متابعة المباريات متاحة لذوي الإعاقة البصرية.. الجزيرة نت ترافق معلّقا وصفيا بكأس آسيا
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
الدوحة- تمنح قطر ذوي الإعاقة البصرية فرصة فريدة لمتابعة مباريات كأس آسيا لكرة القدم عبر توفير خدمة التعليق "الوصفي السمعي" التي تقدّم لهم سواء خلال الحضور بالملاعب، أو متابعة المباريات من المنزل عبر تطبيق إلكتروني خاص.
وهذه هي المرة الثالثة التي تقدّم فيها هذه الخدمة في قطر بعد نجاحها خلال تجربتين سابقتين في بطولة كأس العرب ومونديال قطر 2022، حيث تم تقديمها حينها باللغتين العربية والإنجليزية، وتمنح الخدمة فرصة التفاعل مع أحداث المباريات والأجواء الجماهيرية في الملاعب.
ورافقت الجزيرة نت المعلّق الأردني مراد الصوص للتعرف على التجربة عن قرب على أرض الواقع، إذ يكتفي المعلّق التقليدي بالقول -مثلاً- أن الكرة في وسط الملعب، بينما يسهب المعلّق الوصفي السمعي بالتفصيل لما يجري، فيتحدّث عن أن الكرة في وسط الملعب على قوس الدائرة اليمين أمام خط المنتصف بـ10 أمتار، إلى آخره من الوصف الدقيق التفصيلي.
ويقول الصوص، في حديثه للجزيرة نت، إن الوصف لا يقتصر على هذا الحد بل يتم ذكر أعداد اللاعبين في منطقة الجزاء من كلا الفريقين عند تنفيذ ركلة ركنية أو ضربة حرّة على سبيل المثال، ويتم إعطاء المستمع صورة تفصيلية حتى عن ألوان لباس حارسي المرمى والرقم الذي يحمله اللاعب المحتفظ بالكرة.
ويشير الصوص إلى أن الأمر ذاته يتعلّق بالمدرجات حيث يصف المعلّق اليافطات التي يحملها المشجّعون ويقرأ العبارات المكتوبة أو الرسومات التي يتم استخدامها بشكل جماعي أو فردي وأعداد الجماهير الموجودة بشكل تقريبي من كلا الفريقين المتنافسين.
ويوضح المعلق الأردني أنه تجري لقاءات مع هذه الفئة للاستفهام منها حول أبرز الأمور التي يرغبون بمعرفتها خلال مشاهدتهم للمباريات للخروج بأفضل تجربة ممكنة، مشيرا إلى أن المعلق الوصفي السمعي يتلقى دورات تأهيلية لهذه المهمة.
ويتابع أن ردود الفعل الإيجابية تعطي حافزا للاستمرار في هذه الخدمة، مبينا أن أحد التعليقات التي تركت أثرا لديه هو ما كتبه أحد المشجعين من ذوي الإعاقة البصرية على لافتة في إحدى المباريات "نحن نرى العالم من خلال قطر والتعليق الوصفي"، مشددا على أن هذا حق من الحقوق الطبيعية لهذه الفئة.
إضافة نوعية للمكفوفين
بدوره، قال رئيس مركز قطر الاجتماعي الثقافي للمكفوفين فيصل الكوهجي للجزيرة نت إن التعليق الوصفي السمعي للمباريات أعطى للمكفوفين إضافة نوعية من أجل الحضور إلى المنافسات الرياضية، وحقق مفهوم الدمج الاجتماعي في الفعاليات الرياضية.
وقال الكوهجي -وهو من ذوي الإعاقة البصرية- يستطيع الآن الشخص الحضور للملعب والحصول على وصف دقيق لما يحصل في المعلب علاوة على استمتاعه بالأجواء العامة والجماهيرية مما يمنحه أجواء مثالية للمتابعة ويؤكد مبدأ الشمولية التي تتيحها هذه الفعاليات.
وأضاف الكوهجي أن الإقبال على الخدمة عال جدا بين الأشخاص من المكفوفين وضعاف البصر، حيث تشجّع الكثير منهم لحضور المباريات التي تتيح هذه الخدمة وهي حاليا مباريات المنتخبين القطري والسعودي، مشيرا بالقول "أعرف عددا كبيرا من منتسبي مركزنا على سبيل المثال ممن طلبوا التذاكر لحضور المباريات".
تعميم التجربةبدوره، قال جاسم صلاح -أحد متلقي الخدمة- إنه في ما سبق كان يشعر بتجربة منقوصة لمتابعة المباريات عبر الاستماع للتعليق الاعتيادي، لكن التعليق الوصفي أتاح له إطلاق العنان لمخيلته في تصّور تفاصيل المشهد من خلال الاستماع لشرح دقيق وتفصيلي لكل ما يدور في أرضية الملعب.
وأضاف أنه يمكن لأي شخص المتابعة من منزله، لكن كحال أي مشجّع لمنتخبه فإن للمتابعة من الملعب نكهة مختلفة، داعيا لتعميم هذه الفكرة لتشمل أحداثا أخرى مثل الدوريات المحلّية والفعاليات الثقافية التي يمكن أن تمنحها هذه الخدمات إضافة نوعية.
وللمرة الثالثة في تاريخها، تنظم قطر بطولة كأس آسيا لكرة القدم حيث يتنافس في النسخة الـ18 من البطولة 24 منتخبا للظفر باللقب القاري الذي توج به المنتخب القطري في النسخة الأخيرة التي أقيمت في الإمارات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الإعاقة البصریة المعل ق
إقرأ أيضاً:
جبهات غزة والإسناد.. إفرازات مدمّـرة ترافق “إسرائيل” في كُـلّ الظروف
يمانيون../
مع استمرار وقف إطلاق النار في غزة ومعها توقف العمليات اليمنية المساندة، ومن قبل اتّفاق التهدئة الحاصل على الجبهة الشمالية مع لبنان، ما يزال العدوّ الصهيوني يواجه مخاوف كثيرة لم يتعافَ منها بعدُ.
فالمتاعب الاقتصادية ما تزال قائمة ولم يتغير شيئًا سوى انتعاش الشحن البحري قليلًا والنقل الجوي بنسبة أقل، مع بقاء الغلاء والشحة التموينية لمعظم السلع الأَسَاسية وتعطل الإنتاج التكنولوجي وغيرها، بالإضافة إلى استمرار تداعيات أُخرى سترافق العدوّ أكثر من 8 أعوام على الأقل، من بينها التضخم، والتصنيف الائتماني، وفقدان العدوّ الصهيوني مكانته كوجهة اقتصادية آمنة بعد أن باتت المدن الحيوية المحتلّة بيئة طاردة للحياة والاستثمار معًا، وكلّ ذلك بفعل الصفعات القوية التي وجهتها قوى محور الجهاد والمقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران، وستظل آثار هذه الصفعات بارزة على وجه العدوّ حتى وقت طويل، أما العودة لمربع التصعيد من جديد، فسوف يجني العدوّ على نفسه صفقاتٍ مميتة، وليس فقط بارزة على خده الملطخ بالإجرام.
وفي ظل استمرارية تعطل حركة السياحة والاستثمار والتجارة النوعية على وقع المخاوف من العودة إلى التصعيد، وما سببته تصريحات ترامب الاستفزازية بشأن التهجير، فَــإنَّ العدوّ الصهيوني وعلى الرغم من استمرارية اتّفاق وقف إطلاق النار في جبهة غزة وتوقف العمليات اليمنية التي فرضت حصارًا متعدد الأوجه، يعاني اقتصاديًّا، حَيثُ ارتفعت نسبة التضخم إلى أكثر من المتوقع وهو ما يقود لنتائج تدميرية على عدة قطاعات؛ ما يؤكّـد أن الاقتصاد الصهيوني قد بات مزيجًا هُلاميًّا يتأثر بأبسط الظروف، حتى وإن كانت هذه الظروف هي التلويح بالعودة لمربع التصعيد، وما يقابلها من تهديدات مناوئة، على رأسها تهديدات الجبهة اليمنية على لسان السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي فرض معادلةً جديدةً في الخطابات الرادعة.
تضخم أكبر من المتوقع
ووفق ما نشرته وسائل إعلام صهيونية، فَــإنَّ ما تسمى “دائرة الإحصاء المركزية”، أكّـدت أن التضخم ارتفع بأكثر من المتوقع في يناير الماضي إلى 3.8 %، وهو أعلى مستوى له في أكثر من عام، لافتةَ إلى أن القائمين على المنظومة الاقتصادية الصهيونية لن يخفضوا من أسعار الفوائد في الوقت القريب، وذلك على وقع تشتت جهود العدوّ في عدة مسارات، ومنها فشله في السيطرة على إعادة الهدوء للاستثمارات والسياحة والإنتاج التكنولوجي واستتباب الأمن للنقل الجوي وكذلك البحري.
وفيما يرى مراقبون أن مواصلة ارتفاع التضخم يعود إلى التراكمات التي تركتها جبهة غزة وجبهات الإسناد، فَــإنَّه في المقابل ما تزال حكومة المجرم نتنياهو تدور حول نفسها في دائرة مغلقة قطريها التصعيد والتهدئة، حَيثُ ما تزال الانقسامات والتصدعات تنتشر في الجسد الصهيوني على وقع الانتصار التاريخي الفلسطيني؛ ما يدفع المجرم نتنياهو للتلويح بالتصعيد، وفي المقابل فَــإنَّ ما أظهرته المقاومة الفلسطينية من قوة وحزم وعزم، ومعها الجاهزية اليمنية العالية لمعاقبة العدوّ من جديد، خلقت مخاوف متعددة لدى العدوّ، وهو ما حال دون عودة التصعيد، وَأَيْـضًا دون عودة الحياة السياحية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية والتجارية إلى سابق عهدها، وهذا ما يؤكّـد أن العدوّ سيظل يعاني طويلًا إذَا لم يسعَ لمسار تهدئة إجباري طويل بكامل شروط المقاومة.
وفي السياق أَيْـضًا ذكرت وسائل إعلام العدوّ أن استمرار التضخم يأتي بفعل نقص الإمدَادات إلى الكيان الصهيوني، في إشارة إلى الحصار البحري اليمني الخانق الذي عطل ميناء أم الرشراش الاستراتيجي المتربع على رأس البحر الأحمر، ونقص الشحن إلى الموانئ المحتلّة الأُخرى المطلة على البحر الأبيض المتوسط بفعل الضربات التي طالت سفن الشركات المتعاملة مع العدوّ والتي أَدَّت إلى عزوف كبريات الشحن البحري الدولية عن إمدَاد العدوّ حتى من وراء القرن الإفريقي.
وبالتوازي مع ذلك أَيْـضًا، فَــإنَّ لجوء العدوّ الصهيوني إلى رفع الضرائب –لتغطية عجزه المالي– وما ترتب على ذلك من ارتفاع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية وغلاء المعيشة كالسكن والاتصالات والمياه والخدمات الأَسَاسية، أَدَّت إلى ارتفاع التضخم، وهو بدوره يجبر العدوّ على خفض أسعار الفائدة، وهو ما يشيرُ إلى استمرارية هذا الوضع الكارثي وتفاقمه حتى في حالات التهدئة، ليكون الحلُّ الوحيد أمام العدوّ الصهيوني هو إغلاق مِلف غزة بشكل كامل دون قيد أَو شرط، وإن وجد قيد أَو شرط فهو من نصيب أهل غزة ومقاومتها، والكف عن تأجيج الأوضاع في الضفة المحتلّة، ورغم بقاء المشاكل قائمة لسنوات بفعل تراكمات الطوفان ومسانديه، إلا أن رضوخ العدوّ للمطالب المشروعة للفلسطينيين سيقلل من عدد هذه السنوات.
وحسب تقرير ما تسمى “دائرة الإحصاء المركزي”، فَــإنَّ ارتفاع التضخم له أبعاد كارثيه على الغاصبين، حَيثُ سيقود لتفاقم تراجع القوة الشرائية وزيادة تكاليف المعيشة، لا سيَّما أن ارتفاع الأسعار، خَاصَّة في السكن، والغذاء والخدمات، يؤدي إلى تآكل الدخل، وهو ما يزيد الضغط على الأسر محدودة الدخل، وقد يرفع من معدلات الفقر، وهذا أَيْـضًا له تبعاته الخَاصَّة والكارثية على منظومة العدوّ الاقتصادية بشكل عام، وقد نشرت في وقت سابق ما تسمى “منظمة لاتيت” المتخصصة في الإغاثة في الأراضي المحتلّة، تقارير أشَارَت إلى ارتفاع نسبة الفقر في “إسرائيل” لتشملَ نحو ربع “السكان –الغاصبين”، وهذا يزيد من تردّي سُمعة العدوّ الاقتصادية ويقود لهروب ما تبقى من رؤوس أموال، فضلًا عن مساهمته المباشرة والأَسَاسية في تفويج “المستوطنين الغاصبين” إلى خارج فلسطين المحتلّة، ليأخذ مخطّط “التهجير” مسارًا عكسيًّا يأكل العدوّ من الداخل، لا أن يأكل أصحابَ الأرض وسكانها وملّاكها الحقيقيين.
لا خيار أمام العدوّ سوى الرضوخ
وفي الجهة المقابلة أَيْـضًا فَــإنَّ التقرير يؤكّـد أن هذه الظروف تزيد الضغوط على “بنك إسرائيل” للاتّجاه نحو رفع الفائدة للحد من التضخم، لكن لو لجأ العدوّ لهذا الخيار فسوف يصطدم بكوارثَ أُخرى، حَيثُ سيؤدي رفع الفائدة إلى جعل القروض السكنية والتجارية والاستهلاكية أكثر تكلفة، فضلًا عن أن ارتفاع الفائدة يقود إلى تباطؤ الاستثمارات والنمو الاقتصادي، خَاصَّة في قطاع التكنولوجيا والعقارات، وهي القطاعات “المريضة” التي ذاق العدوّ الأمرّين من انهيارها، حَيثُ تعرضت هذه القطاعات للشلل بفعلِ التهديدات الأمنية التي فرضتها العمليات الغزاوية واليمنية واللبنانية، وكذلك الآثار الكبيرة التي تركتها التوجسات من الضربات الإيرانية وتهديداتها، ومع التضخم أَيْـضًا يأتي انخفاض قيمة عملة العدوّ أمام العملات الأجنبية الأُخرى؛ ما يضاعف فاتورة الاستيراد التي تتكبد أعباءً أُخرى كارتفاع أسعار الشحن جراء الحصار اليمني.
ومع كُـلّ هذه الظروف يجد العدوّ نفسَه محاطًا بسلاسل طويلة من الأزمات، فالمستثمرون وأصحاب رؤوس الأموال يفقدون الثقة أكثر فأكثر، ما يحول دون تحقيق النمو خلال السنوات الخمس المقبلة على الأقل، والمستوطنون الغاصبون يفكرون بالرحيل أكثر من أي وقت مضى، في ظل عودة لغة الحرب الصهيونية المدعومة “ترامبيًّا” وأمريكيًّا؛ ما يجعل العدوّ الصهيوني مجبرًا على التهدئة لأكبر وقت ممكن؛ ليكون “اليوم التالي” أمامه هو كيف يرمم سُمعته العسكرية والأمنية والاقتصادية ويحُدُّ من تآكل وجوده الداخلي المتفاقم بالفرارات الجماعية.
نوح جلاس| المسيرة