دموع النهر.. تخاطب الدهر.. وتعاتب الزمان
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
يناير 23, 2024آخر تحديث: يناير 23, 2024
حامد شهاب
دموع النهر.. وما أقسى النهر أن تنهمر دموعه، ولاسيما عندما تجف مياهه أو تصيبه نوائب الدهر بما يتعارض ومسيرة تدفقها التي تحاول أن تروي الملايين العطشى، وإذا بتلك الدمعة قد تكون (البديل) الذي يروي القلوب أو يزيدها اشتعالا..
ذلك أن الدمعة أو الدموع، التي تتساقط من العين، هي آخر بقايا النهر الكامن في جسد الإنسان، وهي حين تمطر على الخدين، فقد تنزوي القيم بعيدا وتنهار المشاعر وتتفجر الآهات، وتندلع نيران لهب، ليس بمقدور كل سيارات إطفاء الحرائق، أن تخمد نيرانها، بعد أن غاصت في أحشائها الآلام، وراح قيحها ينزف دما من بلاوي الزمان.
ما أكثر الدموع التي تنهمر من عيون العراقيين على عذابات زمنهم الأغبر الذي رحلت عنه حتى الطيور بعد أن جفت مياه أنهرهم، وتكاد تواصل مسيرة تدفقها بشق الانفس بعد أن عانت من غدر الزمان..
غلاف المجموعة الشعرية (دموع النهر) للشاعر والروائي الكبير منذر عبد الحر تحاكي كل تلك الهموم ، وقد تجيب على كثير من تلك التساؤلات ، فهو من أعطى ( بانوراما ) كاملة ووصفة بلاغية شعرية ، أبدع مصممها في لغة التعبير وأجادت الفرشاة في رسم ( لوحة سريالية ) تكفي لوصف الحالة بكل مأساويتها ، قبل أن تلج ديوان الشاعر منذر عبد الحر أو تحط على أريكته لتتناول فنجان قهوة ، وترى الناس الجالسين في الديوان وقد شغلت قلبهم هموم الدنيا وآخرون يضحكون على متاهاتها وعما تؤول اليه أقدارهم بعد أن أضاعوا العنوان..
ومع هذا فإن (دموع النهر) تكفي لتسقينا من حرقتها ما قد يشفي غليل القلوب العطشى وهي تهمهم بالبكاء، عله يكون بمقدورها أن تداوي تلك الدموع الساقطة جراحاتها الغائرة في عمق الشرايين، وترى الدم يسيل على جانبيها من كربات الزمان ، بعد أن أعيت وصفات الأطباء كل محاولات إعادة عينيها لترى النور ، حتى انهمرت دموع حرقة الضمير والوجدان ، قبل أن ينفجر البركان، ويتعرض صاحب الدموع الى ما لا يتمنى أن يضمره له الزمان..
ألف ألف مبارك الإصدار الجديد للشاعر المبدع منذر عبد الحر.. وشكرا لكل تلك الأنامل التي أبدعت في تصميم الغلاف (التحفة النادرة)، وراحت تعبر عن مضامين محتواه قبل أن تطل عليها عين أو تداعبها مشاعر قلوب مكلوم، فقد رسم لنا الغلاف الأول معالم الديون الشعري منذ الوهلة الأولى وراحت اللوحة التعبيرية الواضحة المعالم تلفت الأنظار بل تشدها بسرعة فائقة الى تلك اللوحة المغرقة في رسم معالم الأحزان، وترى حتى زوارق النهر وقد غدر بها الزمان. وراحت حتى الطيور تهاجر الى بلدان أخرى بحثا عن الأمن والأمان. وعن لقمة كرامة بلا أحزان.. في بلد يتعرض نخبه ومثقفوه الكبار الى النسيان..
حقا أن (دموع النهر).. تخاطب الدهر.. وتعاتب الزمان!!
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: بعد أن
إقرأ أيضاً:
حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
أعلن "حزب الله" اللبناني، اليوم الأحد، أن السلاح الشرعي المشترك بين الجيش والمقاومة بدعم من الشعب "حتمي وضروري"، معتبر أن "هذه المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان".
وقال نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي، الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لمجموعة من شهداء المقاومة ، وقال قماطي: “إذا كنّا شركاء حقيقيون في الوطن، علينا أن نبني استراتيجية دفاعية تدافع عن هذا الوطن، فالجيش وحده لا يستطيع أن يواجه العدو، وكُلنا يعلم ذلك، وليته يستطيع، فنحن لسنا ضد أن يكون قادراً على المواجهة وحده، ولذلك هناك شراكة ضرورية حتمية وطنية لا بُد منها بين المقاومة والجيش لندافع عن وطننا، وما حصل وما يحصل اليوم في كل المحيط حولنا، دليل على ذلك، ونحن لا نقبل أن يصبح لبنان في مهب الرياح الإقليمية والدولية”.
«كاتس» يتوعد حزب الله إذا انتهك وقف إطلاق النارحزب الله : الاحتلال الإسرائيلي سرطان يهدّد الأمة بأسرهاسويسرا تقر حظر حزب الله اللبناني .. تفاصيل
وشدد على أن “الحلم والتمنيات الخبيثة من البعض بأن لبنان يجب أن يبقى بدون سلاح المقاومة وليس لديه ضرورة، لن يتحقق، ونحن نقول، إن السلاح الشرعي المشترك بين الجيش والمقاومة وبدعم من الشعب حتمي وضروري، فهذه المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان، ونحن لا نتخلّى عن وطننا وعن قوته وقوة الحماية الوطنية فيه لأجل عيون بعض المرتبطين بالخارج، أو من أجل ألسنة بعض سيئي الخطاب والفجور الإعلامي، فلن يحصل ذلك”.
وأكد قماطي على أن "حزب الله" سيكون "في أقصى درجات التعاون والانفتاح سياسيا"، مضيفا: "فنحن كنّا منفتحين، وما زلنا وسنبقى كذلك، لأننا نعتبر أن هذا الوطن بحاجة إلى التفاهم والحوار السياسي والتعاون بين كل الأطراف اللبنانيين للوصول إلى نتائج، ونحن نقول إن كل الأمور خاضعة للحوار، ونحن حاضرون لنتحاور حولها، لنبني هذا البلد لبنان ما بعد العدوان الإسرائيلي، ولذلك سوف نأتي إلى الاستحقاق الرئاسي بكل تفاهم، وسيكون الثنائي الوطني اللبناني على موقف واحد في الاستحقاق الرئاسي وفي كل الاستحقاقات الأخرى لإنعاش وبناء هذا البلد”.