حمد بن سالم العلوي

 

يُقال إنَّ الزعيم الألماني أدولف هتلر ذكر ذات مرة أنَّه تحدث عن اليهود، فقال: "كان بمقدوري أن أعدم كل اليهود في ألمانيا، ولكن خشيت أن يُقال إنَّ اليهود أناس طيبين لذلك تركت لكم بعضًا منهم حتى يعرف الآخرون قذارة اليهود ونذالتهم، وأنهم أوغاد لا يمكن للناس التعايش معهم".. صدق هتلر وكذب كل اليهود ومن يقف معهم، وأن أمريكا والغرب الذين يمثلون إمبراطورية الكذب حول العالم، قد فضحتهم أفعال اليهود القذرة ضد الشعب الفلسطيني، وهم الذين كانوا يصورون للعالم، بأن الكيان الصهيوني يمثل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأنهم الأكثر تحضرًا وإنسانية بين الدول العربية المتخلفة، وقد صدقوا في وصف العرب بالتخلف والغفلة عن واجبهم المقدس تجاه أوطانهم وشعوبهم وأمتهم العربية، ولكن كذبوا بوصف إسرائيل، بأنها دولة متحضرة أو إنسانية أو ديمقراطية، وإنما إسرائيل دولة فاشية نازية إجرامية عنصرية، وهي ضد الإنسانية وقاتلة للأطفال والنساء بأحكام تلمودية باطلة؛ بل كاذبة.

إنَّ فلسطين بعد السابع من أكتوبر، لن تعود إلى الوراء أبدًا، وإنما هي انطلاقة لمعركة التحرر الوطني، فما دمره الصهاينة من مبانٍ في غزة أتركوه كما هو، لأنَّ الصهاينة مغادرون أرض فلسطين بمجرد توقف الحرب وفتح المطارات، فالخوف من الموت على ما فعلوه في الفلسطينيين، سيجعلهم يعيشون في قلق دائم، لذلك سيهمُّون بالهجرة العكسية كل إلى بلده التي قدم منها، وحتى اليهود الفلسطينيين سيهربون إلى أمريكا والغرب، لأنَّ الإجرام الذي ارتكبوه بالتضامن مع بقية اليهود في حق الفلسطينيين، لم يبق لهم أمل في العيش على أرض فلسطين، وسوف يورثكم الله منازلهم ومبانيهم، ولا نقول أرضهم فهم لا أرض لهم في هذا الكون كله، وليس في فلسطين وحدها، ذلك حكم إلهي مبرم ولا مُعقب له من أحد من البشر.

فعندما نقول لا تزيلوا أنقاض المباني المدمرة في غزة، لأن الله سيورثكم عوضًا عن ذلك مساكنهم التي بنوها وستصبح حسرة في قلوبهم، وهي في مُحيط غزة والضفة الغربية، أما المباني والمساكن المدمرة في غزة فاتركوها كما هي كشاهد على إجرامهم، لكي يرى العالم الذي سيسألكم لماذا طردتم اليهود؟! وليرى الناس قسوتهم وإجرامهم ضد البشرية، فخذوهم إلى غزة ليروا بأم أعينهم، ماذا فعل اليهود بالناس الآمنين يوم كانت القوة المطلقة في أيديهم، ليس فقط أيام الحرب على غزة، وإنما على مدى 75 عامًا مضت.

المقاومة الفلسطينية اليوم تسير في الطريق الصحيح، الذي سيختم- بإذن الله- ليس بانتصار غزة وحدها، وإنما كل فلسطين، وكذلك الدول العربية المتحالفة أمريكيًا، وذلك بقوة الحكام المعينين عليها أمريكيًا، فمقولة؛ "ما حك جلدك مثل ظفرك" كرسها واقعًا رجال المقاومة الفلسطينية في غزة وكل فلسطين، وما كان أن يتأخر تحرير فلسطين إلى هذا الوقت، لولا أن الفلسطينيين خُدعوا بالشعارات الكاذبة التي كان يرفعها بعض العرب، والذين كانت تحركهم بريطانيا بأساليبها الخبيثة، عندما كانوا يلجؤون للأمراء المؤثرين والذين عينوهم لخدمة مشروعهم في المنطقة ضد القومية العربية والدين الإسلامي معًا، فلا توجد أمة حول العالم ليس لها قومية تنتخي وتكون نقطة التقاء بها إلا العرب، الذين جُرِّدوا من قوميتهم حتى لا يجتمعوا على كلمة واحدة، وقد صوروا للناس من خلال أعوانهم بما سُمي بـ"الإخوان المُسلمين"، أن القومية العربية خطر على الدين الإسلامي الحنيف، وما علموا أنَّ اللغة العربية هي الوعاء الذي يحمي الدين الإسلامي وقد امتدح الله اللغة العربية في أكثر من موضع في القرآن الكريم، فلا أعرف كيف اقتنع بعض العرب، أن تكون العروبة والعرب خطرًا على الدين الإسلامي.

وقد اتضح اليوم بما لا يدعو للشك، أنَّ الفرقة التي احتكرت الدين الإسلامي باسمها، وقالت إنها تمثل مركز التوحيد للدين حول العالم، ولكنها كانت تخدم في ذلك المخابرات الأمريكية والغربية، وذلك باعتراف أحد الزعماء المؤثرين في الساحة اليوم، وكان أولئك الذين يسمون أنفسهم بالأئمة الإسلاميين يُجيِّشون الضعاف من العامة للجهاد في سبيل الله، ولكن في حقيقة الأمر كان ذلك التجييش في سبيل الشيطان، وخدمة المخابرات الأمريكية، وتكفيرًا للاتحاد السوفيتي وقتذاك، وكل ما يُسمى شيوعي أو اشتراكي، وأي اتجاه آخر لا يكون ضمن الهيمنة الأمريكية، ولكنهم لا يكفِّرون اليهود والنصارى.

إذن؛ كل مزاعمهم الضالة كانت مُغلّفة بالدين الإسلامي، والجهاد الذي لا يكون في خدمة الإسلام وطاعة لله ورسوله، فهو زعم باطل ولا يخدم غير أعداء الدين الإسلامي، ودليل على ذلك ما جرى في أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والصومال وإيران وكوبا وفنزويلا وغيرها من البلاد حول العالم، والتي قررت الخروج على الهيمنة الأمريكية.

ولقد نجح الغرب وإسرائيل في إشغال العرب بحروب بلا أهداف حقيقية، كالحروب والمناوشات بسبب المذهبية والطائفية، وتشغيل مراكز في أروقة المخابرات؛ أحدهما يمثل الشيعة اسمًا، والآخر يمثل السنة اسمًا كذلك، وكل واحد منهما يحرض ضد الآخر، بتنسيق من أجهزة استخبارات عالمية، فعندما نجد اليوم أن إيران تتبنى محور المقاومة الذي يبذل جهده للتحرر من الاحتلال والهيمنة الغربية، نجد في المقابل هناك من يقف ضد إيران وينعتها بأوصاف غير مقبولة، رغم أنَّها هي التي تعلن مشروعها الجهادي ضد الصهاينة، ولكن لا نجد مشروعًا مماثلًا في الجانب العربي، إلّا مشاريع التطبيع والاستسلام دون مبرر، وذلك أمام العدو الصهيوني الظالم والمغتصب للحقوق والأرض العربية، ومحاولة تصوير التطبيع مع هذا الكيان الغاصب الذي يحتل أولى القبلتين ومسرى سيد الكونين محمد صلى الله عليه وسلم، بأنه الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الأمة من الضياع، وأن الصهاينة يمكن التعايش معهم، ولكن الصهاينة أنفسهم يتحدثون عن أنفسهم بأنهم مأمورون من ربهم بقتل كل النَّاس إلّا من يقبل بالعبودية لليهود، ترى هل أمن بقية العرب أن اليهود الذين تلزمهم عقيدتهم باستعباد الآخر، أن يستثنوا بعض العرب من هذا الأمر؟!

اليهود لن يهدأ لهم بال حتى تكون كل مقدساتنا الإسلامية تحت سيطرتهم، وهذه المقدسات قد حرّمها الله عليهم شرعًا، وليس لأحد من البشر أن يلغي حكمًا إلهيًا أو يستطيع التعقيب عليه، إذن؛ أيُ رضا أو قبول بذلك هو مخالف لأمر الخالق عز وجل، وعندما نشترك نحن واليهود في معصية لله، لا يكون هناك فارق بيننا وإياهم، وإنما نصبح نتشارك في المعصية مع اليهود- لا قدر الله- وهنا يكون الفضل في الغلبة للقوة، وليس للمعية مع الله لجهة دون أخرى..

اللَّهُمَّ إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مناصرو فلسطين يلقون مسحوقا أحمر في ماراثون لندن تنديدا بدعم الاحتلال (شاهد)

احتج ناشطون مناصرون لفلسطين خلال ماراثون لندن، عبر إلقاء مسحوق أحمر على المسار عند جسر تاور الشهير، تعبيرا عن رفضهم لدعم السلطات البريطانية للإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة.

وقفز اثنان من أعضاء مجموعة "يوث ديماند" الداعمة لفلسطين، الأحد، على مسار الماراثون أثناء مرور العدائين، وقاما بنثر مسحوق أحمر اللون في محاولة لإيقاف السباق، قبل تدخل عناصر من الشرطة.

RACE AGAINST TIME TO SAVE GAZA: YOUTH DEMAND SUPPORTERS DISRUPT LONDON MARATHON

At 10:30am, Willow and Cristy jumped the barriers at Tower Bridge and sat down in front of the men's elite race at the London Marathon, wearing 'Stop Arming Israel' t-shirts.

Gaza is running out of… pic.twitter.com/LxEVhGI29g — Youth Demand (@youth_demand) April 27, 2025
في غضون ذلك، هتف متظاهر آخر من المجموعة من على جانب الطريق، قائلا إن "حكومة حزب العمال البريطاني تفتح المجال أمام الإبادة الجماعية في فلسطين"

وشدد المتظاهر، على أن بريطانيا "تواصل بيع الأسلحة لدولة الإبادة الجماعية إسرائيل"، وهو ما يشكل انتهاكا للقوانين البريطانية والقانون الدولي.

وقالت مجموعة "يوث ديماند"، في بيان، إن المتظاهرَين، ويلو وكريستي، دخلا مسار سباق فئة النخبة للرجال وهما يرتديان قمصانا كتب عليها "توقفوا عن تسليح إسرائيل".

وشددت المجموعة الداعمة لفلسطين، عبر منشور على منصة "إكس"، على أن "غداء غزة آخذ في النفاد. وتسليح الإبادة الجماعية يعني تجاوز كل الحدود"، وأضافت "لن نقف مكتوفي الأيدي".

من جانبها، أكدت شرطة لندن، في بيان، أن أحد موظفي الماراثون أبعد المتظاهرين عن المسار، لافتة إلى أن أفراد الشرطة ساندوه فورا وقاموا بتوقيفهما.

ولفت البيان، إلى أن المسحوق الأحمر الذي ألقاه المتظاهران كان عبارة عن غبار طباشير، مشيرا إلى أنه لا يشكل خطرا على العدائين المشاركين في الماراثون.


وفجر 18 آذار/ مارس الماضي، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، عبر شن سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع الفلسطيني، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.

وأثار استئناف العدوان الذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين في صفوف المدنيين الفلسطينيين، موجة من الاحتجاجات المناصرة للشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف فوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي في العديد من المدن حول العالم.

وتقول منظمات إغاثة، إن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءا في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، وقد وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" القطاع بأنه مقبرة جماعية للفلسطينيين، في حين شددت منظمة العفو الدولية أن الحصار الإسرائيلي الشامل يعد جريمة ضد الإنسانية وانتهاكا للقانون الإنساني الدولي.

مقالات مشابهة

  • "أنصار الله" تتوعد بمواصلة الهجمات في البحر الأحمر وبحر العرب
  • مناصرو فلسطين يلقون مسحوقا أحمر في ماراثون لندن تنديدا بدعم الاحتلال (شاهد)
  • الجولف يعلن قائمة منتخب الناشئين والسيدات المشارك فى البطولة العربية بالقاهرة
  • “أمين الجامعة العربية” يرحب بتعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس دولة فلسطين
  • الأمين العام للجامعة العربية يرحب بتعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس دولة فلسطين
  • اللجنة الفنية الاستشارية لوزراء الصحة العرب تعقد اجتماعها بالجامعة العربية
  • شاهد بالفيديو.. خلال مخاطبته مبادرة دعم أسر الشهداء والنازحين.. البرهان يمازح الحاضرين: (نرجو أن يتسع صدر أهلنا وما يبقوا زي حماد عبد الله الذي ضاق صدره وتكلم بما في خاطره)
  • 29 أبريل بدء موسم «كنة الثريا» في الجزيرة العربية
  • هل يجوز قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يُكثرون من الإساءة إليّ ولأسرتي؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • نائبان بريطانيان: تعرضنا للتحقيق من الاحتلال خلال زيارتنا فلسطين