الوطن:
2024-07-03@18:02:29 GMT

رامي جلال يكتب: مهرجانات وعصابات

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

رامي جلال يكتب: مهرجانات وعصابات

أسمع كل ألوان الموسيقى المحلية، وكذلك الكثير جداً من الإنتاج العالمى، بهدف معرفة ما وصلت إليه البشرية، ولو أننى ما زلت حبيساً، من ناحية التفضيل، فى حقبة زمنية غنائية محصورة بين خمسينات وتسعينات القرن الماضى. النفس البشرية غير المبنية على التنوع وقبوله تعيش فى معاناة.

الموسيقى قوة ناعمة، ولها وجه سياسى واضح.

. سُميت حرب فيتنام بحرب «الروك آند رول» لارتباطها بهذا النوع من الموسيقى، وكانت أغنية «علينا الخروج من هذا المكان»، لفريق «ذا أنيمالز» أو «الحيوانات»، من الأكثر رواجاً بين شباب تلك الفترة.

استُخدمت موسيقى «الراب» للاحتجاج ضد النظم الاجتماعية والسياسية. أول من فعل ذلك كان مطرب الراب الأمريكى «آيس تى» حين حث فى أغانيه على استخدام العنف ضد الشرطة، وبسببه توقفت الشركة المنتجة «تايم وارنر» طواعية عن إنتاج المزيد من أغانى «الهيب هوب» لأى مطرب. بالمناسبة، فإن «آيس تى» هذا، واسمه الحقيقى «تريسى مورو»، هو أحد أهم مؤسسى فن «الجانجستا راب» أو «راب العصابات»، وهى موسيقى لها طابع عنيف وتستخدم الكلمات النابية والعنصرية، وبسببها صدر قانون يُلزم شركات الموسيقى بوضع ملصقات تحذيرية على الألبومات الموسيقية الـ«ملائمة للكبار فقط». كان لدينا منذ بضعة عقود ظاهرة غنائية سياسية مصرية هى الثنائى: المُطرب الشيخ «إمام عيسى»، والشاعر «أحمد فؤاد نجم»، وفى الزمن نفسه كانت ظاهرة شبيهة تغزو أوروبا وهى فريق «البيتلز» المكون من «جون لينون»، و«بول مكارتنى»، و«جورج هاريسون»، و«رينجو ستار». جمع الفقر والمعاناة الثنائى الأول، ووحد الحلم بالتغيير الرباعى الثانى. الظاهرة الأولى أوصلت أصحابها لسجن القلعة ليحمل كل منهما لقب «معتقل»، بينما حملت الثانية أبطالها لقصر «باكنجهام» ليحصل كل منهم على لقب «سير».

اتصفت تجربة «إمام - نجم»، رغم رونقها وبريقها، بالمحلية. أما «الخنافس» فقد غزوا العالم لأنهم غنوا للمُطلق، مثل: الحب والحرية والسلام (لكن لا ننسى أيضاً أن أغانيهم المعارضة لحرب فيتنام قد ساعدتهم على الانتشار العالمى، فضلاً عن سهولة انتشار اللغة الإنجليزية). توفى الشيخ إمام عيسى وهو يعانى الفقر والنسيان، ومات «نجم» بعده بحوالى عقدين من الزمن، أما «جون لينون» فقد اغتيل مطلع الثمانينات على يد أحد المختلين عقلياً، وبعد قرابة العقدين أيضاً مات «جورج هاريسون» بالسرطان. رحم الله الجميع، والسؤال هو: ما هى الموسيقى المصرية المعاصرة التى قد نتذكرها بعد بضعة عقود كموسيقى استطاعت الوصول للعالمية؟ ظنى أن أغانى المهرجانات سوف تفعل ذلك! رأيت بنفسى من يستمعون إليها فى حى «الفهيدى» فى دبى، وفى «هايد بارك» فى لندن، وفى «التايم سكوير» فى نيويورك. ومنذ أكثر من عشر سنوات اقتربت من مجموعة من الطلبة الأمريكيين ممن يدرسون اللغة العربية فى الإسكندرية، وكانوا يفضلون هذا النوع من الأغانى ونقلوه معهم إلى بلادهم. حين تصل أغانى المهرجانات المصرية إلى الدول المجاورة فى حفلات عامة كبيرة وصاخبة، أجد البعض يستهجن الأمر، بينما الواقع هو أن وجود أى مظهر من مظاهر الثقافة المصرية خارج الحدود هو قوة ناعمة وزيادة فى رصيد التأثير. ربما تحتاج الكلمات لبعض التغيير، وهذا سيحدث بالتراكم والتطور، لكنها إيقاعات مبهجة نابعة من طينة أرضنا مثل: الراب الأمريكى والراى الجزائرى اللذين غزوا العالم. المهرجانات فن وطنى وليست أغانى مستورَدة كعادة الكثير من إبداعنا، ويمكن تحويلها إلى قوة مصرية ناعمة. وبقليل من التنظيم ستُستخدم فى الترويج للثقافة والقصص المصرية، لكن هذا يحتاج، ابتداء، إلى التوقف عن الحملات الساذجة القائمة على المقاربات الأخلاقية وادعاءات المثالية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الموسيقى

إقرأ أيضاً:

يتضمَّن 4 مهرجانات.. «العلمين» يُعلن مفاجآت عديدة بدورته الثانية

أعلنت إدارة مهرجان العلمين، خلال الموتمر الصحفي للمهرجان الذي يقام حاليًا بمدينة العلمين، عن عدد من المفاجآت والفعاليات والتي من بينها أن المهرجان سينقسم إلى 4 مهرجانات أخرى.

وقالت الإعلامية منى عبدالوهاب، خلال تقديمها للمؤتمر الصحفي، إن المهرجان، سيتضمَّن 4 مهرجانات وهي «مهرجان نبته»، و«مهرجان الترفيه»، و«مهرجان الرياضة»، و«مهرجان الطعام»، و«مهرجان الموسيقى والمسرح».

 

ووصل إلى المؤتمر الخاص بافتتاح الدورة الثانية لمهرجان العلمين، منذ قليل، عدد من قيادات الشركة المُتحدة للخدمات الإعلامية، على رأسهم الدكتور أشرف سالمان، رئيس مجلس إدارة الشركة، وعمرو الفقي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة، والمهندس حسام صالح الرئيس التنفيذي للأعمال بالشركة.

كما وصل جمال صلاح، الرئيس التنفيذي لـ pod، والإعلامية منى عبدالوهاب، المتحدث الرسمي باسم المهرجان في دورته الثانية، وأيضًا حضر الفنان أحمد أمين.

 

مقالات مشابهة

  • رامي جمال| مشاهدات أغنية يا دمعي خلال أسبوعها الأول
  • «الأوبرا» تحتفل بالعام الهجري الجديد في معهد الموسيقى العربية
  • بعد واقعة حفلة راغب علامة.. قيس سعيد ينتقد مهرجانات تونس
  • محمد سيف يكتب: مبادرة ابدأ.. شباب في مهمة وطنية
  • د.حماد عبدالله يكتب: الوطنية المصرية «المنقوصة» !!
  • يتضمَّن 4 مهرجانات.. «العلمين» يُعلن مفاجآت عديدة بدورته الثانية
  • منير أديب يكتب: 30 يونيو.. والحفاظ على الهوية المصرية من التآكل
  • قصة حب أحمد رامي لأم كلثوم.. بدأت بـ«نظرة» وانتهت بـ«اكتئاب واعتزال»
  • ماسك الصبار للبشرة الجافة: ترطيب فعّال وتهدئة ملموسة لبشرة ناعمة وصحية
  • أحمد رمزي يكتب: مبادرة «ابدأ».. الظهير الصناعي لتقدم الدولة المصرية