الوطن:
2025-04-28@12:57:15 GMT

محمد عمارة يكتب: التسويق وقناة السويس

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

محمد عمارة يكتب: التسويق وقناة السويس

بعد الطفرة التى حققتها الدولة فى تطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بموانيها والتوسّع الذى شمل مضاعفة مساحتها نحو ٢٠ ضعفاً، وأصبحت مساحتها الآن قرابة ٤٥٥ كيلومتراً مربعاً، يبقى السؤال: ماذا ينقص المنطقة الاقتصادية لقناة السويس حتى تحقّق التنافسية التى تليق بما تم فيها من جهود وتطوير، وبما يليق بمكانة مصر، حيث إن ما تم إنفاقه والعائد منه بعيد، ونرجع للسؤال: ماذا ينقص المنطقة الاقتصادية للقناة حتى تُحقق التنافسية؟

والإجابة عن هذا السؤال تكمن فى كلمة واحدة ألا وهى «التسويق»، والتسويق علم كبير ومتشعب وركائزه تقوم على كل من احتياجات السوق ومدى رضا المسوق إليه ورفع الولاء عنده، ودعونا نستفيض بأنه ما زال الكثير يخلط بين الإعلام والتسويق، وشتان بين هذا وذاك، فالتسويق خطط واستراتيجيات، وكيفية ابتكار الأفكار التى من شأنها خلق الميزة التنافسية التى تجعلك مميزاً عن غيرك، وتجعل المستهلك يبحث عنك، ومن ثم تسهل وترسم الطريق للإعلام، أما كلمة ترويج فهى أحد عناصر المزيج التسويقى الأربعة، وهى المنتج والسعر والمكان والترويج، إذن سيصعب الترويج لمنتج سعره أقل عند منافس أمامى، ومن هذا المنطلق فإن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تفتقر إلى التسويق بمفهومه الشامل، كما تفتقر إليه بمفهومه التخصّصى، وهو التسويق الأزرق، وليس بمفهومه الكلاسيكى فقط باستراتيجيات المحيط الأزرق، والبحث عن حصة سوقية، بل والمتعلق بجميع الاقتصاديات الزرقاء المتعلقة بالبحار والموانئ.

فدعونا نتكلم بشفافية بأن مثل هذا المشروعات لا تحتاج إلا أن ننظر إلى كل منافسينا الإقليميين وتحليل نقاط القوة والضعف من حيث المدى الزمنى لتقديم الخدمات والحوافز الاستثمارية والضريبية والتفكير خارج الصندوق بأفكار جديدة ودراسة التموضع وتعظيم الاستفادة منه ودراسة التحديات والفرص وتحليل ورقمنة الخدمات المقدّمة وتغيير الصورة القديمة بعدم اليقين وبث الطمأنينة، ودراسة احتياجات المستثمر واحتياجات السوق دراسة كافية ووافية، كل هذا وأكثر يتعلق بـ«التسويق واستراتيجيات التسويق».

إن عبقرية المكان والمكانة لمصرنا الحبيبة تستحق أن نحسن استغلالها والتفكير خارج الصندوق من خلال استراتيجية وطنية تسويقية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ذات مسار تشريعى ومؤسسى، وإلى من يهمه الأمر المسار التشريعى مهم جداً، والحوافز الاستثمارية والضريبية ستعود على المستثمر، والمسار المؤسسى المهم وآليات التشبيك بين المؤسسات وعدم الإرهاق التنظيمى الذى سيعود بالسلب على المستثمر، والدراسة التسويقية الدورية لقياس مؤشرات قياس أداء تلك الاستراتيجية وعمل دليل مشروعات للهيئة متكامل ودراسة احتياجات السوق والعملاء، وبناءً عليه يتم إعداد كتالوج مشروعات ومراجعة التشريعات مراجعة دقيقة لنكون بيئة جاذبة للاستثمار وإدخال الحوافز التشريعية وإدخال أفكار مجالات جديدة، مثال على ذلك «تخريد السفن»، تلك الصناعة المهمة التى يعتمد عليها الكثير من اللوجيستيات الكبرى وصيانة وإصلاح وتموين السفن، وسياحة المعارض والمؤتمرات اللوجيستية وتصنيع كونتينرات التحميل وربط موقع المنطقة الاقتصادية بالجنوب، واستغلال الموقع العبقرى كسفاجا ومطروح، ووجود مصانع كبرى فى هذه المناطق، والتى ستخدم المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وتربيط لوجيستى اقتصادى صناعى تجارى بين المقاومات الزرقاء لوطننا الغالى شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، وأخيراً وليس بآخر إن الدولة المصرية تسابق الزمن فى ظل ظروف اقتصادية عالمية صعبة لم يشهد العالم مثلها منذ عقود، وأنا أؤمن بعقيدة راسخة بأنه فى الظروف الاستثنائية لا بد من قرارات استثنائية، لأن نمطية الإدارة الكلاسيكية من خلال الوظائف الإدارية فقط دون مراعاة الهدف ستكون غير مجدية، والأهم هو الإدارة بالأهداف من خلال الوظائف الإدارية والارتكاز على العلم المصحوب بالخبرات، والأهم هو أن نثق بكوادرنا العلمية، لأننا نستطيع.. حفظ الله وطننا الغالى النفيس.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محمد عمارة قناة السويس تطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس المنطقة الاقتصادیة لقناة السویس

إقرأ أيضاً:

قيادي بحزب المؤتمر: تصريحات ترامب مرفوضة.. وقناة السويس رمز وطني لا يقبل المساومة

أدان القبطان وليد جودة، أمين مساعد حزب المؤتمر بالقاهرة، التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن قناة السويس.

برلماني ردا على تصريحات ترامب: قناة السويس خلقت قبل وجود أمريكابرلماني: منظومة العمران في مصر بها مشاكل ضخمة وتحتاج لإعادة النظربرلماني يتقدم بطلب إحاطة بشأن المغالاة في رسوم التصالح بقرى أبيسبرلمانية تتقدم بطلب إحاطة بشأن تكليف خريجي كليات الصيدلة دفعة 2023

وأكد القبطان وليد جودة، أن هذه التصريحات تمثل مساسًا واضحًا بالسيادة الوطنية لدول تمتلك ممرات ملاحية دولية تخضع لقوانين وأعراف دولية راسخة، وفي مقدمتها مصر، التي تدير قناة السويس بموجب سيادتها الكاملة، وفق اتفاقيات دولية تضمن حرية الملاحة دون الانتقاص من حقوقها الاقتصادية والسياسية المشروعة.

رمز السيادة الوطنية

وأضاف أمين مساعد حزب المؤتمر بالقاهرة في تصريحات له اليوم، أن قناة السويس ليست مجرد ممر ملاحي عالمي، بل تمثل رمزًا للسيادة الوطنية المصرية، وأحد أهم موارد الدخل القومي، ويتم التعامل مع جميع السفن المارة عبرها وفق مبدأ المساواة وعدم التمييز، وطبقًا للقوانين والاتفاقيات المنظمة لذلك.

وشدد القبطان وليد جودة، على أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمتلك الإرادة الصلبة والقدرة الكاملة على حماية مصالحها الوطنية، وضمان إدارة قناة السويس بحيادية وكفاءة لصالح العالم أجمع، دون السماح لأي جهة بفرض إملاءات أو تجاوزات تمس بالسيادة المصرية.

طباعة شارك وليد جودة حزب المؤتمر دونالد ترامب بنما قناتي السويس وبنما

مقالات مشابهة

  • برلمانية: الدولة المصرية لا تقبل أي إملاءات خارجية.. وقناة السويس خط أحمر
  • «نائبة»: الدولة المصرية لا تقبل أي إملاءات خارجية.. وقناة السويس خط أحمر
  • النائبة نجلاء العسيلي: ترامب يُشوّه الحقائق وقناة السويس إرث سيادي لمصر
  • محمد الحمصاني: قناة السويس تعتبر منطقة واعدة بحكم موقعها الإستراتيجي
  • قيادي بحزب المؤتمر: تصريحات ترامب مرفوضة.. وقناة السويس رمز وطني لا يقبل المساومة
  • 8.3 مليار دولار استثمارات في 3 سنوات.. مدبولي: فرص واعدة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
  • عاجل - رئيس الوزراء يلتقي برئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لمتابعة الجهود في جذب الاستثمارات
  • عاجل:- رئيس الوزراء يتابع جهود الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في جذب الاستثمارات وتطوير المشروعات
  • مدبولي: اقتصادية قناة السويس بوابة لوجستية عالمية ومركز جذب استثماري واعد
  • د. أشرف ناجح إبراهيم عبدالملاك يكتب: أمور مهمة فى حبرية المنتقل البابا فرانسيس