خلال انعقاد مجلس المشاركة بين جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي، المنعقد بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بهدف استعراض التعاون المتميز مع مؤسسات مبادرة فريق أوروبا خلال ٢٠٢٠-٢٠٢٣ والإعداد للفترة المستقبلية من العمل المشترك، استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، تقريرًا شاملًا حول علاقات التعاون الإنمائي المصرية الأوروبية خلال الفترة من 2020 إلى 2023، تحت عنوان «رؤية تنموية مشتركة للتقدم والازدهار».


جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة التعاون الدولى بالوفد المصرى برئاسة السيد وزير الخارجية، السفير سامح شكري.


وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، وكذلك المؤسسات المالية وبنوك التنمية متعدد الأطراف التابعة، من بينها بنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، من الشركاء الرئيسيين لجمهورية مصر العربية في دفع مسيرة التنمية والبناء، من خلال التعاون الثنائي مع مختلف الدول، إلى جانب البرامج المنفذة مع البنوك الأوروبية، بما يحفز التقدم ويتماشى مع أهداف الأولويات الوطنية والمبادرات الرئاسية.


وأضافت وزيرة التعاون الدولي، أن العلاقات المصرية الأوروبية تتطور في إطار من التكامل والشراكة التي تلبي متطلبات التنمية وفقًا للأولويات والمحددات التنموية الوطنية، منوهة بأن التعاون مع الاتحاد الأوروبي مثالًا للشراكات البناءة التي تمتد على مدار عقود، التي تقوم على التكامل وتلبية الأولويات الوطنية، والاستجابة في أوقات الأزمات، وهو ما ظهر جليًا في وقت جائحة كورونا، ثم إطلاق إطار الشراكة الثنائية 2021-2027، التي تعمل على دفع جهود التنمية الخضراء والمستدامة، ودفع الاستثمار في رأس المال البشري، وتحقيق المرونة الاقتصادية والتحول الرقمي، ومن أبرز سمات الشراكات مع الاتحاد الأوروبي هو دفع التحول نحو الطاقة المتجددة من خلال تعزيز استثمارات الهيدروجين الأخضر.


التمويلات التنموية والمنح خلال 4 سنوات


وأوضحت وزيرة التعاون الدولي أنه تأكيدًا على تلك العلاقات فقد  بلغت الشراكات الدوليه مع مبادرة فريق أوروبا من خلال تمويلات ميسرة نحو ١٢،٨ مليار دولار للقطاعين الحكومي والخاص خلال 4 سنوات بواقع 7.3 مليار دولار للقطاع الحكومي و5.5 مليار دولار تمويلات لقطاع الخاص مما اسفر عن جذب استثمارات الشركات الأوروبية في قطاعات ذات اولوية، مضيفة أنه تم توجيه تلك التمويلات للقطاعات ذات الأولوية في جميع أنحاء البلاد، وجاء على رأسها البنية التحتية المستدامة، والطاقة المتجددة والكهرباء، والأمن الغذائي، والصحة والتعليم، والنقل المستدام وشبكات المياه والصرف الصحي، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، والبيئة، وإدارة المخلفات الصلبة، وتمكين المرأة، وغيرها من البرامج.


ونوهت وزيرة التعاون الدولي، بأن مصر تتعاون بشكل وثيق مع بنك الاستثمار الأوروبي، الذي يعد بنك أوروبا للمناخ، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، منذ عقود طويلة، وقد ساهم هذا التعاون في تنفيذ مشروعات تنموية فعالة على مدار السنوات، وخلال الفترة الأخيرة أطلقت وزارة التعاون الدولي استراتيجيات التعاون الثنائين مع البنكي متعددي الأطراف، ما يعكس الالتزام بدعم مشاركة القطاع الخاص، وتسريع العمل المناخي وتحسين القدرة على الصمود.


تحديث الاستراتيجيات مع الشركاء الأوروبيين


وقالت الدكتورة رانيا المشاط  إنه منذ عام 2020 وفي ضوء برنامج التعاون بين جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي 2021-2027، قامت وزارة التعاون الدولي، بالتنسيق مع الجهات الوطنية، لتحديث وإعداد الاستراتيجيات المستقبلية مع شركاء التنمية الأوروبيين متعددي الأطراف والثنائيين، وذلك تنفيذًا للتكليفات الرئاسية بتعظيم الأثر من برامج التعاون الإنمائي، ومن بين الاستراتيجيات التي تم إقرارها، الاستراتيجية القطرية الجديدة للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) من عام 2022 إلى عام 2027، والاستراتيجية القطرية للتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية ( AFD) حتى عام 2025، واستراتيجية التعاون مع بنك الاستثمار الأوروبي 2021-2027، فضلا عن برامج التعاون والاتفاقيات الإطارية المنفذة مع العديد من الدول الأوروبية لتعزيز جهود التنمية في مختلف القطاعات.


*العمل المناخي في الصدارة* 


وأشار التقرير، الذي عرضته وزيرة التعاون الدولي، إلى أن العمل المناخي يأتي على رأس أولويات أجندة التعاون الإنمائي بين مصر وشركاء التنمية الأوروبيين، وفي هذا الصدد فإن العديد من الدول وكذلك المؤسسات الأوروبية، تعمل على دعم المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّــي» محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، وكذلك برنامج «نُوَفِّــي+» في قطاع النقل المستدام، باعتباره برنامجًا وطنيًا مبتكرًا لتعزيز التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وتنفيذ المساهمات المحددة وطنيًا NDCs.


ويعد البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية هو شريك التنمية الرئيسي في محور الطاقة ضمن برنامج «نُوَفِّــي»، بينما بنك الاستثمار الأوروبي هو شريك التنمية الرئيسي في محور النقل المستدام، حيث يعمل البنكان على توفير التمويلات التنموية الميسرة للقطاع الحكومي والمساعدة في حشد التمويلات المختلطة المحفزة لاستثمارات القطاع الخاص، ومنح الدعم الفني لتنفيذ المشروعات المدرجة بالبرنامج.


كما أنه في مؤتمر المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ، تعهدت ألمانيا، وفقا للإعلان السياسي المشترك الصادر عن جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية ألمانيا الاتحادية، بدعم محور الطاقة في برنامج «نُوَفِّــي»، من خلال توفير التمويل بإجمالي بقيمة 258 مليون يورو على شكل تمويل ميسر ومنح ومبادلة ديون.


وفي ذات السياق أشاد الجانب الأوروبي ببرنامج "نوفى" وكذلك برنامج "نوفى+"، ودورهما فى فى تعزيز التحول إلى الأخضر من خلال تنفيذ مشروعات خضراء بمحاور الطاقة والمياة والغذاء والنقل المستدام، حيث ساهم الاتحاد الأوروبي ومؤسسات التمويل الأوروبية منها بنك الاستثمار الأوروبي من خلال تمويل برامج فى مجال الطاقة، وكذلك بالنقل المستدام.


أشار التقرير، إلى البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الذي عقد نوفمبر الماضي 2023، بالعاصمة الإدارية الجديدة، حول برنامج «نُوَفِّــي»، والذي وقع عليه الاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي وألمانيا والوكالة الفرنسية للتنمية، وأشادوا فيه بقرار الحكومة بتحديث المساهمات المحددة وطنيا، والعمل على الوفاء بالتزامها بتسريع التحول نحو مسار تنمية منخفض الكربون من خلال برنامج «نُوَفِّــي».

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

العلاقات الإماراتية الأمريكية... الاستثمار في المستقبل

تميَّزت الدبلوماسية والسياسة الخارجية الإماراتية بالحكمة والاعتدال، كما ارتكزت على قواعد استراتيجية ثابتة، وأثبتت تفانيها من أجل تحقيق الأهداف النبيلة الساعية إلى صيانة واستقرار السلم والأمن الدوليين؛ لأن هناك علامات فارقة في تاريخ الشعوب والدول.

وقد حقَّقت دبلوماسية دولة الإمارات انفتاحًا واسعًا على العالم الخارجي، أثمر عن إقامة شراكات استراتيجية سياسية، تستمرُّ في ديمومة الانضباط، انطلاقًا من فلسفة الإمارات الَّتي تقوم على مفهوم الحوار القائم على الاحترام المتبادَل، وتعزيز القيم المشتركة؛ ولهذا فهي تمدُّ يدها لجيرانها وللعالم من أجل وضع حجر الزاوية لقيم التسامح السلام، ومن أجل النهضة الشاملة في المنطقة، وبهذه الرؤية تخطت كل الصعاب، وتجاوزت كل الحساسيات والعقبات التي يمكن أن تُعقِّد مساعي المصالحة، أو تُزعزع أركان الأمن، وبهذا تصدَّرت الإمارات المشهد السياسي السِّلمي بكلِّ عنفوان وقوَّة، وهو ما عزز المكانة المرموقة التي تتبوأها في المجتمع الدولي.

ولذا فإن الزيارة الحالية التي يقوم بها صاحب السموِّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات للولايات المتحدة الأمريكية، هي أول زيارة لرئيس الدولة منذ توليه مقاليد الحكم، وقد جاءت هذه الزيارة لتعميق العلاقات الإستراتيجية الممتدة بين البلدين، كما تأتي امتدادًا للشراكة الإستراتيجية بين البلدين، إذ إن الإمارات تعدُّ من أبرز الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة بل في العالم، وإن البلدين يرتبطان بعلاقات اقتصادية واستثمارية.
وهذه الزيارة التي شهدت لقاءً تاريخيًّا بين سموِّه والرئيس الأميركي جِو بايدن، تعدُّ خطوة مهمة ومنعطفًا خطيرًا للشراكة الإستراتيجية، في فترة تشهد المنطقة توترات إقليمية حادَّة، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وأهمية العمل على منع توسُّع بؤرة الصراع فيها، بما يهدد الأمن والسلام الإقليميين، كما أن هناك تغيرات في السياسة الأمريكية ظهرت من خلال تعاطيها ومدى استجابتها للتعامل مع الأزمات المحدقة في المنطقة؛ وهذا يؤكد أننا نشهد حقبة جديدة، وبحاجة إلى توافقًا في وجهات النظر بين البلدين الصديقين حول القضايا الإقليمية والدولية.
وما زالت الرؤية السديدة للإمارات في الكثير من القضايا العالمية تحظى بالقبول والرضا من جميع الأطراف، ونشير هنا إلى أن هناك قرارًا إماراتيًّا- منذ التأسيس- يقضي بالتصالح مع العصر وثوراته العلمية والتكنولوجية، بعيدًا عن الجمود الأيديولوجي، والانخراط في معركة التنمية والتطوير، ويمكن قراءة عمليات التحديث والإصلاح، وإن الاستمرار على هذا النهج هو حارس الاستقرار لتحقيق الأهداف الحضارية والتنموية التي تعتبر المسرِّع الاقتصادي نحو التطوير الصحيح، خصوصًا وأن المنطقة العربية تشهد تحولات كبرى، ويشلُّ العجزُ حكوماتِها، وبعضها على عتبة الانحدار والإخفاق، وبعضها على حافة الانهيار.
الحقيقة أننا نعيش في عالم يشهد تقدمًا كبيرًا في الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والفضاء، إضافة إلى الطاقة المتجددة، ومواجهة التغير المناخي، وحلول الاستدامة، وغيرها من الجوانب الاقتصادية والبيئية والتنموية؛ ولهذا يلتقي رئيس الدولة- حفظه الله- خلال الزيارة عددًا من المسؤولين الأمريكيين؛ لبحث آفاق تطور العلاقات الاقتصادية والاستثمارية الإماراتية – الأمريكية.
إن القدرة على تحويل التكنولوجيا إلى سلاح في معركة التقدم، مرهونة بوجود سياسة واضحة ومفتوحة على المستقبل، ودور الإمارات بوصفها شريكًا في البنية التحتية العالمية لمجموعة السبع؛ ولهذا كان لا بدَّ من مدِّ جسور التواصل على كل الأصعدة والمحاور.
الحفاوة التي قوبل بها سموُّه من قِبَل الإدارة الأمريكية، والإشادة التي حصل عليها من كل الجهات الرسمية والشعبية، تدلُّ على المستوى المتميز والمكانة الرفيعة التي تحتلها الإمارات لدى الحكومة الأمريكية، وقد بدا هذا واضحًا خلال هذه المباحثات والنقاشات بين الطرفين.

مقالات مشابهة

  • وزير الكهرباء يبحث مع «سيمنس آنيرجي» سبل دعم التعاون والشراكة في المجالات المختلفة
  • سفير الاتحاد الأوروبي يشيد بجهود محافظة المنوفية في تحقيق التنمية الشاملة
  • ياسر صبحي نائب وزير المالية بالجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال: ملتزمون بمسار الانضباط المالي في إطار برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي
  • "المشاط": ما شهده بنك الاستثمار العربي من تطور خلال السنوات الأخيرة يعد نموذجًا ناجحًا للشراكة مع القطاع الخاص
  • المشاط: الوزارة حريصة على توفير كامل الدعم للقطاع الخاص
  • المشاط: الحكومة تعمل على تعظيم الاستفادة من الأصول المملوكة للدولة وجذب الاستثمارات لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري
  • المشاط: الحكومة تعمل على تعظيم الاستفادة من الأصول المملوكة للدولة وجذب الاستثمارات
  • «المالية» تتعاون مع «البنك الدولي» لتعزيز التنمية المستدامة
  • احتفالية الجمعية المصرية لعلوم الإبل بمناسبة العام الدولي للإبل بمقر التنمية المستدامة بمطروح
  • العلاقات الإماراتية الأمريكية... الاستثمار في المستقبل