أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتخصيص ميزانية للبحث عن العقارات المملوكة للإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفياتي السابق حول العالم، بما فيها القدس، بهدف إعادة ملكيتها إلى روسيا.

صحيفة "والا" العبرية قالت اليوم الثلاثاء 23 يناير/كانون الثاني 2024، إن بوتين وقّع على قرارين؛ الأول يتعلق بالبحث عن أملاك الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفياتي في الخارج، في حين يأمر الثاني بتخصيص ميزانية لكيان مملوك للدولة ويكون مسؤولا عن إدارة هذه الممتلكات.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن الجانب الروسي مهتم بشكل أساسي بالممتلكات ذات الطابع الثقافي، مشيرة في الوقت ذاته إلى صعوبة تجاهل العقارات.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها روسيا استعادة ممتلكات قديمة من مختلف أنحاء العالم، إذ تمكنت في الماضي من نقل ملكية كاتدرائية القديس نيكولاس في نيس الفرنسية -التي تم بناؤها تكريما للإمبراطور ألكسندر الثاني- إلى روسيا.

وبعد انهيار الإمبراطورية الروسية، أصبحت ملكية الكاتدرائية بيد العديد من الأفراد، لكن أعيدت ملكيتها إلى الدولة الروسية في عام 2021 بحكم محكمة.

ومنذ عام 2000، تم نقل حوالي 4 آلاف قطعة عقارية مختلفة ذات قيمة متفاوتة حول العالم إلى الملكية الروسية، بما في ذلك في أوروبا والشرق الأوسط وجنوب أفريقيا.

ومنذ نحو 20 عاما تجري موسكو محادثات ومفاوضات مع الحكومات الإسرائيلية فيما يتعلق بالأماكن التي اشترتها روسيا خلال القرن الـ19، والتي يحاول الروس استعادتها.

وفي العام 1964، وخلال فترة حكم رئيس الاتحاد السوفياتي السابق نيكيتا خروتشوف، تم تنفيذ ما يسمى بـ"صفقة البرتقال" والتي تم من خلالها بيع معظم العقارات الروسية في فلسطين لإسرائيل مقابل 4.5 ملايين دولار.

إلا أن ملكية مبنى البعثة الدينية الروسية وكاتدرائية ترويتسكي ومجمع سيرغييفسكي بقيت في حوزة الدولة الروسية.

ومن بين الأماكن التي يمكن لروسيا أن تطلبها من إسرائيل ملكية ساحة إليزابيتا (المحكمة الروسية) في القدس، وكنيسة ألكسندر نيفسكي والحي المسيحي في البلدة القديمة، كما تطالب موسكو أيضا بتغيير مسار القطار الخفيف بحيث يكون بعيدا عن الكنيسة الروسية في عين كارم.

وفي يناير/كانون الثاني 2020، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إسرائيل لحضور منتدى المحرقة لإحياء الذكرى الـ75 لتحرير معسكر الإبادة الجماعية في أوشفيتز ببولندا.

واجتمع بوتين وقتها برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حيث كانت مسألة الأصول الروسية في إسرائيل على جدول أعمال الاجتماع.

وفي عام 2020، سمحت إسرائيل لأول مرة للاتحاد الروسي بتسجيل ملكيته لفناء ألكسندر المجاور لكنيسة القيامة، وهو عقار متنازع عليه بين فصائل الكنيسة الروسية، ورفضت إسرائيل لسنوات التدخل في النزاع.

وتاريخيا كان للبعثة الدينية الروسية إلى القدس الحق في امتلاك الأراضي أو البناء وفق أوامر الإمبراطور الروسي نيكولاي الأول عام 1847.

ومنذ ذلك الحين، ضمت الإمبراطورية الروسية عددا من الممتلكات من الأراضي الفلسطينية، والتي كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية، حيث قدرت المساحة الإجمالية لممتلكات الدولة الروسية في فلسطين المحتلة مع حلول القرن الـ20 بنحو 23 هكتارا.

وامتدت الإمبراطورية الروسية إلى بولندا الحديثة ودول البلطيق مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، إضافة إلى فنلندا، لكنها تفككت إثر الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) واندلاع الثورة البلشفية عام 1917 بقيادة فلاديمير لينين، والتي كانت بمثابة ولادة للدولة الشيوعية.

وفي العام 1922، تأسس الاتحاد السوفياتي واستمر حتى انهار في عام 1991 مع استقلال الجمهوريات المؤسسة في دول البلطيق والقوقاز وأوكرانيا وبيلاروسيا وآسيا الوسطى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الإمبراطوریة الروسیة الروسیة فی

إقرأ أيضاً:

سو-57.. تفاصيل صفقة المقاتلة الروسية التي ستمتلكها الجزائر

موسكو- أعلنت الجزائر رسميا أنها ستستلم الجيل الخامس من مقاتلات "سو-57" الحربية الروسية، لتكون بذلك أول دولة أجنبية تحصل على هذا النوع من الطائرات الحربية الروسية المتطورة، وأضافت أن الطيارين الجزائريين موجودون الآن في روسيا للتدرب على قيادتها.

ومن المقرر أن تبدأ عمليات تسليم هذه الطائرات ذات القدرات الشبحية قبل نهاية العام الحالي، وفق تأكيدات رسمية روسية وجزائرية، لكن لم يتم الكشف عن عدد الطائرات المنوي تسليمها وسعرها أيضا، بينما تفيد تقارير عسكرية روسية وغربية أن تكلفة الطائرة الواحدة تبلغ 35 مليون دولار.

ولكن كما هو الحال عادة مع السلع العسكرية، من المرجح أن يكون سعر التصدير أعلى، ومن المتوقع كذلك أن تمول الجزائر جزءا من عملية الشراء من خلال "صفقات مضادة"، إذ تتمتع البلاد بموارد طبيعية قد تكون موضع اهتمام بالنسبة لروسيا.

معظم المعلومات المتعلقة بطائرة "سو -57" محاطة بدرجة عالية من السرية (رويترز) الطائرة المعجزة

تصف روسيا "سو-57" بأنها "طائرة معجزة" تملك قدرات تكنولوجية لا مثيل لها، وقال عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنها "أفضل طائرة في العالم".

وفي السنوات الأخيرة، شاركت شركة سوخوي المصنعة لـ"سو-57″ في المعارض الجوية في الصين والهند، بهدف جذب المشترين، وفي أغسطس/آب 2011، تم عرض الطائرة لأول مرة للجمهور في معرض "ماكس" الدولي للطيران، مع ذلك، تم تأجيل الإنتاج التسلسلي إلى منتصف عام 2019، كما سبق أن ساهمت الهند ماليا في تطوير المشروع قبل أن تنسحب منه في عام 2018.

ويشير محلل الشؤون العسكرية يوري كنوتوف إلى أن معظم المعلومات حول طائرة "سو -57" سرية، ولهذا فإن المعروف حاليا هو الخصائص التقريبية.

إعلان

ووفق رأيه، تعد "سو-57" واحدة من الطائرات الأكثر تقدما في العالم، نظرا لاحتوائها على العديد من الأنظمة الجديدة، بما في ذلك الصواريخ التي تسمح بتدمير الأهداف على مسافة لا يمكن الوصول إليها باستخدام الطائرات الأخرى، الروسية والأجنبية على حد سواء.

ويشرح كنوتوف أن "سو-57" تعتبر أكبر من "إف -22" من ناحية طول الجناحين والهيكل، ولكنها أصغر من طائرة "سو-27" من حيث الوزن، وتنتمي في العموم إلى فئة المقاتلات الثقيلة.

ويتابع بأنها تلبي بشكل كامل جميع متطلبات مقاتلات الجيل الخامس من حيث انخفاض الضوضاء، بسبب المزيج الذي تمتلكه من تقنيات التخفي وأنظمة الحرب الإلكترونية، كما أن لديها سرعة تفوق سرعة الصوت، وقادرة على المناورة مع الأحمال الزائدة العالية، ومجهزة بإلكترونيات متقدمة ومتعددة الوظائف.

علاوة على ذلك، تتمتع الطائرة بالقدرة على التحكم بها عن طريق الذكاء الاصطناعي أو عن طريق المشغل عن بعد، وعلى مسافات كبيرة من القاعدة، دون الحاجة لأن تكون مأهولة، ويعني ذلك إزالة القيود المتعلقة بالجانب الجسدي للطيارين في حالات السرعة والمناورة، وبالتالي ستتوقف الأحمال الزائدة عن لعب دور في تكتيكات القتال.

تعاون تاريخي

يعود تاريخ التعاون العسكري بين البلدين إلى الحقبة السوفياتية، حيث بدأت الجزائر بعد حصولها على الاستقلال بعملية تشكيل القوات الجوية للجيش الجديد، وحصلت على أولى مقاتلاتها السوفياتية من طراز "ميغ-15" من مصر عام 1962.

وفي الوقت نفسه، تسلمت الجزائر طائرات مروحية متعددة الأغراض من طراز "مي 4" من الاتحاد السوفياتي، حيث تدرب طيارو القوات الجوية الجزائرية الشابة فيه، وفي بعض الدول العربية المجاورة.

وبحلول نهاية الستينيات من القرن الـ20، تم استلام المزيد من مقاتلات "ميغ-21" الحديثة وقاذفات "إيل-28″، وحصلت الجزائر لأول مرة على أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز "إس 75" السوفياتية الحديثة، التي تم استخدامها في ذلك الوقت في فيتنام ضد الطائرات الأميركية.

إعلان

تجدر الإشارة إلى أن الجزائر كانت قد جددت أسطولها الجوي ليس فقط بالمعدات الجوية السوفياتية، بل اختارت العروض الأكثر فائدة واشترت طائرات ومروحيات من بلدان مختلفة، فبالإضافة إلى طائرات "ميغ-23" و"ميغ-25″، اشترت الجزائر في أواخر الثمانينيات أحدث قاذفات الخطوط الأمامية من طراز "سو-24 إم" من الاتحاد السوفياتي.

وفي تسعينيات القرن الـ20 والألفينيات، جرت عملية إعادة تسليح حقيقية للطيران الجزائري بطائرات من الجيل الرابع، حيث تم استلام مقاتلات "ميغ-29″ من أوكرانيا وبيلاروسيا، وطائرات إضافية من طراز"سو- 24" وأحدث طائرات "سو-30" من روسيا.

وخلال العقد الأول من القرن الـ21، تم توقيع عقد لتوريد مقاتلات تدريب من طراز "ياك -130" ومقاتلات روسية أخرى متعددة المهام.

الصفقة العسكرية تحمل أبعادا سياسية للطرفين الجزائري والروسي برأي محللين (رويترز) مكسب للطرفين

يقول الخبير الإستراتيجي رولاند بيجاموف إن "الجزائر شريك تقليدي لروسيا في المجال العسكري والتقني، وهي الدولة الوحيدة من بين شركاء روسيا التي تعتبر الأكثر التزاما في مجال شراء السلاح، خلافا للهند ومصر اللتين قامتا بإلغاء صفقة مشابهة لشراء طائرات "سو -35".

وعلى هذا الأساس، يعتبر المتحدث أن الصفقة لها أبعاد سياسية أيضا، مشيرا إلى أن روسيا كانت تبيع الأسلحة إلى فنلندا، ولكن بعد أن أصبحت هلسنكي ضمن حلف شمال الأطلسي "الناتو" فلن يتم بطبيعة الحال نقل أي شيء إليها بعد الآن.

وحسب ما يوضح للجزيرة نت، تتيح الصفقة للجزائر رفع وزنها الإقليمي، لا سيما على ضوء إعلان المغرب شراء 25 طائرة "إف-16" من الولايات المتحدة، كما أن الإعلان عن الصفقة يقلل من المزاعم بوجود تباينات بين موسكو والجزائر حيال الأوضاع في إقليم أزواد، ودعم روسيا للحكومة المركزية في مالي.

كما يرجح بيجاموف أن يؤدي تصدير طائرات "سو-57" للجزائر إلى توسيع الإنتاج التسلسلي لهذه الطائرة، "وستسمح العائدات ليس فقط بزيادة القدرة الإنتاجية، ولكن أيضا بإجراء أعمال التحديث عليها".

إعلان

ويضيف أن "العقوبات الغربية والحرب مع أوكرانيا أثرتا على وتيرة تصنيع وتصدير هذه الطائرات إلى حد كبير، على الرغم من أن الطائرة تحظى باهتمام كبير من قبل العملاء الأجانب".

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
  • التعليم تحدد الفئات المسموح لها دخول امتحانات المصريين بالخارج للترم الثاني وموعدها
  • المستندات المطلوبة للتقدم لـ امتحانات أبنائنا في الخارج 2025 الترم الثاني|تفاصيل عاجلة
  • امتحانات أبناؤنا في الخارج الترم الثاني| التعليم تحدد الطلاب المسموح لهم بدخولها
  • بوتين: محادثات الرياض خطوة لاستعادة الثقة بين موسكو وواشنطن
  • بوتين: المحادثات الروسية الأمريكية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض كانت “إيجابية”.. ويسعدني لقاء ترامب
  • بوتين: المفاوضات مع الأمركيين خطوة أولى لاستعادة العلاقات
  • بوتين: المفاوضات مع الأميركيين خطوة أولى لاستعادة العلاقات
  • غزة: إسرائيل لم تسمح إلا بدخول 6 معدات فقط بعضها متعطل
  • سو-57.. تفاصيل صفقة المقاتلة الروسية التي ستمتلكها الجزائر