القدس المحتلة – أجمعت فعاليات تربوية وتعليمية وبحثية في أوساط فلسطينيي 48 على أن مشروع القانون الذي قدمته الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو يهدف إلى المراقبة وإحكام السيطرة على جهاز التربية والتعليم العربي.

وينص مشروع القانون، الذي صادق عليه الكنيست سابقا بالقراءة التمهيدية وأعيد للمناقشات والتحضيرات في اللجان البرلمانية ذات الاختصاص خلال الحرب على غزة، على فرض الرقابة على المعلمين والمعلمات تحت ذريعة مكافحة "الإرهاب".

وأتى تحريك القانون في أعقاب توجّه وزارة المعارف الإسرائيلية إلى فصل كل معلمة أو معلم ظهر أنه نشر تغريدات عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو عبّر عن أي موقف أو رأي فيه كلمات "مديح أو تعاطف أو تشجيع"، قد يُفهم منها التماهي مع قطاع غزة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومعارضة الحرب على غزة.

وخلال مداولات لجنة التربية والتعليم في بنود القانون ومصطلح "الإرهاب"، طالب مندوب وزارة القضاء الإسرائيلية بتقليص الصلاحيات التي ستمنح لجهاز الأمن العام (الشاباك) بموجب القانون الذي سيشرع في تشديد إجراءات الرقابة على جهاز التربية والتعليم، وتوسيع الصلاحيات ضد المعلمين والعرب على وجه التحديد.

القانون يسهّل إجراءات فصل أي معلم تحت ذريعة "الإرهاب" ودون الحق في الاعتراض (الجزيرة) العرب أولا

ووفق رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي الدكتور شرف حسان، يستهدف القانون بالأساس جهاز التربية والتعليم العربي، على الرغم من أن محتوى ونص التشريع يسري على الجميع.

وأشار حسان، في حديث للجزيرة نت، إلى أن القانون يندرج ضمن محاولات المؤسسة الإسرائيلية إخضاع التربية والتعليم لاعتبارات أمنية، حيث يتم التعامل مع المعلمين كمتهمين ووضعهم دائما في دائرة الشكوك وتحت عين الرقيب.

وعليه، يقول حسان، "استغلت الحكومة حالة الحرب والأجواء العنصرية من أجل تشريع قوانين لسلب الحقوق الأساسية للمعلمين وللمواطنين العرب"، محذرا من أن "القانون سيسهل إجراءات فصل أي معلم دون الحق في الاعتراض، وذلك تحت ذريعة التماهي مع ما يسمى الإرهاب".

بلا تفسيرات

وأوضح أن الحكومة تعمدت في مشروع القانون الإبقاء على كلمة "الإرهاب" فضفاضة، مما يعني أن القانون يطال كل من ينتقد الحكومة ويعارض الحرب وقتل الأبرياء والمدنيين أو حتى يتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن النص الفضفاض بمثابة محور خلاف مع وزارة القضاء الإسرائيلية التي طالبت بوضع تفسيرات واضحة لمعنى مصطلح "إرهاب"، وتحديد نوعية الأعمال والنشاطات الداعمة لهذا "الإرهاب"، وهو الأمر الذي يرفضه من بادر لمشروع القانون من حزبي الليكود و"عظمة يهودية".

ولفت حسان إلى أن جهاز الأمن العام يبدي تحفظاته على صياغة بنود مشروع القانون كونه لا يرى أن جمهور المواطنين هم الخطر على أمن الدولة، قائلا إن "هذه التحفظات تشير إلى أن اليمين المتطرف يسعى إلى إخضاع كافة المؤسسات والنظم والمفاهيم لاعتباراته السياسية وتعميق هيمنته على جهاز الدولة العميق".

وحذر رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي من تداعيات القانون الذي سيطال من يخالف ويعارض سياسات الحكومة، منبها إلى أنه يمنح صلاحيات إدارية واسعة للوزارة بفصل أي معلم، مع تفريغ مسار اللجان التأديبية من صلاحياتها، وسلب المعلم حقه في الدفاع عن نفسه والطعن في الإجراءات التي قد تُفتح ضده.

جيل الطلبة من فلسطينيي 48 بات يعتمد على المصادر الخارجية للحصول على المعلومات والمعرفة (الجزيرة) فرض الرقابة

والطرح ذاته تبنّاه مدير "معهد المسار للأبحاث الاجتماعية" البروفيسور خالد أبو عصبة، الذي قال إن "مشروع القانون يندرج ضمن مخطط تغييب الأقلية العربية عن الواقع والمحيط والبيئة، على اعتبار أن جهاز التربية والتعليم أداة إسرائيلية للسيطرة والتحكم".

وأوضح أبو عصبة للجزيرة نت أن تحريك القانون يأتي بعد سنوات طويلة من نضال فلسطينيي 48 من أجل إلغاء الرقابة على جهاز التربية والتعليم العربي منذ النكبة عام 1948.

وأشار إلى أن حكومة اليمين المتطرف توظّف الحرب وحالة الطوارئ من أجل إعادة فرض الرقابة على جهاز التعليم العربي بإعادة اقتراح مثل هذا القانون الهادف إلى الرقابة على المعلمين وفرض حالة من الخوف عليهم، وردعهم عن التعبير أو أي محاولة لفتح نقاش بين الطلاب والطالبات داخل الصفوف.

جيل متمرد

ويعتقد أبو عصبة أن مثل هذا القانون والإجراءات سيكون لهما تداعيات وتأثير على نهج وسلوك وأداء المعلمين والمعلمات والإدارات، التي لا تريد أن تكون في موضع شبهات حيال أي تصرف أو تعبير أو أي تغريدة، كما سيضع واضع المنهاج التعليم تحت الرقابة.

ولفت إلى أن القانون والإجراءات سيكون لهما تأثير على العملية التربوية في المدارس والمؤسسات التعليمية في الداخل الفلسطيني، لكنه استدرك أن الطالب "منكشف ومنفتح للعالم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والتربية في البيت والمجتمع".

وعليه، يعتقد أن مثل هذه التشريعات وإجراءات الرقابة ومحاولات السيطرة ستخلق جيلا متمردا من الطلبة، وسيلجأ هؤلاء إلى مصادر خارجية للحصول على العلم والمعرفة. "لكن تغييب دور المدرسة والمؤسسة التعليمية له من دون شك تداعيات على صقل شخصية وهوية الطالب".

مشروع القانون الجديد يتطلع لتغيير سلوك واضع مناهج التعليم بما يخدم الأيديولوجية اليهودية (الجزيرة) حالة نضالية

بدورها، قالت الناشطة السياسية المعلمة نيفين أبو رحمون إن القانون الذي يبدو للوهلة الأولى أنه يطال المعلمين والمعلمات، يهدف في العمق للتحكم بجهاز التربية والتعليم العربي، والسيطرة على المدارس، وصياغة مناهج التعليم، وبالتالي إنتاج طالب عربي معزول عن روايته وقضيته والشعب الفلسطيني الذي ينتمي إليه.

ولفتت نيفين، في حديثها للجزيرة نت، إلى أن هذا القانون يأتي بعد "فشل جميع مشاريع الأسرلة ورفضها من قبل النشء الفلسطيني في الداخل الذي خلق حالة نضالية في الشارع الفلسطيني وتحديا لإسرائيل، سواء من خلال هبة الأرض والمسكن في إسقاط مخطط "برافر" أو "هبّة الكرامة" في مايو/أيار 2021 بالالتحام مع نضال الشعب الفلسطيني بكل أماكن وجوده".

وتعتقد أن مشروع القانون يندرج ضمن سياسة الحكومة ومحاولاتها "أدلجة التربية والتعليم والمعرفة" بما يتلاءم مع أيديولوجيتها التي تنص على احتقار الفلسطيني وتغييب الرواية الفلسطينية وخلق جيل بعيد عن الهم الوطني والقومي، وخنق المعلم الفلسطيني أمام طلابه ليكون كما الطالب معزولا عن الواقع.

ودعت نيفين إلى مواجهة القانون وتأمين حاضنة جماهيرية ومجتمعية للمعلم الذي يعتبر من أهم ركائز النضال والتنشئة للأجيال، وذلك عبر الوحدة وعدم السماح للمؤسسة الإسرائيلية بالتفرد بالمعلمين والمعلمات، وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني وتنظيمها لتكون شريكة ورافعة للنضال من خلال إيجاد حيز تربوي بديل للطلبة وللمعلمين يتحدى السياسات الإسرائيلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المعلمین والمعلمات التعلیم العربی مشروع القانون القانون الذی الرقابة على على جهاز إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير التربية والتعليم: نتطلع لزيادة الاستثمارات اليابانية في القطاع بمصر.. ونواب: استكمال للتجارب الناجحة.. وسيفتح الباب لكي يكون هناك مجال أوسع للخريجين

وزير التعليم: المدارس المصرية اليابانية أصبحت نموذجًا ناجحًا يجسد قوة التعاون بين البلديننائبة: زيادة الاستثمارات اليابانية في مجال التعليم بمصر يستهدف إحداث نهضة بالقطاعبرلماني: زيادة الاستثمارات اليابانية في مجال التعليم بمصر أمر إيجابي

أشاد عدد من أعضاء لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب بتصريحات وزير التعليم بشأن تطلع وزارة التعليم لزيادة الاستثمارات اليابانية في مجال التعليم بمصر ، وأكدوا أن التنوع فى الأنماط التعليمية في مصر أمر إيجابي جدا ، وسيفتح الباب لكي يكون هناك مجال أوسع للخريجين.

في البداية أشادت النائبة جيهان البيومي، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب بتصريحات وزير التعليم بشأن تطلع وزارة التعليم لزيادة الاستثمارات اليابانية في مجال التعليم بمصر.

وأكدت البيومي في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن ذلك يأتي في إطار التنوع في أنماط جديدة من التعليم ، وكلها تجارب ناجحة ، وتستهدف إحداث نهضة تعليمية.

وأشارت إلى أننا كان لدينا تجارب ناجحة في المدارس الألمانية في مصر ، وبالتالي فإن زيادة الاستثمارات اليابانية في مجال التعليم بمصر ، يأتي استكمال لهذه التجارب الناجحة.

وأوضحت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب أن التنوع فى الأنماط التعليمية في مصر أمر إيجابي جدا ، وسيفتح الباب لكي يكون هناك مجال أوسع للخريجين.

وقال النائب هاني أباظة، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب إن تصريحات وزير التربية والتعليم بشأن تطلع الوزارة لزيادة الاستثمارات اليابانية بمجال التعليم في مصر هي فكرة حميدة.

وأشار أباظة في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أننا بحاجة لتوحيد منظومة التعليم في مصر خلال المرحلة الحالية، بحيث نأخذ من كل أنظمة التعليم المختلفة، ويكون لدينا شكل تعليم مصري.

وأوضح عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم السابق كان يسعى قبل رحيله إلى تطبيق فكرة وجود نظام تعليمي موحد بعيدا عن التشتت، من خلال تغيير المناهج.

وكان قد التقى محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مع أعضاء البرلمان الياباني وجمعية الصداقة المصرية اليابانية، برئاسة رئيس الوزراء الياباني الأسبق ورئيس جمعية الصداقة البرلمانية المصرية اليابانية النائب تارو آسو، وبحضور النائب كينجي يامادا، سكرتير عام جمعية الصداقة البرلمانية المصرية اليابانية.

ورحب أعضاء البرلمان الياباني وجمعية الصداقة المصرية اليابانية بالوزير محمد عبداللطيف والوفد المرافق له، حيث أكدوا على أهمية مصر كدولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، معربين عن اعتزازهم بالعلاقات المتينة بين البلدين.

كما أشاروا إلى تقديرهم الكبير للرئيس عبدالفتاح السيسي، وزياراته المتعددة لليابان، بما في ذلك حضوره مؤتمر التيكاد 7، والتي عكست عمق الشراكة بين البلدين.  

ومن جانبه، أثنى الوزير على العلاقات القوية التي تجمع مصر واليابان، مشيدًا بالمشروعات المشتركة، وعلى رأسها المدارس المصرية اليابانية، التي أصبحت نموذجًا ناجحًا يجسد قوة التعاون المصري الياباني، فضلا عن المتحف المصري الكبير.

كما أكد الوزير التزام مصر بمواصلة هذه الشراكة الناجحة وتقديمها كنموذج عالمي خلال مؤتمر "تيكاد ٩" القادم.  

وأعرب الوزير محمد عبداللطيف عن تطلعه لزيادة الاستثمارات اليابانية في مجال التعليم في مصر، مع التركيز على تعزيز التعاون في رعاية وتعليم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أكد حرصه على تعزيز التعاون في مجال التعليم الفني وتأهيل الطلاب للعمل في الشركات اليابانية، مستندًا إلى النموذج الناجح الذي طبقته مصر مع إيطاليا وألمانيا، ضمن إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص.  

وفي هذا السياق، أكد الوزير على أهمية تطوير التعاون في مجالات تدريب الكوادر الفنية، نظرًا لأهمية مصر كبوابة لإفريقيا، مما يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز التكامل التعليمي والصناعي بين البلدين.  

وخلال اللقاء، قدم الدكتور هاني هلال، الأمين العام للشراكة المصرية للتعليم عرضًا تفصيليًا للمشروعات الحالية والمستقبلية، من بينها مشروع "كوسن" الذي يمثل ثمرة تعاون بين مصر واليابان.

وفي ختام اللقاء، وجه الوزير الشكر لأعضاء البرلمان الياباني، وخاصة لجنة التعليم، على دعمهم المستمر، ودعم هيئة التعاون الدولي اليابانية "جايكا" لاستكمال تنفيذ المشروعات التعليمية المشتركة مع مصر.

كما ثمّن دور النائب كينجي يامادا، سكرتير عام جمعية الصداقة البرلمانية المصرية اليابانية، في تعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال الحيوي.

مقالات مشابهة

  • مدير تعليم القليوبية يشارك فى معرض التعليم الفني والتعليم المزدوج
  • وزير التربية والتعليم يبحث سبل التعاون مع شركة «سبريكس» اليابانية
  • وزارة التربية والتعليم‏ تقيم دورة تدريبية حول مشروع “المدارس الآمنة” ‏
  • وزير التربية والتعليم يعقد اجتماعًا مع رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)
  • وزير التربية والتعليم: نتطلع لزيادة الاستثمارات اليابانية في القطاع بمصر.. ونواب: استكمال للتجارب الناجحة.. وسيفتح الباب لكي يكون هناك مجال أوسع للخريجين
  • التربية والتعليم تُنظم لقاءين تعريفيين باللغة الصينية في مسقط والداخلية
  • الدكتور سيد مرزوق موجهًا عامًا للتربية الاجتماعية بمديرية التربية والتعليم بقنا
  • وزير التربية والتعليم: نتطلع لزيادة الاستثمارات اليابانية في مجال التعليم بمصر
  • مديرية التربية والتعليم بحلب تبدأ أعمال إعادة تأهيل مدرسة عنجارة الثانوية بريف حلب الغربي
  • وزير التربية والتعليم يبحث تبادل الخبرات مع أعضاء مجلس التعليم في طوكيو