المنصات تضج بعد افتتاح رئيس وزراء الهند معبدا هندوسيا على أنقاض مسجد تاريخي
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
أثار تدشين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي معبدا هندوسيا على أنقاض مسجد تاريخي جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف من تصاعد التوتر الطائفي في الهند، وزيادة اضطهاد المسلمين.
وقال مودي خلال حفل افتتاح المعبد -الذي يسمونه "الإله رام ماندير"- "سيعيش الإله رام الآن في هذا المعبد الكبير. هذه اللحظة مقدسة"، مضيفا أن "22 يناير/كانون الثاني 2024 لم يعد مجرد تاريخ في التقويم بعد الآن.
ويأتي تدشين المعبد تتويجا لوعود بإعادة إقامة معبد "الإله رام"، كان أطلقها حزب "بهاراتيا جاناتا"، الذي يتولى مقاليد الحكم في الهند منذ عام 2014، وترتكز الوعود على بناء المعبد على أنقاض مسجد "بابري" التاريخي، بمدينة أيوديا شمالي الهند، على هضبة راماكو المقدسة لدى الهندوس.
وكان المسجد التاريخي قد بناه الإمبراطور المغولي المسلم ظهير الدين محمد بابر، في حين يزعم الهندوس أن الأخير هدم معبدهم عام 1528 لبناء المسجد.
وانطلاقا من تلك المزاعم، قام الهندوس باعتداءات متكررة على المسجد، وصولا إلى عام 1992 عندما تم هدم المسجد، وتصاعد التوتر وقتها بين الهندوس والمسلمين في الهند، بعد أن قام أكثر من 15 ألف هندوسي بأعمال عنف واسعة النطاق، خلفت أكثر من ألفي قتيل.
وبعد إجراء تحقيق في عملية الهدم، أصدرت المحكمة العليا في البلاد، قرارا نهائيا بمنح الهندوس أرض المسجد، وأعطت المسلمين أرضا بديلة لبناء مسجد عليها.
تحذير ومخاوف
بدوره، رصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (23/01/2024)- تفاعل جمهور المنصات حول تدشين المعبد الهندوسي على أنقاض المسجد، وسط تحذير من توغل الهندوس على المسلمين ومصادرة معالمهم التاريخية.
وفي هذا الإطار، يقول مصطفى عبر حسابه إن "حدثا كهذا يجب ألا يمر مرور الكرام، إن فعل، ستهدم جميع المساجد في الهند، ويحصل فيها ما حصل أمس الاثنين، يجب ألا نصمت على هذا الفعل".
من جانبه، حذر محمد من انعكاسات متوقعة لما حدث، وقال إن هناك "توقعات بتصاعد التوتر الطائفي في الهند مع افتتاح رئيس الوزراء مودي معبد رام ماندير"، مشيرا إلى أن "الموقع الذي أثار الجدل تاريخيا يشهد احتفالات، ويرى مراقبون في الحدث تهديدا للعلمانية".
أما محمد محمود، فذهب إلى أن تدشين المعبد جاء "تتويجا لحركة وطنية تهدف إلى ترسيخ التفوق الهندوسي في الهند من خلال حشد الأغلبية الهندوسية في البلاد عبر الطوائف والقبائل".
لكن "آسو"، فقد تبنى الرواية الهندوسية التاريخية حول القضية، وقال إن "المسجد كان انبنى (بني) على معبد هندوسي والموقع كله مقدس عند الهندوس، لهيك (لهذا) رجعوه مع إني مش ما بأيد (ليس مؤيدا) هدم أماكن تاريخية".
تجدر الإشارة إلى أن افتتاح المعبد يعتبر حدثا بارزا بالنسبة لكثير من الهندوس، إذ كان يوم الافتتاح إجازة للمدارس والإدارات، في حين طلبت نساء حوامل إجراء عمليات قيصرية للولادة في هذا التاريخ.
وتوقعت السلطات أن يصل عدد مرتادي المعبد الجديد -الذي يتكون من 3 طوابق، وبلغت قيمته 217 مليون دولار- أكثر من 150 ألف زائر يوميا بمجرد أن يكتمل تجهيزه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على أنقاض فی الهند
إقرأ أيضاً:
مسجد باريس الكبير يعتمد دعاء لفرنسا بعد خطبة كل جمعة
طلب عميد المسجد الكبير في باريس شمس الدين حفيظ من الأئمة التابعين للمسجد الدعاء لفرنسا في نهاية خطب الجمعة، في رسالة وجهها أمس الخميس إلى 150 إماما تابعين لهذا المسجد.
وطلب حفيظ من الأئمة "تلاوة أدعية باللغتين العربية والفرنسية في نهاية خطبة كل يوم جمعة". وأكد أنه سيولي "اهتماما خاصا بتنفيذ هذا الطلب".
والدعاء المقترح هو "اللهم احفظ فرنسا وكل شعبها ومؤسسات الجمهورية واجعل فرنسا بلدا آمنا مطمئنا تتعايش فيه كل الجالية الوطنية بمختلف فئاتها وطوائفها في أمن وسلام". وقد ألقاه الإمام الخطيب في مسجد باريس ضمن الأدعية بعد خطبة الجمعة اليوم.
وأوضح عميد مسجد باريس الكبير أن الخطوة تندرج في إطار تنفيذ مشروع تكييف الخطاب الديني الإسلامي في المجتمع الفرنسي الذي بدأه المسجد.
شمس الدين حفيظ قال إن الخطوة تندرج في إطار تنفيذ مشروع تكييف الخطاب الديني الإسلامي في المجتمع الفرنسي (رويترز)وذكرت الرسالة أن بعض الأئمة بدؤوا في إدخال الدعاء لفرنسا بعد مقتل الأستاذ صامويل باتي في عام 2020، والبعض الآخر بعد طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضافت الرسالة أن ديانات أخرى كرست أدعية لفرنسا في إطار الشعائر "منذ سنوات عديدة"، ففي الكُنس اليهودية، تتلى "صلاة من أجل الجمهورية" صباح يوم السبت وفي الأعياد، قبل أو بعد قراءة التوراة، وكذلك بمناسبة الاحتفالات الرسمية.
يذكر أن الإسلام هو الديانة الثانية في فرنسا التي تتبنى العلمانية وينص دستورها على الفصل بين الدين والدولة، وينتظر أن تنهي فرنسا قريبا نظام استقدام الأئمة من دول أجنبية هي تركيا والجزائر والمغرب. ويرتبط مسجد باريس الكبير تاريخيا بالجزائر.