة الفقر وتحسين مستوى كل الخدمات العامة، وهو ما تحاول مصر تحقيقه لتحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين وتحقيق نمو اقتصادى معقول.
تهتم التنمية الاقتصادية المستدامة بكل العوامل التى تحقق استدامة نمو الدخل القومى الإجمالى بجوانبه النوعية والكمية، وبذلك يكون النمو الاقتصادى بصورة تتناسب مع طبيعة الحياة ومحدودية الموارد والأبعاد البيئية وطبيعة المواطنين فى مصر، بحيث تكون نوعية النمو أهم من كميته بصورة تحافظ على كل الأبعاد الاجتماعية والبيئية وتهتم بطبيعة الأفراد ومهاراتهم وتعليمهم وتساهم فى زيادة نسبة الوظائف للجميع، حيث يكون نمواً شاملاً لكل الطبقات يحقق العدالة ولا يؤدى إلى زيادة الثروة لبعض الشرائح على حساب الشرائح الأخرى، ويوفر الدخل للشرائح كافة بصورة دائمة لا تتعرض للانتكاسة مع فترات الركود والتضخم وتكفل الحياة الكريمة بصورة عادلة بطريقة تحافظ على موارد البيئة ولا تساهم فى زيادة نسبة التلوث وتقلل من الانبعاثات الدفيئة، وهو ما تحاول المشروعات القومية تحقيقه بالمشاركه مع القطاع الخاص أو عن طريق تشجيع ريادة الأعمال، وخاصة ريادة الأعمال الخضراء ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة عن طريق الوزرات والبنوك والجامعات، كذلك تعمل الدولة على ضم الاقتصاد غير الرسمى مع الاقتصاد الرسمى لتوفير عنصر الأمان والاستدامة للعمال فى تلك القطاعات، حتى تراعى سلامة الموظف وأمنه وتوفير بيئة صالحة للعمل، وبذلك تحقق السياسات الاستثمارية والتنموية للقطاع الخاص والقطاع غير الرسمى حتى يضمن استمرارية تلك الاستثمارات وتوفير مشاركة القطاع الخاص مع القطاع الحكومى لتطوير المجتمعات، وذلك لتحقيق الكفاءة الاقتصادية فى استخدام رأس المال والموارد بشكل مستدام وإشباع الحاجات الأساسية للعنصر البشرى لعدة أجيال، مما يكفل تحقيق النمو الاقتصادى المستدام.
تعمل مصر على بناء القدرات الذاتية وتنظيم أنماط الاستهلاك والإنتاج والحد من الإفراط فى استخدام الموارد ومحاربة الاحتكار عن طريق السياسات الاقتصادية وجعل المواطن يشعر بأن احتياجاته واحتياجات أبنائه يتم توفيرها بصورة عادلة وبأنه مسئول مع صانع القرار عن الحفاظ على تلك الموارد لتحقيق الاستقرار الاقتصادى عن طريق استخدام السلوك الاستهلاكى الرشيد حتى تكفى الموارد احتياجات المجتمع بأكمله، وبذلك يكون حقق جانباً من جوانب النمو المستدام. لذلك على المجتمع الدور الأساسى لتحقيق النمو الاقتصادى المستدام عن طريق توعية الأسر لأبنائها وتوعية الإعلام للمواطنين وتدريب منظمات المجتمع المدنى للأفراد على خلق البيئة الاستثمارية للنمو الاقتصادى المستدام عن طريق تشجيع كل الأطياف على المشاركة فى مشاريع ومبادرات مجتمعية تهدف للحفاظ على البيئة وتساهم فى زيادة الدخل حتى يقوم المجتمع، بمساعدة منظمات المجتمع المدنى، بتنمية نفسه بنفسه، وهو ما تقوم به الحكومة ومؤسساتها بالرغم من دورها الرقابى، حيث تدعم تلك المبادرات وترسم السياسات بناءً على خطط شمولية للنمو المستدام… مما سبق يتضح أن الاستدامة الاقتصادية مسئولية الجميع حتى تصل مصر لمستقبل اقتصادى مستدام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاستدامة الاقتصادية التنمية الاقتصادية المستدامة النمو الاقتصادى عن طریق
إقرأ أيضاً:
ليس المهم كيف تنشر.. ولكن كيف تكتب؟!
د. أحمد بن علي العمري
لقد أصبحت الكتابة مُيسَّرة ومتاحة للجميع وكذلك تسهلت عمليات النشر؛ فالكل يكتب والكل ينشر، والآخرون يصورون فيديوهات ويحكون سيناريوهات، وهناك من يكتب المقال وهناك من يكتب حتى الكتاب ومن يُبدي رأيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هذا إضافة لمن يحاضر ويقيم المؤتمرات والندوات عبر العالم سواء كان ذلك حضوريًا أو عبر الاتصال الإلكتروني، ويكاد أن يتساوى المُلقون والمُتلقِّين؛ فالجميع يشارك كلا حسب مستواه ومقدرته وإمكانياته المتعلم وغير المتعلم والكبير والصغير والذكر والأنثى.
وقد بلغ السيل الزبى عند بعض الكتاب دون التحقق من المفيد والغث والسمين والهزيل والجيد والضعيف، وكل له متابعيه ومحبيه ومعجبيه وحتى المدافعين عنه.
لكن ماذا عن الفكرة والمضمون والمحتوى وهذا هو الجوهر ولب الموضوع وبيت القصيد؛ فجودة الكتابة أهم بكثير من نشرها؛ حيث إنَّ المحتوى الأساسي كالفكرة والأسلوب والعمق هو المرتكز بينما الشكل كالتوزيع والمنصات والتسويق تبقى أمورًا ثانوية.
ومن الضروري التأكيد على الأولوية؛ إذ إن الكتابة القوية هي العمود الفقري لأي عمل أدبي أو فكري وبدونها يفتقد الموضوع تأثيره بغض النظر عن قنوات النشر.
وفي هذا العصر الرقمي أو ما يسمى بعصر الذكاء الاصطناعي، يمكن لاستراتيجيات النشر توسيع وتسريع الوصول لكنها لا تعوض عن ضعف المحتوى، ومثال على ذلك منشورات التواصل الاجتماعي الفيروسية التي تفتقر إلى العمق تختفي بسرعة من كل منصة؛ سواءً كانت كتباً أو مدونات أو مقالات أو حتى تغريدات تتطلب أسلوبًا مختلفًا لكن الجوهر يجب أن يبقى أصيلا وقويًا.
في السياق العربي؛ حيث البلاغة والأدب لهما مكانة عالية، ويتضح التركيز على جودة الكتابة أكثر إلحاحًا لأن الكتابة القوية تحترم القارئ وتترك أثرا طويل الأمد.
مثال على ذلك "ألف ليلة وليلة" بقيت آثارها إلى يومنا هذا، رغم تغير طرق النشر عبر القرون. وفي عصرنا هذا كتاب ناجحون على المنصات مثل مدونة أو (Medium) يعتمدون عمق الأفكار أكثر من الترويج، وعليه فإن النتيجة الحتمية والمؤكدة تقول: المحتوى أولًا ثم النشر.
ولهذا فإنني أوصي نفسي وأوصي الجميع أن نستثمر الوقت في تطوير الحرفة الأدبية وأن نستخدم أدوات النشر كوسيلة لا كغاية؛ لأن الكتابة الحقة هي الأساس الذي تبنى عليه جميع أشكال النشر مهما تطورت المنصات.
إن التأثير الحقيقي يظل نابعًا من قدرة الكلمات على لمس العقل والقلب معًا والنشر الذكي يوسع دائرة الوصول لكنه لا يخلق المعنى من العدم. لهذا اجعل دائمًا قلمك صادقًا وسوف تجد طريقك إلى القارئ، حتى لو بدأت من زاوية صغيرة في هذا العالم المترامي الأطراف.
وفي كل الأحوال يجب المراعاة والتقيد والالتزام بالخطوط الحمر أكانت دينية أو وطنية أو اجتماعية.
ولكل ما سبق نؤكد أنه: ليس المهم كيف تنشر؛ بل المهم كيف تكتب؟
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها. وكل عام والجميع بألف خيرٍ ومسرة.
رابط مختصر