التصعيد في البحر الأحمر يعلّق عملية التخلّص من ناقلة صافر المهجورة قبالة اليمن
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
الرياض"أ ف ب": في أعقاب هجمات أنصار الله على سفن في البحر الأحمر والضربات الأمريكية ضدّهم، عُلّقت عملية التخلّص من ناقلة النفط المتهالكة "صافر" قبالة سواحل اليمن، وفق ما أفاد مسؤولان وكالة فرانس برس، ما يعرّض العملية الهادفة لتجنّب تلوّث بيئي، لخطر الفشل.
على مدى سنوات، وُصفت الناقلة "صافر" التي بُنيت قبل 48 عامًا وكانت تُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، بأنها "قنبلة موقوتة" إذ إنها لم تخضع لأي صيانة منذ تصاعد الحرب في اليمن عام 2015، ما أجّج مخاوف من تسّرب حمولتها التي كانت تبلغ 1,14 مليون برميل من النفط الخام إلى البحر الأحمر.
وفي أغسطس الماضي، انتهت عملية نقل النفط منها إلى سفينة جديدة، في خطوة أساسية لدرء كارثة بيئية واقتصادية. لكنّ الأمم المتحدة حذّرت حينها من أن "صافر ستستمر في تشكيل تهديد بيئي لأنها تحتفظ ببقايا النفط اللزج وتظّل معرضة لخطر التفكّك".
وقال متحدث باسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لفرانس برس إن الوضع في منطقة البحر الأحمر واليمن "أوجد تحديات تشغيلية ومالية غير متوقعة" لمشروع قَطر "صافر" وتفكيك أجزائها، ما يصعّب مواصلة العمل عليه.
وأوضح أن "بعد تفكير مطوّل، لم يكن أمام الأمم المتحدة خيار سوى تعليق المشروع في الوقت الحالي وقد أبلغت السلطات بذلك".
وأضاف: "نواصل متابعة التطورات على الأرض بعناية شديدة وعن كثب".
"تشويه صورة التحالف"
ومنذ شهرين، ينفّذ المتمرّدون اليمنيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.
ولمحاولة ردع أنصار الله وحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية، شنّت القوّات الأمريكيّة والبريطانيّة في 12 و22 يناير سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. لكن الجيش الأمريكي نفّذ وحده ضربات عدة على مواقع إطلاق صواريخ خلال الفترة الممتدة بين هذين التاريخين.
وعلى إثر الضربات الغربية، بدأ أنصار الله يستهدفون السفن الأمريكية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافًا مشروعة".
يقول أستاذ التاريخ المساعد في جامعة الكويت بدر السيف لفرانس برس إن أنصار الله "سيستخدمون كل البطاقات المتوفرة لهم لتشويه صورة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة".
ويعتبر أن تأخير مشروع صافر "يتناسب مع الدعاية المناهضة للولايات المتحدة التي يجيد أنصار الله حشدها".
وتعرّضت مواقع عسكرية عدّة في محافظة الحُديدة الواقعة في غرب اليمن للضربات الغربية. وترسو قبالة سواحلها الناقلة "صافر" والسفينة الجديدة التي نُقلت إليها حمولة "صافر" وقد أُطلق عليها اسم "اليمن".
ويوضح إدريس الشامي، الرئيس تنفيذي لشركة "صافر" النفطية الوطنية المعيّن من جانب أنصار الله، لفرانس برس أن هناك "خطرًا كبيرًا"من إصابة إحدى السفينتين بصاروخ طائش مع تعرض المنطقة إلى ضربات.
من يملك النفط؟
وتشكل ملكية نفط "صافر" موضع نزاع إضافي بين الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله الذين يخوضون حربًا منذ 2014. وسيطر أنصار الله على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء منذ بداية النزاع.
وقالت الأمم المتحدة في يوليو الماضي خلال حفل تسليم السفينة الجديدة إنها أصبحت ملك "شعب اليمن".
وسبق أن أعلن أنصار الله أنهم يعتزمون بيع النفط وتحويل العائدات لتسديد رواتب موظّفين يعملون في إدارات تخضع لسلطتهم. كما دعوا إلى استكمال بناء منشآت تخزين بريّة لإمكانية تخزين النفط فيها لاحقاً.
في المقابل دعت الحكومة اليمنية إلى إنفاق أي مبلغ يتأتّى من بيع هذا النفط على مشاريع صحيّة وإنسانية.
وبموجب أحكام اتفاق التسليم الذي أُعلن الصيف الماضي، ستدير سفينة "اليمن" شركة متعاقدة مع الأمم المتحدة لمدة ستة أشهر على الأقل.
يقول الشامي إن الشركة "تريد مغادرة السفينة بسبب التطوّرات الأخيرة في المنطقة".
غير أنّ الأمم المتحدة أكدت أنه من المقرر أن يغادر أفراد الطاقم بموجب شروط عقدهم، لكن سفينة "اليمن" ستبقى تحت إدارة الشركة.
ويشير الشامي إلى احتمال أن "تتولّى" شركة صافر النفطية الوطنية إدارة السفينة.
وسيشكل ذلك تطوّرًا لافتًا، سيثير بدون شكّ غضب الحكومة اليمنية التي لا تعترف بسلطة الشامي وقد عينت مديرًا عامًا آخر للشركة نفسها.
وتشمل الخطوات الأخرى في المشروع والتي لم تُستكمل بعد، ربط طافية راسخة في سفينة "اليمن" لتثبيتها والمساعدة في تفريغ النفط لاحقًا وفحص خط الأنابيب تحت الماء الذي يمتد من الأراضي اليمنية إلى "صافر" وسيتم ربطه لاحقًا بسفينة "اليمن"، بحسب الشامي.
ويؤكد أن كل هذه الأمور "جزء لا يتجزأ" من المشروع، معتبراً أن الناقلة "صافر كانت بمثابة قنبلة موقوتة وعملية الإنقاذ كانت بمثابة تدخل حتمية".
لكنّه يضيف أنه "إذا فشلت الأمم المتحدة في دعم تشغيل السفينة بشكل صحيح، فستكون سفينة -اليمن- نسخة ثانية من الناقلة صافر".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأمم المتحدة البحر الأحمر أنصار الله
إقرأ أيضاً:
وكيل أوقاف البحر الأحمر يؤكد على دور المساجد في مواجهة التطرف
عقد الدكتور هاني السباعي وكيل وزارة الأوقاف بالبحر الأحمر اجتماعا بمديري الإدارات الفرعية اليوم الثلاثاء حيث عقد اللقاء بديوان عام المديرية، بحضور قيادات الدعوة بالمديرية
وفي بداية اللقاء رحب السباعي بالحضور، مؤكدا على أهمية تحقيق أعلى مستويات الأنضباط الإداري والدعوي، مشددًا على ضرورة المتابعة المستمرة للتأكد من تطبيق المبادئ بشكل دقيق، مؤكدًا على أهمية احترام دور الأئمة وتعزيز مكانتهم بما يليق بمسئولياتهم، مشيرا إلى أهمية تحويل المسجد إلى منارة إشعاع فكري وروحي، عبر رفع كفاءة الأئمة وزيادة اهتمامهم بمراجعة القرآن الكريم، وأهمية حماية المساجد وتحصينها من الأفكار المتطرفة، لضمان أن تظل مكانًا يعزز القيم الدينية الصحيحة ويغرس الطمأنينة في نفوس المصلين.
كما أكد فضيلته أن صفحة الإمام على السوشيال ميديا هي منبر آخر له، ينبغي أن يوجهها إلى نشر العلم النافع المنير، لتحقيق تواجد مؤثر ولافت للنظر للخطاب الديني المستنير في عالم السوشيال ميديا.
وتابع بالتأكيد على أهمية دعم الإمام ورفع معنوياته، حيث إن صورة الإمام المحترمة تعكس الجمال الذي يدعو إليه الإسلام، وهذا من توجيه الإسلام في قول النبي (صلى الله عليه وسلم): "إن الله جميل يحب الجمال"، فهذا هدي النبي (صلى الله عليه وسلم).
وأكد أيضا أن هذه المرحلة في تاريخ الوزارة تركز على العلم والتحصين والبناء كعنوان رئيسي لها، موجهًا بأهمية اختيار الأئمة المتميزين علميًا، ممن لديهم مؤلفات علمية أو شعرية، أو حاصلين على درجات الماجستير والدكتوراه، ومن يتقنون أكثر من لغة، ويتمتعون بسمعة علمية وثقافية واسعة ليكونوا أصحاب ريادة تعزز بهم المساجد الكبرى والمنابر الإعلامية، وليأخذوا بيد بقية زملائهم من الدعاة والخطباء.
كما شدد على ضرورة خلق بيئة تنافسية بين الأئمة تُحفّز على طلب العلم والتقدم فيه، مع التأكيد على أن المعيار الوحيد للترقي والتميز سيكون هو العلم، مع ضرورة التزام الإمام بالمنهج الأزهري الراسخ، مؤكداً أن الداعية يجب أن يتصدى لمواجهة أي فكر منحرف متطوف أو أي منهج فكري مضطرب يخالف مبادئ الأزهر الشريف، مؤكدا على أهمية التعاون الوثيق مع مؤسسات الدولة والعمل المشترك من أجل إعادة بناء الإنسان المصري، ليكون راسخ الجذور في وطنه ومعتزاً بتاريخه وهويته، ومشددا على أن العلاقة بين مؤسسات الدولة يجب أن تتسم بالثقة المتبادلة والتكامل، مستشهداً بقول الله تعالى: "سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ"، ليكون هذا التعاون دعامة قوية لبناء مجتمع متماسك ومؤسسات مترابطة، قادرة على النهوض بالوطن وتحصينه ضد أي تحديات.
وشرح فضيلته المحاور الاستراتيجية التي تعمل عليها وزراة الأوقاف، المحور الأول: مواجهة التطرف من خلال مواجهة فكرية جادة في كل ما يتعلق بمفاهيم الفكر المتطرف، ومحاربة كل صور الإرهاب والتطرف والتكفير والعنف، وتفكيك منطلقات وأفكار هذه التيارات.
المحور الثاني: مواجهة التطرف اللاديني والمتمثل في تراجع القيم والأخلاق مثل مواجهة الإلحاد، والإدمان، والانتحار، والتنمر، والتحرش، والزيادة السكانية، وارتفاع معدلات الطلاق، وفقدان الثقة، مواجهة شاملة لكل مظاهر التراجع القيمي والأخلاقي.
المحور الثالث: بناء الإنسان من خلال بناء شخصية الإنسان ليكون قويا شغوفًا بالعلم شغوفا بالعمران واسع الأفق وطنيا منتميا مقدما الخير للإنسانية وأن يكون إنسانًا سعيدًا وأن يقدم الخير والنفع للناس، والانطلاق في ذلك من خلال المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان.
المحور الرابع: صناعة الحضارة من خلال الابتكار في العلوم والمساهمة في عالم الذكاء الاصطناعي وفي اختراق أجواء الفضاء وفي ابتكار النظريات والحلول العلمية لعلاج أزمات الإنسان و للإجابة على الأسئلة الحائرة.
مختتمًا حديثه بالتأكيد على ضرورة العمل سويًا لإنجاح المديرية ونسجل للتاريخ شيئًا مشرفًا بليق بنا ويرضي ربنا سبحانه ويعود بالخير على هذا البلد.