بوابة الوفد:
2025-02-22@05:41:07 GMT

الفقراء والحب

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

فى رواية دوستويفسكى الفقراء أو المساكين يعرض للكثير من اللمحات والخصال التى تحتويها نفسى الفقير.. وهى تحتاج منا الكثير والكثير من العرض.. لكننا سنتوقف عند نقطة واحدة هنا.. علاقة (مكار) و(فرفارا).. علاقة الحب الرومانسى وما فعله ذلك الحب فى داخله.. فقد تحول من كائن لآخر.. من كائن لا يثق بذاته إلى كائن يشعر بوجوده فى الحياة.


(... أنا أعرف فضلك علىّ يا يمامتى. أننى منذ عرفتك أخذت أعرف نفسى معرفة أصدق وأعمق، وأصبحت أحبك مزيدًا من الحب يومًا بعد يوم. كنت قبل أن ألقاك يا ملاكى الرقيق إنسانًا منعزلًا، إنسانًا لا يعيش حقًا، إنسانًا يشبه أن يكون نائمًا. كانوا جميعًا، أولئك التعساء، يزعمون أن لى دماغًا متحجرًا، وكانوا يهزءون بى ويسخرون منى صراحة، حتى صرت أحتقر نفسى بنفسى. كانوا يؤكدون أننى غبى أبله، حتى صدقت أننى كذلك فعلًا، فلما ظهرت لى، أضأت وجودى كله، وغمرت بالنور حياتى المظلمة القاتمة. صار كل شىء فىّ عندئذ مضيئًا: قلبى وروحى، وأخذ كل شىء يشع. وفزت بالطمأنينة الداخلية حين أدركت بفضلك أننى لست أسوأ من غيرى، فليس يعوزنى إلا البريق الخارجى، وشىء من اللمعان والمظهر، ولكننى إنسان بالقلب والفكر).
هنا نتوقف عند هذا الحديث لنكتشف أن الحب لديه القدرة على المعرفة والكشف.. معرفة الذات, وكشف قدراتها وممكناتها ووجدودها.. وإذا كان سقراط قد قال (أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك) فإننا يمكننا القول بأن الحب هو الذى يجعل الإنسان يعرف نفسه.. فنقول عن طريق الحب يعرف الإنسان نفسه.. والحب يجعل الذات تخرج من قوقعتها لتتجه للخارج.. الحب هو انفتاح الذات على العالم الخارجى أو بمعنى آخر.. الحب هو الذى يجعل الذات تشرق على الوجود، هو الذى يضىء القلب والروح.
فى الحب تكتشف الذات حالة من الراحة النفسية أو الطمأنينة.. طمأنينة أن الذات ليست فى حالة من الوحدة والعزلة.. الحب هو الذى يوجد تلك الطمأنينة الداخلية، لأنها تعيش حالة من التواصل مع.. لم تعد منفردة، لم تعد وحيدة.. إنه (الونس).. ومع الونس تسرى الطمأنينة داخل الذات.. هى طمأنينة ليست داخلية فقط وإنما أيضاً خارجيًا.. ذلك هو السحر الخاص بالحب.. إنه الحب النابع من القلب والعقل.. هو الحب القادر أن يتجاوز كل الواقع بمشتتاته ومنغصاته.. وتعرف الذات أن روعة الحب تكمن وتأتى من تلك اللحظة المتمثلة فى الطمأنينة والسكينة. الحب هو تصحيح الرؤية للذات.. فكل تصور سلبى للذات أو اعتقاد ذاتى متدن للذات، كل ذلك.. الحب له القدرة على تبديله إلى ما هو إيجابى.. بحيث ترى نفسها بشكل جيد وجديد.. بشكل فاعل وفعال سواء لذاته أو لمحيطه.. الحب هو القضاء على كل ما هو سلبى ليستحضر كل ما هو إيجابى وجميل ومزهر.


أستاذ الفلسفة وعلم الجمال– أكاديمية الفنون 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكاديمية الفنون إنسان ا هو الذى الحب هو

إقرأ أيضاً:

مصطفى شعبان.. نجم الدراما المتجدّد

يُعد مصطفى شعبان واحداً من أبرز نجوم الدراما والسينما المصرية والعربية، حيث استطاع على مدار أكثر من عقدين أن يثبت نفسه كممثل متنوع قادر على تقديم أدوار مختلفة، بداية من الأكشن والإثارة، مروراً بالكوميديا والرومانسية، وصولاً إلى الدراما الاجتماعية والصعيدية.

بدأ مصطفى شعبان مسيرته الفنية من خلال المسرح، حيث قدم عروضاً طلابية لفتت الأنظار، ما مهد له الطريق نحو الاحتراف، ثم انطلق فى عالم السينما بأدوار ثانوية فى أفلام مثل «رومانتيكا» عام 1996 و«القبطان» 1997، قبل أن يحقق انطلاقة قوية من خلال فيلم «النعامة والطاووس» 2002، الذى أظهر إمكانياته التمثيلية العالية. رغم نجاحاته السينمائية، فإن التليفزيون كان المحطة الأهم فى مسيرته، حيث تألق فى العديد من المسلسلات التى حققت نسب مشاهدة مرتفعة، بداية بمسلسل «الحاج متولى» عام 2001 مع الفنان نور الشريف، الذى كان بوابته الحقيقية إلى ظهور موهبته الكبيرة والمتفردة، حيث كان البوابة التى وضعته على أول طريق النجومية. واستكمل «شعبان» مشواره الدرامى بمسلسل «العار» 2010، و«الزوجة الرابعة» 2012، اللذين رسخا مكانته كنجم درامى بارز، وبعد ذلك «أبوجبل» 2019، و«ملوك الجدعنة» 2021، و«دايماً عامر» 2022، حيث أثبت قدرته على التنوع بين الأدوار الاجتماعية والتشويقية. وفى 2025 قرر تغيير جلده وتقديم تجربة صعيدية فى مسلسل «حكيم باشا» فى السباق الرمضانى، حيث يتميز مصطفى شعبان بقدرته على التلون والتجديد فى أدواره، ويدمج بين الأداء العفوى والكاريزما القوية، ما يجعله قريباً من الجمهور، لذلك فهو واحد من أكثر الممثلين تأثيراً فى الدراما المصرية.

مقالات مشابهة

  • ياسمين عز: السعادة الحقيقية تكمن في الاستقلالية وتحقيق الذات
  • سمية الخشاب: علاقتي بريم البارودي جيدة وأتمنى لها التوفيق والحب
  • أدعية يوم الجمعة المستجابة.. كلمات تريح القلب وتبعث الطمأنينة
  • “إنسان” تتوج بالمركز الأول في ملتقى “نمو” للاستدامة المالية
  • حكم توزيع شنط رمضان من أموال الزكاة بدلًا من النقود
  • عناق الذات أفضل من كل هذا العبث
  • مريض نفسى.. الداخلية تكشف تفاصيل إنهاء شخص لحياته
  • مصطفى شعبان.. نجم الدراما المتجدّد
  • مستشفى بسويسرا ينجح بإبقاء قلب إنسان خارج جسمه 12 ساعة.. بهذه الطريقة
  • الديب: المسؤولون والأغنياء يعالجون على حساب خزينة الدولة والفقراء يبيعون أثاث بيوتهم