يترقب الاقتصاديون قرار وكالة التصنيف الائتماني موديز، في غضون أسبوعين، بشأن التصنيف الائتماني لإسرائيل، وسط توقعات بأن تخفضها من مستواه الحالي عند "إيه 1″، بعد سلسلة اجتماعات بين محللي الوكالة ومسؤولين كبار في وزارة المالية الإسرائيلية وبنك إسرائيل الأسبوع الماضي، وفق صحيفة غلوبس الاقتصادية الإسرائيلية.

وتنشر وكالات التصنيف في الأوقات العادية قراراتها مرتين سنويا في مواعيد محددة مسبقا، وكان من المقرر أن تنشر موديز قرار تصنيف إسرائيل قبل 3 أشهر، في الوقت الذي لم يكن يقلق وزارة المالية الإسرائيلية إلا احتمال خفض توقعات التصنيف، بسبب برنامج التعديل القضائي للحكومة، وفق غلوبس.

واندلع العدوان على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، قبل أيام فقط من الموعد المقرر لإعلان وكالة موديز لقرارها بشأن إسرائيل، وقد أجّلته "حتى تتضح الصورة"، لكنها وضعتها تحت "المراقبة السلبية"، وهي عملية سيتم في نهايتها اتخاذ قرار إما خفض التصنيف إلى "إيه 2" أو إبقاء التصنيف القائم.

وأعلنت وكالتا التصنيف "فيتش" و"ستاندرد آند بورز"، كذلك، أنهما تدرسان خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل.

4 عوامل

يتكون التصنيف السيادي، وفق منهجية موديز، من 4 محاور: الأول هو القوة الاقتصادية، التي تتفوق فيها إسرائيل، حسبما نقلت الصحيفة عن تقرير نشرته الوكالة بداية الحرب.

وبحسب الصحيفة، فإنه بهذا المقياس وحده، كان من المفترض أن يقفز تصنيف إسرائيل دفعة واحدة إلى مستوى "إيه إيه 3″، وهو نفس التصنيف الائتماني لهونغ كونغ وبريطانيا وقطر.

لكن تصنيف إسرائيل تعرض لضغوط هبوطية من المحور الثاني في معادلة التصنيف، وهو المؤسسات وقوة الحكم، وهو تصنيف أقل درجتين من عنصر القوة الاقتصادية، أما المحور الثالث فهو القوة المالية، في حين أن المحور الرابع والأخير هو "المجهول الكبير" وفق تعبير الصحيفة، وهو القابلية للتأثر بمخاطر الأحداث.

إنفوغراف خسائر اقتصاد إسرائيل بسبب حرب غزة (الجزيرة) قلق موديز

وبحسب الصحيفة، فإن وكالة موديز "تدرك جيدا" قدرة إسرائيل المثبتة على التعافي من الصدمات الاقتصادية بسرعة كبيرة، وقالت في بداية الحرب إن الخطر الأكبر على تصنيف إسرائيل هو التصعيد الكبير للصراع العسكري أو توسعه خارج حدود إسرائيل، وبعد مرور 3 أشهر ونصف على الحرب، لم يتحقق سيناريو "الكابوس"، وفق تعبير غلوبس، المتمثل في اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة خطرا آخر شددت عليه الوكالة في بداية الحرب، كسبب محتمل لخفض التصنيف، وهو أنها قد تتوصل إلى استنتاج مفاده أن المواجهة العسكرية من شأنها أن تضعف مؤسسات إسرائيل، وخاصة فيما يخص فعالية صنع السياسات، وبعبارة أخرى، كانت وكالة موديز تشعر بالقلق إزاء عدم الانضباط المالي في أعقاب الحرب، كما حدث مع إسرائيل بعد حرب يوم الغفران عام 1973.

وتواجه إسرائيل صعوبة في شأن محدد، فمن وراء كلفة الحرب البالغة 220 مليار شيكل (58.26 مليار دولار)، ثمة حالة من عدم اليقين بشأن زيادة دائمة تتراوح بين 15 مليار شيكل (4 مليارات دولار) إلى 20 مليار شيكل (5.3 مليارات دولار) في الإنفاق الدفاعي السنوي في خلال الأعوام المقبلة، وفق الصحيفة.

وتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن ربط الإنفاق الدفاعي بالناتج المحلي الإجمالي، وتشعر وكالة موديز بالقلق إزاء العبء الذي سيفرضه ذلك على المرونة المالية لإسرائيل، بحسب الصحيفة.

وحاول المسؤولون الإسرائيليون الذين تحدثت معهم موديز مؤخرا إظهار أن الإنفاق الحربي الاستثنائي كان يحظى بدعم مالي، آملين في أن ترضي الإجراءات التي وافقت عليها الحكومة الأسبوع الماضي في ميزانية الدولة المنقحة لعام 2024 الوكالة بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن الإجراءات توفر 16 مليار شيكل من خلال زيادة 1% في معدل ضريبة القيمة المضافة من عام 2025، وضريبة الأميال على السيارات الكهربائية من 2026.

وإذا اقتنعت موديز بأن ما أقرته الحكومة سينفذ، فثمة "فرصة جيدة" لإبعاد تهديد تصنيف إسرائيل، لكن ثمة مشكلة في عامل المؤسسات وقوة الحكم، وفق الصحيفة.
ومن بين جميع وكالات التصنيف، كانت وكالة موديز هي الأكثر انتقادا للحكومة في موقفها من التعديل القضائي، بحسب الصحيفة.

تأثير الخفض

ونقلت غلوبس عن كبير الاقتصاديين في شركة "ليدر كابيتال ماركتس" يوناتان كاتز قوله " نعلم أن تصنيف إسرائيل قد انخفض بالفعل، من الناحية العملية.. نرى ذلك في عوائد السندات الإسرائيلية على المستوى الدولي، وحتى في السوق المحلية. ونرى الفارق في إسرائيل عند 30 نقطة أساس فوق الفائدة على السندات الأميركية. ولم نشهد هذا الأمر منذ فترة طويلة جدا. السوق يتوقع خفض التصنيف، لذا فإن إعلان التصنيف لن يكون مأساويا".

لكن كاتز يعتقد أن تأثير خفض التصنيف سيكون قصير المدى فقط على مؤشرات السوق، ويستبعد أي تأثير كبير أو طويل الأمد، حسبما نقلت عنه الصحيفة.
وبشأن التأثير المحتمل من خفض التصنيف يقول كاتز "يعدّ التصنيف الائتماني تحليلا رسميا يوضح أن الوضع ليس جيدا كما كان من قبل"، حسبما نقلت عنه الصحيفة.

ومن شأن خفض التصنيف الائتماني رفع معدلات الفائدة، وكلفة الديون، لذا تنقل الصحيفة عن كاتز قوله إن "هذه الخطوة من شأنها زيادة مصروفات خدمة ديون الإسرائيلية ليشعر الجميع بذلك في جيوبهم".

ونقلت الصحيفة، عن محلل الدخل الثابت في بنك لئومي، ديفيد ريزنيك، قوله "لدينا في إسرائيل صناديق معاشات تقاعدية، وصناديق تدريب متقدمة، وأحيانا صناديق استثمار مشتركة أيضا.. عندما يرتفع سعر ديون إسرائيل، فهذا يعني أن سعر السندات ينخفض، لأن ثمة علاقة عكسية بين العائد والسعر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التصنیف الائتمانی تصنیف إسرائیل وکالة مودیز خفض التصنیف ملیار شیکل

إقرأ أيضاً:

وكيلة "ترويج الاستثمار": ارتفاع التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان يُعزز ديناميكية البيئة الاستثمارية

 

 

 

البيانات والتوقعات الاقتصادية تعكس الثقة المتزايدة عالميًا في بيئة الاستثمار المحلي

 

مسقط- الرؤية

 

أكدت سعادة ابتسام بنت أحمد الفروجية، وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لترويج الاستثمار أن رفع وكالة "ستاندرد آند بورز" التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان، يمثل شهادة قوية على البيئة الاستثمارية المتينة في السلطنة، كما إنه رسالة واضحة لمجتمع الاستثمار والأعمال الدولي بأن عُمان أصبحت مكانًا أكثر جاذبية للاستثمار، وتأسيس الأعمال والنمو، والاستفادة من موقعها الاستراتيجي والتكامل الإقليمي عبر دول مجلس التعاون الخليجي.

وقالت الفروجية- في تصريح صحفي- إن هذه الترقية تتماشى مع توقعات صندوق النقد الدولي بأن عُمان ستحقق أعلى معدل نمو اقتصادي في العالم العربي في عام 2024، وتصنيفها كواحدة من الدول الأكثر جذبًا للاستثمارات الأجنبية المباشرة في قائمة ‘FDI Standouts Watchlist 2023’".

وأضافت أن "الاستثمار في القطاعات الرئيسية مثل التصنيع، والخدمات اللوجستية، والطاقة المتجددة، والمصايد، والتعدين لا يسهم فقط في تعزيز الاقتصاد ولكن أيضًا في توفير فرص عمل مستدامة للشباب العُماني الطموح. كما يعزز القيمة المحلية ويفتح الفرص أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال".

وتتوقع وكالة "ستاندرد آند بورز" أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لعُمان بمعدل 2% سنويًا في المتوسط خلال الفترة 2024-2027، وأن تحقق الحكومة فائضًا ماليًا بنسبة 1.9% من الناتج المحلي الإجمالي خلال نفس الفترة. وأشار التقرير إلى خطط الحكومة لمواصلة تقليص دورها في الاقتصاد عبر الانتقال من مالك إلى منظم، وهو ما يُتوقع أن يعزز تطوير القطاع الخاص وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

وشهدت سلطنة عُمان في الربع الأول من عام 2024، ارتفاعًا ملحوظًا في الاستثمارات الأجنبية في القطاعات الرئيسية مقارنة بالربع الأول من عام 2023؛ حيث ارتفع الاستثمار في قطاع التصنيع بنسبة 37.3%، وفي البناء بنسبة 12.3%، وفي النقل بنسبة 5.1%، وفي قطاع الضيافة بنسبة 3.1%. كما شهدت سلطنة عُمان زيادة في الاستثمارات من الأسواق الدولية الرئيسية مثل الولايات المتحدة بنسبة 41.4%، والمملكة المتحدة بنسبة 24.3%، والكويت بنسبة 39.6%، وهولندا بنسبة 26.7%.

وأوضحت الفروجية أن هذه البيانات الإيجابية تعكس بوضوح الثقة المتزايدة عالميًا في الإصلاحات الاقتصادية العُمانية وفرص الاستثمار، مما يعزز مكانة عُمان كوجهة رائدة للاستثمار والأعمال.

ورفعت وكالة "ستاندرد آند بورز" التصنيف الائتماني طويل الأجل للعملات الأجنبية والمحلية لسلطنة عُمان إلى BBB- صعودًا من BB+، ما يعكس استمرار تعزيز المالية العامة للسلطنة واستقرار الاقتصاد. ويأتي هذا في إطار رؤية عُمان 2040، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على الإيرادات النفطية. ومن المتوقع أن يسهم هذا الارتفاع في تعزيز جاذبية عُمان كوجهة استثمارية، خصوصًا في القطاعات غير النفطية مثل التصنيع، والخدمات اللوجستية، والسياحة، والطاقة المتجددة.

ويتماشى هذا الارتفاع في التصنيف مع أهداف رؤية "عُمان 2040" التي تركز على بناء اقتصاد مستدام ومتنوع. الجهود الحكومية لتعزيز المناخ الاستثماري، مع التركيز على القطاعات غير النفطية، كانت عاملًا رئيسيًا في تحقيق هذا التقدم. وأشارت "ستاندرد آند بورز" في تقريرها إلى أن هذا التقييم يعكس استقرار الاقتصاد العُماني رغم التقلبات في أسعار النفط العالمية، وأشادت بالبرنامج المالي لسلطنة عُمان الذي أسهم في تعزيز الثقة بالاقتصاد.

مقالات مشابهة

  • “ستاندرد آند بورز” تخفض تصنيف إسرائيل الائتماني على المدى الطويل مع نظرة مستقبلية سلبية
  • وكالة “ستاندرد آند بورز” تخفض تصنيف إسرائيل الائتماني
  • وكالة ستاندرد أند بورز تخفض تصنيف إسرائيل الائتماني مع نظرة سلبية للمستقبل
  • كيف ردّت وكالة موديز على انتقادات خفض تصنيف ائتمان إسرائيل؟
  • رفع التصنيف الائتماني خطوة إضافية نحو تعزيز الاقتصاد
  • وكيلة "ترويج الاستثمار": ارتفاع التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان يُعزز ديناميكية البيئة الاستثمارية
  • ارتفاع التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان يعزز البيئة الاستثمارية
  • كيف يستنزف خفض التصنيف الائتماني جيوب الإسرائيليين؟
  • وكالة موديز تقلل تصنيف دولة الاحتلال وسط توقعات سلبية
  • بسبب سوء الإدارة.. موديز تخفّض تصنيف دولة الاحتلال درجتين دفعة واحدة