تفسير قول الله تعالى "وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا"
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
قال الدكتور محمد طه، إمام مسجد السيدة نفيسة، إن الآية الكريمة تأمر المسلمين برد السلام إذا سلم عليهم أحد بتحية الإسلام، وذلك بأفضل منها، وهي "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"، أو بردها بمثلها، وهي "وعليكم السلام".
وأشار إمام مسجد السيدة نفيسة إلى أن إلقاء السلام سنة، ورده فرض، فإذا رد الإنسان السلام بما رد عليه فالرد مقبول، وإذا زاد عليه فتلك مندوبة، وتزيد فيها الحسنات.
وضرب إمام مسجد السيدة نفيسة مثلاً على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي جاء فيه أن رجلاً سلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السلام، ثم قال: (عشرة)، ثم جاء رجل آخر وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه السلام، ثم قال: (عشرون)، ثم جاء آخر وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه السلام، ثم قال: (ثلاثون).
رأي دار الإفتاء المصرية في صوم شهر رجب:في سياق متصل، قالت دار الإفتاء المصرية إن الأحاديث الواردة في الصوم في شهر رجب، وإن كانت ضعيفة، إلا أنها مقبولة في فضائل الأعمال، كما أن الصيام في شهر رجب داخلٌ في عموم الصوم التطوعيِّ الذي رغب الشرع فيه.
وأضافت دار الإفتاء المصرية أن صوم شهر رجب كاملًا جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه، ولا إثم على من يفعل ذلك، وذلك لعموم الأحاديث الواردة في فضل التطوع بالصيام، ولم يُنقَل عن أحدٍ من علماء الأمة المعتبرين إدراج هذا فيما يُكْرَهُ صومه.
دعاء للنجاح والتوفيق في الامتحانفي ختام المقال، يمكن القول إن الآية الكريمة تحث المسلمين على رد السلام إذا سلم عليهم أحد بتحية الإسلام، وذلك بأفضل منها، أو بردها بمثلها. كما أكدت دار الإفتاء المصرية أن الأحاديث الواردة في الصوم في شهر رجب، وإن كانت ضعيفة، إلا أنها مقبولة في فضائل الأعمال، كما أن الصيام في شهر رجب كاملًا جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النبی صلى الله علیه وسلم دار الإفتاء المصریة فی شهر رجب
إقرأ أيضاً:
المفتي يؤكد: مصادر المعرفة في الإسلام تقوم على الوحي والعقل والتجربة
قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن من بين الأسئلة المحورية التي ينشغل بها الباحثون عن الحقيقة سؤال: ما هي مصادر المعرفة؟
وأوضح فضيلته، خلال حديثه الرمضاني على قناتَي DMC والناس الفضائيتين، أن هذا السؤال يُطرح رغبةً في الكشف عن السُّبل الصحيحة التي يتوصل بها الإنسان إلى المعارف المتعلقة بدينه ودنياه، موضحًا أن مصادر المعرفة في التصور الإسلامي تقوم على ثلاثة عناصر أساسية، هي: الأخبار الصادقة المتمثلة في الوحي، والعقل السليم، والتجربة أو الحوادث الظاهرة.
وأضاف فضيلته أن بعض أهل السلوك والعرفان يشيرون إلى مصدر رابع يتمثل في الذوق، أو الكشف، أو الإلهام، أو الإشراق، أو العرفان، وهو مصدر يُستأنس به في مجال التزكية والتربية الروحية، لا في بناء الأحكام الشرعية.
وأكد فضيلته أن الأخبار الصادقة تشمل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حيث يقف المتأمل فيهما على كنوز عظيمة من المعرفة، تتصل بالخالق والمخلوق والعلاقات بينهما، واستشهد بقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة: 2]، وقوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59]، وقوله سبحانه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31].
كما استشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، و«خذوا عني مناسككم» مبينًا أن السنة النبوية شارحة ومبينة للقرآن، ومفسرة لأحكامه.
وأوضح مفتي الجمهورية أن الوحي مصدر شامل للمعرفة، لا يقتصر على الأمور التعبدية فقط، بل يشمل تنظيم المجتمع، وضبط الأخلاق، وتأسيس القيم، ووضع التشريعات التي تنظم حياة الإنسان.
وفي حديثه عن العقل، أشار إلى أنه من أعظم النعم الإلهية، ودعا إلى التأمل في النفس والكون، مستشهدًا بقوله تعالى:
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53]، وقوله تعالى: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]، وقوله سبحانه: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا...} [الروم: 42]، كما لفت إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «تفكروا في آلاء الله»، مبينًا أن التفكر لا يكون إلا بالعقل.
ونوَّه فضيلته بأهمية التفرقة بين ما يمكن للعقل إدراكه بالتوافق مع النصوص، وبين ما يتوقف عند حدود السمع والنقل، كالغيبيات التي لا سبيل لمعرفتها إلا من خلال الوحي.
أما فيما يخص التجربة، فأوضح أنها وسيلة معرفية مهمة، خصوصًا في مجالات العلوم التطبيقية، وتُعد مكملة للوحي والعقل في إدراك الواقع وفهم قوانينه.
وفي حديثه عن الكشف والذوق والإلهام، أشار مفتي الجمهورية إلى أنها من المقامات الروحية التي تخص أهل التزكية والسلوك، ولا يُبنى عليها حكم شرعي، بل يُستأنس بها ما دامت لا تُخالف النصوص الشرعية.
وختم فضيلته حديثَه بالإشارة إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قال: «قد كان في الأمم محدثون، فإن يكُ في أمتي أحد فعمر»، مشيرًا إلى قصة "يا سارية الجبل"، على أنها من الكرامات التي يُستأنس بها، ولا يُحتج بها تشريعيًّا.