إيكونوميست: العالم يتأهب لعودة ترامب المحتملة للسلطة
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن ما وصفتها بالفوضى العالمية الجديدة ظهرت جليا في المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي انعقد في منتجع دافوس بسويسرا خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير/كانون الثاني الجاري.
وأضافت أن الزعماء والمسؤولين الصينيين حضروا الاجتماعات بأعداد صغيرة مخافة أن يحيدوا عن مبادئ الحزب الشيوعي.
على أن ما طغى على كل ذلك -بحسب المجلة- إمكانية عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة مجددا، وهو احتمال بات أقرب عقب فوزه مؤخرا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية أيوا، وانسحاب منافسه رون ديسانتيس. ويبدو أن ترامب سيكتسح أيضا الجولة الانتخابية في ولاية نيو هامبشير اليوم الثلاثاء.
الحكومات الأجنبية تتوجس خيفةونقلت إيكونوميست عن أحد المشرعين الأميركيين -المنخرطين فيما يُعرف بدبلوماسية القنوات الخلفية لتهدئة مخاوف الحلفاء- أن الحكومات الأجنبية "تتوجس خيفة مما تراه في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الديمقراطية الأميركية".
ومثلما تراهن أسواق المال على أحداث المستقبل مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بدأ العالم يستعد لعودة ترامب مرة أخرى إلى سدة الحكم وما تحمل في طياتها من عواقب.
وأفضل ما يمكن للمرء أن يتوقعه من تبعات -وفق مقال إيكونوميست- أنها ستشمل الرسوم الجمركية، والتخلي المحتمل عن دعم أوكرانيا وتايوان، والنهج المتعلق بالتعاملات مع الحلفاء، والعداء المتبادل مع الخصوم ومزيد من تراجع القواعد الدولية.
انتقال الحكم لترامب سينتج عنه تغيير كبيروتقول المجلة البريطانية إن كل تغيير في الإدارة الأميركية ينشأ عنه عدم استمرارية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. فعلى سبيل المثال، ذهب الرئيس ريتشارد نيكسون إلى الصين؛ وطلب رونالد ريغان من الاتحاد السوفياتي إزالة جدار برلين. لكن انتقالا للحكم من جو بايدن إلى دونالد ترامب سيكون كبيرا نظرا للفجوة الواسعة بين سياساتهما وظروف الفوضى العالمية، واحتمال انتشار الحروب.
ووفقا لمعهد أبحاث السلام في العاصمة النرويجية أوسلو، هناك أكثر من 50 صراعا على مستوى الدول، وهو أعلى معدل منذ عام 1946.
وتعتقد إيكونوميست أن إدارة بايدن حاولت إعادة صياغة الدور الأميركي في عشرينيات القرن الحالي وما بعده، باستمرارها، كقوة عظمى، في الانخراط في القضايا العالمية وأن تكون قريبة من حلفائها. وفي الوقت نفسه، أمعنت في "أنانيتها" في أمور التجارة، وأضحت أشد حذرا فيما يتصل بالأمن الاقتصادي وأكثر انتقائية بشأن نشر قوات عسكرية؛ خاصة على الأرض.
استفحال الفوضى العالميةوتشمل الإنجازات التي تحققت عبر هذا النهج، تقوية التحالفات في آسيا مرة أخرى، وإعادة بناء التحالف لدعم أوكرانيا. ورغم ذلك -تقول المجلة- فقد استفحلت الفوضى العالمية مع اضمحلال النظام العالمي القائم على القواعد؛ وشيوع الاضطرابات في الشرق الأوسط وأجزاء من أفريقيا وأفغانستان؛ و"نزوع لا يخمد" نحو الانعزالية في السياسة الأميركية والرأي العام.
ويصر مسؤولو إدارة بايدن على عدم وجود ما يشي بأن نظراءهم الأجانب "يحتاطون" لاحتمال تغيير الإدارة الأميركية؛ ولذلك يقومون بجولات حول العالم لطمأنة الحكومات الأجنبية.
ولكن مع اقتراب موعد سباق رئاسي محتدم، قد تتراجع فعالية مبدأ بايدن؛ وسيكون من الصعب على إدارته -برأي المجلة البريطانية- إلزام نفسها بوعود تمتد إلى ما بعد عام 2024، بما في ذلك حل الدولتين في الشرق الأوسط. لذا تعمل الحكومات في مختلف أنحاء العالم على وضع خطط بديلة في حال وصول ترامب إلى الرئاسة.
وتزعم إيكونوميست أن رئاسة ثانية لترامب ستكون مختلفة عن الأولى لسببين هما أن العالم بات أكثر فوضوية؛ وأن ترامب لن يطيق عراقيل أكثر لبرامجه. ويقال إن فرض رسوم جمركية في جميع القطاعات بنسبة 10% أمر مرجح، كما هو الحال فيما يختص بتعليق "العلاقات التجارية العادية الدائمة" مع الصين والذي سينجم عنه فرض رسوم أعلى مما هو قائم اليوم.
عودة ترامب ستسعد البعضأما بالنسبة لبعض السياسيين والدول المتوافقة مع ترامب أيديولوجيا، فإن رئاسته ستكون خبرا سعيدا. ففي إسرائيل، بإمكان بنيامين نتنياهو -إذا نجح في التشبث بالسلطة حتى عام 2025- أن يتوقع دعما كاملا له ورفض تطلعات الفلسطينيين إلى إقامة دولتهم المستقلة. وكذا الحال بالنسبة لرئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اللذين يتمتعان بعلاقات قوية مع ترامب.
غير أن إيكونوميست تستدرك بأن أسلوب ترامب "الفوضوي" وشخصيته "المتقلبة الأطوار" تجعل من الصعب التكهن بما سيفعله في حال تولى زمام الأمور في الولايات المتحدة مرة أخرى.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تراجع الأسهم الأميركية مع تصاعد التوترات بين ترامب والفيدرالي
الاقتصاد نيوز - متابعة
تراجعت الأسهم الأميركية مجددا، متأثرة بتصاعد الهجوم العلني للرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مما أثار تساؤلات حول استقلالية البنك المركزي. وأثرت هذه التصريحات أيضا على حالة عدم اليقين في الأسواق بسبب غياب التقدم في المحادثات التجارية العالمية.
انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 971.82 نقطة، أو بنسبة 2.48%، ليغلق عند 38,170.41 نقطة. كما تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 2.36% إلى 5,158.20 نقطة، وهبط مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.55% ليغلق عند 15,870.90 نقطة. ساهمت الشركات التكنولوجية الكبرى، مثل تسلا وإنفيديا وأمازون، في دفع المؤشرات نحو الانخفاض.
في منشور له عبر منصة "تروث سوشيال"، طالب ترامب بخفض أسعار الفائدة فورا، واصفا باول ب"السيد المتأخر دائما"، بينما لوح بإقالته في حال استمرار سياسة الفائدة المرتفعة.
وقد أثارت هذه التصريحات ضغطا على الدولار الأميركي الذي انخفض إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، في حين شهدت أسعار الذهب ارتفاعا ملحوظا، متجاوزة 3,400 دولار للأونصة.
وقال مايكل غرين، كبير استراتيجيي شركة "سيمبليفاي لإدارة الأصول"، إن التوترات بين الفيدرالي والإدارة الأميركية تسببت في حالة من عدم اليقين التي ألقت بظلالها على الأسواق، مع توقعات بظهور نوع من الحوافز في نهاية المطاف لتخفيف آثار الرسوم الجمركية.
وفيما يخص المحادثات التجارية العالمية، تزايدت المخاوف من تراجع الثقة في الأسواق، مع تحذيرات من الصين بشأن تأثير الصفقات مع الولايات المتحدة على مصالحها. من جهة أخرى، أشار روبرت هاورث، كبير استراتيجيي الاستثمار في بنك U.S. Bank، إلى أن حالة عدم اليقين قد تستمر لفترة طويلة، مما سيؤثر سلبا على أرباح الشركات وقراراتها.
على الصعيد العالمي، يتوقع الخبراء أن تواصل الأسواق تأثرها بالتوترات الحالية بين البيت الأبيض والفيدرالي الأميركي، مع تساؤلات بشأن تأثير السياسات الاقتصادية والتجارية على الأداء المستقبلي للأسواق.
وأفاد فادي رياض، كبير استراتيجيي الأسواق في Moneta Markets، بأن الأسواق تترقب تأثير السياسات الاقتصادية الأميركية على أداء الدولار، مؤكدا أن التوترات الحالية قد تؤدي إلى تقلبات حادة في الأسواق إذا استمر النزاع بين ترامب وباول.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام