سعت الدولة لمحو أمية المواطنين ممن لم يحالفهم الحظ فى استكمال التعليم بالمدارس، وظهرت ملامح اهتمام الدولة بتعليم الكبار فى كتاب «حكاية وطن»، الذى أعده مجلس الوزراء، تزامناً مع انعقاد مؤتمر «حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز»، وتضمن إنجازات وزارة التربية والتعليم لوضع برامج رعاية للمتميزين والنابغين، وفى ملف محو الأمية وتعليم الكبار، تم إطلاق استراتيجية الهيئة العامة لتعليم الكبار؛ للقضاء على الأمية بحلول عام 2030، حيث تم محو أمية 5 ملايين مواطن، وإصدار أكثر من مليون شهادة محو أمية خلال 10 سنوات.

وأكدت وزارة التعليم العالى، فى تقرير لها، أن جهود الجامعات المصرية، بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، نجحت فى محو أمية ما يقارب المليون مواطن مصرى، حيث بلغ عددهم 948432 متحرراً من الأمية، مشيرة إلى مضاعفة أعداد من تم محو أميتهم على يد طلاب الجامعات، وهو ما يُنبئ بنجاحات كبيرة ومتتالية فى الأعوام المقبلة، وصولاً للهدف المنشود: «مصر بلا أمية عام 2030»، بسواعد أبنائها وشبابها فى الجامعات المصرية، موضحاً أن هذا الإنجاز الكبير الذى قدمته الجامعات فى مجال محو الأمية نال إشادة كبيرة من المنظمات الدولية، وهو ما أسهم فى حصول مصر على جائزة اليونيسكو كأفضل تجربة فى مجال محو الأمية باسم الجامعات المصرية.

وقال د. أيمن عاشور، وزير التعليم العالى، إن مشكلة الأمية فى الوطن العربى ما زالت تعوق مسارات التنمية المختلفة «الاجتماعية، الاقتصادية، البيئية»، مؤكداً أهمية توحيد جميع جهود الدول العربية للقضاء على الأمية، وسد منابعها فى وطننا العربى، وإتاحة فرص التعلّم مدى الحياة أمام المتحررين من الأمية، وأكد الوزير أن قضية محو الأمية تأتى على رأس أولويات العمل الجامعى خلال الفترتين الحالية والمقبلة، فى إطار المسئولية الاجتماعية والوطنية للجامعات، موجهاً بزيادة جهود الجامعات فى محو الأمية بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار؛ تفعيلاً لدور الجامعات فى خدمة المجتمع وتنمية البيئة. من جهته، أكد الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، أن الإجراءات التى اتخذتها الجامعات المصرية لزيادة تفعيل مشاركتها فى المشروع القومى لمحو الأمية تضمنت توقيع بروتوكولات تعاون بين الهيئة العامة لتعليم الكبار والجامعات المصرية الحكومية، وإنشاء مركز لمحو الأمية وتعليم الكبار بكل جامعة، يكون حلقة وصل مع الهيئة، وتنظيم قوافل إعلامية تنموية وتوعوية تجمع بين هيئة تعليم الكبار والجامعات، وإنشاء وحدات لمحو الأمية بالكليات الإنسانية التى يشترك طلابها فى المشروع القومى لمحو الأمية، وتشكيل لجنة تنسيقية عليا بالمجلس الأعلى للجامعات لمُتابعة مشاركة طلاب الجامعات فى المشروع القومى لمحو الأمية.

وأكد الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، أن جهود الجامعة وغيرها من الجامعات خلال الفترة الماضية فى التعامل مع قضية محو الأمية كانت جيدة جداً، بعد إلزام طلاب الجامعات بمحو أمية 5 مواطنين على الأقل خلال فترة الدراسة الجامعية، خاصة كليات القطاع التربوى، مؤكداً أن الجامعات المصرية حققت طفرة كبيرة فى هذا الملف، وأضاف أن الجامعات المصرية حققت، بالتعاون مع الهيئة القومية لتعليم الكبار، إنجازاً كبيراً فى محو أمية آلاف المواطنين، مؤكداً أن الجهود مستمرة لتكون مصر 2030 بلا أمية. وكشف الدكتور عبدالعزيز طنطاوى، رئيس جامعة الوادى الجديد، أن إشراك الجامعات الحكومية فى محو أمية غير المتعلمين أمر إيجابى، ويسهم فى تعزيز دور الجامعات الحكومية المجتمعى والتنموى الذى يهدف فى النهاية إلى خدمة المجتمعات المصرية بمختلف فئاتها، مؤكداً أن تعليم الطلاب على الخدمة فى المجتمع أمر إيجابى يُسهم فى تعزيز قدرات الطلاب العلمية والتدريبية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التعليم الفني التعليم الوطن محو الأمية الهیئة العامة لتعلیم الکبار الجامعات المصریة الجامعات فى لمحو الأمیة محو الأمیة مع الهیئة محو أمیة فى محو

إقرأ أيضاً:

أكبر حقل في العراق.. يوفّر الغاز لأكثر من 6 ملايين مواطن

الاقتصاد نيوز - بغداد

يمثل أكبر حقل غاز في العراق نقطة ارتكاز أساسية في خريطة الطاقة بالبلاد، ليس فقط بسبب احتياطياته الضخمة، بل أيضًا بفضل دوره المتنامي في تعزيز الاكتفاء الذاتي من هذا الوقود، ودعم محطات توليد الكهرباء.

ويُعد حقل خور مور للغاز، الواقع في إقليم كردستان العراق، هو القلب النابض لهذا القطاع المتجدد، إلا أنه كان محورًا لسلسة من الهجمات وعمليات الاستهداف طوال السنوات الـ3 الماضية.

ووفقًا لبيانات حقول النفط والغاز العربية، يستند أكبر حقل غاز في العراق إلى احتياطيات ضخمة تتراوح بين 8.2 تريليونًا و15 تريليون قدم مكعبة من الغاز القابل للاستخراج؛ ما يجعله أحد أبرز الحقول الغازية في الشرق الأوسط.

ويُنظر إلى الحقل العملاق، الذي يقع شمالي العراق في محافظة السليمانية، بوصفه مشروعًا إستراتيجيًا متعدد الأبعاد، يجمع بين الأهمية الاقتصادية والإنتاجية والبعد الاجتماعي؛ إذ يوفّر الغاز لأكثر من 6 ملايين مواطن ويغذّي أكثر من 75% من محطات الكهرباء في إقليم كردستان العراق.

ولم يكن الوصول إلى هذا الإنجاز وليد الصدفة، بل جاء نتيجة خطة تطوير طويلة المدى، ترافقت مع استثمارات ضخمة تخطّت حاجز 3.5 مليار دولار، بالإضافة إلى جهود متواصلة من قبل حكومة إقليم كردستان بالتعاون مع شركات عالمية؛ على رأسها "دانة غاز" و"نفط الهلال".

حقل خور مور

يُعدّ حقل خور مور أكبر حقول الغاز في العراق من ناحية الإنتاج الفعلي للغاز الطبيعي؛ إذ يقع في ناحية قادر كرم بقضاء جمجمال بمحافظة السليمانية، على بُعد 300 كيلومتر شمال بغداد، وهو موقع إستراتيجي يربطه بالأسواق المحلية والإقليمية.

واكتُشف أكبر حقل غاز في العراق للمرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي، إلا أن تطويره تأخر حتى عام 2007، حين أطلقت حكومة إقليم كردستان بالشراكة مع شركات عالمية مشروع تطويره، ليبدأ الإنتاج الفعلي في أواخر عام 2008.

ويغطي الحقل حاليًا معظم احتياجات الإقليم من الغاز الطبيعي، إذ يُنتج نحو 525 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز، بالإضافة إلى 15 ألفًا و200 برميل يوميًا من المكثفات، وأكثر من 1070 طنًا يوميًا من غاز النفط المسال.

وعززت الكميات المتنوعة من إنتاج الحقل قدرته على تلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة، فضلًا عن مساهمته في توليد الكهرباء بباقي محافظات العراق.

تطورات متلاحقة في الحقل

شهد حقل خور مور مراحل تطوير متعددة خلال العقدين الماضيين؛ إذ بدأت شركة دانة غاز الإماراتية وشركة نفط الهلال بإبرام اتفاقية مع حكومة إقليم كردستان عام 2007، بموجبها تأسس مشروع غاز كردستان، الذي منح الشركتين حقوق تطوير الغاز وإنتاجه من الحقل.

وفي عام 2009، تأسس ائتلاف "بيرل بتروليوم" الذي ضم الشركتين بنسبة 50% لكل منهما، قبل أن تنضم شركات عالمية أخرى مثل "أو إم في" النمساوية، و"إم أو إل" المجرية، و"آر دبليو إي" الألمانية، لتصبح حصص الشركاء أكثر تنوعًا.

ومع تواصل أعمال التطوير، تمكّن الحقل من زيادة إنتاجه من 305 ملايين قدم مكعبة يوميًا عام 2018 إلى 500 مليون قدم مكعبة عام 2022، مع خطط طموحة لرفع الطاقة الإنتاجية إلى 700 مليون قدم مكعبة يوميًا بحلول 2027.

ويهدف مشروع "خور مور 250" إلى تسريع هذا التطور، بجانب إدخال تحسينات بيئية لخفض الانبعاثات الناتجة عن عمليات الإنتاج، في إطار التزام الحقل بالتنمية المستدامة.

التحديات والإنجازات في مسيرة الحقل

رغم أهمية الحقل؛ فقد واجه عدة تحديات؛ أبرزها سلسلة الهجمات التي تعرّض لها بين عامي 2022 و2024؛ ما أدى إلى تعطيل الإنتاج وتوقف إمدادات الغاز عبر خط الأنابيب الممتد بطول 180 كيلومترًا إلى محطات الكهرباء في جمجمال وبازيان وأربيل، وفقدان ما يقارب 2000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية.

ورغم التحديات؛ فقد تمكّن الحقل من استعادة نشاطه وإعادة تأهيل بنيته التحتية بجهود كبيرة من شركة دانة غاز و"بيرل بتروليوم"، وهو ما ساعد في تخطي إنتاجه التراكمي حاجز 500 مليون برميل نفط مكافئ بحلول أبريل/نيسان 2025، ليؤكد مكانته بوصفه أكبر حقل غاز في العراق والأكثر تأثيرًا بالاقتصاد المحلي.

مستقبل أكبر حقل غاز في العراق

تسير خطط التطوير في حقل خور مور بوتيرة متسارعة؛ إذ تتجه حكومة إقليم كردستان بالتعاون مع الشركات المستثمرة إلى تنفيذ مشروعات توسعية ضخمة تهدف إلى زيادة الإنتاج، وتعزيز البنية التحتية، وتوسيع نطاق تصدير الغاز الطبيعي إلى الأسواق الإقليمية والدولية.

ويظل الحقل نموذجًا متكاملًا لمستقبل الطاقة في العراق؛ إذ يُجسِّد التكامل بين الاستثمارات المحلية والعالمية، والتوجه نحو الاستدامة البيئية، وتعزيز أمن الطاقة الوطني، ليبقى أكبر حقل غاز في العراق أحد أهم مشروعات الطاقة بالمنطقة وأكثرها تأثيرًا خلال السنوات المقبلة.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • أكبر حقل في العراق.. يوفّر الغاز لأكثر من 6 ملايين مواطن
  • الحكومة المصرية تصدر تغييرات جديدة في الإقامة داخل مصر وإصدار تصاريح اللجوء
  • غدًا.. رئيس تعليم الكبار يشارك في ورشة عمل دولية لليونسكو حول محو أمية المرأة
  • وظائف أمنية شاغرة لدى شركات متعاقدة مع الهيئة الملكية بالجبيل
  • رئيس جامعة بنها: محو أمية 2554 مواطن فى دورة يناير
  • رئيس جامعة بنها: محو أمية 2554 مواطنًا فى دورة يناير 2025
  • جامعة سوهاج تتصدر مثيلاتها المصرية في محو الأمية بدورة يناير 2025
  • الصحة: فحص أكثر من 10 ملايين مواطن ضمن مبادرة الأورام السرطانية بالمجان
  • جامعة سوهاج تواصل إنجازاتها وتتصدر محليا في محو الأمية بدورة يناير 2025
  • فحص أكثر من 10 ملايين مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية بالمجان