اتركوا الدَّمار في غزة شاهدًا على "تحضّر" اليهود!
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
حمد بن سالم العلوي
يُقال إنَّ الزعيم الألماني أدولف هتلر ذكر ذات مرة أنَّه تحدث عن اليهود، فقال: "كان بمقدوري أن أعدم كل اليهود في ألمانيا، ولكن خشيت أن يُقال إنَّ اليهود أناس طيبين لذلك تركت لكم بعضًا منهم حتى يعرف الآخرون قذارة اليهود ونذالتهم، وأنهم أوغاد لا يمكن للناس التعايش معهم".. صدق هتلر وكذب كل اليهود ومن يقف معهم، وأن أمريكا والغرب الذين يمثلون إمبراطورية الكذب حول العالم، قد فضحتهم أفعال اليهود القذرة ضد الشعب الفلسطيني، وهم الذين كانوا يصورون للعالم، بأن الكيان الصهيوني يمثل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأنهم الأكثر تحضرًا وإنسانية بين الدول العربية المتخلفة، وقد صدقوا في وصف العرب بالتخلف والغفلة عن واجبهم المقدس تجاه أوطانهم وشعوبهم وأمتهم العربية، ولكن كذبوا بوصف إسرائيل، بأنها دولة متحضرة أو إنسانية أو ديمقراطية، وإنما إسرائيل دولة فاشية نازية إجرامية عنصرية، وهي ضد الإنسانية وقاتلة للأطفال والنساء بأحكام تلمودية باطلة؛ بل كاذبة.
إنَّ فلسطين بعد السابع من أكتوبر، لن تعود إلى الوراء أبدًا، وإنما هي انطلاقة لمعركة التحرر الوطني، فما دمره الصهاينة من مبانٍ في غزة أتركوه كما هو، لأنَّ الصهاينة مغادرون أرض فلسطين بمجرد توقف الحرب وفتح المطارات، فالخوف من الموت على ما فعلوه في الفلسطينيين، سيجعلهم يعيشون في قلق دائم، لذلك سيهمُّون بالهجرة العكسية كل إلى بلده التي قدم منها، وحتى اليهود الفلسطينيين سيهربون إلى أمريكا والغرب، لأنَّ الإجرام الذي ارتكبوه بالتضامن مع بقية اليهود في حق الفلسطينيين، لم يبق لهم أمل في العيش على أرض فلسطين، وسوف يورثكم الله منازلهم ومبانيهم، ولا نقول أرضهم فهم لا أرض لهم في هذا الكون كله، وليس في فلسطين وحدها، ذلك حكم إلهي مبرم ولا مُعقب له من أحد من البشر.
فعندما نقول لا تزيلوا أنقاض المباني المدمرة في غزة، لأن الله سيورثكم عوضًا عن ذلك مساكنهم التي بنوها وستصبح حسرة في قلوبهم، وهي في مُحيط غزة والضفة الغربية، أما المباني والمساكن المدمرة في غزة فاتركوها كما هي كشاهد على إجرامهم، لكي يرى العالم الذي سيسألكم لماذا طردتم اليهود؟! وليرى الناس قسوتهم وإجرامهم ضد البشرية، فخذوهم إلى غزة ليروا بأم أعينهم، ماذا فعل اليهود بالناس الآمنين يوم كانت القوة المطلقة في أيديهم، ليس فقط أيام الحرب على غزة، وإنما على مدى 75 عامًا مضت.
المقاومة الفلسطينية اليوم تسير في الطريق الصحيح، الذي سيختم- بإذن الله- ليس بانتصار غزة وحدها، وإنما كل فلسطين، وكذلك الدول العربية المتحالفة أمريكيًا، وذلك بقوة الحكام المعينين عليها أمريكيًا، فمقولة؛ "ما حك جلدك مثل ظفرك" كرسها واقعًا رجال المقاومة الفلسطينية في غزة وكل فلسطين، وما كان أن يتأخر تحرير فلسطين إلى هذا الوقت، لولا أن الفلسطينيين خُدعوا بالشعارات الكاذبة التي كان يرفعها بعض العرب، والذين كانت تحركهم بريطانيا بأساليبها الخبيثة، عندما كانوا يلجؤون للأمراء المؤثرين والذين عينوهم لخدمة مشروعهم في المنطقة ضد القومية العربية والدين الإسلامي معًا، فلا توجد أمة حول العالم ليس لها قومية تنتخي وتكون نقطة التقاء بها إلا العرب، الذين جُرِّدوا من قوميتهم حتى لا يجتمعوا على كلمة واحدة، وقد صوروا للناس من خلال أعوانهم بما سُمي بـ"الإخوان المُسلمين"، أن القومية العربية خطر على الدين الإسلامي الحنيف، وما علموا أنَّ اللغة العربية هي الوعاء الذي يحمي الدين الإسلامي وقد امتدح الله اللغة العربية في أكثر من موضع في القرآن الكريم، فلا أعرف كيف اقتنع بعض العرب، أن تكون العروبة والعرب خطرًا على الدين الإسلامي.
وقد اتضح اليوم بما لا يدعو للشك، أنَّ الفرقة التي احتكرت الدين الإسلامي باسمها، وقالت إنها تمثل مركز التوحيد للدين حول العالم، ولكنها كانت تخدم في ذلك المخابرات الأمريكية والغربية، وذلك باعتراف أحد الزعماء المؤثرين في الساحة اليوم، وكان أولئك الذين يسمون أنفسهم بالأئمة الإسلاميين يُجيِّشون الضعاف من العامة للجهاد في سبيل الله، ولكن في حقيقة الأمر كان ذلك التجييش في سبيل الشيطان، وخدمة المخابرات الأمريكية، وتكفيرًا للاتحاد السوفيتي وقتذاك، وكل ما يُسمى شيوعي أو اشتراكي، وأي اتجاه آخر لا يكون ضمن الهيمنة الأمريكية، ولكنهم لا يكفِّرون اليهود والنصارى.
إذن؛ كل مزاعمهم الضالة كانت مُغلّفة بالدين الإسلامي، والجهاد الذي لا يكون في خدمة الإسلام وطاعة لله ورسوله، فهو زعم باطل ولا يخدم غير أعداء الدين الإسلامي، ودليل على ذلك ما جرى في أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والصومال وإيران وكوبا وفنزويلا وغيرها من البلاد حول العالم، والتي قررت الخروج على الهيمنة الأمريكية.
ولقد نجح الغرب وإسرائيل في إشغال العرب بحروب بلا أهداف حقيقية، كالحروب والمناوشات بسبب المذهبية والطائفية، وتشغيل مراكز في أروقة المخابرات؛ أحدهما يمثل الشيعة اسمًا، والآخر يمثل السنة اسمًا كذلك، وكل واحد منهما يحرض ضد الآخر، بتنسيق من أجهزة استخبارات عالمية، فعندما نجد اليوم أن إيران تتبنى محور المقاومة الذي يبذل جهده للتحرر من الاحتلال والهيمنة الغربية، نجد في المقابل هناك من يقف ضد إيران وينعتها بأوصاف غير مقبولة، رغم أنَّها هي التي تعلن مشروعها الجهادي ضد الصهاينة، ولكن لا نجد مشروعًا مماثلًا في الجانب العربي، إلّا مشاريع التطبيع والاستسلام دون مبرر، وذلك أمام العدو الصهيوني الظالم والمغتصب للحقوق والأرض العربية، ومحاولة تصوير التطبيع مع هذا الكيان الغاصب الذي يحتل أولى القبلتين ومسرى سيد الكونين محمد صلى الله عليه وسلم، بأنه الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الأمة من الضياع، وأن الصهاينة يمكن التعايش معهم، ولكن الصهاينة أنفسهم يتحدثون عن أنفسهم بأنهم مأمورون من ربهم بقتل كل النَّاس إلّا من يقبل بالعبودية لليهود، ترى هل أمن بقية العرب أن اليهود الذين تلزمهم عقيدتهم باستعباد الآخر، أن يستثنوا بعض العرب من هذا الأمر؟!
اليهود لن يهدأ لهم بال حتى تكون كل مقدساتنا الإسلامية تحت سيطرتهم، وهذه المقدسات قد حرّمها الله عليهم شرعًا، وليس لأحد من البشر أن يلغي حكمًا إلهيًا أو يستطيع التعقيب عليه، إذن؛ أيُ رضا أو قبول بذلك هو مخالف لأمر الخالق عز وجل، وعندما نشترك نحن واليهود في معصية لله، لا يكون هناك فارق بيننا وإياهم، وإنما نصبح نتشارك في المعصية مع اليهود- لا قدر الله- وهنا يكون الفضل في الغلبة للقوة، وليس للمعية مع الله لجهة دون أخرى..
اللَّهُمَّ إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أسوأ 3 فيضانات قاتلة خلال 2024.. واحد منها بالمنطقة العربية (شاهد)
ضربت فيضانات عدة مناطق حول العالم خلال عام 2024، ما حصد بأرواح مئات الضحايا الذين فقدوا أرواحهم نتيجة تراكم أو تجمع قدر كبير من الماء التي تغمر الأرض.
وتنجم هذه الفيضانات في العادة بسبب هطول الأمطار الغزيرة، وتؤدي إلى زيادة في حجم المياه بمجرى مائي، مثل النهر أو البحيرة، والتي تتجاوز أو تتعدى الجبايات، ونتيجة لذلك يتعدى بعضا من الماء حدوده الطبيعية، وتفيض الأنهار والبحار على الشواطئ.
ويوجد عدة أنواع للفيضانات، منها سريعة وتنتج عن هطول الأمطار بكثافة أو الإفراج المفاجئ من المنبع والانهيارات الأرضية أو الجليدية، أو بطيئة وتتكون من هطول الأمطار المستمر، أو ذوبان الثلوج بسرعة تتجاوز قناة النهر، وتتمثل أسبابها في الأمطار الموسمية الغزيرة والأعاصير الاستوائية والبراكين والرياح.
وترصد "عربي21" أبرز ثلاثة فيضانات وقعت خلال 2024، وتسببت بمئات القتلى، ضمن الكوارث الطبيعية التي لم تتوقف على مدار السنين الماضية.
فيضانات إسبانيا 2024
في 29 أكتوبر 2024، جلبت الأمطار الغزيرة ما يعادل أكثر من شهر من الأمطار إلى عدة مناطق في جنوب شرق إسبانيا، بما في ذلك منطقة بلنسية، ومنطقة قشتالة والمنشف، ومنطقة الأندلس. تسببت مياه الفيضانات في مقتل ما لا يقل عن 95 شخصًا وأضرارا جسيمة في الممتلكات.
بدءًا من 29 أكتوبر 2024 جلب "الطقس البارد" فيضانات مفاجئة هائلة في جنوب وجنوب شرق إسبانيا، وخاصة في منطقة بلنسية. شهدت شيفا ما يقرب من 500 مليمتر (20 بوصة) من هطول الأمطار، بينما سجلت كل من وتيال وتوريس إجمالي 200 مـم (7.9 بوصة)، مع حصول البلديات الجنوبية الشرقية الأخرى على 100 مـم (3.9 بوصة).
شخص قرر أخذ جولة في مدينة فالنسيا الإسبانية بسيارته لتوثيق الدمار الذي خلفته السيول.
تقول الحكومة بأن هذه أسوأ كارثة تضرب إسبانيا منذ 50 عام وهي ثالث أكبر كارثة طبيعية في تاريخ البلاد.
أكثر من 200 قتيل والمئات من المفقودين والآلاف بلا مأوى.pic.twitter.com/MOxCyR6WFn
‼️????دمار هائل جداً في فالنسيا وحكومة إسبانيا الحداد لمدة ثلاثة أيام على الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الفيضانات حيث ارتفعت عدد القتلى إلى 95 وأضرار ماديه غير مسبوقه pic.twitter.com/8jAcCLDbIu
— موسكو | ???????? MOSCOW NEWS (@M0SC0W0) October 30, 2024وفي الأندلس تسببت العاصفة في أضرار في المباني والطرق والجسور والأراضي الزراعية. وكان لا بد من إنقاذ العديد من الأشخاص بواسطة الحرس المدني. وأصدر خبراء الأرصاد الجوية توقعات بوقوع المزيد من العواصف التي ضربت المناطق في 31 أكتوبر 2024.
فيضانات ريو غراندي دو سول 2024
في 29 أبريل 2024، أثرت فيضانات شديدة ناجمة عن الأمطار الغزيرة والعواصف على ولاية ريو غراندي دو سول البرازيلية، مما أدى إلى مقتل العشرات، ووقوع انهيارات أرضية واسعة النطاق، وانهيار سد. ويعد ذلك أسوأ فيضان شهدته البلاد منذ أكثر من 80 عامًا.
وتمثل هذه الفيضانات الكارثة البيئية الرابعة من نوعها في البرازيل في نفس العام الشمسي، في أعقاب كوارث مماثلة أودت بحياة 75 شخصًا في يوليو وسبتمبر ونوفمبر 2023
تصل مقاطع مروعة من بورتو أليغري، #PortoAlegre عاصمة ولاية ريو غراندي دو سول (RS) جنوب البرازيل، حيث تحدث أسوأ فيضانات في تاريخها بسبب الأمطار الغزيرة.
وقد توفي 58 شخصا ومازال 67 مفقودا، في كارثة "غير مسبوقة". واصبحت العديد من البلدات معزولة، وانهارت الطرق، وتعطلت الاتصالات في… pic.twitter.com/ZMwqF58vyK
بدأت الأمطار الغزيرة والرياح القوية تضرب الجزء الشمالي من الولاية يوم 28 أبريل؛ وبحلول اليوم التالي، كانت قد انتشرت في الولاية بأكملها تقريبًا. حدثت العواصف بين 28 أبريل و1 مايو بسبب جبهة باردة مرتبطة بمنطقة الضغط المنخفض فوق البحر، مع تأثرها أيضًا بتدفق الرطوبة القادمة من شمال البلاد.
وفقًا لتقرير INMET، وصل معدل هطول الأمطار إلى أكثر من 150 مليمتر (5.91 بوصة) في بعض أجزاء ريو غراندي دو سول في 24 ساعة في 30 أبريل؛ وأفاد لاحقًا أن متوسط هطول الأمطار في منطقة بورتو أليغري في الاثني عشر يومًا الأولى من شهر مايو قد يصل إلى 333.1 مليمتر (13.11 بوصة)، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف متوسط القيمة الشهرية المسجلة بين عامي 1991 و2020 (113 مليمتر (4.4 بوصة)).
فيضانات الخليج العربي 2024
فيضانات الخليج العربي هو موسم فيضان بدأ في يوم 14 أبريل 2024 عندما أثرت الأمطار الغزيرة بشدة على دول الخليج العربي نتيجة "منخفض الهدير"، مما تسبب في فيضانات مفاجئة في جميع أنحاء المنطقة.
وكان للفيضانات تأثير كبير في جميع دول الخليج، إذ تأثرت عمان والإمارات العربية المتحدة بشكل خاص أكثر من غيرها، مما أدى إلى مقتل العشرات، بما في ذلك 19 فقط في عمان. كما شهدت جنوب شرق إيران واليمن والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى دول الخليج الأخرى كالبحرين وقطر، هطول أمطار غزيرة أدت إلى حدوث فيضانات كذلك.
بالرغم أن منطقة الخليج العربي تشتهر بالطقس الحار والجاف، إلا أنها تشهد أيضاً هطول أمطار بشكل غزير بشكل أكثر انتظامًا في السنوات الأخيرة، ما تسبب في حدوث فيضانات.
وفي عمان قُتل ما لا يقل عن 19 شخصاً بسبب الفيضانات، وكان من بينهم 10 من تلاميذ المدارس وسائقهم الذي جرفت مياه الفيضانات سيارتهم في سمد الشان في 14 أبريل. عثر رجال الإنقاذ على جثة فتاة في ولاية صحم، وكانت المنطقة الأكثر تضرراً هي محافظة شمال الشرقية حيث تم الإبلاغ عن فيضانات واسعة النطاق. تم إلغاء أو تأخير بعض الرحلات الجوية من مطار مسقط الدولي.
فيضانات الخليج العربي هو موسم فيضان بدأ في يوم 14 أبريل 2024 عندما أثرت الأمطار الغزيرة بشدة على دول الخليج العربي نتيجة "منخفض الهدير"، مما تسبب في فيضانات مفاجئة في جميع أنحاء المنطقة. pic.twitter.com/TSwU2MOp5X
— مشعل الديحاني (@AldyhanyMsh) May 4, 2024فيضانات في سلطنة عمان pic.twitter.com/DsMrLvKBmm
— محمد لمين بليلي (@bellmolamine) March 9, 2024فيضانات في سلطنة عمان pic.twitter.com/tD0FgdJJ0P
— محمد لمين بليلي (@bellmolamine) March 7, 2024