في مثل هذا اليوم 23 يناير 1996، توفيت "سارة برنار الشرق" فاطمة رشدي، حيث أعطت الكثير لعالم الفن وأدانته في النهاية! 

ولدت في 15 نوفمبر 1908 بالإسكندرية، حيث عملت مع أخواتها في مجال الفنون، وكانت شقيقتاها رتيبة وأنصاف رشدي ممثلتين، بينما عملت شقيقتها عزيزة رشدي في الرقص. 

بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة عندما حصلت على دور في إحدى المسرحيات التي قدمتها فرقة أمين عطا الله، ثم عملت مع عدة فرق مسرحية منها عبد الرحمن رشدي، وسعيد درويش، وعزيز عيد، ويوسف وهبي.

 

وفي العشرينيات من عمرها، لعبت فاطمة رشدي دور البطولة في العديد من المسرحيات، منها "الصحراء"، و"القناع الأزرق"، و"النسر الصغير"، و"الحرية". 

اهتم عزيز عيد بها كثيرًا وأحبها، وقام بتعيين معلمين لتعليمها اللغة العربية والقرآن، فهمت أنه يريدها أن تتمتع بمستوى ثقافي يتناسب مع مكانتها كتلميذة له، وكان يعلمها التمثيل والأداء لمدة ساعتين يوميا، كما حرص على اصطحاب فاطمة رشدي لمشاهدة العروض التي تقدمها الفرق الأجنبية التي جاءت إلى مصر. 

جمع روايات عن تاريخ الإسلام والعرب للكاتب جورج زيدان صاحب دار الهلال للنشر، وانتهت قصة حبهما بالزواج عام 1933م، رغم فارق السن بينهما، وبعد إسلامه، وأنجبا ابنة اسمها عزيزة عام 1934.

بعد أن أصبحت نجمة فرقته الأولى وحققت نجاحاً كبيراً، أكسبتها لقب "سارة برنار الشرق"، انفصلت عن عزيز بسبب غيرته الشديدة، وبعد انفصالها عن عزيز عيد، تركت مسرح رمسيس وشكلت فرقتها المسرحية الشهيرة التي سميت باسمها و قدمت 15 مسرحية في سبعة أشهر وقدمت نجوما مثل محمود المليجي ومحمد فوزي، اللذين قاما بتأليف المونولوجات التي قدمت بين فصول المسرحيات. 

ودخلت فاطمة رشدي عالم السينما بشكل مطرد عام 1928م بفيلم "مأساة فوق الهرم" الذي يعتبر من أوائل الأفلام في تاريخ السينما المصرية، وبعد نجاحها السينمائي الأول، قررت تجربة إنتاج الأفلام. 

وكان أول إنتاج لفاطمة رشدي هو فيلم "تحت الشمس" الذي لم يعجبها وأحرقته وأزالته من تسجيلاتها، وفاقت عروضها المسرحية أعمالها السينمائية، حيث قدمت أكثر من 100 مسرحية خلال 46 عاما، منها "شارع الزقازيق" و"غادة الكاملة".

كما ظهرت في 16 فيلما خلال 17 عاما، أشهرها "العظيمة" الذي يعد من أفضل 100 فيلم مصري، وكذلك "التعايشة" و"الطريق المستقيم" و"الجسد"، وأخرجت فاطمة رشدي أيضًا فيلمًا واحدًا بعنوان "الزواج" عام 1933. 

خيبة أمل

خلال ذروتها الفنية، واجهت فاطمة رشدي خيبة الأمل لأنها تلقت تقديراً من الخارج أكثر من داخل بلدها، حيث دفعت الحكومة الفرنسية لفرقتها المسرحية عشرة آلاف جنيه لتؤدي عروضها في تونس وشمال أفريقيا، بينما عرضت عليها الإذاعة البريطانية خمسة آلاف جنيه مقابل تسجيل أدوارها المميزة في "هاملت" و"إليزابيث" و"كليوباترا". 

كما دعتها "صوت أمريكا" للسفر إلى نيويورك لتسجيل بعض رواياتها مع عزيز عيد، ويوسف وهبي، وأحمد علاء، لكن فاطمة رشدي كانت تشعر بالقلق إزاء الفنانين الكبار الذين اختفوا دون اعتراف أو حتى أموال كافية لجنازاتهم. 

وفي عام 1969م، اعتزلت فاطمة رشدي الفنون، وتلاشت الأضواء مع تدهور حالتها الصحية والمالية، شهدها الكثيرون في أيامها الأخيرة، وهم يشتمون الفن الذي أوصلها إلى هذه الحالة وأجبروها على العيش في غرفة بأحد الفنادق الشعبية بالقاهرة. 

وبعد علمه بحالة فاطمة رشدي، تدخل الممثل فريد شوقي لدى المسؤولين لتقديم العلاج الطبي لها على نفقة الدولة، كما تم ترتيب مسكن مناسب لها، وتوفيت في النهاية في 23 يناير 1996م عن عمر يناهز 84 عامًا، وحيدة ومعتمدة على دعم الآخرين.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الفن عزيز عيد

إقرأ أيضاً:

في ذكرى رحيل سيدة الغناء.. ما سر بقاء صوت أم كلثوم خالداً في القلوب

تحل غداً الإثنين الموافق 3 فبراير ذكرى وفاة سيدة الغناء العربي، كوكب الشرق أُم كَلثوم التي التى تعتبر أهم مطربة فى تاريخ الغناء العربى، بل تعد أبرز مغنية فى القرن العشرين الميلادي فقد حلقت في فضاء الشدو والأنغام ورغم الغياب فإنها لاتزال تتربع على عرش الغناء دون منازع.

ولدت لأسرة متواضعة في قرية طماى الزهايرة التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية في 31 ديسمبر 1898م أو رسميًا حسب السجلات المدنية في 4 مايو 1908م،  تعلمت بكتّاب القرية، بعد إلحاح منها لكي تتعلم مثل أخيها خالد.

 وكان والدها الشيخ إبراهيم السيد البلتاجى يعمل كمُنشد في حفلات الزواج والموالد .

وبعد أن توفي الشيخ عبد العزيز معلم كتّاب القرية اضطرت للانتقال لكتّاب آخر، فكانت تسير يوميا ثلاث كيلومترات برفقة اخيها خالد للوصول إلى الكتاب وتعلمت تلاوة القرآن من  والدها.

وكانت تسمع والدها يُعلم أخيها خالد القصائد والتواشيح ليساعده في عمله ، ومع التكرار حفظت ما سمعته وبدأت تقليد والدها دون قصد، وعندما سمع والدها ما تعلمته انبهر من قوة نبرتها، فطلب منها أن تنضم معه لدروس الغناء ، وكان أول حفل فيه خمسة عشر شخصا فقط، فغنت وصفق لها الجمهور إلى أن أُشتهروا في القرى المجاورة.

سمعت أم كلثوم لأول مرة صوت الشيخ أبو العلا محمد وهي صغيرة ، وهزها صوته لدرجة سماع اشعاره مئات المرات.

ومرت السنين، وكانت أم كلثوم مع والدها في محطة القطار فى عام 1916 حين سمعت صوتا يقول: "الشيخ أبو العلا هنا!" لم تصدق نفسها والحت عليه أن يأتي لزيارة قريتها، وتعرف والدها على الشيخين أبو العلا محمد وزكريا أحمد اللذين أتيا إلى السنبلاوين لإحياء ليالي رمضان واستقبلوا أبو العلا في منزلهم ثم بدأ الغناء وغنت معه أم كلثوم وبعد سماعه لصوتها اقترح على والدها الانتقال بها إلى القاهرة، رد والدها مندهشا بأنه لا يعرف أحدًا في القاهرة وحاول تغيير موضوع الحديث لكن بعد الكثير من إلحاح أم كلثوم عليه وافق.

وإستقرت نهائياً في عام 1921م وكانت تغني في مسرح البوسفور في ميدان رمسيس بدون فرقة موسيقية. غنت على مسرح حديقة الأزبكية وسمع صوتها عدد من فنانوا عصرها مثل الشيخ علي القصبجي. وفي عام 1923م غنت في حفل حضرته كبار مطربات عصرها وعلى رأسهم منيرة المهدية

كون محمد القصبجي عام 1926 لأم كلثوم فرقتها الموسيقية الخاصة، وأول تخت موسيقي يكون بديلا لبطانة المعممين التي كانت معها دائما، بعدما شنت روز اليوسف هجوما صاعقا على بطانتها، لعل هذا ما جعل أباها يتخلى عن دوره كمنشد وينسحب هو واخوها الشيخ خالد. بعد ذلك بعام تقريبا خلعت أم كلثوم العقال والعباءة وظهرت في زي الآنسات المصريات، وذلك بعد أن توفي الشيخ أبو العلا محمد الذي ترك فيها تأثيرا روحيا عظيما وكان مرشدها في عالم الطرب.

إشتهرت بفناء اناشيد و أغانى وطنيه كثيره الهبت بها حماسة المصريين ودوى صوتها مع الأحداث اللى مرت بها مصر فى عصرها فغنت " ذكرى سعد " و " منصوره يا ثورة أحرار " و " فرحة القنال " و " والله زمان يا سلاحى " وغنت " طوف وشوف " أمام جمال عبد الناصر. 

وتبرعت بحفلات عملتها فى باريس وأماكن أخرى بالعالم  للمساهمة فى المجهود الحربى بعد حرب 1967، كرمتها الدولة المصرية ومنحتها جائزة الدولة التقديرية.

ولقبت  بعدة ألقاب منها: ثومة، الجامعة العربية، الست، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل،، كوكب الشرق، قيثارة الشرق، فنانة الشعب.

قامت أم كلثوم ببطولة ستة أفلام غنائية، منها “وداد” (1936)، سيناريو أحمد بدرخان وإخراج الألماني فريتز كرامب، وشارك في التمثيل أحمد علام ومحمود المليجي وكوكا، وكان أول فيلم مصري يشارك في مهرجان سينمائي (مهرجان البندقية بإيطاليا)، وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيرًا

اعتادت أم كلثوم أن تحيط حياتها الخاصة بسياج حديدي، ما جعلها في مواجهة مع الشائعات والحكايات المنافية للحقيقة، وبلغ الأمر حد الإساءة والتطاول ، والحقيقة أنها كرّست حياتها للغناء، وسمت بشدوها فوق الوشايات.

تزوجت أم كلثوم من الدكتور حسن الحفناوي، وكان طبيبها الخاص، واستمر زواجهما حتى رحلت كوكب الشرق، فى 3فيراير عام 1975وودعها الملايين من عشاق فنها

مقالات مشابهة

  • في ذكرى رحيل سيدة الغناء.. ما سر بقاء صوت أم كلثوم خالداً في القلوب
  • العدو الصهيوني يواصل تشديد إجراءاته العسكرية في محيط نابلس
  • صورتان تهزّان القلوب من الجنوب.. مشاهد مُبكية!
  • منافسات قوية في «الشارقة كأس الأمم» لقفز الحواجز
  • عمرو دياب وعادل إمام و رشدي أباظة.. كتب عن نجوم الفن بمعرض القاهرة للكتاب
  • بالفيديو.. ماجدة الرومي تأسر القلوب بحفل كبير في سلطنة عُمان
  • خير صديق (2).. فاطمة بارودي تكتب: ماذا قرأ الناطقون بالفرنسية العام الماضى؟
  • طريقة عمل البسبوسة بدون فرن.. وصفة الشيف فاطمة أبو حاتي
  • كيف طوّر العلماء رقعة يمكنها إصلاح القلوب المتضررة؟
  • كيف طوّر العلماء لقعة يمكنها إصلاح القلوب المتضررة؟