كيف ستنتهي الحرب في غزّة؟
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
محمد بن سالم التوبي
كيف ستُنهي الولايات المتحدة الأمريكية حرب غزّة بأقل الخسائر بعد أن فقدت إسرائيل الكثير من التعاطف داخل المجتمع الأمريكي، وأيضًا في الدول الأوروبية وحتى في بعض حكومات دول الاتحاد الأوروبي- أو ما يسمى بالدول الديموقراطية؟
لقد خرجت في بعض الدول مظاهرات مليونية تناصر قضية فلسطين، وتطالب برفع الظلم عنهم والتوجه بالإعتراف بدولة فلسطين كدولة لها عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
الصهيونية وخبراء الإعلام فيها لا شك أنهم سوف يقودون حربًا إعلامية لتحويل توجهات المجتمعات الغربية من نصرة فلسطين إلى إسرائيل، أو على الأقل التخفيف من حدة تلك المناصرة التي لاقتها حماس بين كل شعوب العالم الحرّ بعد انكشاف الحقيقة التي انسلّت إليهم على غفلة من الإعلام الكاذب الذي يسيطر عليه أباطرة الصهيونية العالمية. لقد تكشّف للعالم أجمع أننا كنا نعيش بعيدًا عن الحقيقة مدة طويلة وكأن أعيننا قد عُصبت عن رؤيتها.
لقد تكشّفت لهم حقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية ما هي إلاّ دولة استعمارية بالمفهوم الحديث، تستخدم الأمم المتحدة لتقنين حروبها وتأخذ صكّ الحرب المختوم بخاتم مجلس الأمن الدولي حتى تعبث كيفما تشاء في بلد آمن ولا تخرج منه إلاّ ممزق الأوصال، كما حدث في العراق المكلوم مدة تزيد عن ثلاثين عامًا من الاقتتال والميليشيات والطائفية والتدخلات الأجنبية والقواعد الأمريكية. لقد أرعبهم وجود ثلّة من رجال الله الميامين عفروا وجه القوة التي لا تهزم بالتراب.
لقد أدركت البشرية ووعت حقيقة الكيان الصهيوني المريض الذي يقتات على مدى سبعة قرون على دماء الفلسطينيين العُزّل الذين لا يملكون سلاحًا ويتم قتلهم بدم بارد، وفي الصورة الإعلامية أن إسرائيل دولة ديموقراطية لا تقتل اعتباطًا ولا تسجن إلاّ بمحاكمات ولا يمكن أن تتصرف بغوغائية، ولكن هذه الحرب كشفت أن الكيان هو كيان سيكوباتي معدوم الضمير محكوم عليه بالاختلال العقلي، فهو يقتل ويُبرّر القتل ويُدمّر بيوت الآمنين وكأن شيئًا لم يحدث.
لقد تكشّف زيف الآلة الإعلامية الصهيونية التي سادت وهيمنت على كبريات القنوات العالمية والصحف الشهيرة، ولقد عاثت في الأرض كذبًا وتزييفًا للحقائق ودافعت عن الجرائم الصهيونية، وفي أقلّها سكتت عنها على الرغم من تشدّقها بالشفافية والمصداقية التي تتغنى بها وهي من ذلك بعيدة كل البعد للأسف الشديد. لقد عمل أباطرة الإعلام الصهيوني على إخفاء الحقيقة الفلسطينية والحق الفلسطيني وتلميع الصورة الإسرائيلية وجعلها صورة نموذجية في الشرق الأوسط، لتأتي هذه الحرب الظالمة لتقول للعالم أجمع إنَّ الكذب والتزييف من الإعلام هي الحقيقة التي يجب أن يعرفها العالم، ولا مجال لإخفائها بعد اليوم مهما فعلت قيادات الشر في هذا العالم.
كشفت هذه الحرب مدى وضاعة الذين يسوّقون للقيم الديموقراطية في الغرب والتبجح بذلك، وحقيقة ما هي إلاّ ستار لتنفيذ أجندتهم الثقافية في المجتمعات وتحويلها إلى مجتمعات تابعة لهم وفق القيم التي يريدونها، حتى ولو كانت على حساب الجنس والأخلاق والدين الذي أسموه أفيون الشعوب. إنهم يوجهون الشعوب نحو الانحدار الأخلاقي والمياعة والمثلية حتى يتأتى لهم قيادة العالم وتدميره.
إنَّ الخروج من الحرب ليس سهلاً كما هو الحال في أي حرب، ولا أتصوّر أن قيادات حماس سوف تغامر بإنهائها من غير مكاسب على الأرض بعد كل الدماء التي نزفت وبعد كل الدمار الذي حدث وبعد كل الأرقام المريعة من الأطفال الذين استشهدوا في هذه الحرب والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال غض الطرف عنها إلاّ بثمن لا بُد لإسرائيل أن تدفعه عاجلًا أم آجلًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: إسرائيل أخطأت في حرب غزة والفلسطينيون محبطون من ترامب
قالت صحف عالمية وإسرائيلية إن الفلسطينيين في قطاع غزة يشعرون بإحباط من تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن الجحيم الذي سيترتب على عدم إطلاق سراح الأسرى، وقالت إن إسرائيل ارتكبت أخطاء خلال الحرب.
فقد تحدثت "نيويورك تايمز" عن "حالة إحباط في صفوف سكان غزة بسبب تهديد ترامب بجحيم في الشرق الأوسط إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن (الأسرى)".
وقالت الصحيفة إن سكان القطاع يتساءلون عن الجحيم الذي يتحدث عنه ترامب بعد الحاصل الآن في غزة. ووفقا للصحيفة فإن الغزيين يقولون إنهم يقتلون منذ 15 شهرا، وإنهم مروا بشتاءين باردين في الخيام، فضلا عن القصف الذي لا يتوقف في كل مكان.
الضغط العسكري لن يحسم الحرب
كما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مقالا للجنرال السابق غيورا إيلاند قال فيه إن إسرائيل "ارتكبت أخطاء في غزة"، مؤكدا أن الضغط العسكري "لا يكفي لكسب الحرب".
ووفقا لإيلاند، فإن الضغط العسكري "يحقق هدف الحرب الأول المتمثل في إلحاق الضرر بالقوة العسكرية لحماس، لكنه لا يحقق الهدفين الآخرين المتمثلين في إعادة جميع الرهائن وإسقاط حكومة حماس".
ويرى الكاتب أن شن الحرب دون مناقشة العلاقة بين أهدافها والوسائل المناسبة لتحقيقها هو خطأ تقليدي عبر التاريخ، مضيفا أن "هذا ما حدث في غزة".
إعلانأما "جيروزاليم بوست" فتناولت الصراع الدائر بين وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي حول هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقالت إن هذا الصراع "يُضعف الأمن القومي الإسرائيلي".
وترى الصحيفة أن تصرفات كاتس وعدم سماح حكومة بنيامين نتنياهو بالتحقيق في تعاملها مع الأحداث "يعمقان انعدام الثقة والإحباط لدى الكثيرين داخل الجيش والجمهور على حد سواء".
وفي صحيفة "هآرتس"، قال عاموس هارئيل إن الهدف النهائي من حالة الصدام بين وزير الدفاع وكبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي يتمثل في إقالة رئيس الأركان ومدير الشاباك من منصبيهما.
وأضاف هارئيل أن هذا الأمر "يسمح لنتنياهو بتحميلهما المسؤولية الكاملة عن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 من جهة، وتبييض صورته من جهة أخرى".
وفي متابعة للتطورات في سوريا، قال مقال في مجلة "ناشونال إنترست" إن الحاجة باتت ماسة الآن لإصلاح نظام العقوبات الأميركية على سوريا بعد الانهيار المثير لنظام بشار الأسد.
ولفت المقال إلى أن الشعب السوري عانى بقسوة لفترة طويلة من آثار العقوبات التي شلت الاقتصاد وأدت إلى انتشار نشاط السوق السوداء والمحسوبية.
تخويف ترامب للحلفاء
وفي مقابلة مع صحيفة "تايمز"، قال سيباستيان غوركا -رئيس مكافحة الإرهاب في إدارة دونالد ترامب- إن على الحكومة البريطانية احترام التزامها بالقتال ضد تنظيم الدولة من خلال استعادة عشرات البريطانيين التابعين للتنظيم القابعين في سجون شمال شرق سوريا.
واعتبرت الصحيفة أن هذا التصريح "هو أحدث إشارة على تبني إدارة ترامب المنتخبة نهجا حادا تجاه الحلفاء".
وأخيرا، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" افتتاحية بعنوان "دبلوماسية المنبر المتنمر التي يتبناها دونالد ترامب".
وقالت الصحيفة إن الرئيس المنتخب "أثار ضجة إعلامية بسبب تصريحاته حول ضم كندا وبنما وغرينلاند إلى الولايات المتحدة"، وأضافت أن ترامب "يفضل غالبا التحدث بلهجة حادة".
إعلانورأت الصحيفة أن تخويف أصدقاء أميركا "لا يساعد في مواجهة الأعداء الحقيقيين"، وقالت إن الحيلة هي "أننا لا نعرف جدية ترامب من عدمها".