قضاة العراق مقاتلون في ميدان المواجهة .. إهداء إلى قضاة العراق جميعاً
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
بقلم: فراس الغضبان الحمداني ..
لا تستقيم الأمم إلا بمؤسسات تسهر على مصالحها وتلبي متطلباتها في التربية والتعليم والإقتصاد والأمن والسياسة . وهي مؤسسات إذا نجحت في أداء واجباتها أكدت رسوخ الدولة ونظامها السياسي والإقتصادي والإجتماعي وتمكنت من الحفاظ على وجودها وهيبتها ومكانتها بين الأمم والشعوب وأثبتت علو كعبها في تحقيق مصالحها وعدم التعدي عليها من أي طرف كان ومهما كان بل وتجسدت لديها معالم قوة وهيبة ونهضة ونجاح ويحتاج ذلك إلى من يحميها ويراقب أداءها ويمنع المتجاوزين عليها والمتعدين على واجباتها وكينونتها ومن هنا فأن قيام الأمة في كل ذلك يعتمد على ركن أساسي وهو القضاء العادل والمنسجم مع تطلعاتها الأخلاقية والإنسانية .
تجربة مجلس القضاء الأعلى في العراق كانت تمثل تحدياً كبيراً بسبب الضغوط المتصاعدة نتيجة الظروف السياسية والأمنية والإضطراب الكبير في موقف القوى السياسية والحاجة إلى قرارات حاسمة من المؤسسة القضائية في حال التنازع السياسي والوصول إلى طريق مسدود يتطلب التدخل والحسم حيث نجح مجلس القضاء في جملة من التحديات الصعبة ما رفع من درجات الثقة به وبقيادته التي شهدت بوجود الدكتور القاضي فائق زيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى حسماً لملفات عدة وحضوراً متميزاً في ملاحقة الفساد والمحسوبية وملاحقة المتلاعبين بالمال العام . وشهدنا زيارات خارجية مهمة ولقاءات في الداخل أجراها القاضي فائق زيدان مع عدد من المسؤولين الدوليين والمحليين ووصلت إلى نتائج متقدمة أثمرت عن إتفاقيات لإسترداد المطلوبين للقضاء العراقي ومتابعة الإجراءات القضائية الكفيلة بإسترداد الأموال .
القاضي عماد الجابري رئيس محكمة إستئناف بغداد الرصافة يتابع بدقة كافة الإجراءات التي تصدر من محاكم الرصافة ويبذل جهود كبيرة بتطبيق القوانين العادلة . أن مجلس القضاء الأعلى مضى وبكافة تشكيلاته بإتجاه وضع خطط مدروسة لمكافحة هذه الجرائم بعدة محاور ،
إن تلك المحاور ومنها المحور الوقائي وجرائم الفساد المالي والإداري مكتملة الأركان تسبب الضرر في المال العام وأن إكتشافها ومعاقبة مرتكبيها لا يؤدي بالضرورة إلى درء الضرر ولذلك وجه مجلس القضاء بإيلاء البلاغات المقدمة من مواطنين وجهات انفاذ القانون والسلطات التحقيقية المقدمة في المحاكم المختصة الأهمية القصوى حيث بينت تلك البلاغات قيام موظفين في وزارات ودوائر دولة بالتخطيط لإرتكاب جرائم بحق المال العام وبذلت الجهود للتحقيق فيها وتدقيقها وأصدرت قرارات لضبطها ومرتكبيها قبل إتمامها بشكل كامل ومنع صرف الأموال ومحاسبة المتورطين ومن خطط لإرتكاب تلك الجرائم وكان لهذه الإجراءات الأثر في منع الهدر في المال العام بمليارات الدنانير . وبأعتباري خبيراً قضائيا لاحظت الجهود التي يبذلها القاضي هاشم الخفاجي نائب رئيس الإستئناف ورئيس لجنة خبراء الجدول في محكمة إستئناف بغداد الرصافة تعاونه الكبير من أجل تنفيذ القرارات القضائية وكذلك تعاونه وفق القانون مع الصحفيين ووسائل الإعلام العراقية .
إن المحاكم العراقية تبذل جهوداً كبيرة بالمحور المتعلق بملاحقة الجرائم ومرتكبيها وعدم الإكتفاء بالملاحقات القضائية وإدانة مرتكبي تلك الجرائم بشكل كامل بالتوسع بالتحقيقات المالية الموازية بقضايا الفساد المالي والإداري وتطبيق الإتفاقيات الدولية التي إنضم إليها العراق بخصوص مكافحة الفساد المالي والإداري وغسيل الأموال وإتخذ القضاء قرارات وإجراءات في عدد كبير منها وصولاً في بعض منها إلى إدارة الأموال المحجوزة ومراقبتها . إن هناك تفهماً في المحاكم العليا ومحاكم الجنايات لقضايا الأموال والتي بدأت تصدر فيها أحكام من محاكم الإستئناف والتمييز رغم الصعوبات والتي تفرض على القضاء أن يراعي فيها إفساح المجال لمن وجهت له التهم لتقديم الدفوع القانونية بشكل سليم ومراعاة منظومة العدالة الجنائية . إن القرارات والإجراءات القضائية التي أتخذت في المرحلة الماضية والحالية لمحاربة الفساد والجهود التي يبذلها مجلس القضاء الأعلى والمحاكم المختصة في محاربة الفساد وملاحقة المفسدين وحماية المال العام وإسترداد الأموال المهربة إلى الخارج ومرتكبي جرائم الفساد مع مراعاة منظومة العدالة الإجتماعية .
ما من شك أن الجهود التي بذلها ويبذلها القاضي عماد الجابري رئيس محكمة إستئناف بغداد الرصافة والقاضي خالد المشهداني رئيس محكمة إستئناف بغداد الكرخ في جملة من القضايا الحاسمة تشير إلى الإنسجام بين دوائر مجلس القضاء الأعلى ومؤسسات المجلس التي تعالج قضايا مختلفة خاصة قضايا الفساد التي هي الشغل الشاغل للعراقيين وللشعب العراقي . إن قضاة العراق مقاتلون في ميدان المواجهة مع الفساد وسينتصرون حتماً فتحية لهم جميعاً . Fialhmdany19572021@gmail.com
فراس الغضبان الحمداني
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات مجلس القضاء الأعلى المال العام
إقرأ أيضاً:
حاكم الشارقة يستقبل مجلس القضاء
الشارقة: «الخليج»
استقبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد، نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس القضاء، صباح اليوم الخميس، أعضاء مجلس القضاء، وذلك في مكتب سمو الحاكم.
ورحّب صاحب السمو حاكم الشارقة في بداية اللقاء بالحضور، مشيراً إلى أهمية السلطة القضائية وتكامل أجهزتها، ودورها الكبير في المنظومة الحكومية واستقرار المجتمع، والعمل على نشر العدالة، والالتزام بالمهام الموكلة إليهم وتحقيق أهداف القانون السامية عبر تطبيق روح القانون، وذلك لصلاح أفراد المجتمع ونشر القيم السمحاء والفضيلة بين الناس.
وشدد صاحب السمو حاكم الشارقة خلال اللقاء على الالتزام بكافة المبادئ والقيم المتعلقة بالسلطة القضائية بما يؤكد مبدأ استقلالها الذي يعطي القضاة الاستقلالية الكاملة، التي لا يكون فوقها سلطان في أداء الواجب إلا القانون والضمير، مؤكداً عدم التدخل بالقضاء على مستوى الإمارة إلا في الحدود التي تقرها القوانين.
وأشار سموه إلى أهمية إرساء قيم الحقّ والعدل بين من يلجؤون إلى المحاكم لحلّ خلافاتهم، وأن يكون العاملون في الأجهزة العدلية والقضائية بمنزلة تربوييّن وموجهيّن يسعون بين الناس بالخير أولاً للحفاظ على ترابط المجتمع، وضرورة مساعدة أفراده على التسامح والتآلف وحلّ كل الخلافات بالصُلح والتجاوز والعفوّ، مما ينعكس على الروابط بين الناس ويزيد من قوة العلاقات بينهم.
كما ناقش اللقاء أهمية سعي كافة العاملين في الأجهزة العدلية والقضائية إلى إعطاء النصائح القانونية والاجتماعية إلى من يسعون إلى المحاكم والتقاضي بصورة رسمية، وذلك في كافة المراحل القانونية، منعاً لتفاقم المشكلات وازديادها.
وأكد سموه خلال اللقاء ضرورة اهتمام القاضي بتثقيف نفسه والمطالعة والمتابعة لكل ما هو جديد في حقول العلم والمعرفة الحديثة، إلى جانب الدراسة المتعمقة وذلك من أجل إعطاء الحق لأهله والإسهام في إرشاد وتوجيه المجتمع نحو أفضل السبل لتعزيز الترابط والتعايش، بالإضافة إلى عدم إصدار الأحكام خلال تعرض القاضي لأي أمر قد يشتت من تركيزه ويؤثر في حكمه حتى ولو كان بسيطاً.
من جانبهم وجّه أعضاء مجلس القضاء شكرهم وامتنانهم إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على الثقة الغالية لاختيارهم في المجلس، معاهدين سموه على أن يكونوا على قدر هذه الثقة، وأن يعملوا على تطبيق نصائح وتوجيهات سموه الحكيمة مما يسهم في أدائهم لمهامهم على أكمل وجه.
حضر الاستقبال كل من: الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ فيصل بن علي بن عبدالله المعلا أمين عام مجلس القضاء، وراشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري، والدكتور منصور بن نصار رئيس الدائرة القانونية لحكومة الشارقة، والقاضي الدكتور محمد عبيد الكعبي رئيس دائرة القضاء، والقاضي أحمد عبدالله الملا رئيس محكمة النقض، والقاضي الدكتور عمر عبيد الغول بمهام رئيس المحاكم الابتدائية، والقاضي عبد الرحمن سلطان بن طليعة رئيس المحاكم الاستئنافية، والقاضي الدكتورة سلامة راشد سالم تميم الكتبي رئيس دائرة التفتيش القضائي، والمستشار أنور أمين الهرمودي النائب العام ورئيس سلطة النيابة العامة.