عندما يجتمع التراث والأدب والفنون
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
محمد رامس الرواس
يمثل مشروع مجمع عُمان الثقافي واحدًا من المشاريع الطموحة التي رسمها بنظرة ثاقبة ووفق رؤية سديدة، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- منذ أن كان وزيرًا للتراث والثقافة ورئيس اللجنة التأسيسية لرؤية "عُمان 2040"؛ إذ كان- أعزه الله- ولا يزال الراعي الأول للشأن الثقافي، لما يوليه من عظيم الاهتمام.
واليوم.. وفي غمرة مسيرة نهضتنا المتجددة، تُفتح صفحة جديدة في سجل التاريخ الثقافي بالسلطنة عبر وضع حجر الأساس لمشروع مجمع عُمان الثقافي بالعاصمة مسقط، قلب عمان النابض؛ ليصبح مركز إشعاع عالميًا، ومنارة فكر تستقطب كافة المفكرين من شتى أنحاء المعمورة، فالمركز سيصبح بعون الله تعالى أيقونة ثقافية مدمج فيها صروح تضم مكونات الثقافة الأساسية بالسلطنة.
لقد سجل تاريخ 21 يناير 2024م بكل فخر واعتزاز بناء اللبنة الأولى لمجمع عُمان الثقافي في إطار تجسيد ملامح الرؤية الاستراتيجية لرؤية عُمان 2040، والنهضة بالعمل الثقافي والمسرحي والأدبي وتعزيز الأنشطة والفعاليات والبرامج الثقافية وإبراز الإرث الثقافي في الذاكرة العُمانية؛ ليصبح المجمع ملتقى ثقافي شامخ يشمل ثلاث مباني؛ وهي: مبنى هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ومبنى المكتبة الوطنية ومبنى المسرح الوطني، بجانب مباني ومكونات أخرى مثل مكتبة الطفل ودار الفنون ودار السينما والمنتدى الأدبي، فضلاً عن توفر خدمات المطاعم والمقاهي والحديقة العامة، وجميعها تشترك لتقدم صرحًا ثقافيًا عملاقًا يُطوِّر ويدعم المبادرات الوطنية والاستضافات العالمية للمفكرين والأدباء والعلماء، بهدف تعزيز المكانة الثقافية والأدبية والعلمية للسلطنة كونه بلدا ذا حضارة كبرى لا يزال يواصل رسالته عبر دفع عجلة التطور والنماء الثقافي العالمي.
فرحة غامرة تجتاح قلوب المفكرين والكتاب والأدباء والمسرحيين والمهتمين بالثقافة والتراث، لما سوف تمر صناعة الثقافة للمفكرين والمبدعين وتنمية المواهب من خلال وجود صرح بمستوى مجمع عُمان الثقافي لما يحتويه من علوم وآداب تثري الحياة الاجتماعية وتجعل للحراك الثقافي مكان لإبراز المواهب الفاعلة نحو نيل الجوائز العالمية الكبرى في ميادين الثقافة والأدب والمسرح وخلافه.
وبين ردهات وأروقة مجمع عُمان الثقافي سوف يجتمع- بإذن الله- رواد التراث والأدب والفنون والمسرح فيتصافحون ويتواصلون وينتقلون بكل سهولة بين المباني الرئيسية فليتقون ببعضهم البعض، وتتوعد آمالهم وطموحاتهم، فهم في منارة ثقافية كبرى حيث المؤلف والمسرحي والأديب والمثقف كل يجد ما يطمح ويسعى إليه.
إن من عوامل السعادة في الحياة أن تنشر الثقافة أجنحتها على المجتمعات البشرية في ظل صروح متقاربة ومواصلة يطمح الفرد للمكوث فيها طويلاً ليشبع شغفه ويروي ظمأه.
ختامًا.. ما دام مطلب تشييد صرح عملاق بمستوى مجمع عُمان الثقافي لم يعد حلمًا ولا أمنية؛ فليفرح الجميع بأعوام متجددة من حمد ما مضى من أيام، وإقبال أيام سعيدة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة: التحول الرقمي للمحتوى الثقافي العربي رهان المستقبل... ومصر مستعدة لمد الدول الشقيقة بخبرتها
أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن التحول الرقمي للمحتوى الثقافي العربي يمثل رهان المستقبل الذي يتطلب خطوات جادة للتطبيق، مشيرًا إلى أن مصر قد بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، معربًا عن استعدادها لمد الدول العربية بخبرتها في هذا المجال.
د.أحمد فؤاد هنو: دعم حركة الترجمة لتراثنا العربي إلى اللغات الأجنبية ضرورة حتمية ليظل شاهدًا على عظمة أمتنا
كما شدد الوزير على أهمية دعم حركة الترجمة لتراثنا العربي إلى اللغات الأجنبية ليظل شاهدًا على عظمة أمتنا وريادتها، مع مواصلة الترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية لمواكبة التطورات العالمية.
جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ24 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، الذي عقد في المملكة المغربية خلال الفترة من 13 إلى 15 يناير 2025، تحت عنوان "الصناعات الثقافية والإبداعية وتحديات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي"، بتنظيم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).
وأكد وزير الثقافة على أهمية المؤتمر في تعزيز التعاون الثقافي العربي وسط الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم العربي، معربًا عن أمله في أن يسود الأمن والاستقرار كافة البلدان العربية.
وقال الوزير: "يتجدد لقاءنا اليوم لتأكيد أهمية المشترك الثقافي الذي يمثل مصدر قوة وفخر لنا جميعًا، مع الحفاظ على التنوع الثقافي كنموذج فريد يعكس تراثنا المتوارث والمتجدد، بما ينسجم مع قيمنا وتقاليدنا."
وأشار الدكتور أحمد فؤاد هنو إلى أن الحق الثقافي يعد من حقوق الإنسان الأساسية، داعيًا إلى تعزيز الحوار الثقافي ودعم المبادرات التي تهدف إلى بناء وعي قادر على مواجهة تحديات العصر، في ظل تسارع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وأضاف: "الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من الصناعات الثقافية والإبداعية، لكننا نؤكد على ضرورة الاستخدام المسؤول الذي يحفظ حقوق الملكية الفكرية ويراعي السياقات الثقافية."
كما جدد الوزير دعوته لاسترداد الممتلكات الثقافية المسروقة، معتبرًا ذلك عنصرًا أساسيًا من الهوية العربية، مشيرًا إلى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لضمان حمايتها وصونها في حالات الطوارئ، بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية.
وفي ختام كلمته، هنأ الوزير الدول العربية على نجاح إدراج ملفاتها الثقافية في قوائم صون التراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو، مثنيًا على جهود الألكسو في دعم الملفات المشتركة وتعزيز التعاون الثقافي العربي.
كما هنأ وزير الثقافة المملكة المغربية على رئاستها الدورة الحالية للمؤتمر، مثنيًا على نجاح الدورة السابقة التي ترأستها المملكة العربية السعودية.
شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تكريم المملكة العربية السعودية على نجاح رئاستها للدورة السابقة، وتسليم رئاسة الدورة الحالية للمملكة المغربية. وشارك في المؤتمر وزراء الثقافة العرب وممثلو منظمات دولية كاليونسكو والإيسيسكو.