بوابة الوفد:
2025-03-03@23:35:48 GMT

وثيقة ترسيخ دعائم التنمية المستدامة (٢)

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

تناولنا فى المقال السابق أبرز توجهات الاقتصاد الوطنى خلال الفترة حتى عام 2030، سواء فيما يتعلق بتوجهات الاقتصاد الكلى أو على مستوى القطاعات الاقتصادية والإجتماعية، وضرورة تبنى سياسات اقتصادية داعمة لاستقرار الاقتصاد الكلى، ووضع الدين العام فى مسارات قابلة للاستدامة، كذلك السعى نحو تنفيذ برنامج حقيقى لتعزيز المتحصلات من النقد الأجنبى عبر وثيقة تضمنت العديد من المستهدفات لدعم صلابة ومرونة الاقتصاد المصرى حتى 2030، استنادًا إلى 19 مجالًا أساسيًا، 873 توصية داعمة لصنع القرار فى الأجلين القصير والطويل، يمكن معهما الدفع قدمًا بآفاق الاقتصاد المصري، هذه الوثيقة تقوم على ثمانية توجهات إستراتيجية، تتمثل فى رفع معدل النمو ليصل إلى معدلات تتراوح بين 6% و8% فى المتوسط، وبصورة مرتبطة بالحفاظ على أن تكون هذه النسبة أكثر من معدل النمو السكانى ثلاث مرات، مع التركيز على نوعية النمو الاقتصادى، ووتيرة نمو اقتصادى داعمة للتشغيل لتوفير ما يتراوح بين 7 و8 ملايين فرصة عمل حتى 2030، لتعزيز مكانة الاقتصاد المصرى عالميًا كأسرع اقتصادات العالم نموًا، ومن بين أكبر عشرين اقتصادًا فى العالم فى 2030.

كذلك تبنى الإستراتيجية الوطنية للاستثمار 2024 – 2030 لحشد استثمارات بقيمة 23 تريليون جنيه، وتحقيق نمو مطرد لحجم الاستثمارات العامة بما لا يقل عن 10% سنويًا، وضمان تنفيذ الاستراتيجيات الداعمة لنهضة وتعزيز دعائم اقتصاد تنافسى مستدام قائم على المعرفة، وتسريع الانتقال إلى تقنيات الثورات الصناعية، للتحرك بخطى مستدامة نحو الاقتصاد الأخضر، وتعزيز دور مصر الرائد فى الاقتصاد العالمى عبر تفعيل وتعظيم الدور الاقتصادى لقناة السويس، ودور مصر فى تجارة الترانزيت، ومواصلة إبرام شراكات استراتيجية دولية فاعلة وتعزيز مشاركة الشباب الركيزة الأساسية للتقدم على عدد من الأصعدة، كذلك تقوية دور المصريين بالخارج فى ترسيخ دعائم نهضة الدولة. ما نؤكده أن ما يجب أن نسعى إليه هو مواصلة تطوير القطاع المالى المصرى، واستغلال الفرص التى يتيحيها التحول الرقمى لرفع نسبة الشمول المالى إلى 100%، مع السعى نحو تطبيق مبدأ وحدة وشمولية الموازنة، ومواصلة التحول الكامل نحو موازنة البرامج والأداء لزيادة مستويات فعالية الإنفاق الحكومى وإصلاح الهيئات الاقتصادية لضمان حوكمتها وتشجعيها على تدبير التمويل من موارد ذاتية لتخفيف العبء على الموازنة. فتبنى برنامج قومى لحشد الموارد من النقد الأجنبى أمر لا مفر منه، وعبر رفع معدل نمو قيمة الصادرات المصرية بما لا يقل عن 20٪ سنويًا، وبلوغ مستهدف تصديرى بحدود 145 مليار دولار عام 2030. أيضاً رفع معدل نمو عائدات السياحة بنسبة 20٪ سنويًا لتصل إلى 45 مليار دولار عام 2030، وتحويلات العاملين بالخارج بنسبة 10٪ سنويًا لبلوغ مستهدف 53 مليار دولار فى عام 2030، كذلك زيادة معدل نمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى 19 مليار دولار، ومعدلات نمو عائدات قناة السويس لتبلغ مستهدفًا بقيمة 26مليار دولار, ندرك أن هناك دورًا رائدًا مطلوبًا لمصر فى الاقتصاد العالمى الآن، عبر تفعيل وتعظيم الدور الاقتصادى لكثير من القطاعات، إلى جانب تعزيز مشاركة الشباب الركيزة الأساسية للتقدم، وأيضاً هناك دور فاعل للمصريين بالخارج فى ترسيخ دعائم نهضة الدولة. مرتبطًا بضرورة التوسع فى منح الرخصة الذهبية، ودعم صناعات مستلزمات الإنتاج، وإيجاد مسارات جديدة لفتح أسواق التصدير، واتخاذ آليات مبتكرة ناجزة للانحياز للصناعة والزراعة، فضلًا عن دعم القطاع الخاص، حتى يمكن وضع رؤية واضحة تمكن الاقتصاد من التعافى والانطلاق وتحقيق الاكتفاء الذاتى لمعظم القطاعات التى تملك مزايا نسبية.

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د علاء رزق قناة السويس ملیار دولار سنوی ا عام 2030

إقرأ أيضاً:

«الخارجية» ودورها في ترسيخ السياسة العمانية

وزارة الخارجية في أي دولة تحمل أهمية كبرى؛ فهي منوط بها ترجمة السياسة الخارجية وما تقوم عليه من مبادئ إلى مهام عملية تعزز مكانة الدولة بين المجتمع الدولي.

وتقوم وزارة الخارجية العمانية بهذا الدور على أكمل وجه.. وإذا كان الجميع، مؤسسات وأفرادا، مخاطبين كل حسب دوره في بناء الصورة الذهنية عن عُمان في الخارج فإن مهمة وزارة الخارجية أكبر وأساسية بل إن عملها يتمثل في ترجمة مبادئ السياسة الخارجية العمانية إلى واقع ملموس. وإذا كانت السياسة الخارجية العمانية قد اكتسبت سمعة طيبة بين الأمم والشعوب فإن لوزارة الخارجية العمانية دورا أساسيا في ذلك خاصة في تكريس الخطاب العماني المتزن المستمد من المبادئ والقيم العمانية ومن الإرث الدبلوماسي العريق الذي أسسه العمانيون عبر القرون الطويلة.

وجاء المرسوم السلطاني رقم 21 /2025 ليحدد اختصاصات وزارة الخارجية والتي بدت متنوعة وشاملة وتحقق طموحات عُمان المستقبلية في بناء صلاتها بدول العالم وتكشف أيضا عن رؤية دبلوماسية متكاملة سواء في بناء علاقات عُمان بالعالم أو في بناء منظومة المصالح العمانية حول دول العالم. وتؤسس الاختصاصات لفهم عميق لمسارات السياسية الخارجية العمانية. ورغم أن عِلم الدبلوماسية هو أحد الأوعية التي عبرها يمكن نشر السياسة الخارجية لسلطنة عمان إلا أن الترابط الكبير بين «السياسة الخارجية» و«الدبلوماسية» يكشف الدور الكبير المناط بالدبلوماسية لتحقيق ونشر السياسة الخارجية العمانية.

وأسند المرسوم السلطاني إلى وزارة الخارجية دورا أساسيا في متابعة التطورات السياسية العالمية، ورصد التحولات الإقليمية والدولية، وهو ما يعكس رؤية عُمان في ضرورة أن تكون السياسات الخارجية مبنية على قراءة متأنية للواقع الدولي.. فلا يمكن تحقيق استقرار داخلي دون فهم ديناميات العالم الخارجي، ولا يمكن بناء تحالفات استراتيجية دون امتلاك قدرة تحليلية متقدمة.

وتسهم «الخارجية» في تعزيز مسار الدبلوماسية الوقائية، من خلال تشجيع الحوار كوسيلة لحل النزاعات، والمشاركة الفاعلة في المنظمات الدولية، والعمل على صياغة مواقف سياسية عُمانية تبرز أمام المحافل العالمية كصوت داعم للأمن والسلم الدوليين.

ولا تقتصر تلك المهام على الشأن السياسي فقط، بل تمتد إلى مجالات أوسع تشمل الترويج للاستثمار، وتعزيز التبادل التجاري، والتعاون في المجالات الثقافية والعلمية، وهي مجالات تعكس فهما حديثا لمفهوم «القوة الناعمة». ولا شك أن نجاح سلطنة عُمان في ترسيخ صورتها كدولة داعية للسلام، ومنفتحة على العالم، يعتمد على التكامل بين جهودها السياسية والاقتصادية والثقافية.

وتسعى الوزارة في تطوير الكوادر الدبلوماسية من خلال الإشراف على الأكاديمية الدبلوماسية، مما يعزز من قدرة سلطنة عُمان على مواكبة المتغيرات العالمية بفاعلية، ويضمن استمرار نهجها الدبلوماسي الرصين.

إن قراءة الاختصاصات التي أنيطت بوزارة الخارجية تكشف عن فهم عميق لدور الدبلوماسية في هذه المرحلة من المراحل التي يمر بها العالم الذي تتشابك فيه المصالح والتحديات والذي لا يمكن السير فيه دون فهم ووعي بكل المتغيرات التي تحصل في العالم وكذلك سياقاتها التاريخية ومنطلقاتها الفكرية. وستواصل سلطنة عُمان دورها التاريخي في تشجيع الحوار والدعوة له باعتباره الخيار الأمثل في بناء العلاقات بين الدول الأمر الذي يؤكد التزام عُمان بمبادئ السلام والتنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • «شوقي علام»: الفتوى المنضبطة عامل أساسي في تحقيق التنمية المستدامة.. «فيديو»
  • شوقي علام: الفتوى المنضبطة عامل أساسي في تحقيق التنمية المستدامة
  • كيف يغير الـ AI الأسواق في العالم؟
  • الإستراتيجية الوطنية للتنمية الصناعية.. خطوة نحو تعزيز الاقتصاد المصري
  • مجلس الفرج الرمضاني: ترسيخ للعلاقات الاجتماعية وتبادل للتهاني في الخبر
  • «الخارجية» ودورها في ترسيخ السياسة العمانية
  • بدء التقديم في مبادرة سفراء التنمية المستدامة بجامعة سوهاج
  • الشيخة فاطمة: «برنامج الشيخة فاطمة للتميز» يسهم في تحقيق التنمية المستدامة
  • نائب: التصدير يساهم في تقوية الاقتصاد الوطني وزيادة معدل نموه
  • محافظ المنيا: المرأة شريك فاعل فى تحقيق التنمية المستدامة