لجريدة عمان:
2025-02-13@14:44:18 GMT

يوميات الإبادة الجماعية في غزة

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

توقفت منذ بعض الوقت عن مشاركة يومياتي حول استمرار الإبادة الجماعية بالغة الوحشية في غزة، ربما ما عدتُ أحتمل هذا العجز، وما يظنه الناس نسيانًا، أو اعتيادًا على هذه الكارثة، قد يكون طريقة يتعامل فيها العاجزون مثلي عن فعل شيء حقيقي، يستطيع أن يوقف هذه المجزرة بكل أشكالها.

هي إذن خيبة أمل شخصية، وانهيار داخل الذات، وتقهقر إلى ركنها المظلم، لا أعتقد بأنني الإنسان نفسه بعد السابع من أكتوبر الماضي، أشياء كثيرة تغيرت فيّ للأبد.

لقد جاءت هذه الكارثة لتكون بمثابة ختم شمعي على شكل هذا العالم الذي نعيش فيه، وعلى من يستطيع أن يتناسب واللعبة القذرة والمأساوية التي وجدتُ نفسي وآخرين متورطين بها. لكن لا بد من أن نتحدث عن هذه اللحظة التاريخية القاتمة، لقد بدأت الأكاديميا (الغربية) التي خذلتنا كل أنواع الخذلان منذ بداية هذا العدوان، باستخدام العدوان والصعود على أكتافه، هذه الأكاديميا التي صرعتنا بالدراسات ما بعد الكولونيالية، وبعدم مركزية أوروبا، وبانحياز نظرية المعرفة الأوروبية وأدبياتها، هي نفسها التي لم تفعل شيئًا إزاء ما يحدث بل وساندت الاستعمار ووحشية إسرائيل في غالب الوقت، أو تهربت بحجة تعقيد الوضع في الشرق الأوسط.

تعودنا منذ سنوات على مجموعة من الباحثين العرب الذين يقيمون ويعملون في هذه الجامعات الأوروبية والأمريكية المرموقة، والذين يُظهرون نوعًا من الانحياز للثقافة العربية والإسلامية ضد «الإسلاموفوبيا» أمثال الباحث وائل حلاق، الذي وإن كان ينحدر من خلفية دينية مسيحية، إلا أنه يتحدث عن الإسلام ومنجزاته عبر التاريخ، في محاولة لا تخلو من التلاعب لمواجهة النزعة الاستعمارية الأوروبية. لكن هل هذا ما نحتاجه حقا؟ هل ما نحتاجه هو ما أشار له سلافوي جيجك بـ«الابتزاز المزدوج» الذي يمنع اليسار في العالم اليوم من تبني مواقفه الجذرية، لصالح خطاب يحاول ويدعي التعامل مع كل ثقافة حسب خصوصيتها، والاعتراف بحق كل ثقافة في أن توجد كما هي عليه، دون أن يكون هنالك قيم إنسانية مشتركة، نستطيع كبشر اليوم أن نعتبرها المرجع والرافد الأساسي لحياتنا وكرامتنا؟ وكل هذا لِمَ؟ أليست هذه الطهرانية، بذيئة ومبتذلة بالقدر نفسه، عندما لا تستطيع تجاوز نفسها على الإطلاق، تجاوز مجرد النقد السطحي غير المركب لتمركز الغرب حول نفسه، وتقديمنا في صورة الضحية المطلقة لهذا الدور؟ ماذا عن البحوث التاريخية الجادة والتي وللأسف الشديد لا تلقى رواجًا بالقدر نفسه، حول تركيب المعرفة الأوروبية، وعلاقة المسلمين وبقية العالم بها، وعدم وجود ثقافة مستقلة أو (أصيلة) بمعنى من المعاني، وأن العالم لطالما كان متواصلا ومتواشجا، الأمر الذي أفضى لميزان القوى بشكله الحالي، كما هي أطروحة بيتر فرانكوبان في كتابه «طرق الحرير: تاريخ جديد للعالم»؟

ماذا عن الاستبداد الذي يرزح معظم العرب تحت مظلته والذي يسهم في تردي الحال العربي، وفي فقدان الدولة العربية لسيادتها، وفي أنها ليست أكثر من وكالات غير شرعية لأوروبا وأمريكا، التي تحمي الحكومات المستبدة، وترسخ وجودها، بينما تدعي في الجانب الآخر، التنور والديمقراطية؟ ماذا عن نقدنا لثقافتنا، وتحملنا قدر من المسؤولية تجاه المستقبل، ومراجعتنا لكل ما حدث خلال الخمسين سنة الماضية؟ كيف تبدو خلافاتنا اليوم؟ وما الذي يغذيها؟ وكيف يمكن أن نهيئ فضاءً أرحب لخنق وترويض هذا الحيوان البري المتوحش الذي هو واقعنا؟

نحتاج للحديث أكثر من أي وقت مضى، ومشروعنا التحرري أصبح ملحًا وضروريًا بلا عودة، وما تهافت الناس على أصحاب قنوات اليوتيوب «الشعبويين» ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة ويقدمون قصصًا لا سند لها سوى نبرة الصوت الواثقة أو التلويح بـ«أتحدى أي أحد يقول عكس اللي أقوله» إلا علامة على تعطشنا جميعا لخلق مجال عام يستطيع أن يحتوي الذعر الذي تبثه إبادة الفلسطينيين فينا. لكن في المقابل لا ينبغي أن ننخدع بهؤلاء الأكاديميين الذين لا يمارسون دورا أكثر من كونهم أداة لغسيل عار وجرائم أوروبا وأمريكا اليوم، ووسيلة تسوية رخيصة لا تساوي قطرة دم واحدة نُزفت في فلسطين الآن. لا شيء سيجعلنا أقل سخطا وغضبا وحقدا على ثقافة حقوق الإنسان التي لم تتجاوز كونها أيديولوجية أخرى للهيمنة علينا، لكن في الوقت نفسه ينبغي أن نوجه هذا الغضب في الاتجاه الصحيح، دون أن نسمح بمصادرته.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

من العالم.. مصري يقتل صديقه وسط الشارع وشاب تونسي يشعل نفسه!

لقي شاب مصري مصرعه، إثر إطلاق النار عليه من قبل زميله في شوارع المحلة الكبرى، باستخدام سلاح ناري “طبنجة”، وذلك بسبب خلافات بينهما على تأجير إحدى الكافيتريات.

وبحسب وسائل إعلام مصرية، “تلقت قوات الأمن بلاغا بوصول الشاب أحمد مرجان، البالغ من العمر 23 عاما، إلى طوارئ مستشفى المحلة العام مصابا بعيار ناري قاتل، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله، وبعد تكثيف التحريات وإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة، نجح ضباط مباحث قسم أول المحلة، بالتنسيق مع قوات الشرطة السرية، في إلقاء القبض على المتهم “م.ن”، وبحوزته السلاح الناري المستخدم في الجريمة (طبنجة)، وتم التحفظ على المضبوطات، فيما يجري التحقيق مع المتهم لكشف ملابسات الواقعة ودوافعها”.

تونس.. وفاة شاب أضرم النار في جسده أمام مركز الأمن

أفادت وسائل إعلام تونسية، “بوفاة الشاب الذي أضرم النار في جسده أمام مركز الأمن الوطني في حي الرياض بمدينة سوسة متأثرا بحروقه البالغة”.

وأوضحت “موزاييك”، أن “الشاب الذي أضرم النار في جسده أمام مركز الأمن، توفي اليوم الأحد بمستشفى الحروق ببن عروس بعد إقامته بوحدة الإنعاش في قسم الإسعاف بالمستشفى الجامعي سهلول”.

وقبل أيام، أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أن “شخصا في منطقة لافايات بتونس العاصمة أضرم النار في جسده وتوجّه نحو أحد أعوان الأمن”.

تونس.. 5 سنوات سجنا لعنصر “إرهابي خطير” أضرم النار في زنزانته

قضت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية في تونس، بالسجن مدة خمس سنوات على العنصر الإرهابي زياد الغربي وذلك لإضرامه النار داخل غرفة إيقافه بالسجن المدني بالمرناقية.

وأوضحت وسائل إعلام تونسية أن “العنصر الإرهابي زياد الغربي المودع بسجن المرناقية تعمد إضرام النار في أغطية داخل غرفة إيقافه بالسجن وذلك أوائل العام الماضي”.

وأضافت أن “العنصر الإرهابي الخطير زياد الغربي مودع بسجن المرناقية على ذمة القضية المتعلقة بتورطه في قتل الرائد بشرطة المرور رياض بروطة بواسطة سكين أمام ساحة باردو ومحاولة قتل عون أمن ثان بنفس السكين”.

سوريا.. مريض يحاول الانتحار في مشفى دمشق

حاول مريض في مشفى دمشق (المجتهد)، “الانتحار داخل المشفى بعد ابتلاعه شفرات حلاقة”.

وبحسب “تلفزيون سوريا”، “راجع المريض، الذي يدعى سعد العلاشي (42 عاما)، قسم الإسعاف في المشفى برفقة ذويه، ولكنه رفض الخضوع للفحص الطبي وإجراء تنظير هضمي، وذكر أن المريض كان في حالة اهتياج شديد وغضب عارم، حيث أقدم على كسر نوافذ الغرف برأسه قبل أن يحاول القفز من أحد الطوابق العلوية لإنهاء حياته”.

وأضاف أن عناصر الأمن العام “اضطروا إلى التدخل لتقييده ومنعه من الانتحار، قبل أن يتم تحويله إلى مشفى المواساة، الذي يضم قسمًا مخصصا للطبابة النفسية، لاستكمال العلاج واستخراج ما ابتلعه”.

حريق ضخم بخط أنابيب للغاز في أوزبكستان

اندلع حريق كبير اليوم الاثنين، نتيجة تسرب غاز في خط أنابيب يقع في ولاية بخارى بوسط أوزبكستان، حسبما أعلنت السلطات.

وأفادت وزارة الطاقة في بيان لها “بتسرب غاز في خط أنابيب الغاز الرئيسي بقطر 1020 ملم الذي يمر بولاية بخارى، مما أدى إلى اندلاع حريق”.

وأضاف البيان أنه “يجري اتخاذ كافة التدابير اللازمة لإزالة آثار الحادث، مؤكدا أن الحريق لم يسفر عن وقوع ضحايا أو إصابات”.

إيرلندا.. هجوم بسلاح أبيض في دبلن

أفادت صحيفة “آيرش تايمز” بأن “ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح بعد تعرضهم لهجوم بسلاح أبيض في وسط مدينة دبلن في إيرلندا، مشيرة إلى أنه تم اعتقال المهاجم”.

وذكرت الصحيفة نقلا عن الشرطة المحلية أنه “تم احتجاز شخص واحد يشتبه بتنفيذه الهجوم، بعد أن تعرض ثلاثة أشخاص لإصابات ناجمة عن طعنات في منطقة ستونيبيتر في دبلن، ظهر يوم الأحد”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “المهاجم استخدم سكين مطبخ في الهجوم، وأن الضحايا تم اختيارهم بشكل عشوائي على ما يبدو، وبحسب التقارير، فقد تعرض أحد الضحايا للهجوم عند عتبة منزله بعد عودته إلى المنزل”.

ونقلت “آيرش تايمز”، أن “الشرطة لا تملك أي أدلة تشير إلى أن الهجوم له دوافع إرهابية، ودعت الشرطة أي مواطن تواجد في موقع الحادث إلى الإدلاء بشهادته حول الواقعة، وإرسال أي صور أو مقاطع فيديو متوفرة لتسهيل عمليات التحقيق”.

كارولاينا الشمالية: مقتل ثلاثة شباب مسلمين رميا بالرصاص

شهد مجمع سكني تابع لجامعة تشابل هيل في كارولاينا الشمالية، مقتل ثلاثة شباب مسلمين رميا بالرصاص.

وروت الشرطة أن “القاتل ويدعى جريج ستيفن هيكس ويبلغ وقتها من العمر 46 عاما، حين وجد موقف سيارته مشغولا، مضى إلى مسكن الشاب ضياء شادي بركات، وعمره 23 عاما، وعروسه يسر محمد أبو صالحة وكانت في ربيعها الـ 21، ومعها شقيقتها رزان، 19 عاما، وقتل الثلاثة بطلق في الرأس كل منهم، ثم استسلم للشرطة، وأظهرت لقطات صورت بهاتف محمول عرضت في المحكمة، هيكس وهو يقترب من الشاب بركات وكان أمام باب شقته، ويتهمه بأنه شغل مكان سيارته”.

آخر تحديث: 10 فبراير 2025 - 20:44

مقالات مشابهة

  • جماهير كرة القدم تنتفض ضد إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية في غزة
  • ناجيات من الإبادة فقدن أبناءهن.. جريمة الإبادة الجماعية مستمرة في قلوب الأمهات
  •  جنوب أفريقيا: لن نسحب دعوى الإبادة الجماعية ضد “إسرائيل”
  • جنوب أفريقيا ماضية في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل رغم عقوبات ترامب
  • جنوب أفريقيا.. ردّاً على تهديدات ترامب: لن نسحب دعوى الإبادة الجماعية ضد “إسرائيل”
  • جنوب افريقيا: ماضون قدما بقضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل
  • محكمة سويدية تدين امرأة بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب بحق الإيزيديين
  • السويد تحاكم لين إسحاق بتهمة الإبادة الجماعية للإيزيديين
  • مصطفي بيومي.. الرجل الذي عاش بالكلمات ومات وحيدًا
  • من العالم.. مصري يقتل صديقه وسط الشارع وشاب تونسي يشعل نفسه!